صحيفة البلاد:
2025-02-09@00:54:46 GMT

كاد المعلم أن يكون رسولاً

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

كاد المعلم أن يكون رسولاً

أعلمتَ أشرف أو أجلَّ من الذي يبني، وينشئ أنفساً وعقولاً؟
نعم، فهي أشرف مهنة، وأصعبها في ذات الوقت، فبناء العقول ليس أمراً هيناً، كما أن تنقيتها من الشوائب، فوق مستوى وصف الصعوبة.

المعلم يحمل رسالة سامية جسيمة لكنه أهلٌ لها، والعالم في كل عام وبتاريخ الخامس من أكتوبر، يحتفل بيوم المعلم، لكن من هو المعلم الذي يستحق هذا الاحتفال، والمقصود في الأثر، وفي الشعر، وفي الحِكَمْ ؟؟ في اعتقادي هو ذاك المعلم الذي يجعل من (العلم مقترناً بالتربية)، هدفاً يسعى من أجل تحقيقه، ويبذل قصارى جهده في التأثير والتغيير للأفضل، بمعنى أن يكون المعلم بالفعل صاحب رسالة تربوية تعليمية، تخلق جيلاً يتمتع بأحسن القيِّم، وأفضل الأخلاقيات، جيلاً طموحاً ذا روح وثَّابة، المعلم الذي يستحق التكريم، هو ذاك الذي يؤمن أن الطالب بين يديه وتحت رعايته، إنما هو (أمانة) سيسأل عنها يوم الدين، وسيحاسب على كل صغيرة وكبيرة، وسيكون أجره عظيماً حين يجد نفسه قد أحدث تغييراً إيجابياً في شخصية هذا الطالب وغيره، ليكون الأثر جليّاً شاهداً أن المعلم قد علَّم خيراً، وترك خيراً، وأثَّر في طلابه تأثيراً يسبح له، فأفاد المجتمع، وخدم الوطن، وكان عطاؤه ملموساً في الميدان التعليمي، وفي كل مكان يتحرك فيه، المعلم هو صنف من الذين ذكرهم الله في الآية الكريمة :( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )، فهو مختلف عن غيره، لأن دوره أعظم، وواجباته أكبر، هو من أولئك الذين يصلي عليهم الله، وملائكته، كما في الحديث: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير )، فما أعظمه من ثواب وما أجزله من أجر! والحديث يشمل كلاً من علم علماً يُنتفع به، ولو كان يسيراً، فما بالكم بالمعلم الذي كان تعليم الخير عمله الدؤوب؟ ما بالكم بالمعلم الذي الهدف العلمي التربوي كان هو الأهم والأسمى؟ المعلم الذي حرص على هذه الأجور العظيمة من تنشئة الأجيال أكثر من حرصه على الأجر الدنيوي.

وبدون شك المعلم يستحق أعلى الأجور المادية، وأرفع حياة اجتماعية، وذلك لا يختلف عليه اثنان، لكن المكتسب عند الله أعظم، ويستحق أن يكون في أولويات المعلم، والحقيقة أن المعلم لوأردنا تصنيف المجتمع، لكان هو الأعلى مرتبة، ومهنته هي الأفضل على مستوى المهن.

المعلمون المخلصون الصادقون، ورثة الأنبياء، يتمنى دورهم العظماء، ولا زلنا نذكر إجابة الملك العملاق (فيصل بن عبد العزيز) -رحمه الله- حين سئل: (لو لم تكن ملكاً، ماذا وددت أن تكون؟ فقال دون تردُّد، أو اختيار: وددت أن أكون معلماً).

