القيادة الحوثية.. هدف إسرائيلي أم أمريكي محتمل؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
صعدت جماعة الحوثي المسلحة هجماتها البحرية، والعابرة للحدود باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل عقب اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان.
ومع تزايد جرأة الحوثيين واستمرارهم في شن الهجمات على إسرائيل، يقول المحللون إن تل أبيب قد تكون مستعدة لاستهداف قيادة الجماعة، خاصة بعد عملية اغتيال حسن نصر الله.
وفي الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، قال الجيش الأميركي إنه هاجم منشآت عسكرية للحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وضربت 15 هدفاً للحوثيين. حسب مصادر يمن مونيتور فقد استهدفت أربع محافظات “صنعاء، الحديدة، ذمار، البيضاء” وهو توسيع للهجمات الأمريكية.
لن يتراجع الحوثيون
وتأتي هذه الضربات بعد خمسة أيام من تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي عملية عسكرية بعيدة المدى ضد أهداف حوثية في ميناءي رأس عيسى والحديدة. دمرّت الغارات محطتي كهرباء، وخزانات الوقود في الميناءين. وهي الهجمات الثانية منذ يوليو/تموز الماضي.
تقول الولايات المتحدة إن هجماتها ضد الحوثيين تأتي لوقف هجمات البحر الأحمر. ووفقا لفوزي الجويدي، وهو زميل في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، من غير المرجح أن يتم ردع الحوثيين في أي وقت قريب، وقد يستهدفون أيضا السفن في المحيط الهندي.
وأشار الجويدي إلى أنهم قد يسعون أيضا إلى “الشراكة مع ميليشيات أخرى لبناء تحالف يهدد الأمن في المنطقة”.
فهناك أيضا مجموعات ميليشيا قوية مدعومة من إيران في العراق، والتي لا تزال سالمة إلى حد كبير، وأعلن الحوثيون عن شراكة معها لشن هجمات على الاحتلال الإسرائيلي.
فشل الاستراتيجية الأمريكية
في يوليو/ تموز الماضي أصدر قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، رسالة إلى وزير الدفاع لويد أوستن ادعى فيها أن السياسات الحالية “فشلت” في إحداث التأثير المطلوب على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
ودعا كوريلا إلى اتباع نهج “حكومي شامل” تجاه الحوثيين، والذي سيشمل ضغوطا اقتصادية ودبلوماسية بالإضافة إلى ضغط عسكري أقوى لثني الجماعة الحوثية عن حملتها ضد سفن الشحن في المنطقة. طلب كوريلا من إدارة بايدن استهداف قادة الحوثيين.
وبالفعل سلمت القيادة المركزية الأمريكية أسماء قادة الحوثيين المسؤولين عن استمرار العمليات في البحر الأحمر، لكن إدارة بايدن كانت ترى في ذلك الوقت أن اغتيال قادة الحوثيين يوسع الحرب في قطاع غزة إلى حرب إقليمية، وهو ما أثار انقساماً في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إذ لم يقتل أي من الجنود الأمريكيين المنتشرين في البحر الأحمر ضد الحوثيين.
بعد اغتيال حسن نصر الله والرد الإيراني بقصف إسرائيل التي تستعد لتنفيذ ضربات انتقامية، فإن اغتيال قادة الحوثيين سيجعل من الذهاب إلى حرب إقليمية -من وجهة نظر القادة الأمريكيين- مسار لا يمكن العدول عنه.
الضربات الإسرائيلية في الحديدة تشير إلى رؤية حكومة نتنياهو أن إدارة بايدن فشلت في مهمتها ضد الحوثيين، وأنها ستعتمد على نفسها في مواجهة الحوثيين. وهو ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى تبني سياسات تل أبيب كما يحدث منذ 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، من الممانعة إلى الانخراط في الخطط الإسرائيلية.
اغتيالات إسرائيلية
ويقول المحلل السياسي اليمني أحمد هزاع إن الحوثيين أصبحوا الآن “تحت المجهر الإسرائيلي”.
