ينطلق رسمياً التشغيل التجريبي لقطارات السكك الحديدية بخط سكة حديد «الفردان – بئر العبد» بطول 100 كم، اليوم الاثنين، في إطار تنفيذ ممر «العريش – طابا» اللوجيستي المتكامل والذي يبدأ من ميناء العريش البحري حتى منفذ طابا البري ويربط بينهما خط سكك حديد «العريش – طابا»، وهو امتداد لخط «الفردان - بئر العبد – العريش» مروراً بمنطقة الصناعات الثقيلة فى وسط سيناء.

تجديد مسافات متفرقة

يمتد خط الفردان بطول 100 كيلومتر، اشتمل على الكثير من الأعمال كتجديد مسافات متفرقة بطول 22 كم وإعادة تأهيل مسافة 64 كم، حيث تم رفع السكة الحالية وإعادة تأهيل الجسر ووضع قطاع تزليط جديد وإعادة تركيب السكة مرة أخرى وإعادة تركيب السكة التي سبق سرقتها أثناء فترة الانفلات الأمني بطول إجمالي 14 كم.

المشروع جملته، وفق تقرير لوزارة النقل، يأتي ضمن مشروع إعادة تأهيل وتطوير وإنشاء خط «الفردان - شرق بورسعيد - بئر العبد - العريش – طابا» البالغ إجمالي أطواله حوالي 500 كم، منه إنشاء خط «بئر العبد – العريش» بطول 81 وكذلك إنشاء خط «العريش - النخل - التمد – طابا» بطول 275 كم.

إنشاء كوبري معدني جديد

لم تقتصر الأعمال بالمشروع على ذلك فقط، بل تضمنت إنشاء كوبري معدني جديد بمنطقة الفردان وإعادة تأهيل الكوبري القائم كوبري الفردان هو كوبري معدني بطول 640 متر يتكون من جزئين يمر أعلى قناة السويس، وهو يربط خطوط السكك الحديد غرب قناة السويس بسيناء لتعظيم التنمية بشبه جزيرة سيناء وزيادة معدل نقل الركاب والبضائع بين الوادي وسيناء.

أعمال التجديد والتطوير، اشتملت محطات بئر العبد والمحطات الأخرى مثل القنطرة شرق وجلبانة ورمانة وبالوظة، بجانب العمل على إنشاء محطة جديدة في العريش، حيث تم تجديد رصيفي القطار من الناحيتين بكل محطة، وكذلك الشكل الخارجي لها والداخلي من حيث أماكن الاستعلامات وشبابيك التذاكر والمسارات المؤدية إليها وذلك لتنظيم حركة الركاب داخل المحطة أثناء رحلتي الذهاب والعودة، وفق تقرير لهيئة السكة الحديد.

تطوير نظم الإشارات

تولت شركة ميرميك الإيطالية بالتعاون مع هيئة السكك الحديدية، مشروع تطوير نظم الإشارات على خط «الفردان - بئر العبد» بطول 100 كم، بالإضافة إلى وصلة شرق التفريعة بطول 44 كم «المرحلة الأولى والذي يدخل ضمن الممر اللوجيستي «طابا - العريش».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السكة الحديد القطارات خط الفردان الفردان بئر العبد

إقرأ أيضاً:

العبر والاعتبار

تتأمل العالم من حولك في اللحظة التي قد يبدو فيها أن القانون للضعفاء فحسب، وأن الأقوياء لا يسري عليهم القانون، أن المبادئ العليا والأخلاق إنما هي ستار براق، وعبارات تقال للاستهلاك الإعلامي فحسب، وأن المصلحة هي التي توجه التصرفات، وأن المال هو مرتكز القوة والنفوذ والتأثير، وكل ما عداه عليه الخضوع والانصياع؛ في اللحظة التي تضرب فيها الولايات المتحدة الأمريكية الأمثلة الحية على تأثير المال والأعمال حتى على المؤسسات القانونية والاجتماعية، وترفع هدفًا أسمى وأعلى هو ضبط الأموال وجني مزيد من الأموال، وشيئًا فشيئًا يتجرد الجشع من قناعه، خاصة إذا أدرك المرء ليس فحسب الاحتكارات الأمريكية في مجال التقنية والتكنولوجيا، والزراعة والمحاصيل، بل والمصارف، حيث في غالبية العالم لا تجري عملية مالية دون أن يكون للشركات الأمريكية نصيب منها، مع ذلك ها هي أمريكا نفسها تستشعر خطر السقوط، وكل ما يفعله الرئيس الأمريكي الحالي بتصرفاته هو إعلان ذلك الخوف الأمريكي على العالم بأسره، في سعيه الأخرق لإثبات أحقية أمريكا في جمع الإتاوات، والجزية إذا استعرنا لغة الفقه الإسلامي.