إنها يا سادة مهنة العظماء، فمن اختاره الله أن يكون معلماً، فليفرح، ويبتهج بعظيم مكانته، ورسالته، ودوره الجبار، وأثره العميق في نفوس النشء، وليبدأ يومه بالدعاء لله عزَّّ وجلَّ أن يوفقه للتأثير الطيب في عمله، وليحفظ الأمانة، ويؤدي الرسالة بحب ورغبة في نيل أعلى الدرجات في صناعة الفكر السليم المعتدل، وتثبيت أسس التربية الأخلاقية الإسلامية السويّة، ثم يستشعر الطمأنينة، ويقابل طلابه بروح عالية، ونفس سمحة، وتعامل راقي فهو قدوة وليست أي قدوة ! ففي نظر طلابه هو الأجدر بالثقة! والمعلم النموذج هو من جعل رأس الحكمة عنده (مخافة الله)، فيبني عقولاً، وينشئ نفوساً مخلصة، محبة لدينها ووطنها وأهلها، وفيَّة لكل من لهم حق عليها، واعية مدركة سويَّة، المعلم النموذج هو من يبني بينه وبين طلابه جسوراً من المودة، تجعل السيطرة بالتأثير الطيب أسرع وأسهل. ومقالي هذا تحية لكل معلم ومعلمة سابقين وحاليين ولاحقين تسلَّحوا بالأهداف النبيلة، وشكَّلوا العقول والنفوس، لتكون ضياءً في حياة الوطن والمجتمع بأكمله.
تحية لكل من علمني مذ عرفت مقاعد الدرس، ولست أنساهم -جزاهم الله خيراً-.
تحية لكل معلمة عملت معي، وعملت معها.
تحية لكل طالبة علَّمتها، وتعلمت منها.
تحية محبة وتقديرلا حدود لهما ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

almethag@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: المعلم الذی تحیة لکل أن یکون

إقرأ أيضاً:

مجلة OLÉ الأرجنتينية : المغرب يستحق إستضافة نهائي المونديال ببنائه أكبر ملعب في العالم

زنقة 20. الرباط

سلطت المجلة الأرجنتينية OLÉ المتخصصة في كرة القدم، الضوء على مشروع بناء ملعب الحسن الثاني، الذي سيصبح الأكبر في العالم من حيث السعة الإجمالية بـ115.000 متفرج.

و نشرت المجلة الأرجنتينية الأشهر في أمريكا اللاتينية، ملفاً جديداً وكاملاً حول ملعب الدارالبيضاء الجديد، والذي قام مبعوث المجلة الأرجنتينية بزيارة ورش بنائه، ونقل بالصوت والصورة ما يقع بعين المكان، إستعداداً من المغرب لتنظيم مونديال 2030 و نيل شرف إستضافة المباراة النهائية.

المجلة الأرجنتينية نقلت حجم الأوراش التي إنطلقت بالمغرب، لمواكبة الحدث الرياضي والكروي الأبرز في العالم، من ملاعب جديدة و بنيات تحتية حديثة كالطرق والسكك الحديدية من قطار سريع وقطارات فيما بين المدن، فضلاً عن المؤسسات الفندقية الجديدة و توسعة المطارات وبناء المستشفيات الجديدة.

وإعتبرت المجلة الرياضية، أن المغرب يستعد بجدية كبيرة لهذا الحدث، الذي سيكون تاريخياً بوصفه فريداً من نوعه بتنظيمه في ثلاث قارات، حيث ستستضيف ثلاث بلدان لاتينية ثلاث مباريات أولى من المونديال، بينما ستستضيف كل من إسبانيا والبرتغال في أوربا مناصفة مع المغرب في أفريقيا بقية المباريات.

Oleالأرجنتينمجلة oléملعب الرباطمونديال 2030

مقالات مشابهة

  • مجلة OLÉ الأرجنتينية : المغرب يستحق إستضافة نهائي المونديال ببنائه أكبر ملعب في العالم
  • مشيرب: أغلب الشعب لا يستحق العيش في ليبيا  
  • لبنان.. سلام يتعهد بأن يكون رئيسا لحكومة "الإصلاح والإنقاذ"
  • بركات : سموحة يستحق ضربة جزاء أمام بيراميدز
  • البابا فرنسيس: نأمل أن يكون لبنان شاهداً على قيم الحوار والمصالحة
  • الإفتاء: نشر الفيديوهات التعليمية بدون إذن يعد تعديًا على حقوق المعلم
  • تدشين مبادرة " تواصل لنرتقي " فى تعليم الفيوم
  • "قبيصي" يدشن مبادرة "تواصل لنرتقي" بتعليم الفيوم
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • شبانة: ميشالاك لا يستحق راتبه.. و70 ألف دولار كتير عليه