يلا غزة.. فيلم يروي صمود وأحلام الفلسطينيين رغم الحصار والحروب
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
ويستعرض الفيلم الوثائقي آراء ناشطين ومختصين وخبراء فلسطينيين وأجانب حول قطاع غزة الساحلي المكتظ بالسكان -معظمهم لاجئون- وحقيقة المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون فيه (لمشاهدة الفيلم كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط).
وتقول فلسطين رصرص، وهي رئيسة قسم اللغة الفرنسية بجامعة الأقصى بغزة، إن "الحقوق يتم الحصول عليها عبر النضال، لذلك فالتعليم أمر أساسي ومطلب حياتي لسكان غزة".
وتطرق الفيلم إلى بداية الحكاية عندما فعلت بريطانيا كل ما في وسعها لإنشاء وطن قومي لليهود استنادا لوعد بلفور في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917، وشجعت تأسيس الحركة الصهيونية ومليشياتها.
وأفاد مؤرخون بأن مليشيات صغيرة مختلفة من بين المستوطنات اندمجت لتشكيل المليشيا الرئيسية للوكالة اليهودية "هاغاناه".
ويقول كين لوتش، وهو مخرج سينمائي بريطاني، إن "تدمير فلسطين أكبر جريمة جماعية خلال القرن الأخير ولا تزال مستمرة..".
وعرج الفيلم إلى النكبة وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين من ديارهم وتأسيس مخيمات للاجئين في قطاع غزة، إضافة إلى خطة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية عام 1947.
واتفق المتحدثون في الفيلم على أن قطاع غزة عرف ظهور قومية فلسطينية "لا مثيل لها في أي مكان آخر في فلسطين"، وبينوا أن غزة "أصبحت موطنا للفدائيين حيث الكفاح المسلح السبيل الوحيد لاستعادة فلسطين".
حصار وحروبوفرضت إسرائيل حصارا خانقا وشنت حروبا على القطاع بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية عام 2006 وتشكيلها حكومة فلسطينية، لكنها لم تحظ باعتراف غربي.
ويقول روني باركان، وهو منشق إسرائيلي ومعارض للصهيونية، إن الحصار الذي فرض على غزة "حصار بربري لا إنساني وانتهاك صارخ للقانون الدولي"، مشيرا إلى أن "الدولة الصهيونية العرقية تحتاج لفرض القوة لتحافظ على الفوقية العرقية".
وأضاف "الصهيونية مشروع هدفه تفكيك فلسطين وتفريغها من سكانها الأصليين"، واصفا إياه بـ"الاستعمار الاستيطاني".
وتطرق الفيلم إلى محاولة الفلسطينيين للتغلب على آثار الحصار والحروب كإنشاء منصة شبابية هدفها تعريف العالم بالقضية الفلسطينية وحقوق الإنسان.
وأفرد الفيلم مساحة واسعة للحديث عن معاناة المزارعين والصيادين وفئات أخرى في قطاع غزة بسبب الحصار والحروب، إلى جانب عدد من الفعاليات الترفيهية والشعبية المطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وتناول فيلم "يلا غزة" محاولة قانونيين فلسطينيين وأجانب المستمرة لملاحقة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية بعد الحروب التي شنتها ضد القطاع المحاصر وسقوط آلاف الشهداء والمصابين.
7/10/2024المزيد من نفس البرنامجميكروفون في وجه مأساة.. فيلم يوثق التحول الصوتي في غزةتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات arrowمدة الفیدیو قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الذاكرة العراقية على حافة النسيان!
الذاكرة الإنسانيّة العالميّة زاخرة بمئات المواقف النبيلة والمشينة، والورديّة والدمويّة، ومنذ الجريمة الأولى على الأرض بقتل قابيل لأخيه هابيل سجّلت كتب التاريخ ملايين الجرائم الوحشيّة التي ارتكبها الإنسان ضدّ أخيه الإنسان!
