الحوثي في ذكرى “طوفان الأقصى”: جبهات الإسناد تتصاعد ضد “إسرائيل”.. والمنطقة تشهد تغيرات تاريخية في موازين القوى
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
الجديد برس:
تحدث قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، عشية الذكرى الأولى لـ”طوفان الأقصى” عن الانجازات التي حققتها المقاومة الفلسطسنة في غزة وجبهات الإسناد من لبنان واليمن والعراق وإيران.
وأكد الحوثي، في كلمة متلفزة يوم الأحد بمناسبة الذكرى الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، أن “طوفان الأقصى عملية ضرورية أمام كل العدوان والهمجية والإجرام الإسرائيلي والمظلومية للشعب الفلسطيني”.
كما رأى أن عملية “طوفان الأقصى” تأتي في إطار “حق الشعب الفلسطيني المشروع لمواجهة العدو المحتل الذي لا يمتلك أي مشروعية لا في احتلاله ولا في ظلمه وارتكابه للجرائم التي يرتكبها”، وأن هذه الملحمة “عمل فلسطيني بطولي يستند إلى الحق بكل الاعتبارات كنتيجة طبيعية لحرب عدوانية وإجرامية على الشعب الفلسطيني في أرضه”.
الحوثي أوضح أن “طوفان الأقصى نتيجة طبيعية لحرب عدوانية طوال 105 سنوات من الاحتلال ونهب الأرض والقتل والإبادة الجماعية والتهجير والاعتداء على المقدسات”، و”امتداد طبيعي لحالة المقاومة والصمود الفلسطيني والانتفاضتين الأولى والثانية بعد الإخفاقات العربية والتخلي العربي عن فلسطين”.
“خلال السنوات الأخيرة سعى العدو الإسرائيلي وبدعم غربي واسع وتآمر وتواطؤ عربي لتنفيذ مخطط خطير لتغييب القضية الفلسطينية وإماتتها كلياً”، وفق الحوثي، متهماً العالم الغربي بأنه “اتجه لسَوق الخونة من منافقي الأمة إلى اتفاقية ذُل وانبطاح وارتداد تحت مسمى التطبيع”.
كما أشار إلى أن “تحرك الأمريكي فور عملية طوفان الأقصى ومعه البريطاني ودول غربية كان لتدارك حالة الانهيار وحالة الاهتزاز الكبير جداً للكيان الإسرائيلي”.
وفيما رأى أنه “كان يُراد لفلسطين أن تتمزق وأن تُطمَس قضيتها فيما يحقق كيان العدو أهدافه بدون حتى أن يدفع أو يخسر مقابل ذلك أي ثمن”، إلى أنه نوه بأن “فصائل المقاومة وصلت إلى حتمية المواجهة، وطوفان الأقصى حقق نجاحاتٍ كبيرة ولا ينكرها إلا الخونة والمتصهينون”.
قائد أنصار الله أكد أن “العدو الإسرائيلي عقب عملية طوفان الأقصى كاد أن يغرق تماماً وينهار كلياً لولا محاولات الإنقاذ الغربية والعربية”، وأنه “بعد طوفان الأقصى عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ومخططات العدو الإسرائيلي وداعميه فشلت واتضحت بشكل كامل”.
كما تحدث الحوثي عن أطماع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنها “ليست سرديات وروايات تُحكى بل هي مشاريع ماثلة ويجري العمل عليها على الأرض وتوفر لها إمكانات ضخمة”.
“أطماع العدو الصهيوني لا تقف أبداً عند فلسطين”، وفق ما أكد الحوثي، “بل تمتد إلى بقية العرب وإلى بقية الدول المجاورة لفلسطين برغبة السيطرة على المنطقة”، مشيراً إلى أن “طوفان الأقصى أنهى حروب العدو الإسرائيلي الخاطفة وأدخله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة وأنهكه وداعميه”.
