تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تُعدُّ الافتتاحية التي نشرتها صحيفة "النبأ" في الساعات الأولى من صباح الجمعة 4 أكتوبر 2024، نموذجًا واضحًا لخطاب تحريضي طائفي، يعتمد على تقسيم المجتمع الإسلامي وتحفيز العداء بين مكوناته.
يستند هذا الخطاب إلى تأطير العلاقات بين السنة والشيعة من خلال لغة متطرفة ومواقف عدائية، حيث يتم تصوير الشيعة كأعداء دينيين دائمين.

تحليل هذا النوع من الخطاب يستدعى أدوات نقدية لفهم استراتيجياته ومخاطره، إلى جانب استكشاف بنيته الأيديولوجية التي تسهم في تأجيج التطرف.
كما تعكس افتتاحية صحيفة "النبأ" ارتباطًا مباشرًا بما يحدث في الحرب ضد حزب الله من خلال تبنيها خطابًا طائفيًا صارخًا يستهدف "الرافضة" بشكل عام وحزب الله بشكل خاص.
تطرح الافتتاحية العداء ضد الشيعة كأمر ديني مُلزم، وتتجاوز الصراع السياسي أو العسكري التقليدي لتحوله إلى حرب دينية طائفية، حيث يتم تصنيف حزب الله ليس فقط كعدو سياسي أو خصم عسكري، بل كتهديد ديني يقتضي مواجهته باعتباره "أشد كفرًا وفتنة" من اليهود.
هذا الخطاب يعزز حالة الاستقطاب الطائفي ويغذى التطرف، حيث يبرر الحرب ضد حزب الله على أساس عقائدي أكثر من كونه خلافًا سياسيًا، ويؤجج الصراع الإقليمي عبر تصعيد حدة التحريض ضد أي تقارب أو تفاهم مع القوى الشيعية.
وهو ما يجعل الحرب ضد حزب الله ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل حربًا أيديولوجية تهدد بزيادة التطرف والتوترات الطائفية في المنطقة.
عند تحليل خطاب "النبأ"، نجد أن النص يعتمد على عدة استراتيجيات لتعزيز الكراهية والانقسام الطائفي. من أبرز تلك الاستراتيجيات:
التصنيف الطائفي: النص يُكرّر استخدام مصطلح "الرافضة" لوصف الشيعة، وهو تعبير يحمل دلالات طائفية تُقصى الشيعة من دائرة الإسلام الجماعي. هذا التصنيف يهدف إلى تعزيز الانقسام بين "نحن" و"هم"، مما يعمق حالة العداء بين الطائفتين.
العداء الديني المتأصل: النص يُبرز العداء ضد الشيعة بوصفه أمرًا دينيًا قائمًا بغض النظر عن موقف الشيعة الفعلي. يتم تصوير العداء كواجب دينى يعتمد على الطعن فى معتقدات الشيعة، مثل القول بتحريف القرآن أو التعرض للصحابة.
تحويل الصراع إلى معركة دينية: النص يسعى لتحويل الخلاف السياسي والعسكري مع حزب الله إلى صراع ديني لا يمكن تجاوزه إلا بإسلام الشيعة. هذا التحويل يزيد من شدة التوترات الطائفية ويُضفي على الصراع بُعدًا أيديولوجيًا.
شيطنة الخصم: الخطاب يبالغ في تصوير الشيعة كعدو داخلي أخطر من اليهود، مما يؤطرهم كتهديد وجودي للإسلام. هذه المبالغة تساهم فى تعزيز مناخ التحريض والكراهية وتفتح الباب أمام تصاعد أعمال العنف الطائفي.
بنية الخطاب
النص يعتمد في بنيته على تقديم صراع طائفي يستمد شرعيته من تفسيرات دينية وتأويلات متشددة، مما يجعل الخطاب يبدو كأنه ضرورة دينية لا مجال للنقاش فيها. يُمكن تلخيص الاستراتيجية البنيوية للخطاب في عدة نقاط مترابطة:
استغلال المفاهيم الدينية: النص يتلاعب بمفاهيم مثل "الولاء والبراء" لتوجيه الصراع نحو القتال الطائفي، مُحولًا أي تقارب بين السنة والشيعة إلى خيانة دينية. هذا الاستخدام لمفاهيم الجهاد والمواجهة يعزز من استقطاب الجمهور ويجعل العنف مبررًا دينيًا.
إثارة المخاوف والتحذيرات: الخطاب يُحذر من أي محاولة للتقارب بين المذاهب، ويُصوِّر أى تحالف سياسي أو اجتماعي بين السنة والشيعة كخطر يُهدد الهوية الدينية. من خلال هذا، يتم تأكيد استحالة المصالحة أو التعايش بين الطرفين.
توجيه العداء سياسيًا: النص يوجه اتهامات للتحالفات السياسية، مثل تلك بين الإخوان المسلمين والشيعة، ويعتبرها تهديدًا مزدوجًا للأمة. هذه الاستراتيجية تهدف إلى ضرب أي تحالفات من شأنها تخفيف الاحتقان الطائفي، مما يخدم المصالح السياسية للأطراف التي تغذي الصراع.


