وزارة الثقافة تشعل حماس الجماهير بأعمال وطنية ملهمة في احتفالات أكتوبر بالأوبرا
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقيمت احتفالات فنية على مسارح دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد بالقاهرة وأوبرا دمنهور، فى إطار احتفالات وزارة الثقافة بالذكرى الحادية والخمسين لانتصارات أكتوبر.
جاءت هذه الاحتفالات لتعبر عن مشاعر النصر والعزة من خلال عروض موسيقية وغنائية تمثل تلاحم الفن مع الوطن، حيث امتزجت الألحان الوطنية بالأداء المبدع للمواهب الشابة وذوي القدرات الخاصة، مما أضفى طابعًا مميزًا على هذه المناسبة الوطنية.
وتحت سماء القاهرة المفتوحة، وفي أجواء تملؤها مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن، شهد المسرح المكشوف بدار الأوبرا أمسية فنية ساحرة قدمتها فصول مركز تنمية المواهب، تحت إشراف مديرها الفنى الدكتور سامح صابر، جسّدت أنغام الفخر وروح الانتماء من خلال مجموعة من المعزوفات الحماسية والأغاني الوطنية التي جعلت الجمهور يتفاعل بحماس مع كل نغمة وكلمة.
مع بداية الحفل ابدعت براعم أوركسترا أطفال المركز تدريب وقيادة الدكتور راجى المقدم، في تقديم ميدلي وطني يشمل مقطوعات خالدة مثل عاشت بلادنا ،يا أغلى اسم في الوجود"، إضافة إلى زي ما هى حبها،فيها حاجه حلوه و موسيقى تترات مسلسلات رأفت الهجان ودموع في عيون وقحة. وقد لاقى هذا الأداء تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذي عبّر عن انبهاره بتلك المواهب الواعدة، حيث تلاحمت مشاعر الطفولة البريئة مع حب الوطن.
وتواصلت الأمسية مع فصل الغناء العربي، تحت إشراف الفنان عمرو حسن والدكتورة سهير حسين، حيث قدمت المواهب الشابة مجموعة من الأغاني الوطنية الشهيرة، منها مصر هى أمى، كلمه حلوه، فيها حاجه حلوه،زي ما هى حبها ، مصر تتحدث عن نفسها، مصر ياأم الدنيا، الأرض بتتكلم عربى، حبايب مصر، الله الله عالمستقبل، ياحبيبتى يامصر، عاش، يا أغلى اسم فى الوجود ، أنا أبن مصر ، يامصر ياأم الأمم، متخافوش على مصر وأحلف بسماها "وتألق المواهب " شهد امام ،نتاليا دوريجو،جودى كريم ، محمد سمير، منة أشرف ،محمود الوكيل ،نهال سيد ، محمد ابراهيم،نانسي كمال ،مريم مكين،ادهم الكاشف ،لاما حازم ، ميدو البحيرى" "في تجسيد روح الأغاني بإحساس عميق وصل إلى قلوب الجميع. ومن أبرز اللحظات التي علقت في ذاكرة الحضور كان الأداء المؤثر لأغنية "يا أغلى اسم في الوجود" التي أعادت إلى الأذهان أمجاد انتصارات أكتوبر وروح التضحية والفداء.
أما كورال شباب وأطفال الأوبرا بقيادة الدكتور محمد عبد الستار، فقد أضاف لمسة إبداعية مؤثرة على الحفل بأغنيات وطنية خالدة ، منها بسم الله، صباح الخير ياسينا،حلوه بلادى السمره، واه ياعبد الودود،صحراء سينا، يابيوت السويس، حبيبتى من ضفائرها، رايحه فين ياعروسه، تحيا مصر والوطن الأكبر" ومع تلك الألحان التى حملت الجمهور في رحلة إلى قلب كل شبر من أرض الوطن
أداها ببراعة المواهب زياد احمد، إيمان منصور، محمد محمود، ملك سعيد، شمس الأسوانى، شيماء ضاحى، احمد فايد.