“الأعداء سعوا لإعادة تعريف قواعد الاشتباك بما يسمح للعدو الإسرائيلي بتوجيه ضربات مؤلمة وقاتلة ومدمرة في أي بلد عربي أو إسلامي دون الحاجة إلى حرب”، وفق الحوثي، و”الأعداء يعملون على استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي لبعثرة الشعوب وتفكيكها وإيصالها إلى أدنى مستوى من الضعف”.
ورأى الحوثي أن “الأعداء يعملون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح العدو الإسرائيلي والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية في غزة، ومشروع الدولة الفلسطينية”، مشيراً إلى أن “القادة الصهاينة يتبجحون بأطماعهم وسط حالة من التخاذل والهروب العربي من الواقع”.
وفيما قال إن “الأعداء لإعادة هيكلة التحالفات الدولية وتعزيز علاقات إسرائيل مع القوى العالمية الكبرى بما يمنح العدو نفوذاً استراتيجياً عالمياً”، أكد أيضاً أنه “كان ينبغي لخطوة المجرم الصهيوني سموتريتش بحق الأردن أن تُحرك النظام الأردني وتثير حفيظته وتُحرّك وتثير قادة الأنظمة العربية”.
وقال الحوثي إن “العصابات الصهيونية ارتكبت عشرات المذابح وجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني قبل إعلان الولادة غير الشرعية للكيان”، مشيراً إلى أنه “بعد تأسيس الكيان المحتل تواصلت سياسة الإجرام والمذابح بحق الشعب الفلسطيني بشكل كبير ومتكرر، ومنها مذبحة دير ياسين الشهيرة”.
وتابع أن “المجازر الصهيونية المبكرة كان لها هدف إشباع غريزة القتل والإجرام، والتسبب في نزوح الملايين من سكان فلسطين من منازلهم وقراهم وبلداتهم”، معتبراً أن “حرب الإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة هي امتداد لأساليب العدو الصهيوني بهدف محو الهوية الفلسطينية والتهجير”.
وأشار الحوثي إلى أن “الأمريكي نقل بمئات طائرات الشحن الجوي العملاقة وأكثر من 100 سفينة عشرات آلاف الأطنان من الوسائل الإجرامية للعدو الإسرائيلي”، لافتاً إلى أن “أمريكا لأكثر من نصف قرن تضخ كميات كبيرة من الأسلحة إلى الاحتلال منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين”.
كما أكد أن “أمريكا شريك وممول لكل إجرام العدو الإسرائيلي، وهي التي تقتل وتصنع وتمول مآسي الشعب الفلسطيني”.
وفيما رأى أن حرب الإبادة ضد غزة والعرب كررها العديد من الصهاينة تحت مسمى “الحرب المقدسة”، إلا أن أكد في المقابل على أن “مقابل كل الإجرام الصهيوني والطغيان وحرب الإبادة الجماعية والتجويع والحصار الشديد، كان صمود المجاهدين وأهالي غزة عظيم”.
وأكد أنه “على الرغم حجم العدوان الإسرائيلي تبقى حتمية الزوال للعدو الإسرائيلي هي حتمية من الثوابت الدينية والتاريخية والكونية ولا بد أن تتحقق”.
كما أشار إلى أن “العدو الإسرائيلي لا يستطيع الخروج من أزمة الوجود مهما أجرم وأفرط في الإجرام”، مشيراً إلى أن “حتمية الزوال حقيقة لا تكاد تغادر أفكار قادة الكيان المجرم ولا تخفى حتى على الداعمين الغربيين وعلى رأسهم أمريكا”.
ورأى أن “التغيرات الكبيرة في المنطقة ونمو حركات الجهاد والمقاومة هو ما يزيد من هواجس الزوال لدى الصهاينة”، وأن “إسرائيل باتت مع كل جرائمها الفظيعة والرهيبة والوحشية منبوذة في هذه المرحلة دولياً وعالمياً وبأكثر من أي وقت مضى”.