النقد والمخاطر الافتتاحية تُظهر بوضوح كيف يمكن استغلال الدين للتحريض على الكراهية. النص يُساهم في تعزيز الانقسامات داخل المجتمع الإسلامي، ويُصعِّد من خطاب العداء الذى يُعقّد فرص الحوار والتعايش. ومن أبرز النقاط النقدية:
إقصاء التعددية: النص يتجاهل التعددية الدينية داخل الإسلام، ويحول أي اختلاف فقهى إلى قضية تكفيرية، مما يلغى إمكانية التعايش السلمي.
التحريض على العنف: الخطاب يشجع العنف الطائفي من خلال تصوير العداء للشيعة كواجب ديني، مما يفتح الباب أمام الفتن والحروب الداخلية.
تسخير الجهاد لأهداف طائفية: النص يستغل مفهوم الجهاد بطريقة مشوهة، ليبرر مواجهة الشيعة، وهو استخدام خاطئ يناقض الأهداف الشرعية للجهاد فى الإسلام.
إن الخطاب الطائفى الذى يتبناه النص لا يسعى لحل الخلافات بقدر ما يعمقها، ويُسهم في تأجيج الصراعات الدينية والطائفية داخل المجتمعات الإسلامية.
التحليل النقدي يكشف أن هذا النوع من الخطابات يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي من خلال تغذية الكراهية والتحريض على العنف، مما يتطلب مواجهة شاملة تركز على تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف مكونات الأمة الإسلامية.
الدلالات الافتتاحية التي جاءت في صحيفة "النبأ" تعكس عدة دلالات مهمة ذات صلة بتنامي الفكر المتطرف وتوسيع نطاق العداء الديني والطائفي. يمكن تحليل هذه الدلالات وتأثيراتها كما يلي:
تعميق الانقسام الطائفي
الخطاب الاستئصالى ضد الشيعة: تركز الافتتاحية على شيطنة الطائفة الشيعية وتكفيرها بشكل كامل، معتبرة أن "العداء الديني" معهم أمر جوهرى لا يمكن تجاوزه إلا بإسلامهم. هذا الخطاب يساهم فى تعميق الكراهية الطائفية بين المسلمين من الطائفتين الشيعية والسنية، ويخلق بيئة خصبة لنمو العنف الطائفي.
اعتبار الشيعة "أعداء الإسلام": التركيز على الشيعة كأعداء للإسلام وأخطر من اليهود يسهم فى تشويه أى نوع من الحوار أو التعايش بين المذاهب المختلفة، مما يزيد من الفجوة الطائفية والتطرف داخل المجتمعات الإسلامية.
تعزيز مفهوم العداء الدائم
العداء الأبدي: الافتتاحية تؤكد على أن العداء مع "الرافضة" هو عداء دينى لا ينتهى إلا بإسلامهم، وهو عداء يتجاوز النزاعات السياسية أو العسكرية إلى مسألة عقدية دائمة. هذا الفكر يشرع الصراع المستمر مع الشيعة ويبرر استمرارية العنف ضدهم بغض النظر عن الأوضاع السياسية.
تشويه المقاومة السياسية والعدو المشترك
تغيير الأولويات في الصراع: رغم الاعتراف بالصراع مع اليهود، تركز الافتتاحية على أن فتنة الشيعة أعظم وأخطر من "فتنة اليهود"، مما يعيد توجيه بوصلة الصراع بعيدًا عن القضية الفلسطينية أو الصراع مع إسرائيل إلى صراع طائفي داخلي.
هذا التحول في الأولويات يعزز من التوجهات الطائفية ويهمش القضايا المركزية التى تجمع الأمة.
شيطنة التحالفات المقاومة: تُتهم الفصائل الإسلامية، وخاصة الإخوان المسلمين، بالتحالف مع "الرافضة" وتقديم الولاء لهم. هذه الخطابات تسعى إلى تقويض أى نوع من التحالفات السياسية أو العسكرية المشتركة بين الأطراف الإسلامية المختلفة، ما يعزز التشرذم بين المسلمين ويضعف وحدتهم ضد أعداء مشتركين.
استراتيجية التجييش ضد الاعتدال
تقديم التطرف كحل نهائي: الخطاب فى الافتتاحية لا يقدم أى مجال للحلول الوسط أو الحوار، بل يدعو إلى المواجهة المستمرة والتجييش ضد الطوائف الأخرى، حتى داخل الصف الإسلامي.
هذا الفكر يسهم فى خلق بيئة خصبة للتطرف ويجعل من الصعب على التيارات المعتدلة أن تجد مساحة للتحرك أو التفاوض.
تشويه المفاهيم الدينية الوسطية: استخدام بعض المفاهيم الإسلامية مثل "الولاء والبراء" وتحويرها لتبرير العداء الدائم والتحالفات العسكرية والسياسية مع الجماعات الأكثر تطرفًا، يُسهم فى إضفاء الشرعية الدينية على أفعال العنف والتكفير.
توسيع دائرة التكفير
تكفير الفصائل الإسلامية الأخرى: تُكفِّر الافتتاحية بشكل صريح فصائل الإخوان المسلمين وتعتبرهم "مرتدين"، مما يدل على توسع دائرة التكفير لتشمل ليس فقط الشيعة، بل حتى الفصائل السنية التى تختلف فى استراتيجياتها ومواقفها السياسية. هذا الأسلوب يعزز ثقافة التكفير والرفض المتبادل بين الأطراف الإسلامية، مما يمهد الطريق لنشوب صراعات داخلية.
تشويه الخطاب الديني والالتفاف حوله
تحريف المفاهيم الدينية: يتم في الافتتاحية تحوير المفاهيم الدينية الجوهرية، مثل الاستغفار والرحمة، ليتم تكييفها بما يناسب الخطاب الطائفي المتطرف. وهذا يعزز الفكر المتشدد ويعطى غطاءً دينيًا لأى أعمال عنف أو عداء موجهة للطوائف الأخرى.
تشويه مفهوم الجهاد: يتم تقديم الصراع الطائفي كجزء من "الجهاد" في سبيل الله، مما يشوه هذا المفهوم الديني العميق ويجعله أداة في يد الحركات المتطرفة لاستقطاب المجتمعات والشباب.
الأثر على تنامى التطرف
تحفيز العنف الطائفي: الدلالات المستخلصة من الافتتاحية تؤدى إلى تعزيز العنف الطائفى وزيادة الهجمات ضد الشيعة أو أى فصائل سنية تعتبر "منحرفة" عن النهج المتطرف.
توسيع دائرة الاستقطاب: هذا الخطاب يجذب المتطرفين ويزيد من انتشار الفكر التكفيري، مما يشجع الشباب على الانخراط في الحركات الإرهابية والميل نحو التطرف.
عرقلة جهود المصالحة والحوار: الخطابات التي تدعو إلى المواجهة الطائفية الدائمة تضعف من فرص الحوار والمصالحة بين الفصائل الإسلامية المختلفة، مما يزيد من تعقيد النزاعات الداخلية فى الدول الإسلامية.
زيادة العداء تجاه التيارات المعتدلة: باعتبار التيارات المعتدلة "متواطئة" أو "منحرفة"، يتم تضييق مساحة الحركة أمامها وتشجيع فكر المواجهة والعنف بدلًا من الحوار.
وأخيرا فإن الافتتاحية التي تم تناولها تعكس خطابًا متطرفًا يعزز الانقسام الطائفي ويعمق العداء بين المسلمين، كما تمهد الطريق لمزيد من التطرف والعنف.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المفاهیم الدینیة الافتتاحیة ت بین المسلمین هذا الخطاب الخطاب ی حزب الله من خلال خطاب ا دینی ا النص ی