وقال هزاع في تصريحات صحفية: “إذا كانت إسرائيل قادرة على تحديد مكان نصر الله رغم احتياطاته الأمنية والعسكرية، فماذا عن زعيم الحوثيين؟ أعتقد أن إسرائيل قادرة على ضرب زعيم حركة الحوثي وبقية مساعديه في أي وقت”.
وأضاف هزاع أن الحوثيين وحزب الله تبادلا الخبرات العسكرية والسياسية الكبيرة في السنوات الأخيرة، حيث كان مقتل نصر الله واستهداف إسرائيل لهيكل القيادة العليا لحزب الله مؤثرا بلا شك على الجماعة اليمنية.
وقال المحلل السياسي اليمني خليل العمري إن “الانهيار السريع لحزب الله أثار الذعر لدى جماعة الحوثي التي قد يكون سقوطها أسرع من سقوط حزب الله” .
يوم الأحد، نشرت مجلة “الحرب الطويلة” -التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهي جماعة ضغط تمولها إسرائيل وتتبنى سرديتها- هيكلية القيادة لجماعة الحوثيين، وأبرزت 25 قيادي في الجماعة المسلحة بينهم زعيم الجماعة واثنين من اشقائه، وعمه، ونجل مؤسس الجماعة، ومتحدثيها الرسميين، وقادة القوات البحرية والجوية في قوة الجماعة والذين برزوا بشكل كبير في هجمات البحر الأحمر.
عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة. عبد الخالق بدر الدين الحوثي (أبو يونس)، شقيق زعيم الحوثيين قائد الحرس الجمهوري (الاحتياطي الرئاسي)، وقائد القوات الخاصة، وقائد المنطقة الوسطى، والقائد الفعلي لقوات الصواريخ الاستراتيجية. محمد علي الحوثي (أبو أحمد): عضو المجلس السياسي الأعلى، ورئيس اللجنة الثورية العليا، ويشرف على المشرفين في جميع المحافظات. عبد الكريم أمير الدين حسين الحوثي (عم زعيم الجماعة): وزير الداخلية، مدير المكتب التنفيذي لجماعة الحوثي. علي حسين بدر الدين الحوثي، نجل المؤسس حسين الحوثي، نائب وزير الداخلية، والقائد الفعلي لقوات النجدة والأمن المركزي. مهدي المشاط:رئيس المجلس السياسي الأعلى (مؤسسة موازية لرئاسة البلاد)، والسكرتير الخاص لزعيم الحوثيين. أحمد محمد يحيى حامد (أبو محفوظ) : مدير مكتب الرئاسة، رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، رئيس هيئة الإعلام للجماعة. سفر الصوفي (أبو يوسف): مدير مكتب زعيم الحوثيين. عبد الحكيم هاشم الخيواني (أبو الكرار): رئيس جهاز الأمن والمخابرات. عبد السلام صلاح (محمد عبد السلام): رئيس شبكة المسيرة، الناطق الرسمي، رئيس الوفد المفاوض، وقطب النفط. الشيخ ضيف الله رسام: رئيس مجلس التماسك القبلي. يوسف إحسان إسماعيل المدني:قائد المنطقة العسكرية الخامسة “البحر الأحمر”. محمد أحمد أحمد مفتاح: النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، عالم وفقيه، ورئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى. إحسان الحمرانرئيس جهاز الأمن الوقائي الجهادي المركزي. محمد عبد الكريم الغماري:رئيس الأركان العامة، في حكومة الحوثيين. مطلق أمير المراني:نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات. محمد ناصر العاطفي:وزير الدفاع في حكومة الحوثيين. عبدالله عايدة الرزامي: أحد مؤسسي الحوثيين، وقائد عسكري، وشيخ قبلي. يحيى الحوثي (شقيق زعيم الحوثيين):أقيل مؤخرا وزير التربية والتعليم. يحيى سريع: جنرال ومتحدث عسكري للحوثيين. صالح مسفر الشاعر: الوضع الحالي داخل منظمة الحوثيين غير معروف. قد يستمر في شغل دور قائد منظمة الدعم اللوجستي العسكري التي يسيطر عليها الحوثيون. منصور السعدي: رئيس أركان القوات البحرية والدفاع الساحلي. محمد فضل عبد النبي: قائد القوات البحرية الحوثية. محمد علي القادري:قائد قوات الدفاع الساحلي ومدير الكلية البحرية للحوثيين. محمد أحمد الطالبي: مدير مشتريات الأسلحة.مخاوف المدنيين في اليمن
ومع سعي الحوثيين بشكل متزايد إلى لعب دور إقليمي أكبر، تتزايد المخاوف بين المدنيين اليمنيين، وخاصة بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية المحتملة في المستقبل على المرافق العامة مثل الموانئ ومحطات الطاقة. بعد ما شهدوا وحشيتها وتعمدها في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في قطاع غزة ولبنان خلال العام الماضي.