مع ذلك فإن وقفة العالم مع المظلومين في القضية الفلسطينية، خاصة تلك الوقفات التي لم تنبع من دافع ديني أو عرقي، الوقفات الحرة التي لم تملها الانتماءات القومية، والمصالح الذاتية، تقول عكس ما سبق، إن هناك من يؤمن بالنضال من أجل عالم أكثر عدالة ومساواة، عالم يسوده القانون الذي ينصف الضعيف من القوي، ويقف في وجه القوي الذي يريد سحق الضعيف لتحقيق مصالحه، كل ذلك يقول إن هناك أملا، لكنه أمل يتعزز بالوقفة البشرية الحرة وتجلي الضمير الإنساني الصادق مع نفسه وذاته، حتى وإن كانت مراكز القوى السلطوية متأثرة بثقافتها العدائية القديمة، تلك الثقافة العنصرية التي لا تبحث عن العدالة بل تقوم على التمييز ومحاباة الذات ومصالحها.

نقول العنصرية لأن ما يبدو على السطح قصة مصالح وتكديس الثروات وألعاب الحرب من أجل المنفعة الاقتصادية قصيرة النظر، قد لا يكون، بنظرنا، غير تجليات عنصرية، العنصرية المتسيدة التي ما زالت تقاوم دحرها؛ وأن تلك القضية الحساسة في نظرة الإنسان للإنسان، ما زالت قارة في الأنفس حتى وإن نفتها الألسن، وأن العالم ليس منشقًا في الواقع إلا من جهة تلك العنصرية نفسها، وأن العنصرية والتمييز ما زالا معشعشَيْن في الرؤوس، وما اللاعبون الرئيسيون على مسرح الأحداث العالمية اليوم غير بقايا داعمي تلك العنصرية نفسها، أينما ولّينا وجوهنا، وحين نرى دولة مثل جنوب أفريقيا تقف في وجه ذلك التيار، فتلك علامة، لأن جنوب أفريقيا دولة كافحت لتتحرر من عنصريتها، فهي تتعرف بسهولة على أعدائها القدماء، وهم نفس الحزب الذي حاول الوقوف في وجه تحررها في الماضي القريب.

لنا أن نتأمل بكثير من التمعن أن أعظم ثورتين سلميتين في عالمنا المعاصر، الهندية والجنوب أفريقية، قادهما محاميان، هما غاندي ونلسون مانديلا، لأن في ذلك ما يُقرأ عن روح العالم المعاصر وقواه، وأين يكمن مفصل الأزمة المعاصرة إن لم يكن في القانون؟ بين روح القانون وبين استغلال القانون، وذلك ما يعرّي ويجرّد كل النظام العنصري والاستعماري من أقنعته، وبصياغة أخرى ذلك ما يجعل الظلم يتميز من العدل بشكل حاد صريح، وذلك بالتحديد ما يجعل روح الإنسانية تتجلى.

كتب نلسون مانديلا بمذكراته، في معرض وصفه لأقسى وأعنف مديري سجن جزيرة روبين الذي قضى فيه معظم سنوات حياته، جملة كاشفة «إن في أعماق كل إنسان، حتى أكثر الناس وحشية وقسوة، قدرًا من الإنسانية»، ويبدو أن ذلك القدر من الإنسانية الذي يحمله كل إنسان هو الذي يبعث الأمل، ذلك القدر الضئيل الصغير كاف ليجعل الأمل حيًّا يرزق، مهما بدا الظلام والظلم كثيفًا وشاملًا، ومهما بلغ الفساد من التعاظم والسفور والاستفزاز، فهناك دومًا في الأعماق لحظة عدالة وحقيقة يؤمن بها كل إنسان، وهي اللحظة التي تجذبنا وتؤثر فينا جميعًا، أيًّا كان موقعنا من أي قضية.

