التفكير السطحي وأداء سالم مع المنتخب
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
التفكير الناقد هو عملية تحليل وتقييم المعلومات والأفكار بطريقة منطقية ومنهجية؛ للوصول إلى استنتاجات موضوعية ومدروسة. يتطلب التفكير الناقد فحص الأدلة والحجج، واستخدام العقلانية، والتساؤل عن الافتراضات والتفسيرات، والابتعاد عن التحيزات الشخصية. الهدف منه هو تعزيز الفهم العميق واتخاذ قرارات مدروسة ومستنيرة.
منذ عودة لاعبي المنتخب بعد مباراتي أندونيسيا والصين، لم يبق شخص يظهر في الإعلام، سواء من النقاد (الحصريين) أو (الرُحّل) بين البرامج، وحتى (فلتات) الزمان في البودكاست إلا وتحدث عن سالم الدوسري، ولماذا لا يظهر بنفس مستواه مع الهلال في المنتخب السعودي، ولكن لا أحد منهم تحدث عن الأسباب والاحتمالات، إن كان الأمر( أنه لا يؤدي مع المنتخب مثل الهلال) حقيقة مطلقة، وذلك لسبب بسيط ومهم، وهو غياب التفكير الناقد.
من الأمور المؤسفة جدًا؛ انعدام التفكير الناقد لدى أغلبية من يسمون بالنقاد الرياضيين، فهم لم يتحدثوا عن العوامل المنطقية والفنية لهذا الأمر، ولكن لماذا لم يتحدثوا.. هل لأنهم لا يعلمون ماهي العوامل؟ مستحيل.. فحتى (الكوميدي) منهم، إن أراد البحث سيعرف أن الاختلاف في أسلوب اللعب في النادي، عن المنتخب الوطني؛ لاختلاف المدرب ومدرسته التكتيكية، التي قد لا تتناسب مع طريقة لعب اللاعب في ناديه أو إخراج أقصى قدراته؛ حيث تعتمد بعض الأندية نظامًا تكتيكيًا معينًا يُبرز اللاعب ويخرج أفضل ما لديه بشكل أكبر، بينما قد يكون نظام المنتخب أقل تكتيكيًا، أو يعتمد على نمط مختلف تمامًا.
إضافة الى ذلك أن المسؤوليات التي يحملها اللاعب في ناديه تختلف عن المنتخب؛ حيث يكون للاعب دور تكتيكي، أو مسؤوليات مختلفة في المنتخب مقارنة بناديه، وهذا التغيير قد يؤثر على قدرته في التألق بنفس الكفاءة، كما أن الجودة والانسجام بين اللاعبين في النادي ذات مستوى أعلى لتدرب اللاعبين مع بعضهم البعض لفترات أطول، على عكس قصر وقت التحضير في المنتخب. هذه العوامل وغيرها من العوامل الأخرى، التي من السهل طرحها للنقاش ليكون أكثر إيجابية، ولكنهم لا يريدون ذلك لسبب بسيط، وهو أنهم يريدون المشاهدات والإثارة، وأطروحاتهم يحركها التعصب، وليس النقد البناء.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: محمد العمري التفکیر الناقد
إقرأ أيضاً:
ملتقى القضايا المعاصرة: الأزهر يسلك سبل التفكير السليم .. وأمامه تعطلت مناهج الملحدين
قال الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن التفكير مدعاة إلى التأمل والتدبر والتحليل والاستنباط، للوصول إلى نتائج منطقية، ونحن في الأزهر الشريف عمدنا إلى التفكير والتدبر اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها ممارسة ذهنية حوتها كتب العقيدة بما ينزه الله -تعالى- وانطلاقا بأنه -تعالى- ليس كمثله شىء، ووجدنا في عملية التفكير مسارات متنوعة، منها ما تبنته العقول السليمة التي أنتجت فكرًا صائبًا وهو ما اعتمدنا عليه فى دراستنا في الأزهر الشريف.
وتابع الجندى، خلال كلمته بملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة -في الليلة السادسة عشر من شهر رمضان- والذي تناول فريضة التفكير والتأمل؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا) ويشير الحديث إلى العلماء الذين لزموا النهج السليم والتفكير الصائب، أما أصحاب العقول العقيمة من المشككين والملحدين الذين يزعمون إعمال العقل وكأن الله غير موجود، فلا حاجة لنا بفكرهم وطرائقهم، فأمام منهج الإسلام وسبل التفكير السليمة التي نسلكها تعطلت مناهج الملحدين.
من جانبه أوضح الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن التفكير ضرورة إسلامية وعقدية وحياتية، وأن الله -تعالى- حذر الذين لم يعملوا عقولهم فقال "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ" أي لو كنا نسمع الهدى أو نعقله، أو لو كنا نسمع سماع من يعي ويفكر، أو نعقل عقل من يميز وينظر، ودل هذا على أن الكافر لم يعط من العقل شيئا على خلاف المؤمن.
وأشار أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يحث أصحابه على التأمل والتفكير وبنى عند المسلمين الأوائل منهجية علمية في التفكير قامت على أساس التثبت وطلب الدّليل، وحررت عقولهم من الخرافة والجهل والتقليد، ودفعتهم إلى النّظر والتأمل وفهم ما حولهم؛ لتتشرب قلوبهم عقيدة الإيمان الصحيحة، فعن ابن مسعود قال: خط لنا رسول الله ﷺ خطاً، وقال: (هذا طريق الحق) وخط خطوطًا عديدة، وقال: (هذه السبل، على رأس كل منها شيطان، يزينها لسالكيها)، وكان ذلك درسا عمليا لإعمال العقل والتدبر، وكان الصحابة يلزمون التأمل أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم لفهم دينهم وتدبر كتاب الله وما به من المعاني والمقاصد، وعلموا أن التأمل مأمور به انطلاقًا من قوله تعالى: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ".
ويواصل الجامع الأزهر تقديم دروس التراويح ضمن خطته الدعوية لشهر رمضان المبارك، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي تتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية، دروسًا علمية، صلاة التهجد في العشر الأواخر، وتنظيم موائد إفطار للطلاب الوافدين؛ وذلك في إطار دور الأزهر في نشر الوعي الديني، وترسيخ القيم الإسلامية.