صحيفة الاتحاد:
2025-03-28@09:08:33 GMT

النزوح المتكرر.. حكايات من قلب المأساة في غزة

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

عبدالله أبوضيف (رفح)

أخبار ذات صلة الإمارات.. جهود استثنائية سياسياً وإنسانياً لدعم الأشقاء الفلسطينيين ميقاتي لــ«الاتحاد»: لبنان ليس ساحة معركة للقوى الدولية

اضطر 1.9 مليون شخص من بين مليوني شخص إلى النزوح مرات عدة في قطاع غزة، والذي يواجه أكبر أزمة إنسانية منذ عام كامل.
وحسب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، فإن أحدث التقديرات تشير إلى نزوح 1.

9 مليون شخص في غزة مرات عدة، وأن جميع السكان تقريباً بحاجة إلى المساعدة، منوهاً إلى أن الحرب في غزة تستمر في خلق «مزيد من الألم والمعاناة».
ومنذ بدء الحرب قبل عام، تحملت العائلات عبء النزوح المتكرر الذي طال الأطفال وأسرهم، ومنهم الأم نيفين التي عاشت وما تزال تعيش حتى الآن رحلة نزوح مؤلمة مع ابنها عبد الرحمن البالغ من العمر 10 أشهر، أول طفل يصاب بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عاماً. 
وتقول نيفين لـ«الاتحاد» إنها كانت تتمنى أن يكبر عبد الرحمن ويعيش حياة طبيعية، يلعب ويركض مثل الأطفال الآخرين لكن الحرب جعلت منه شاهداً على معاناتها، بعدما أصبح غير قادر على الحركة أو الحديث وسط نقص حاد في الرعاية الطبية التي يحتاجها.
وبعد تدهور حالته، نقلت نيفين ابنها إلى أحد المراكز الطبية المتبقية في دير البلح، حيث طلب الأطباء عينة لإرسالها خارج غزة، ورغم ضغوط النزوح المتكرر بقيت الأم متمسكة بطفلها الصغير، تصارع لإيجاد علاج له في ظل تصاعد العنف والدمار، وتنقلت العائلة 5 مرات منذ اندلاع الحرب من دير البلح إلى مخيم جباليا لتتفادى القصف بحثاً عن أمان بعيد المنال. 
ويقول عز الدين، خال عبد الرحمن الذي يعيش في جباليا: «لم نكن ندرك أن هناك ما هو أسوأ من الحرب، حتى جاء المرض ليحرم عبد الرحمن من حقه في طفولة طبيعية».
وذكرت منظمة الأمم المتحدة أن «الأطفال في غزة لا يعانون فقط النزوح، هم الآن ضحايا لأزمات صحية متفاقمة، وهناك ما لا يقل عن 19 ألف طفل يعيشون بعيداً عن ذويهم وسط نقص حاد في الغذاء والدواء». 
وفي المستشفى الإماراتي الميداني في مدينة رفح، وجد فريق العمل طفلة مجهولة الهوية لا يتجاوز عمرها ثلاثة أسابيع بجوار مسجد بعد غارة جوية أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، أطلق عليها العاملون اسم «ملاك» تيمّناً بالأمل الذي يحملونه لها في ظل الأوضاع الصعبة.
وأصبح كل طفل، وكل عائلة نازحة، يواجهون واقعاً قاسياً في غزة، حيث يشكل الأطفال نسبة كبيرة من المتضررين.
تقول أمل أبو ختلة، ممرضة أطفال حديثي الولادة في المستشفى: «أطلقت على الطفلة اسم (ملاك) لعلها تنعم بشيء من الأمان وتظل تذكاراً لصمود غزة، والقصة تتكرر، والألم يزداد، لكن الأمل لا يزال معلقاً بقدرة الأمهات والأطفال على الاستمرار رغم المآسي».
بدورها، تقف سعاد، وهي أمٌ لثلاثة أطفال، حائرة وهي تجمع بعض الأغراض الضرورية على عجلٍ قبل مغادرة منزلها في حي الشجاعية، تقول وهي تمسك بيد ابنها الأصغر، الذي لم يتجاوز عمره 5 أعوام: «هذه هي المرة الخامسة التي ننزح فيها منذ بداية الحرب، لقد أصبحنا خبراء في حزم الحقائب خلال دقائق»، وبمرارةٍ تحكي عن المرات التي نزحوا فيها تاركين وراءهم كل شيء بحثاً عن مكان آمن.
تقول: «أطفالي لا يعرفون معنى الاستقرار، كلما اعتادوا على مكان، اضطررنا لمغادرته، ابني الأكبر عمره 12 عاماً ومع ذلك لا يعرف معنى الاستقرار أو الأمان، في كل مرة تغادر فيها العائلة يكون المكان التالي أكثر ازدحاماً وصعوبة، فالملاجئ المؤقتة والمخيمات لا توفر الخصوصية، ناهيك عن نقص الاحتياجات الأساسية، خاصة الماء والغذاء والدواء».
وأضافت الأم: «كان حلمي أن أرى أطفالي يكبرون بسلام، لكن الحرب حرمتهم من طفولتهم، اليوم هم مشغولون فقط بالهروب والبقاء على قيد الحياة، حتى اللعب لم يعد له طعم، يعرفون فقط كيف يركضون بحثاً عن المأوى».
ويمثل الأطفال حوالي نصف سكان غزة، ما يعني أن الحرب تطال جيلاً بأكمله.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: النزوح غزة قطاع غزة فلسطين إسرائيل الأمم المتحدة أوتشا عبد الرحمن فی غزة

إقرأ أيضاً:

رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| المال والبنون.. صراع القيم بين الثروة والمبادئ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.