ونوّه قائد “أنصار الله” بصمود المجاهدين والشعب الفلسطيني في غزة، ووصفه بأنه “كبير وتاريخي، ولا مثيل له في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولا في تاريخ العرب في صراعهم مع العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنه “أثبت أن الإمكانات والعدة والعتاد لا تمثل رقماً حاسماً في المعارك”.
وتناول الحوثي عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة التي قال إنها “تواصل المعركة ضد العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكياً وغربياً بثباتٍ كبير، وفي منطقة صغيرة جداً ومحاصَرة بشكلٍ كلي لما يقارب 20 عاماً”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “دولاً كبرى ذات إمكانيات ضخمة وجيوش كبيرة وبمساحات شاسعة لم تصمد لأيامٍ أو أسابيع عندما تعرضت لغزوٍ يفوقها في الإمكانات”.
وأشار إلى أن “العدو الإسرائيلي حشد كل مقدراته ومن خلفه أميركا وبريطانيا والغرب الداعم له لمهاجمة غزة”، لافتاً إلى أن “جيش الاحتلال هاجم غزة بجيشٍ قوامه 350 ألفاً من الجنود النظاميين والاحتياط”.
وأوضح الحوثي أن “العدو الإسرائيلي دفع بـ5 فرق عسكرية لمهاجمة غزة بغطاءٍ ناري بحري وبري وجوي هو الأعنف والأكثر همجية في تاريخ الحروب”، وأنه “نفذ ما يقارب 3700 مجزرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة”.
قائد حركة أنصار الله تناول بإسهاب مفصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مفنداً ما ارتكبه منذ نحو عام وبشكل متواصل، وقال: “يوجد جثامين لـ7820 شهيداً في غزة لم تحظ بالدفن ولم تصل إلى المستشفيات ولم تُسجّل بياناتهم، وكلها أعداد تقديرية”.
وتحدث الحوثي عن “اختفاء الكثير من الجثث سببه “استخدام العدو الإسرائيلي لأسلحة وقنابل أمريكية محرمة دولياً وذات تأثير بهدف الإبادة الجماعية والتدمير الشامل”.
كما تناول أوضاع المستشفيات التي استهدفها ويواصل استهدافها جيش الاحتلال في القطاع، مشيراً إلى أن “مذابح مستشفى المعمداني ومخيم جباليا ومدرسة الفاخورة، من أبرز المذابح المروعة التي لن ينساها كل ذي ضمير وستبقى صفحة سوداء في ذاكرة التاريخ”.
وفيما أشار إلى أن “مذبحة مستشفى المعمداني بلغت حصيلتها ما يقارب 500 شهيد و700 جريحٍ في ضربةٍ واحدة، ولن ينساها ذوو الضمير في العالم”، لفت أيضاً إلى أن “مذبحة مخيم جباليا بلغت أكثر من 400 ما بين شهيد وجريح، ومذبحة مدرسة الفاخورة 200 بين شهيد وجريح”.
كما قال إن “لعنة مذبحة الطحين (عند دوار النابلسي في غزة) ستلاحق الصهاينة ولن تُسقِط عنهم تبعاتها، وشهداؤها وجرحاها”، وأن “مذبحة مستشفى الشفاء بلغت 400 شهيد وجريح، وجرى فيها إعدام 300 فلسطيني بدم بارد من المرضى والأطفال والنساء والمعاقين”.
وبالنسبة إلى التدمير الممنهج الذي اعتمده الاحتلال في تدمير معالم قطاع غزة الدينية والثقافية من مساجد وجامعات ومدارس خلال عام، قال الحوثي إن “الاحتلال دمّر 814 مسجداً بما نسبته 79% من مساجد قطاع غزة في إطار حربه المعلنة على الإسلام”، مديناً “انتهاك حرمات المساجد”، وإحراق المصاحف فيها وقتل المصلين وآخرها ما حصل الليلة الماضية في دير البلح.
