الحية: عام على “طوفان الأقصى” وشعبنا يخط بمقاومته تاريخًا جديدًا
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
#سواليف
قال عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية لحركة “حماس”، #خليل_الحية، إن عامًا على بَدء #طوفان_الأقصى مَرَّ على فلسطينَ عامة، وغزةَ خاصة، وشعبُنا الفلسطيني يَخطُّ بمقاومته ودمائِه وثباتِه تاريخاً جديداً بعدما اندفعت نخبة #القسام، نحو أرضنا المحتلة عام 48 لتسطر ملحمةً استثنائية، فقد حطم عبورُ السابع من #أكتوبر_المجيد، الأوهامَ التي رسمها العدو الإسرائيلي لنفسه، واستطاع أن يقنع بها العالم والمنطقة، عن تفوقه وقدراته المزعومة.
وأضاف الحية في تصريح صحفي بمناسبة مرور عام على معركة طوفان الأقصى، يوم الأحد، أن “النخبةُ المجاهدة استطاعت خلال ساعات معدودة، تركيعَ الكيان الإسرائيلي وتحييدَ أهمِ فِرَقِ جيشِه، ويتركهم بين قتيل وأسير وجريح، ولا زال أبناءُ القسام وفصائلِ المقاومة، يُسطّرون أروع المعارك وهم يدافعون ويذودون عن أهلهم وذويهم”.
وتابع: “أهلَنا في غزة، إن التَّجليَ الأكبر لمعاني العزةِ والصبرِ والتضحيةِ، كان منكم سمة وسجية، وقد أكدتم أنكم شعبٌ ثابتٌ معطاءٌ، يقدم هذه التضحيات الجسام من الشهداء والجرحى، وهدم البيوت والمنازل والمساجد والجامعات والبنى التحتية، ويتنقل بين الخيام البالية الممزقة وينزح تحت القصف والتدمير، إلا أنكم بقيتم شعبا شامخاً عصيّاً على كل محاولات التهجير والاقتلاع، ثابتاً في أرضه ووطنه رغم ما لاقيتم من أصناف العذاب وأشكال الإرهاب، وتعرضتم لأبشع حرب إبادة، وللمجازر اليومية والتي كان آخرها مجزرتي دير البلح وجباليا الصمود الليلة الماضية”.
وأردف الحية: “أهلَنا وشعبَنا في الضفة المنتفضة رغم جراحها النازفة، والاستيطان الذي يمزق مُدُنَها وقُراها ومخيماتِها، وتواجِهُ بمقاومة متصاعدة، محاولاتِ التهويدِ واغتصابِ الأرض، والاغتيالات وتقطيع الأوصال”، مضيفًا “لعل ردَّ شباب المقاومة هناك: في جنين ونابلس وطولكرم والخليل، في عملياتهم البطولية وليس آخرها العملية المزدوجة في يافا المحتلة، يقول بوضوح: هذا هو الطريق لمواجهة الخطر الداهم على شعبنا وقضيتنا ولا طريق سواه”.
وأكد الحية وقوف الحركة مع الشعب الفلسطيني في القدس، حيث يحاول المحتل حسمَ الصراع ويسعى إلى تقسيم الأقصى زمانًا ومكانًا، وصولًا إلى أحلامه بهدمه وإقامة هيكله المزعوم مكانه.
وأكمل قائلاً: “نستذكر شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات، التي لطالما كانت وقودَ الثورةِ والمقاومة، وحافظة على مفاتيح العودة، وها هي اليوم تَستأنف وتشاركُ في الطوفان الهادر، وتحية لشهدائها وجرحاها وعلى رأسهم الأخ أبو الأمين فتح شريف وإخوانه الذين استشهدوا من قبله ومن بعده”.
وقال الحية: “ولا ننسى أهلنا في الـ 48 حيث فشلت كل محاولات الأسرلة على مدى 76 عاما، وبقي أهلُنا متمسكين بأصالتهم، وكونهم جزءاً لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني، ورأينا اليوم عملية بئر السبع البطولية على طريق التحرير وزوال هذا الاحتلال”.
وعبّر قائلاً: “شعبَنا الفلسطيني المجاهد، لقد بدأت هذه الملحمةُ البطولية الوطنيةُ الكبرى، في الوقت الذي أصبحت فيه فلسطين قضيةً منسيةً، غائبةً عن مقررات القِمم واللقاءات، حبيسةَ الأدراج، ويسعى عدوُّنا لتحويلها من قضية شعب يناضل من أجل حريته، وإنهاء احتلال جاثم على أرضه، إلى قضيةٍ إنسانية، وتحسين حياة، ومتطلبات معيشة، بل ويسعى بكل الوسائل لتهجير هذا الشعب”.