من «ليالي الحلمية» إلى «بوابة الحلواني»، ومن «هند والدكتور نعمان» إلى «رحلة السيد أبو العلا البشري»، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.

رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.

وسط أجواء رمضان الدافئة في التسعينيات، جاء مسلسل "المال والبنون" ليحفر اسمه في ذاكرة المشاهدين، كأحد أهم الأعمال الدرامية التي ناقشت صراع المبادئ في مواجهة إغراءات المال. المسلسل لم يكن مجرد حكاية درامية عابرة، بل كان بمثابة مرآة تعكس التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها المجتمع المصري على مدار عقود.

دارت الأحداث في فترة ما بعد ثورة يوليو 1952، حيث يرصد المسلسل حياة عائلتين متناقضتين تمامًا. الأولى، عائلة عباس الضو (عبدالله غيث)، الرجل الذي رفض المال الحرام وفضّل العيش بشرف رغم قسوة الظروف. والثانية، عائلة سلامة فراويلة (يوسف شعبان)، الذي كوّن ثروته بطرق غير مشروعة، ليجد نفسه في صراع مع ضميره ومع مجتمعه.

ينعكس هذا الصراع على أبناء العائلتين، حيث يتضح الفرق بين تربية قائمة على المبادئ وأخرى غارقة في إغراءات الثروة. وبينما يتربى يوسف عباس الضو (شريف منير) على الأخلاق والشرف، يعيش منصور فراويلة (أحمد عبد العزيز) وسط حياة مترفة لكنها بلا قيم حقيقية. تتشابك المصائر، وتتعقد العلاقات، ويظل السؤال الأهم: هل يمكن للمال أن يشتري السعادة؟

حقق "المال والبنون" نجاحًا مدويًا، وأصبح حديث الشارع المصري والعربي عند عرضه في 1993. لم يكن مجرد مسلسل درامي، بل كان عملاً يحمل رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة. الشخصيات كانت نابضة بالحياة، والأداء التمثيلي كان على أعلى مستوى، ما جعل الجمهور يتعلق بها بشدة.

لم يقتصر النجاح على الموسم الأول فقط، بل تم تقديم جزء ثانٍ في 1995، استكمالًا للقصة، لكنه لم يحظَ بنفس تأثير الجزء الأول رغم أنه حافظ على مستوى جيد من الدراما والإثارة.

تميز "المال والبنون" بسيناريو محكم يجمع بين التشويق والإسقاطات الاجتماعية، مع موسيقى تصويرية ساحرة من ألحان ياسر عبد الرحمن، أصبحت جزءًا لا يُنسى من ذاكرة المشاهدين. كما أن شخصيات مثل عباس الضو وسلامة فراويلة تحولت إلى أيقونات درامية تمثل الصراع الأزلي بين الخير والشر.

المسلسل كان تأليف محمد جلال عبد القوي، وإخراج مجدى أبو عميرة، ومن بطولة الفنانين: عبدالله غيث، يوسف شعبان، شريف منير، أحمد عبد العزيز، هادي الجيار، فايزة كمال، ومنى عبد الغني.

"المال والبنون" لم يكن مجرد مسلسل، بل كان دراما ملحمية أثرت في وجدان المشاهدين، وظل مثالًا حيًا على الأعمال الرمضانية التي تجمع بين المتعة الفنية والرسالة الهادفة.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة إغاثية: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم
  • المسرح في دبي.. حكايات إبداع يرويها «أبو الفنون»
  • شاهد| حركة حماس تنشر: نتنياهو مجرم الحرب الذي لا يشبع من الدماء وأول الضحايا أسراه
  • حكايات حسن دنيا مع إيهاب توفيق وكورال التربية الموسيقية.. فيديو
  • غزة على شفا كارثة إنسانية.. جوع ونزوح وانهيار صحي وشهادات على حجم المأساة
  • الاحتلال يجبر الفلسطينيين على النزوح قسرا من مناطق في مدينة غزة
  • لماذا تشن إسرائيل الحرب على الأطفال الفلسطينيين
  • الاحتلال يجبر عائلات فلسطينية على النزوح قسرًا
  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| المال والبنون.. صراع القيم بين الثروة والمبادئ
  • «حكايات الجنون العادي»