والتاريخ الأسود لجرائم الحروب متواصل منذ مئات السنين، وتمثّل بمئات المجازر ومنها: الغزو المغوليّ للعراق في العام 1258م، والمجازر الفرنسيّة بحقّ الجزائريّين لأكثر من مئة عام وبقيت لغاية العام 1962م، ومجازر الحربين العالميتين الأولى والثانية، والمذابح الصهيونيّة في فلسطين بعد العام 1937م وصولا لمذابح غزّة الأخيرة، ومذبحة هيروشيما في العام 1945م، والابادة الجماعية في البوسة والهرسك بين عاميّ 1992 و1995م، والمجازر الأمريكيّة في العراق قبل وبعد العام 2003م، وغيرها!
ومرّت يوم 13 شباط/ فبراير الذكرى السنويّة لجريمة ملجأ العامرية ببغداد في العام 1991، والتي نُفّذت بطائرتين أمريكيّتين (أف 117) تحمل قنابل ذكيّة وأهلكت 400 مواطن!
بمراجعة سريعة للمجازر الأمريكيّة في العراق وأولها دعم الحصار الدوليّ في 6 آب/أغسطس 1990 بعد غزوّ الكويت، والذي تتابع حتّى الغزوّ الأمريكيّ في العام 2003، سنجد أنّ آثارها متواصلة حتّى الساعة
وبمراجعة سريعة للمجازر الأمريكيّة في العراق وأولها دعم الحصار الدوليّ في 6 آب/أغسطس 1990 بعد غزوّ الكويت، والذي تتابع حتّى الغزوّ الأمريكيّ في العام 2003، سنجد أنّ آثارها متواصلة حتّى الساعة!
وطحن "الحصار الدوليّ" الفقراء وعموم الناس، ولم يؤثّر على الطبقات العليا، وهذا دليل على الحقد الأمريكيّ على العراقيّين بعيدا عن سياسات "كسر إرادة الدولة" حينها!
وضرب الحصار الجوانب الصحّيّة بالصميم، وحَطَّم القطاعات الصناعيّة والخدميّة، وضرب جوهر الاقتصاد وبلغ التضخّم لمستويات جنونيّة، وتسبّب بهجرة آلاف العلماء والأطباء وغيرهم. ويمكن القول إنّ آثار الحصار القاسية مهّدت للاحتلال في العام 2003!
ولا ننسى الدور الغامض لفرق التفتيش الدوليّة التي ساهمت في تأجيج الموقف الدوليّ ضدّ العراق رغم تفتيشهم لكافّة المواقع المشكوك بها، بما فيها القصور الرئاسيّة، ومع ذلك كانت تقاريرهم سلبيّة ومسيّسة!
وبدأت لاحقا بوادر الغزو الأمريكيّ، الذي شنّ دون تفويض أمميّ، بقيادة الرئيس جورج بوش الابن! وحاول العراق، في الوقت الضائع، تجنّب العدوان بالطرق الدبلوماسيّة والعمليّة، ومنها تدمير صواريخ "صمود" بداية آذار/ مارس 2003، وبعد أسبوعين أمهل الرئيس بوش (سدى) الرئيس العراقيّ 48 ساعة لمغادرة البلاد، ويوم 19 آذار/ مارس أعلنت واشنطن بداية غزوها للعراق!
وبعد شهرين من المعارك الشرسة أعلنت واشنطن بداية أيّار/ مايو انتهاء العمليّات القتاليّة الكبرى، وعيّنت بول بريمر حاكما مدنيّا على العراق! ورتّبت واشنطن، لاحقا، عمليّة سياسيّة طائفيّة وتقسيميّة، تتواصل آثارها السلبيّة حتّى اللحظة، وهذا دليل على خططها الموضوعة مسبقا لتقزيم العراق!
وكانت فضيحة سجن "أبو غريب"، نهاية نيسان/ أبريل 2004، الدليل الأبرز على همجيّة القوّات المحتلّة، وأظهرت انتهاكات نقشت في الذاكرة الإنسانيّة لبشاعتها، واستخفافها بالإنسان والقيم النبيلة والقوانين الدوليّة!
وكشفت لجنة التحقيقات الأمريكيّة منتصف حزيران/ يونيو 2004 "عدم وجود أدلة دقيقة على ضلوع العراق في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001"!
ومع ذلك استمرّ الاحتلال، وارتكب جريمته البشعة بمدينة الفلوجة في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، واستخدم في تدمير المدينة القنابل الفسفوريّة واليورانيوم المنضّب!
ووقعت الجريمة الأكبر بعد التفجير المدروس لمرقد الإمامين العسكريّين بمدينة سامرّاء يوم 22 شباط/ فبراير 2006، وتسبّبت بفتنة طائفية أبادت عشرات آلاف الأبرياء وهجّرت الملايين! وانطلقت بعد تفجير سامرّاء مرحلة جرائم السيّارات والدّرّاجات الملغمة التي أفنت عشرات آلاف الأبرياء بمختلف المدن!
ورغم إعلان واشنطن انسحابها الرسميّ يوم 18 كانون الأوّل/ ديسمبر 2011، إلا أنّ قوّاتها تتمركز اليوم في عدّة قواعد عسكريّة، أبرزها "عين الأسد" في محافظة الأنبار الغربيّة!
والاحتلال الأمريكيّ، المستمرّ بشكل متستّر، سحق العراق والعراقيّين بشتّى الطرق المعلنة والخفيّة، ومع ذلك لا توجد إحصائيات دقيقة حول أعداد القتلى نتيجة الاحتلال، وهنالك دراسات ذكرت أرقاما مخجلة لا تتجاوز السبعين ألف قتيل، بينما هنالك دراسات ومنها، دراسة البروفيسور الأمريكيّ جوزيف سيتجليز نهاية شباط/ فبراير من العام 2008، أكّدت بأنّ عدد القتلى حتّى نهاية العام 2006، وصل لأكثر من 700 ألف، وبلغ عدد اللاجئين أكثر من ثلاثة ملايين و800 ألف لاجئ!
مجزرة الاحتلال الأمريكيّ الأخطر تمثّلت بضياع هيبة الدولة، والإنسان وضياع طعم الحياة واستمرار التناحر الساسيّ والفساد الماليّ الذي سحق ألف مليار دولار، وأيضا انتشار المخدّرات والجريمة المنظّمة والاتّجار بالبشر، وآلاف الصور السلبيّة المؤلمة والقاتلة للوطن والناس وللماضي والحاضر والمستقبل!
ولاحقا كشف مركز صقر للدراسات في 2009 أنّ الاحتلال تسبب بمقتل مليوني عراقيّ، وخلف أكثر من مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم حتى نهاية 2008!
وكان من أبرز آثار الاحتلال انهيار المؤسّسات الصحّيّة والخدميّة وعشرات آلاف الإصابات بالسرطانات المتنوّعة، وانتشار المخلّفات العسكريّة ومنها أكثر من 20 مليون لغم أرضيّ، وتسرّب عشرات آلاف الطلبة من المدارس، وغيرها!
وكذلك جرائم النهب لأكثر من 126 طنّا من الذهب ومليار الدولارات والعملات الصعبة، وأكثر من مليون ونصف قطعة أثريّة، فضلا عن الخسائر الفادحة في القطاعات التجاريّة العامّة والخاصّة!
والكارثة الأشدّ ظهرت بفوضى السلاح، وانتشار عشرات الجماعات المسلّحة الرسميّة وشبه الرسميّة، وهي اليوم من أكبر أسباب احتماليّة تعرّض العراق لعقوبات أمريكيّة عسكريّة واقتصاديّة ومصرفيّة!
مجزرة الاحتلال الأمريكيّ الأخطر تمثّلت بضياع هيبة الدولة، والإنسان وضياع طعم الحياة واستمرار التناحر الساسيّ والفساد الماليّ الذي سحق ألف مليار دولار، وأيضا انتشار المخدّرات والجريمة المنظّمة والاتّجار بالبشر، وآلاف الصور السلبيّة المؤلمة والقاتلة للوطن والناس وللماضي والحاضر والمستقبل!
فهل ستُمحى هذه الكوارث من الذاكرة العراقيّة؟
x.com/dr_jasemj67