وأكد أن “الطوفانُ جاء والاحتلالُ يَعيثُ في المنطقة فساداً، يخترق أسوارَ شعوبِها، ويَعقدُ الاتفاقياتِ الأمنيةِ والعسكرية والاقتصادية، ساعياً لبناء تحالفات تحقق له التمكين والهيمنة، ويعملُ جاهداً لتصفية قضيتنا، من خلال تهويدِ القدسِ والاستيلاءِ على الأقصى، وتوسيعِ الاستيطان والتهجيرِ، ومواصلةِ حصارِ غزة، ويرفضُ الاعترافَ أو الإقرارَ بأيٍّ من حقوقنا الوطنية، فكان لابدَّ من استعادةِ قضيتِنا، وضربِ قواعدِ مشروعِ الاحتلال”.
وشدد الحية بالقول: “نستطيع أن نقول اليوم وبثقة، إن القضيةَ الفلسطينيةَ باتت هي القضية الأولى في العالم، وأدرك الجميعُ أنه لا أمنَ ولا استقرارَ في المنطقة، ما لم يأخذ شعبُنا حقوقَه كاملة، ونكرر ونقول للجميع لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما لم يأخذ شعبنا حقوقه كاملة”.
وأضاف: “لقد وجهت المقاومةُ في السابع من أكتوبر، ضربةً إستراتيجيةً للعدو على المستوى الأمني والعسكري، حيث أظهرت الفشل الذريع لمختلف مكونات منظومتِه العسكريةِ والأمنية، وكبّدتْهُ خسائرَ غير مسبوقة في تاريخه، وأدرك من خلالها أن وجودَه كاحتلال لا مستقبل له، وأنّ شعبَنا مستمرٌ بجهاده ومقاومته، حتى طردِ الاحتلال عن أرضنا عاجلاً أم آجلاً، ولأول مرة في تاريخ الصراع منذ العام 1948 يقف العدو أمامَ المحاكم الدولية كمجرم حرب، متَّهَماً بالإبادة الجماعية، وتُتخذ القرارات بجلب قادته كمجرمي حرب”.
وأكد الحية أن المعركة أزالت الأقنعةَ عن وجوه قادة الاحتلال، ورأى العالمُ طبيعةَ الكيانِ الحقيقية، فانطلقتْ حركةُ التضامنِ مع شعبنا -والتي نعبر عن تقديرنا العميق لها- في كل قارّاتِ العالمِ جميعا، وبدأت الروايةُ التي نسجها العدو الصهيونيُّ عن نفسه تتحطم، التي تقوم على الخرافات والأساطير، وباتت الدعواتُ واضحةً بضرورة إنهاء المظلمة التاريخية، التي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ نحو مائة عام.
وأعرب الحية عن تقديره أبطال المقاومة الإسلامية في لبنان، الذين انخرطوا منذ اليوم الأول لإسناد غزة في معركتها، وقدموا حتى اللحظة آلاف الشهداء والجرحى، حتى تحولت الآن جبهةَ لبنان بفعل العدوان الإسرائيلي إلى جبهةِ قتالٍ رئيسية.
وتابع: “نقول لإخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان وشعب لبنان: إن الدم الدم والهدم الهدم، نحن معاً وسوياً، فدماءُ الشهيد القائد إسماعيل هنية، التي تعانقت مع دماء الشهيد القائد حسن نصر الله ودماءِ كل المجاهدين في الميدان، تصنع فجراً جديداً لأمتنا، عنوانُه الأقصى، وطريقُه نحو القدس”.
وأردف: “كما نحيي إخواننا في اليمن الثائر المقاتل، حيث شكلت ضرباتُ أنصار الله، نقلةً حقيقيةً في طبيعة المعركة، فضلاً عن المَسيراتِ والمليونيات، التي ربما كانت الأضخمَ في التضامن مع شعبنا، وكانت أقوالهم أفعالاً وصواريخَ ومُسيّراتٍ تقطع آلاف الأميال، لتضرب في قلبِ مركزِ العدوِ ومدنِهِ وتجمعاتِه”.