وعلى مسرح أوبرا دمنهور، تألقت مواهب كورال الأطفال وذوي القدرات الخاصة تحت الإشراف الفنى للدكتورة هدى حسنى، ضمن احتفالية مميزة أبدعت خلالها فرق كورال أطفال الإسكندرية ودمنهور، تحت قيادة الدكتور محمد حسني إبراهيم، في تقديم أغانٍ وطنية خالدة " مصر التي في خاطري ، يا أغلى اسم في الوجود ، أقوى من الزمان ، على باب مصر ، أم البطل ، الباقي هو الشعب ، يمامه بيضا ،يا حبيبتى يا مصر،دولا مين ، بلاد طيبة، اهو ده اللى صار، مصر تتحدث عن نفسها ، فيها حاجه حلوه "
.وانسجم الجمهور مع كل مقطع موسيقي، خاصة مع الأداء المميز من "بهار نور ،أريام حسام ،لوجين محمد، رهف محمد، كارما الشرقاوي، جنا يحي وروان محمد" كما أضفى عزف صوليست الكلارينيت جاسمين محمد على أنغام "صورة صورة" أبعاداً فنية مميزة للأمسية، مما أثار إعجاب الحضور.
ونجح ذوي القدرات الخاصة، تدريب وقيادة ميرفت فريد همام فى إضفاء لمسة إبداعية خاصة بباقة من أروع الأغانى الوطنية منها " تحيا مصر ، حلفونا ، حلوة بلادي السمرا ، يا حبيبتي يا مصر ، هو ده ، دولا مين ودولا مين ، ابن مصر ، مصر يا أول نور في الدنيا ، مصر هي أمي ، راحه فين يا عروسة ،مصر التى فى خاطرى، احلى بلد، عظيمة يامصر، وأنت ماشي فى مصر سلم ، سمينا وعدينا " ونال استحسان الجمهور الذي عبّر عن انبهاره بقدراتهم.
وإبداع كل من " هند أنور ، جنة يوسف ، چاسمين ، رقية أحمد ، معز علي ، بسمة محمد ، آمنة محمد ، أحمد الفوال ، أحمد كُريم ، عمرو أحمد ، مريم، سالى ، مريم طارق، رضا عبد الهادى، محمد عبد الغنى، أحمد ناجى وهبه ربيع في أداء فاق الوصف و كان عزف صوليست القانون دينا جمال على أنغام "أحلف بسماها" بمثابة الختام البديع لأمسية مفعمة بالعذوبة والقوة، مما أكّد مرة أخرى أن الفن قادر على تحريك المشاعر وتعزيز الانتماء الوطني.
جدير بالذكر أن احتفالات دار الأوبرا بانتصارات أكتوبر ستستمر طوال الشهر، وستشمل العديد من الفعاليات الفنية على جميع مسارحها في القاهرة والإسكندرية ودمنهور.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احتفالات وزارة الثقافة المواهب الواعدة دار الأوبرا المصري سماء القاهرة محمد عبد الغني محمد عبد الستار أغلى اسم
إقرأ أيضاً:
الهوية الوطنية والهوية العربية: جدلية التداخل ومسارات المشروع الثقافي الأردني
#سواليف
#الهوية_الوطنية و #الهوية_العربية: جدلية التداخل ومسارات #المشروع_الثقافي_الأردني
الشاعر #أحمد_طناش_شطناوي
رئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين/ إربد
لطالما كانت الهوية الوطنية والهوية العربية في علاقة جدلية قائمة على التداخل والتكامل، فلا يمكن تصور هوية وطنية مغلقة دون امتدادها العربي، كما لا يمكن للهوية العربية أن تحقق حضورها دون انصهار مكوناتها الوطنية في مشروع ثقافي جامع، وفي السياق الأردني تتجلى هذه العلاقة بوضوح، حيث لم يكن الأردن يومًا منعزلًا عن قضايا الأمة، بل كان حاضرًا فكريًا وثقافيًا وسياسيًا في مشهدها، وخاصة في القضية الفلسطينية التي شكلت جزءًا من الوجدان الجمعي الأردني، وأسهمت في صياغة مسار الثقافة الوطنية.