إقرأ أيضاً:

قامات غربية أمينة تحذر إسرائيل من خطر التطرف

تتواتر منذ السابع من أكتوبر الماضي شهادات قامات أمينة من بلاد الغرب وأحيانا من إسرائيليين ظلوا مسكونين بهواجس زوال دولتهم وينبهون مواطنيهم إلى مخاطر التطرف اليميني العنصري الذي لا يستغني عنه ناتنياهو حتى يستمر عهد حكمه وهو واثق أنه مهدد بقضايا عدالة بلاده لو غادر السلطة!

هذه الحلقة العبثية المفرغة هي التي يتواصل فيها منطق الإبادة والانتقام السهل من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة منذ سنة كاملة وفي لبنان اليوم.

نلمس في الشرق الأوسط إعادة رسم الموازين وتغير مواقع القوة فاليوم مثلا الأربعاء 2 سبتمبر تأكد أن جبهات المقاومة ترد بالصواريخ على الصواريخ وتتحدى من كان يتفاخر بأنه الأقوى والأعتى سلاحا والذي لا يهزم!وتساءل رجل الدولة الديغولية النزيه الذي كان رئيسا لحكومة فرنسا ووزيرا لخارجيتها (السيد دومينيك دو فيلبان) هذا الأسبوع على المباشر في قناة فضائية فرنسية قائلا: "لن ينام إسرائيلي واحد مطمئنا على صوت صفارات الإنذار والهرع إلى المخابئ تحت الأرض وهو يعيش يومه مذعورا من رشقات الصواريخ التي ينفذها عناصر حماس والجهاد من القطاع وينفذها الحوثيون من اليمن كما ينفذها حزب الله من لبنان وربما الحشد الشعبي من العراق.. وأخطرها انطلقت من إيران نفسها فجر الثلاثاء الماضي في شكل صواريخ بالستية متطورة تصنعها إيران ولا تستوردها من الغرب وقد ضربت أغلب جهات فلسطين المحتلة وانطلقت من مناطق عديدة في إيران!

هذه الجبهات المفتوحة يتكاثر عددها ولا تعبأ بردود الفعل من الكيان المحتل نظرا للفرق الكبير أولا بين مقاوم فلسطيني مولود في أرضه وأرض أجداده وبين جيش (تساحال) القادمة فلوله من أوطان بعيدة وغريبة عن فلسطين.

ويضيف السيد (دوفيلبان) مؤكدا الفرق الشاسع بين الجمهورية الإيرانية ذات الخمسة ألاف سنة من التاريخ والحضارة وبين دولة نشأت عام 1947 على الإرهاب والقتل بتهجير 700 ألف فلسطيني من بيوتهم وإحلال شتات دخيل مكانهم!

ويقول الرجل السياسي الأمين بأن هنا يكمن الداء الحقيقي والأصلي الذي جعل أوروبا تشعر بالذنب إزاء اليهود لأنها شاركت ألمانيا النازية في محرقتهم التي يسمونها (الهولوكوست).

ويضيف: "هذه المأساة ستتواصل وأفضل طريقة لإصلاح ما أفسده الدهر هو قبول إسرائيل لحل الدولتين حيث يتعود الجيل الجديد على التعايش بسلام دون تعصب أو إلغاء للأخرين ويعود الأمن تدريجيا الى الشرق الأوسط!".

ونلخص لكم في نفس السياق ما صرح به نائب الشعب الفرنسي (أيميريك كارون) يوم 27 سبتمبر 2024 لقناة فرنسية حيث قال: بأن حقيقة المعضلة الفلسطينية هي في الأصل قضية استعمارية بل هي أخر استعمار استيطاني في العالم وفي القرن الحادي والعشرين وصنعتها أياد غربية منذ وعد بلفور 1917 وفي نفس المرحلة وقع الوزيران ساكس البريطاني وبيكو الفرنسي باسم الامبراطورتين معاهدة لتقسيم الشرق الأوسط بينهما وبدأت مأساة الشعوب العربية وخاصة الفلسطيني. وفي عام 1947 جاء يهود العالم من كل حدب وصوب ليستقروا في أرض اخترعوا لها جذورا تلمودية تزعم أن ربهم وهب لهم هذه الأرض وحدهم بعرق يهودي صاف لم يلوث، وبلغنا اليوم منذ 7 أكتوبر درجة من الفظاعة غير مسبوقة أمام صمت دولي غريب تشبع بالأوهام والأكاذيب ليترك المجازر تتم بعيدا عن المساءلة والعقاب.. بينما لدينا القانون الدولي الذي يحدد قانون الحرب وأخلاق المتحاربين والعودة للسلام عوض قبول قتل الأطفال أو قطع أطرافهم، ولهذه الأسباب أريد فضح الاستعمار المسلط بالقوة والإبادة برضى الدول العظمى التي تريد التخلص من ذنوب مجازر اليهود التي بدأت في ألمانيا في عهد هتلر ولكن شاركت فيها أغلب دول أوروبا من بعد ثم تلقيها على شعب فلسطين.

وأضاف عضو مجلس النواب الفرنسي: "علينا ومن واجبنا تصحيح التاريخ المدلس منذ 70 عاما حتى نحقق السلام العادل لكل الشعوب".