وأكمل الحية: “وعلى ذات الطريق، إخوانُنا في الجمهورية الإسلامية، إسناداً ودعماً لمقاومتنا وشعبنا فقد ثأروا قبل أيام لدماء قادة المقاومة، لدماء القائد الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي الذي استهدفه الاحتلال “الإسرائيلي” على أرض إيران، ولدماء القائد الشهيد حسن نصر الله، وشاهدنا صواريخَهم شُهُبَاً تملأ سماءَ فلسطينَ المحتلة، وتعيد صياغة المشهد من جديد”.
الحية: كما شاهدنا المُسيّراتِ والصواريخَ العراقيةَ، التي أكدتْ أنّ العراقَ بحاضره وتاريخه مع فلسطين، وفي قلب المعركة، بما يتوفر من إمكانات وطاقات، ونرى جموعَ الأمةِ وأحرارَ العالمِ يشاركونَ في مَسيراتٍ وتظاهراتٍ ومليونياتٍ، وفي غزة سمعنا رصاصَ المجاهد ماهر الجازي على حدود الأردن مع فلسطين، وتكبيرات المجاهد حسن التركي في القدس، وهما يثأران للشهداء والأطفال والنساء، ويؤكدان أن في الأمة أحراراً يبذلون أرواحهم على طريق الجهاد والعزة والكرامة.
وأشار الحية إلى أن الحركة بذلت عبر عام كامل، كلَّ الجهود من أجل وقف العدوان على شعبنا في غزة، ولجم هذا العدو، وإنهاءِ معاناة شعبنا، وخُضنا من أجل ذلك مفاوضاتٍ من خلال الوسطاء في قطر ومصر، وأكدّت استعدادها التام، للوصول إلى اتفاق يحقق وقف العدوان بشكل تام ودائم، والانسحاب الكامل والشامل من قطاع غزة، مع إعادة الإعمار وإنهاء الحصار والتوصل لصفقة تبادل للأسرى جادة، كما رحبت ودَعوت إلى تطبيق قرار مجلس الأمن 2735 بخصوص وقف العدوان.
وشدد الحية قائلاً: “رغم كل المسؤولية والمرونة التي أبدتها الحركة في كل المحطات والمراحل إلا أن رئيس حكومة الاحتلال ينيامين نتنياهو وحكومَته الفاشية كانوا يماطلون ويعطلون في كل محطة، لذلك نؤكد اليوم ونقول ليسمعها القاصي والداني: “ما رفضناه بالأمس لن نقبله في الغد، وما فشل الاحتلال بفرضه بالقوة لن يأخذه على طاولة المفاوضات”.
وأكد الحية مواصلة الحركة جهودها وتحركها على مختلف الصُعد، بالتعاون مع قوى أمتنا وحكوماتٍ صديقة على مستوى المنطقة والعالم، من أجل إنهاء الحصار ووقفِ العدوان وتوفيرِ السبل الكريمة لحياة كريمة لشعبنا.
وقال الحية: “سنعمل على إعادة إعمار غزةَ، بسواعد أبنائها ودعم أشقائها كما كانت وأفضل، فهناك الفِرقُ المكلفة التي تعمل في مجال الإغاثة والإيواء، ومعالجة المشاكل الطارئة بكل ما نستطيع ووفق إمكاناتنا المتاحة، وفِرق قائمة تُحضر المشاريع لإعادة الإعمار وإزالة آثار العدوان”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف خليل الحية طوفان الأقصى القسام أكتوبر المجيد من أجل
إقرأ أيضاً:
غزة هاشم.. تاريخ من المقاومة والصمود
لقد قامت إسرائيل على أيادي منظمات سرية وعصابات إرهابية مسلحة مثل "إرغون" وعصابة المقاتلون من أجل إسرائيل (شتيرن) ومنظمة "الهاغانا" والتي كانت نواة تكوين الجيش الإسرائيلي فيما بعد قيام دولة إسرائيل بوصفها دولة يهودية عام 1948، كما أصبح بعض قادة تلك العصابات الإرهابية قادة ورؤساء وزراء الكيان الصهيوني.
وقد اتخذت الحركة الصهيونية من أجل قيام دولتها المزعومة على أرض فلسطين الوسائل الإرهابية العنيفة التي قامت بها هذه العصابات من أجل إخلاء أرض فلسطين من سكانها، عبر سلسلة طويلة من المذابح وترويع وتهجير وتشريد وقتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم وقراهم، تحت شعار "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
وغزة هاشم هي بوابة آسيا العربية على أفريقيا العربية، وكانت تعرف بأنها من أبهى وأحسن المدن المجاورة لبيت المقدس، والمتربعة في أحضان البحر المتوسط، تغزل في محاسنها الشعراء، وعانقها المجد، وطمع فيها الغزاة والفاتحون، فعانت الويلات، وما زالت تعاني على يد الاحتلال الصهيوني.
وغزة مدينة موغلة في القِدم، بل من أقدم المدن في التاريخ، فقد عُرفت عند العبرانيين "عزة"، وعند الكنعانيين "هزاتي"، وعند الفراعنة "غزاتو"، وعند الآشوريين واليونانيين "عزاتي" و" فازا"، والصليبيون أسموها "غادرز"، والأتراك لم يغيّروا اسمها العربي "غزة"، والإنجليز عرفوها بـ"جازا".
وقد اشتهرت عند العرب بـ"غزة هاشم" لأن ترابها الطيب قد ضم رفات جد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، هاشم بن عبد مناف. وفيها عاش الفاروق عمر بن الخطاب فترة من الزمن، كما زارها والد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته حيث كان يخرج للتجارة، ويقال بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد جاء إليها قبيل بعثته. ويروى أن مصعب بن ثابت قد روى قوله: "طوبى لمن سكن إحدى العروسين عسقلان وغزة". وقد أدخلها عمرو بن العاص في الإسلام عام 634م، كما أنها مسقط رأس الإمام الشافعي، وقد اشتاق إليها يوما وهو في أرض الحجاز فأنشدها:
وإنـي لمشتـاق إلـى أرض غـزة وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضا لو ظفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق أجفاني
واعتبر أصحاب التجارة غزة مفتاح الثروة والغنى، واعتبرها العسكريون وقادة الجيوش المخفر الأمامي لمصر وأفريقيا وباب آسيا. ولهذا اهتم بها ملوك وحكام مصر منذ الفراعنة، وقد ذكر المؤرخون أن 17 فرعونا مروا بغزة أو فتحوها لأهميتها. وغضب بنو إسرائيل على غزة واعتبروها شوكة في حلق مملكتهم، ولذلك حملوا عليها حملة شعواء، وصبوا عليها جام غضبهم، وتمنوا لها الخراب والدمار. وتعرف غزة في أحقاد التوراة السوداء بأنها بيت الفلسطينيين المكين الذي تحطمت على صخرتها الغزوة اليهودية الأولى قبل آلاف السنين.
وقد صمدت غزة أمام الاحتلال الصليبي ثم الإنجليزي وقد قال اللورد اللنبي عندما زار غزة عام 1923: "لقد كانت غزة من فجر التاريخ حتى يومنا هذا بوابة الفاتحين".
كما أظهرت غزة قوة وبسالة وشجاعة أمام الاحتلال الصهيوني منذ نكبة 1948. فقد بقيت غزة تحمل اسم فلسطين، وسائر التراب الفلسطيني يُسمى إسرائيل، وفيها انعقد أول مجلس وطني فلسطيني برئاسة الحاج أمين الحسيني.
وقد استقبل أهل غزة إخوانهم المهاجرين بالترحاب وأنزلوهم أكرم منزل، وأفسحت كل عائلة في دارها مكانا لعائلة أخرى من المهاجرين من مدن فلسطين المحتلة.
وفي عام 1956 دخلت القوات الاسرائيلية غزة واحتلتها 125 يوما؛ قامت خلالها بعدة مجازر رهيبة وعمليات انتقام قتل فيها عدد كبير من أهل غزة، ورغم ذلك ظهرت صلابة وقوة شبابها وأهلها ومقاومتهم الشرسة حتى تم انسحاب قوات الاحتلال في تشرين الثاني/ نوفمبر 1956.
وبعد نكسة 1967 دخل جنود الاحتلال غزة متنكرين في ملابس عربية وقاموا بمجازر راح ضحيتها خمسة آلاف فلسطيني، ونسفت إسرائيل البيوت وقتلت ما فيها، وهدمت سوق رفح، ومخيمات اللاجئين في رفح وجباليا والنصيرات، ونهبت مخزونها من الغذاء.