وعليه، فإن أي سعي لبناء مشروع ثقافي وطني أردني لا يمكن أن يكون بمنأى عن الفضاء العربي، بل يجب أن يكون امتدادًا له في إطار الخصوصية المحلية، بحيث تتكامل الهوية الأردنية مع الهوية العربية في مشروع ثقافي يعيد الاعتبار للمشتركات الفكرية والتاريخية، ويواجه تحديات العصر بأدوات حديثة تضمن استمرارية الثقافة وتأثيرها في المجال العام.
فقد شكّل الأردن عبر تاريخه نقطة تفاعل بين حضارات متعددة، ما جعله بيئة خصبة للإنتاج الفكري والتبادل الثقافي، فمنذ نشأة الإمارة لعب الأردن دورًا محوريًا في المشهد الثقافي العربي، سواء من خلال حراكه الأدبي، أو عبر مواقفه السياسية والثقافية التي كرّست التزامه بقضايا الأمة، وقد أسهمت مؤسساته الثقافية، مثل وزارة الثقافة ورابطة الكتاب الأردنيين، في دعم الفعل الثقافي، إلا أن هذا الدور لا يزال بحاجة إلى مشروع متكامل يواكب التحديات الراهنة.
وهنا يبرز السؤال المحوري: كيف يمكن تحويل هذه الهوية الثقافية إلى مشروع استراتيجي يحقق حضورًا وتأثيرًا في المشهد العربي؟
للإجابة عن هذا السؤال فإننا بحاجة إلى محاور أساسية للبدء في مشروع ثقافي متكامل، وذلك من خلال:
أولًا: تعزيز الإنتاج الثقافي المرتبط بالهوية الجامعة
إذ لا يمكن الحديث عن مشروع ثقافي دون توفير بيئة حاضنة للإبداع، تدعم الأدباء والمفكرين، وتربط الإنتاج الثقافي بالهوية الجامعة، بحيث لا يكون مجرد انعكاس لحالة محلية معزولة، بل رافدًا للمشروع الثقافي العربي ككل، وهنا لا بد من تطوير سياسات ثقافية تحفّز الإنتاج الأدبي والفني، وتضمن له الانتشار والتأثير في المجالين المحلي والعربي.
ثانيًا: ربط الثقافة بالسياسات العامة لتعزيز الوحدة الوطنية
إن الثقافة ليست مجرد نشاط فكري أو فني، بل عنصر رئيس في تشكيل السياسات العامة، سواء من خلال تعزيز الانتماء الوطني، أو دعم الاستقرار الاجتماعي، أو المساهمة في الدبلوماسية الثقافية، لذا فإن بناء مشروع ثقافي وطني يتطلب رؤية حكومية تدرك دور الثقافة في التنمية، عبر دمجها في المناهج التعليمية، ودعم الصناعات الثقافية، وتوسيع دائرة التفاعل بين المثقف وصانع القرار.
ثالثًا: إعادة الاعتبار للموروث الثقافي المشترك بأساليب حديثة
إن الثقافة العربية ليست مجرد تراث جامد، بل مشروع متجدد يجب إعادة قراءته وتقديمه بأساليب حديثة، ويشمل ذلك الاهتمام بترجمة الأعمال الفكرية العربية إلى لغات أجنبية، وتطوير الدراما والسينما والمسرح لتعكس القيم الثقافية العربية، واستثمار التقنيات الحديثة في تقديم التراث بصيغة معاصرة تجعل منه عنصرًا جاذبًا للأجيال الجديدة.