ويقول ياسر مالك (28 عاماً)، الذي يسكن في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: إن إسرائيل مجرمة، وقاتله، ولا يمكن ردعها عن شن هجمات في اليمن واسعة بمبرر استهداف قادة الحوثيين لكن الهدف هو تدمير اليمن وإشعال الحرائق فيه.
وأضاف: مرتان ضرب الإسرائيليين في اليمن استهدفوا منشآت النفط والكهرباء والموانئ، فهدفهم الرئيسي هو تجويعنا، وهي جريمة حرب واضحة لكن بقية الدول كانت تصفق على الهجمات وكأن حياتنا لا شيء.
ويتفق “مالك” مع الكثيرين في صنعاء أن الغزو الإسرائيلي لـلبنان سيزيد هجمات الحوثيين على الاحتلال الإسرائيلي وفي البحر الأحمر، وسيعقبه رد إسرائيلي. “وسندفع نحن المدنيين الثمن بمعاناة جديدة وكأن سنوات الحرب السابقة لم تكن كافية”.
يمن مونيتور7 أكتوبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام ريال مدريد يكشف تفاصيل إصابة كارفاخال الخطيرة مقالات ذات صلة
ريال مدريد يكشف تفاصيل إصابة كارفاخال الخطيرة 6 أكتوبر، 2024
مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط شمالي غزة 6 أكتوبر، 2024
منتخب اليمن للناشئين يواجه نظيره العُماني ودياً 13 أكتوبر الجاري 6 أكتوبر، 2024
إيران تعلن إلغاء جميع الرحلات الجوية حتى صباح الإثنين 6 أكتوبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر قادة الحوثیین زعیم الحوثیین جماعة الحوثی الحوثیین فی یمن مونیتور فی الیمن نصر الله
إقرأ أيضاً:
خبير هولوكوست إسرائيلي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ممنهجة في غزة بدعم أمريكي
في حوار مع صحيفة "إل موندو" الإسبانية، حذّر الأكاديمي البارز راز سيغال، المتخصص في دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية، من المنعطف الخطير الذي تشهده كلٌّ من "إسرائيل" والولايات المتحدة، مؤكدًا أنه يخشى على سلامته الشخصية بسبب مواقفه العلنية من الحرب على غزة.
ويشغل سيغال، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، منصب أستاذ دراسات الإبادة الجماعية الحديثة في جامعة ستوكتون بولاية نيوجيرسي، وكان من أوائل من وصفوا ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية وفق التعريف الكلاسيكي"، وذلك في مقال نشره بتاريخ 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد أيام فقط من هجوم حماس في السابع من نفس الشهر.
وقال سيغال للصحيفة: "نعم، أخشى أن يأتوا من أجلي. قد يبدو هذا التصريح من زمن آخر، لكنه يعكس الواقع الراهن. إذا بدأ النظام يستهدف أشخاصًا مثلي، فسنكون قد دخلنا مرحلة جديدة وخطيرة. نحن نشهد انزلاقًا نحو استيلاء فاشي على السلطة".