ولقد دفعت غزة ثمنا غاليا لم تدفعه مدينة فلسطينية غيرها، ومع ذلك بقيت لسنوات المدينة الوحيدة التي تقاوم الاحتلال بكل قوة ووسيلة، حتى أن القوات الصهيونية لم تكن تسمح للمدنيين اليهود بدخول القطاع أسوة بالمناطق المحتلة الأخرى، وكانت قد رفعت يافطة حديدية ضخمة على باب خان يونس مكتوب عليها: "هذه مدينة القتلة، مدينة السفلة".
ثم تشكلت المجموعات المسلحة، وانخرطت في العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال، وافتتح أول معسكر في قطاع غزة عام 1964 تحت اسم جيش التحرير وقد انخرط فيه الشباب الذين تدربوا على حمل السلاح والحرب الفدائية، ولم تتوقف العمليات العسكرية الفلسطينية رغم القمع الصهيوني المتواصل بكل عنف، مما جعل اسحق رابين يقول: "أتمنى أن أستيقظ ذات يوم من النوم فأرى غزة وقد ابتلعها البحر".
وجاء شارون فقتل الآلاف وأمر الجرافات بهدم أكثر من 20 ألف غرفة تسكنها حوالي 9 آلاف عائلة، وشق طرقا عريضة بين جباليا ورفح والشاطئ لصنع أحياء صغيرة يسهل الوصول والسيطرة عليها، وأمر بإزالة كل المباني حول هذه المخيمات في منطقة عرفها بـ"المحيط الأمني" ووضع ساكني هذه المخيمات تحت الرقابة الدائمة حتى اضطر أخيرا أن ينسحب منها بشكل أحادي عام 2005.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2008 بدأت إسرائيل حربها على غزة، جوا وبرا وبحرا استمرت 23 يوما، أطلقت عليها "عملية الرصاص المصبوب" وردت عليها المقاومة بـ750 صاروخا وصلت أسدود وبئر سبع، وأطلقت عليها "معركة الفرقان"، استشهد فيها 1400 فلسطيني.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 شنت إسرائيل حربا على القطاع أطلقت عليها "عامود السحاب" وردت المقاومة بعملية "حجارة السجيل" وأطلقت 1500 صاروخا تجاوز مدى بعضها 80 كم، واستمرت 8 أيام واستشهد فيها 130 فلسطينيا، غير الهدم والدمار.
وفي تموز/ يوليو 2014 شنت إسرائيل 60 ألف غارة جوية في حرب "الجرف الصامد" واستمرت 51 يوما، وردت المقاومة بعملية "العصف المأكول" واستشهد فيها 2322 فلسطيني، و11 ألف جريح.
وفي 2021 شنت إسرائيل حرب "حارس الأسوار" قصفت فيها أبراجا سكنية، وقتلت 250 فلسطينيا، وأطلقت المقاومة 4 آلاف صاروخ وصل مداها إلى 250 كم، وقتل فيها 12 إسرائيليا.
وفي آب/ أغسطس 2022 شنت إسرائيل حرب "الفجر الصادق" وردت حركة الجهاد الاسلامي بعملية" وحدة الساحات".
وفي 7 تشرين الأول/ أكتوبر شنت المقاومة في غزة عملية برية وجوية وبحرية داخل الكيان الصهيوني، فأسرت المئات، وقتلت 1200 إسرائيلي وأصابت 3 آلاف. وفي اليوم التالي شنت إسرائيل حربا جنونية أسمتها "السيوف الحديدية" ما زالت مستمرة حتى الآن، استشهد فيها نحو 50 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، ودُمر القطاع بالكامل، بما فيه المستشفيات ومدارس الإيواء، وقُتل الأطباء والصحفيون ورجال الدفاع المدني، وما زالت مجازر الاحتلال الرهيبة مستمرة بشكل يومي لا تكف عن القتل ونسف المنازل وتجويع من بقي من سكان القطاع عبر منع دخول كافة أنواع المساعدات الغذائية والعلاجية والدوائية والوقود والمياه وغيرها.
وما زالت دماء غزة تنزف، وما زالت المقاومة صامدة وقوية تذيق جيش الاحتلال الويلات والخسائر، وما زال شعب غزة صامدا وقويا وعصيا على الكسر. وما زالت إسرائيل رغم قوتها وتجبرها ومجازرها لم تحقق النصر ولم تحقق أهداف الحرب التي أعلنتها، ولن تنتصر ولن تحقق أهدافها مهما تجبرت وتكبرت وقتلت وهجرت وجوعت ونسفت المنازل وهدمت.