ونأتي إلى الصحفي الأمريكي الشهير (توماس فريدمان) والمعروف بتعاطفه مع إسرائيل حيث كتب افتتاحية (نيويورك تايمز) يقول فيها بجرأة غير معهودة: "إن خطأ الإدارة الأمريكية القديم هو النظر الى القضية الفلسطينية بعيون إسرائيل عوض مراعاة المصالح الأمريكية قبل كل اعتبار".

وأضاف بأن الرأي العام الأمريكي وقع التغرير به فاعتقد في مجمله أن مصالح الولايات المتحدة هي في مصالح إسرائيل مهما ارتكبت من مروق عن القانون بما فيه القانون الأمريكي بعد أن كانت إسرائيل تفاخر بأنها دولة القانون و الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط!.

ونأتي إلى تقرير دقيق ونزيه نشرته صحيفة (التلغراف) البريطانية هذه الأيام فكتبت: "العيش في إسرائيل تحول إلى كابوس مع انعدام الأمن وأصبح علماؤها يغادرونها بل تصاعدت موجة من الهجرة المعاكسة فقد رحل 30 ألف من خيرة أطبائها وأساتذتها الجامعيين مع تفاقم الميز العنصري المتطرف وقالت نشرية (كوفاس بي دي أي) المتخصصة في رصد الحياة الاجتماعية والاقتصادية أن الهجرة لا تقتصر على الأفراد بل إن عائلات بأكملها شعرت بضرورة العودة إلى أوطانها الأصلية لتضمن التمدرس الآمن لأبنائها بسبب عجز إسرائيل عن جلب أساتذة أكفاء لجامعاتها كما أن شركات صناعية واقتصادية و تجارية غادرت إسرائيل بسبب نقص الإنتاج وتعطل التنمية.

وأكدت النشرية أن حوالي 60 ألف من الشركات العاملة في اسرائيل حولت نشاطها إلى دول أخرى منذ السابع من أكتوبر 2023 أو هي تخطط للرحيل.

عودة مباركة لروح الغضب المقدس لدى أصحاب الحق والشرعية والذين لا يخرجون عن القانون الدولي وهو الذي يمنحهم حق مقاومة محتلي أرضهم بكل الوسائل..ثم حللت (التلغراف) أسباب هذه الانهيارات المتعاقبة فأرجعتها إلى تهديد رئيس الحكومة بتغيير قواعد القضاء مما يجعل الناس عادة غير مطمئنين لعدالة مهزوزة وإصرار نتنياهو على مواصلة الحرب مما يهدد باندلاع حرب إقليمية واسعة فبعد غزة تحرك نحو لبنان وشاركت قوة عظمى في دك الحديدة باليمن وضرب مناطق في سوريا والعراق!

وعلى ضوء هذه الحقائق نلمس في الشرق الأوسط إعادة رسم الموازين وتغير مواقع القوة فاليوم مثلا الأربعاء 2 سبتمبر تأكد أن جبهات المقاومة ترد بالصواريخ على الصواريخ وتتحدى من كان يتفاخر بأنه الأقوى والأعتى سلاحا والذي لا يهزم!

عودة مباركة لروح الغضب المقدس لدى أصحاب الحق والشرعية والذين لا يخرجون عن القانون الدولي وهو الذي يمنحهم حق مقاومة محتلي أرضهم بكل الوسائل.. وبلغ التهور يوم الإربعاء بوزير خارجية حكومة إسرائيل أن أعلن بأن السيد (غوتيريتش) الأمين العام للأمم المتحدة يعتبر شخصا غير مرغوب فيه في "بلادهم" وهو سلوك غير مسبوق!

مقالات مشابهة

  • كشف المستور: رئيس التيار الشيعي يفضح أسرار العلاقة بين الشيعة وحزب الله
  • تحذيرات من تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الإرهابية
  • عبدالمنعم سعيد: العالم يعيش حالة حرب وإسرائيل تمارس العنف ضد أي طرف
  • هكذا وظفت إسرائيل الخطاب الديني في عدوانها على لبنان
  • مفكر سياسي: العالم يعيش حالة حرب والاحتلال يمارس العنف ضد أي طرف
  • قامات غربية أمينة تحذر إسرائيل من خطر التطرف
  • معالم الفشل.. تشنج الخطاب (1-2)
  • بنية الخطاب السياسي الوطني والرواية التسجيلية التوثيقية المعاصرة
  • دورة الألعاب السعودية| العداء علي ماس يحصد ذهبية سباق 100 متر