ورغم إدراكه لحساسية الظرف السياسي، شدد سيغال على تمسكه بمواقفه، تمامًا كما فعل حين أعرب مبكرًا عن إدانته لما وصفه بجريمة جماعية ترتكبها "إسرائيل" في غزة، متقدمًا بذلك على الاتهامات الرسمية التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية، والتي اعتبرت في ثلاث مناسبات العام الماضي أن هناك "احتمالًا معقولًا" لارتكاب إبادة جماعية، بالإضافة إلى تقارير مماثلة صادرة عن خبراء أمميين، من بينهم المقررة الخاصة فرانشيسكا ألبانيزي.
ويذكّر سيغال بأن خلفيته العائلية، كحفيدٍ لناجين من الهولوكوست، هي ما يدفعه إلى رفع صوته: "التاريخ لا يغفر، ومن واجبنا ألا نكرره، لا كضحايا ولا كصامتين".
وحين سُئل عن المؤشرات التي دفعته إلى التحذير المبكر من إبادة جماعية في غزة، قدّم البروفيسور راز سيغال إجابة حاسمة مستندة إلى خبرة تمتد لأكثر من عشرين سنة في دراسة الإبادة والهولوكوست.
قال سيغال: "من واجبنا التعرّف على علامات الإبادة مبكرًا وأخذ شعار لن يتكرر أبدًا على محمل الجد. الاعتراف المتأخر لا يكفي، فالاتفاقية الدولية تهدف إلى المنع لا التوثيق بعد فوات الأوان".
وأشار إلى أن نزع الإنسانية من أبرز المؤشرات، واستشهد بتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت في 9 تشرين الأول/ أكتوبر، حين وصف الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية"، ثم كررها في اليوم التالي الجنرال غسان عليان دون تمييز بين مدني ومقاتل.
ويضيف أن الخطاب الإبادي اجتاح الإعلام، وترافق مع فرض حصار كامل على غزة، وتنفيذ حرفي للوعيد، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت.
ويؤكد أن "النية عنصر جوهري"، وغالبًا ما تكون مستترة، "لكن في الحالة الإسرائيلية، التصريحات واضحة ومتكررة". ويشير لتصريح إسرائيل كاتس، في 19 آذار/ مارس، حين هدد سكان غزة بدمار شامل.
ويضيف أن الأهم من التصريحات هو تنفيذها، ولدينا آلاف الفيديوهات لجنود يوثّقون جرائمهم بفخر، ما يعكس الوعي الكامل بنوايا القيادة.
وعن أهمية استخدام مصطلح "إبادة جماعية" رغم صدور مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت بتهم جرائم حرب، أوضح البروفيسور راز سيغال أن الفرق جوهري، لأن الإبادة جريمة منفصلة بتعريف قانوني خاص، والأدلة على وقوعها باتت قوية.
وقال إن محكمة العدل الدولية أصدرت ثلاثة قرارات – في كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس وأيار/ مايو – تفيد بأن من "المعقول" أن تكون هناك إبادة جارية.
وأضاف أن هناك إجماعًا متزايدًا بين باحثي الهولوكوست وخبراء القانون، بمن فيهم أكاديميون إسرائيليون مثل عمر بارتوف وعاموس غولدبرغ، وكذلك وليم شاباس، الذي يرى أن الحالة تمثل إبادة واضحة.
وأشار إلى أن استمرار تراكم الأدلة سيجبر القضاة في نهاية المطاف على الاعتراف بذلك، ما سيحدث هزة كبرى في بنية القانون الدولي.
وعن سبب اعتبار توصيف الإبادة مفصليًا، قال سيغال إن تعريفها بعد الحرب العالمية الثانية صيغ لخدمة المنتصرين، وتجاهل جرائم الاستعمار. وأضاف أن "إسرائيل" تأسست على فكرة "فرادة" الهولوكوست، ما منحها حصانة قانونية دولية، واستخدام مصطلح "إبادة" اليوم يهدد تلك الحصانة.