قائد حركة أنصار الله تناول الوضع في الضفة الغربية المحتلة واعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينين هناك، وفنّد عدد المختطفين فيها، وأشار إلى أنه زاد عن 11 ألف فلسطيني، والشهداء ما يقارب 750 شهيداً وتجاوز عدد الجرحى 6200 جريح”.
وفيما أشار إلى أن “بعض الإحصائيات رصدت ما يقارب 1400 اعتداء في الضفة الغربية من قطعان المستوطنين المغتصبين خلال العام الماضي”، أكد أنه “تم تهجير 28 تجمعاً سكانياً فلسطينياً يضم مئات العائلات وآلاف الفلسطينيين في سعي العدو لتهجير الفلسطينيين من الضفة”.
واستند الحوثي إلى تقرير للأمم المتحدة، الذي أكد أن الاحتلال الإسرائيلي “هدم ما يزيد عن 1700 منشأة فلسطينية، ونفذ أكبر عملية استقطاع للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية منذ أكثر من 30 عاماً.
وأشار إلى أن “الاحتلال كثّف اعتداءاته في الضفة الغربية”، موضحاً أن “هذا الإجرام لم يكن وليد طوفان الأقصى بل هو متوالية تاريخية من إجرام العدو الممنهج”.
كما تحدث الحوثي عن عدد الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية، موضحاً أنه “زاد عن 11 ألفاً”، و”الشهداء ما يقارب 750 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى 6200”.
وتناول الحوثي العملية المزدوجة البطولية في بئر السبع، التي حصلت اليوم، مباركاً العملية، ورأى أنها “امتداد طبيعي لعمليات الشعب الفلسطيني البطولية ضد الاحتلال ورد متوقع على جرائمه”.
ورأى أن هذه العملية جاءت “دفاعاً عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وتصدياً لغطرسة الاحتلال الممعن في حرب الإبادة ضد شعبنا في غزة”.
قائد حركة أنصار الله تناول جبهة الإسناد اللبناني، والمستمرة منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” وقال إن “العدو الإسرائيلي صُدم عندما رأى مجاهدي حزب الله بأكثر مما عرفهم سابقاً من الثبات والاستبسال والصمود”، مشيراً إلى أن “مجاهدي حزب الله برزوا إلى مواجهة العدو من المسافة صفر وكبدوه الخسائر المباشرة”.
وأكد الحوثي، أن “حزب الله ومجاهدوه الأعزاء لا يزال ثابتاً”، مؤكّداً أنّ “ثبات أقدام مجاهدي حزب الله أرسخ من الجبال”.
ورأى الحوثي أنه “إذا كان العدو يتصور أن قتل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيوهن العزائم”، مؤكداً أنه “واهم ومخطئ”.
كما أشار إلى أن “العدو بقتل الشهيد المجاهد الكبير إسماعيل هنية ستنهار معنويات كتائب القسام ويُحبط الشعب الفلسطيني، لكن النتيجة معاكسة أيضاً”.
وأشار إلى أن أغلب الأطياف اللبنانية تدرك أن العدوان الإسرائيلي هو “خطر على لبنان كله”، وأن “العدو الإسرائيلي هو عدو لكل اللبنانيين”، لافتاً إلى أن “العدو الإسرائيلي لا يتعلم الدروس مما مضى لا في فلسطين ولا في لبنان”.
وتابع: “جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن هي من أهم المميزات لهذه الجولة في الصراع مع العدو الإسرائيلي على مدى عام كامل”، مؤكداً أنه “لم يسبق لحالة جبهات الإسناد هذه مثيل في الـ75 عاماً التي مضت”.
الحوثي أشار أيضاً إلى أن “جبهات الاسناد تتجه للتصعيد أكثر وأكثر ضد العدو الإسرائيلي”، و”تسعى لتطوير قدراتها في التصدي للعدو وإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه”.
وتحدث الحوثي عن جبهة إسناد اليمن وخصوصاً في البحر الاحمر والبحر العربي، وقال إن “من نتائج عمليات اليمن المهمة هو منع العدو الإسرائيلي من الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب وبحر العرب”، موضحاً أن هذه الجبهة “اتجهت بفاعلية منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى بعمليات جادة وقوية”.
وأكد: “نحن إلى جانب حركات المقاومة الفلسطينية وسنلبي دعوتهم للخروج إلى الساحات والشوارع لدعم القضية الفلسطينية”، وقال: “الأعداء يحاولون أن يضغطوا علينا اقتصادياً وإنسانياً وشعبنا صابر على الرغم من حجم المعاناة الكبيرة”، مضيفاً: “نواجه الأعداء ونتصدى لهم ونضرب سفنهم وبوارجهم وحاملات طائراتهم ولن نتردد في فعل ما نستطيع في هذا السياق”.
كما أكد أن جبهة الإسناد في العراق “تتجه إلى تصعيد مستمر”، مشيراً إلى أن “العدو الإسرائيلي اعترف أخيراً بالقتلى والجرحى من جنوده نتيجة لتلك الضربات”.
وتابع الحوثي: “نحن على ثقة تامة ونؤمن إيماناً قاطعاً ويقينياً بأن وعد الله سيتحقق في زوال العدو الإسرائيلي”، و”نحن ملتزمون بواجبنا الأخلاقي والديني في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب حزب الله وإلى جانب إيران”.
وبالنسبة إلى إيران، والضربة التي وجههتها أخيراً إلى الكيان الإسرائيلي، قال الحوثي إنه تحت عنوان “مواجهة إيران” يهدف الأعداء إلى “ضمان بقاء العدو الإسرائيلي القوة العسكرية المهيمنة في المنطقة وإعادة تشكيل الحدود”.
واعتبر أنه من تطورات معركة “طوفان الأقصى”، “ما يحصل اليوم من مواجهة مباشرة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والعدو الإسرائيلي”.
وتابع: “إيران منذ بداية الثورة الإسلامية وإلى اليوم وقفت مع المسلمين لآداء واجبها المقدس في القضايا الإسلامية”، كما أنها ” تقوم بواجبها تجاه قضايا الأمة في دعم الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وسوريا”.
وقال قائد حركة أنصار الله: “من بركات عملية طوفان الأقصى أن نرى في ساحة الأمة هذه الجبهات الثابتة الوفية المستمرة التي تتجه إلى التصعيد أكثر وأكثر”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: قائد حرکة أنصار الله عملیة طوفان الأقصى العدو الإسرائیلی الإبادة الجماعیة فی الضفة الغربیة الشعب الفلسطینی جبهات الإسناد حرب الإبادة أشار إلى أن الحوثی عن ما یقارب قطاع غزة حزب الله أکثر من إلى أنه فی غزة رأى أن قال إن أکد أن
إقرأ أيضاً:
عمليات حزب الله.. تصاعد “نوعي وكمي” في السلاح والأهداف
يمانيون – متابعات
تعمل المقاومة الإسلامية في لبنان، على إفشال حملة الضغط الجوية اليهودية الشرسة على لبنان، لتمرير صفقة وقف إطلاق النار، وتعمل على إفراغها من أهدافها، برفع وتيرة القصف المقابل، وفق معادلات الإيلام وعمليات خيبر، في إطار الخطة المرسومة للمواجهة مع العدو الإسرائيلي.
ويوم أمس السبت نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان العديد من العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي في العمق، أو في الحافة الأمامية للحدود مع فلسطين المحتلة، ووصلت عدد البيانات العسكرية إلى 26 بيانًا، توزعت بين استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات وتجمعات لجنود العدو في فلسطين المحتلة، وفي أطراف قرى حدودية لبنانية، وجاءت كما يلي:
القواعد العسكرية وعمليات خيبر:
دكَّ سرب من المسيرات الانقضاضية، وعشر صليات صاروخية بينها صواريخ نوعية في عمليات المقاومة يوم السبت عددًا من القواعد والمقرات القيادية الصهيونية، وصلت إلى 11 قاعدة ومركزًا قياديًا، وهي: مقر قيادة كتيبة المشاة التابعة للواء الشرقي 769 في ثكنة راميم مرتين ، وقاعدة “شراغا” (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، موقع هضبة العجل شمال مستوطنة كفاريوفال.
وفي إطار عمليات خيبر، استهدفت المقاومة الإسلامية لحزب الله، سبع قواعد عسكرية للعدو، وصلت لعمق 40 كلم من الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث قصفت قاعدة “ستيلا ماريس” البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي)، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال غرب حيفا، بالإضافة إلى مقر وحدة المهام البحريّة الخاصة “الشييطت 13” في قاعدة عتليت، جنوبي مدينة حيفا المُحتلّة، بسرب من المسيرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقة.
وأبرز تلك الهجمات هي التي قصفت خمس قواعد عسكرية في عملية متزامنة، عند الساعة 7:45 بتوقيت بيروت، بعضها تقصف للمرة الأولى، مجموعة من القواعد العسكريّة في مدينة حيفا المُحتلّة ومنطقة الكرمل، على الشكل الآتي:
قاعدة حيفا التقنيّة التابعة لسلاح الجو اليهودي، وتضم كليّة تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو)، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شرق حيفا المُحتلّة.
قاعدة حيفا البحريّة التابعة لسلاح البحريّة في جيش العدو، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال حيفا المُحتلّة.
قاعدة ستيلا ماريس الاستراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال غرب حيفا المُحتلّة.
قاعدة طيرة الكرمل التي تضم فوج وكتيبة نقل المنطقة الشماليّة، بالإضافة إلى قاعدة لوجستيّة بحريّة، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 40 كلم، جنوب حيفا المُحتلّة.
وللمرّة الأولى، قاعدة نيشر وفيها محطة غاز تتبع لجيش العدو، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 40 كلم، جنوب شرق حيفا المُحتلّة.
تجمعات العدو:
كان نصيب تجمعات القوات الصهيونية كبيرًا في سلسلة العمليات ليوم السبت، بعدد ست عشرة عملية، أربع منها في الحافة الحدودية، واثنتا عشرةَ عملية على تجمعات جنود العدو شمال فلسطين المحتلة، ومنها: تجمع في المقرّ المُستحدث لقيادة “اللواء الغربي” في ثكنة “يعرا”، بالإضافة إلى تجمعات في ثكنة “دوفيف”، وتجمعات في مستوطنات “أفيفيم”، والمنارة، و”سعسع”، وكريات شمونة، و”مرغليوت” و”جلعادي”، وثكنة راميم، كلها قصفت بالصليات الصاروخية، بالإضافة إلى تجمّعٍ في موقع العبّاد، وتجمع قرب حاجزٍ عسكري في مستوطنة “أفيفيم” وتجمع في مستوطنة “يرؤون”، بثلاثة أسراب منفصلة من المُسيّرات الانقضاضيّة، وأصابت أهدافها بدقة.
وفي الشريط الحدودي قصفت المقاومة تجمّعًا شرقي بلدة مارون الراس، وكما قصفت ثلاث مرات، تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، وعند الأطراف الشرقية لبلدة شمع دمرت المقاومة دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
المستوطنات الشمالية:
وفي إطار التحذير الذي وجّهته المُقاومة الإسلاميّة لعددٍ من مستوطنات الشمال قصفت بصليات صاروخية، مستوطنة “كتسرين”، ومستوطنة “كريات شمونة”.