إن الحق شيء يدعيه حتى أكثر الناس إيغالًا في الباطل، وذلك في حد ذاته دليل على أن الحق والعدالة والرحمة هما بوصلة الإنسانية ومنهجها الروحي، لذلك فإن مرجع الحقيقة يحكمنا ويؤثر على أفعالنا، وعلى ذلك فإن كل الدعاوى السطحية، وكل الخلافات الظاهرة إنما تنبئ عن مدى ضياعنا وظلام الأعماق التي نغوص فيها، عن المجاهيل الإنسانية داخلنا، والتي لم نتمكن حتى اليوم من كشفها للخروج منها، وهي نفسها المجاهيل التي تعيق معرفتنا للإنسان داخلنا وهي التي تدفعنا للحروب، والتقاتل، وهي دومًا كما جرت العادة تقع في الماضي، فنحن نستعيد الماضي كي نحارب في الحاضر، إنها القوة التي تبقينا في الخلف وتوهمنا أننا نتجه للأمام، وما ذلك إلا لأننا لم نعرف بعد كيف نتحرر من قيودنا، ولا أين اتجاه الزمن.

لقد مرت علينا خاصة في القرن العشرين، من أوله لآخره، كثير من الدروس البليغة في حياة الشعوب، كثير من العبر وديوان المبتدأ والخبر إذا استعرنا ابن خلدون، ليس فقط في ميدان تحرر الشعوب والبلدان من الاستعمار وما حل بها بعد ذلك، بل كذلك عن المدى الحالم الذي انفتح في القرن العشرين، حين هبت نسائم الحرية، وكيف أن ذلك المسار جرى إفشاله وإفساده من داخل وخارج الحركات نفسها، لكن مع ذلك تحققت للإنسانية تجارب يمكنها النظر والتأمل فيها بجدية والتعلم منها.

لا تكفي هذه العجالة لتأمل تجربة هائلة، لكن نوردها هنا للمغزى العام، فمع نهاية القرن العشرين سقط الاتحاد السوفييتي بالشكل الذي كان معروفًا عليه، ولكن لم يعن ذلك سقوط روسيا التي ما زالت فاعلًا دوليًّا مهمًّا، ولكنها كما يبدو لنا اليوم انجرت للعبة محاربة المعسكر الغربي، ولكن الاتحاد السوفييتي نفسه كتجربة، سواء اتفقنا أم اختلفنا معه، كان يحمل تجربة تاريخية فريدة، من جهة أنه كان قائمًا على حلم بالمستقبل، وكان قائمًا على تنظير ماركسي، وتطبيق وتنظير لينيني، وهي تجربة تاريخية فريدة من نتاج الأفكار البشرية المعاصرة، التي كانت باحثة عن العدالة والحق وكشف الظلم، واستمر كتجربة اتحادية ما يقارب المائة عام، وفي نهاية القرن العشرين كان لدى الروس من وضوح الرؤية والشجاعة ما جعلهم يتوقفون عن المضي قدمًا في مشروعهم الاشتراكي اللينيني، ومهما كان الأمر أو الخيارات المطروحة حينها، وصواب القرار من خطأه، فإن لنا أن ننظر في تلك اللحظة نفسها لنرى مدى وضوح الرؤية وعدم الرغبة في المكابرة على الخطأ الملموس، وذلك الصدق السوفييتي أمام النفس، بظننا دليل قوة وحساسية عالية ونتاج تحضّر، وهو الذي نبه باقي مجموعة الدول الاشتراكية إلى تصحيح أحوالها الاقتصادية، وهو الذي أنتج لنا الصين بالشكل الذي نعرف اليوم والذي تخشاه الولايات المتحدة كل الخشية.

العالم مليء بالعبر لكن المعتبر قليل، أو بطيء الاستيعاب، أو أنه لا يعتبر إلا بعد وقوع الكارثة.

إبراهيم سعيد شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • محافظ سوهاج يتفقد أعمال إنشاء كوبري أعلى مزلقان الروافع قبلي
  • السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين
  • مواعيد القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية» اليوم الإثنين 10 مارس 2025
  • شاهد أحدث تصوير جوي لمشروع إنشاء محطة تحيا مصر 2 متعددة الأغراض
  • السكرتير العام المساعد ببني سويف يناقش إجراءات استكمال مشروع إنشاء كوبري الشاملة
  • السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد
  • لو مسافر.. اعرف مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية اليوم الأحد
  • مصر تحاصر مخطط الشرق الأوسط ضدها
  • العبر والاعتبار
  • الصحة: فريق الحوكمة يتفقد مستشفى العريش العام وبئر العبد ويوجه بإجراءات فورية