وبشأن 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وصف سيغال ما جرى بأنه جريمة حرب ومجزرة لا تُبرر، لكنه دعا لفهم السياقات. وقال: "إذا وُضع شعب تحت نظام قمعي وحصار طويل، فستظهر تمردات عنيفة. هكذا علّمنا التاريخ".
وأكد أن أحداث غزة تمثل منطق "إسرائيل الكبرى" والمشروع الاستعماري. "بعد خطة ترامب، أيد 70 بالمئة من الإسرائيليين – ومعظمهم يهود – التطهير العرقي، وهذا يشمل الضفة أيضًا".
ويرى أن ما يحدث ليس انتقامًا فقط، بل نتيجة إيديولوجيا استعمارية، وأن "إسرائيل" ليست استثناء، بل تكرر أنماطًا استعمارية سابقة.
وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي بدأ ينهار: اضطرابات ما بعد الصدمة، وعنف متزايد، وتفكك أسري، ونزوح أطباء، وانهيار النظام الصحي، مع تقديرات بهجرة 100 ألف يهودي إسرائيلي لا ينوون العودة. "لا يمكن لدولة أن تبقى إذا كان بقاؤها قائمًا على العنف المستمر".
تصريحات سيغال تتقاطع مع تحذيرات سابقة أطلقتها شخصيات إسرائيلية بارزة، حتى قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، من بينها الرئيس إسحاق هرتسوغ الذي قال في آذار/ مارس 2023 إن البلاد 'على شفا هاوية' وإن خطر 'الحرب الأهلية' بات ملموسًا.
وقد تصاعدت التحذيرات بعد بدء العدوان على غزة، مع تفاقم الاستقطاب بين التيارات الدينية المتطرفة التي تؤمن بمشروع "إسرائيل الكبرى" وبين التيارات العلمانية. وعبّر رؤساء وزراء سابقون مثل إيهود أولمرت وإيهود باراك عن هذه المخاوف، والتي أيدها مؤخرًا 60 بالمئة من الإسرائيليين، وفق استطلاع حديث أصدره معهد سياسة الشعب اليهودي.
ويقول سيغال: "أسأل عائلتي دومًا: هل تشعرون الآن بالأمان أكثر؟ والجواب دائمًا: لا. فكرة أن الحل الوحيد لأمن اليهود هو العيش في دولة يهودية لم تعد صالحة. لا يمكن أن تنعم بالأمان إذا كنت تضطهد ملايين البشر، وتصادر أراضيهم، وتخضعهم للاحتلال".
وعن أهمية مفهوم "مجتمع المتفرجين" في دراسات الإبادة الجماعية، وسؤال حول ما إذا كان يمكن تصنيف موقف الحكومات الغربية من الحرب على غزة ضمن هذا الإطار، قدّم سيغال إجابة حاسمة:
"في حالة الولايات المتحدة، لا يمكننا الحديث عن مجرد متفرج. نحن أمام شريك في الجريمة. ما يجري هو إبادة جماعية تُرتكب بشكل مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة. لولا الدعم الأمريكي – سواء من حيث تزويد الأسلحة أو توفير الغطاء الدبلوماسي – لما تمكنت إسرائيل من تنفيذ هذا المستوى من العنف".
ويضيف سيغال، في ختام الحوار، أن المسؤولية لا تقع على واشنطن وحدها، بل تشمل أيضًا دولًا أوروبية بارزة: "ألمانيا، على سبيل المثال، تُعد أيضًا شريكًا في الجريمة. فبحسب القانون الدولي، كل من يزود دولة ترتكب إبادة جماعية بالسلاح، هو طرف مشارك في ارتكاب الجريمة. هذه ليست مسألة أخلاقية فقط، بل مسألة قانونية واضحة".