حيفا هدف للمقاومة:
بنظرة سريعة في عمليات المقاومة يوم أمس السبت، وكذلك في الأيام السابقة، يمكن استنتاج أن حيفا أصبحت مثل كريات شمونة، وبالأمس توزعت العمليات، كما سبق بيانه، على كل جهات حيفا المحتلة، شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، صحيح أن المقاومة لا تزال تستهدف المقرات والقواعد العسكرية، إلا أن الآثار الناتجة عن ذلك تصيب الاقتصاد والأمن في المدينة بشكل عام، وبالأمس رئيس بلدية المدينة المحتلة، يقول إنها أصبحت مثل كريات شمونة، تتعرض لصواريخ حزب الله على مدار الساعة، واقتصادها يتدهور، والناس تهرب من المدينة، وقبل أيام نقلت وسائل إعلام عبرية أن عدد المستوطنين الذين فروا من المغتصبة ومحيطها وصل إلى 450 ألف مستوطن، وهذه الأرقام ربما تقدم تفسيرًا وليس تبريرًا، للدمار الذي تحاول طائرات التوحش اليهودية إحداثه في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي يصل في بعض الأيام إلى عشر بنايات سكنية يتم تدميرها وتسويتها بالأرض.
ويدلل على مدى ما يمتلكه حزب الله من قدرات صاروخية وقدرة المناورة في استخدامها وتوجيهها.
المقاومة أجابت بشكل مختلف على التصعيد ضد لبنان وتعيد رمي الضغط إلى الداخل الإسرائيلي.
التوسيع العسكري في خدمة المفاوض
قبل عمليات السبت تقدمت الولايات المتحدة بورقة مقترحات لوقف إطلاق النار، يبدو أن المقاومة والمفاوض اللبناني لم يقبل بها جميعًا، وهذا شيء منطقي؛ أولًا: لأن التفاوض لا يمكن أن يعطي الأطراف ما تريد، ثانيًا وهو الأهم إن واشنطن ليست وسيطًا أصلًا، بل هي طرف يريد فرض شروط العدو على لبنان ومقاومته.
لهذا وسع العدو من نيرانه ومروحة الدمار من الجنوب إلى البقاع والضاحية، وبالمقابل أيضًا وسعت المقاومة من صلياتها الصاروخية في إطار عمليات خيبر أو عمليات الإنذار للمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، لتقول هذه التطورات أن التفاوض يجري تحت النار، فالعدو الإسرائيلي رفع من وتيرة استهدافاته للمباني السكنية في الضاحية، بالمقابل رفعت المقاومة وتيرة استهدافاتها في حيفا المحتلة، ورغم أن العدو يستهدف الأعيان المدنية إلا أن المقاومة لا تزال تحتفظ بقدراتها العسكرية لدك معاقله العسكرية، الأمر الذي يدلل على نوع الأهداف التي لا تزال في بنك المقاومة وكذلك العدو الذي أنهى بنك أهدافه التي جمعها خلال ثمانية عشر عاما، بينما المقاومة لا تزال أمامها الكثير في بنك الأهداف، العسكري والأمنية ، وقد تدخل في بنك أهدافها مواقع غير عسكرية، من يدري.
القدرات العسكرية بخير:
كشفت عمليات حزب الله المتواصلة ، والمستمرة في التصاعد النوعي والكمي واختيار الأهداف، عن ترسانة ضخمة لا تزال في جعبة المقاومة الإسلامية في لبنان، تمكنها من الصمود والمواجهة والتصدي للعدوان لزمن أطول مما يتوقعه العدو، الذي يحاول التقليل من قدرة المقاومة والنيل من ترسانتها العسكرية ومخزونها الاستراتيجي، بالادعاء بتدمير نسبة كبيرة منها، تكشف هذه العمليات أنها مجرد دعاية كاذبة ومضللة، ولا أساس لها من الصحة. وأن الأيام القادمة ستكون كفيلة بعون الله وتوفيقه، بالوصول إلى اقتياد هذا الوحش برسنه وإعادته إلى الحظيرة.
——————————————————
موقع أنصار الله . تقرير | علي الدرواني