رابعًا: استثمار الإعلام والتكنولوجيا في نشر الثقافة
لم يعد بالإمكان الحديث عن مشروع ثقافي ناجح دون استثمار الإعلام الرقمي والتكنولوجيا الحديثة، إذ يمكن للأردن أن يكون مركزًا لإنتاج محتوى ثقافي عربي قادر على الوصول إلى شرائح أوسع، سواء عبر المنصات الرقمية، أو من خلال المبادرات الثقافية التفاعلية التي تربط الثقافة بجيل الشباب.
خامسًا: تعزيز الحوارات الثقافية العربية عبر منصات تفاعلية
إن المشروع الثقافي لا يمكن أن يكتمل دون خلق فضاءات للحوار بين المثقفين العرب، تتيح تبادل الأفكار والخبرات، وتساعد في بلورة رؤية ثقافية جامعة، وهنا يمكن للأردن أن يلعب دورًا رياديًا في إطلاق مبادرات ثقافية عربية مشتركة، وإنشاء منتديات ومنصات حوارية تجمع المفكرين والمثقفين في نقاشات معمقة حول قضايا الهوية والتحديث والتحديات الثقافية.
وعلى الرغم من أهمية المشروع الثقافي، إلا أنه يواجه تحديات كبرى تتطلب معالجتها، ومن أبرزها:
ضعف التمويل الثقافي: حيث تعاني المؤسسات الثقافية من نقص الدعم المالي، مما يؤثر على قدرتها في تنفيذ مشاريعها.
تهميش الثقافة لصالح الأولويات السياسية والاقتصادية: حيث لا تزال الثقافة في العديد من الدول العربية تُعامل كعنصر ثانوي في التخطيط الاستراتيجي.
تراجع القراءة والتفاعل مع الإنتاج الثقافي: بسبب انتشار الوسائط الرقمية والترفيه السريع الذي يزاحم المحتوى الثقافي العميق.
التحديات السياسية: حيث تواجه الثقافة العربية ضغوطًا سياسية تحدّ من حرية التعبير وتعيق المبادرات الثقافية المستقلة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن بناء مشروع ثقافي وطني أردني قادر على تحقيق تأثير في المشهد العربي يتطلب إجراءات ملموسة، تتلخص في بعض المقترحات العملية التي يمكن لها ان تتجاوز هذه التحديات إلى حد بعيد:
إنشاء مركز أبحاث ثقافي أردني بالتعاون من الجامعات، يعنى بدراسة التحولات الثقافية العربية، ويقدم توصيات لصانعي القرار حول سياسات الثقافة ودورها في التنمية الوطنية والإقليمية. إطلاق منصات رقمية تفاعلية تهدف إلى تعزيز التفاعل بين المثقفين والجمهور، وتقديم محتوى ثقافي معاصر قادر على جذب الأجيال الجديد، من خلال استثمار المؤثرين وتأهيلهم ليكونوا رافدا أساسيا للمشروع الوطني. إعادة هيكلة الدعم الثقافي من خلال تخصيص ميزانيات أكبر للقطاع الثقافي، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الصناعات الثقافية. دعم مشاريع الترجمة والتبادل الثقافي بين الدول العربية، مما يسهم في تعزيز التواصل الثقافي وتبادل الخبرات بين المثقفين العرب. تنظيم مهرجانات ومنتديات ثقافية عربية في الأردن تستقطب المفكرين والكتاب من مختلف الدول العربية، لتعزيز الحوار الثقافي وتقديم الأردن كنموذج لدمج الهوية الوطنية بالهوية العربية في مشروع ثقافي متكامل.إن الأردن بحكم موقعه الجغرافي وتاريخه الثقافي، مؤهل ليكون نموذجًا لاندماج الهوية الوطنية في الإطار العربي، بحيث يتحول مشروعه الثقافي من مجرد استجابة للمتغيرات إلى رؤية استباقية تصنع المستقبل، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية، وصانعي القرار، والمثقفين، والجمهور، في إطار استراتيجية واضحة تستثمر في الثقافة كقوة ناعمة قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع.