داليا عبدالرحيم: الجماعات الإرهابية تجد في الصراع الإيراني الإسرائيلي فرصة لتوسيع نفوذها.. خبير: فرص التصعيد بالمنطقة أكبر من التسوية.. ونتنياهو يسعى لتغيير الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنه مَرَّ عام من العدوان الاسرائيلي الوحشي المستمر على غزة، وها هي لبنان تدخل دائرة النار؛ دائرة الجنون والانتقام الإسرائيلي المدمر، لبنان بجنوبها وشمالها، بيروت الجميلة يتم تدميرها أمام أعين المجتمع الدولي الصامت المتخاذل ولما لا ألم يفعل ذلك من قبل وهو يرى أطفال غزة يحترقون بنيران الجيش الإسرائيلي وسكت من قبل عن إبادة شعب غزة، واليوم يصمت مرة أخرى على إبادة شعب بلد الأرز لبنان، ولا يزال المدنيون يدفعون الثمن الأغلى، منازل مدمرة وبنية تحتية منهارة وأحلام تتبدد تحت وطأة الحروب.
وأضافت "عبدالرحيم"، خلال تقديمها برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أنه يظل سؤالنا الذي نطرحه في كل مرة يطيح جنون الدمار بقيم السلام: كيف تُساهم هذه الجرائم المتكررة ضد الإنسانية في تغذية مشاعر التطرف والإرهاب وزيادة النزعة نحو العنف؟، وكيف يتفاعل المجتمع مع هذا الواقع؟، مشيرة إلى أنها ستتناول الأثر الإنساني الذي خلفته تلك الأعمال الإجرامية على حياة الناس اليومية، وكيف يمكن أن تتحول تلك المنطقة إلى بيئة خصبة لنمو الفكر المتشدد، وما هو دور المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في مواجهة هذا التحدي الإنساني الكبير.
وأوضحت أن هناك تقريرًا نشرته أكسيوس بعنوان "كيف تُشكل حرب غزة منظور جيل جديد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، قالت فيه إن الحرب الأخيرة على غزة أعادت تشكيل نظرة الشباب الأمريكي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن الأجيال الأصغر سناً، وخاصة أقل من 40 عامًا لم تعد ترى إسرائيل باعتبارها الطرف الأضعف، وبدلاً من ذلك ينظرون إلى إسرائيل باعتبارها قوة عسكرية غاشمة مهيمنة في المنطقة، في حين يُنظر إلى الشعب الفلسطيني باعتباره الطرف الأضعف المضطهد، ويوم الجمعة الماضي حذرت وكالات إنفاذ القانون الأمريكية من العنف المحتمل الذي يستهدف الأماكن الدينية والثقافية، ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي ، فالذكرى السنوية الأولى لهجوم 7 أكتوبر هو عامل محفز للمتطرفين العنيفين وأعمال الإرهاب والكراهية، وأكدت وكالات الأمن أن المجتمعات اليهودية والمسلمة والعربية - وخاصة المعابد اليهودية والمساجد - مُعرضة لخطر أن تصبح أهدافًا لهجمات عنيفة أو تهديدات.
وتابعت: وقبل أيام كشفت صحيفة “ديلي إكسبريس” عن مخاوف متزايدة بين رؤساء أجهزة الأمن الأوروبية من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يُلهم متطرفين للعمل كـ"ذئاب منفردة"، مما يؤدي إلى تفاقم الإرهاب والتطرف داخل المجتمعات الغربية، ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران أصبحت أجهزة الأمن العالمية في حالة تأهب قصوى، وأن احتمال اندلاع صراع كامل ليس مجرد مصدر قلق إقليمي - بل أنه يهدد بإشعال فتيل هجمات إرهابية في أوروبا.
وأشارت إلى أنه بعد مرور سنة كاملة من بدء حرب الإبادة على غزة كل يوم تزيد احتمالية توسع الحرب ودخول الإقليم كله في دوامة العنف؛ لأن المواجهة بين إسرائيل وإيران قد تعني دخول دول أخرى، ويُعتبر الصراع الإيراني الإسرائيلي أحد أهم عوامل زيادة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وله أثر مباشر وغير مباشر في تنامي التطرف والإرهاب؛ فهذا الصراع يُعزز مفهوم "العدو المشترك" الذي تستغله التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، لتبرير عملياتها ضد الدول والحكومات المحلية سواء كانت محسوبة على المحور الإيراني أو المدعومة من الغرب.
وأكدت أن هذه الجماعات الإرهابية تجد في الصراع الإيراني الإسرائيلي فرصة لتوسيع نفوذها وتجنيد عناصر جديدة تحت شعار محاربة "الاحتلال الصهيوني" أو "التمدد الشيعي"؛ ويظهر الأثر المباشر للصراع في النزاعات الطائفية، وتعميق الانقسامات بين الدول والجماعات المسلحة، ودعم إيران لفصائل معينة يُشجع الجماعات المتطرفة على الرد، مما يؤدي إلى تصعيد العنف؛ كما تُسهم هذه البيئة المتوترة في زعزعة استقرار الدول الإقليمية مثل سوريا واليمن وبالتالي يؤثر هذا الصراع بشكل سلبي على استقرار الشرق الأوسط، ويزيد من حدة العنف ويُعرقل جهود مكافحة الإرهاب، مما يؤدي إلى تداعيات واسعة تشمل تفاقم الأزمات الإنسانية وزيادة تدفق اللاجئين وانتشار الفكر المتطرف في المنطقة وخارجها، ومع تصاعد التوترات في الجنوب اللبناني، ومع التمادي الإسرائيلي في ارتكاب المجازر التي مارسها في قطاع غزة طوال العام الماضي يرتكب الاحتلال نفس الجرائم في لبنان من خلال استخدام وتسخير كل الأدوات الممكنة التي يمتلكها لانتهاك سيادة الدولة وإراقة الدماء وسط صمت دولي مُحير، رغم الاعتداءات التي تنتهك بكل وضوح القانون الدولي، وتُهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل مباشر، وفي الجانب الآخر يقف الدور العربي الذي يُحاول دعم الدولة اللبنانية ودفع وجهود إعادة الإعمار وتخفيف الأزمات الإنسانية.
ونوهت بأن مصر والدول العربية تظل ملتزمة بدعم لبنان، إدراكاً لأهمية استقراره كجزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة، مشيرة إلى أن هذه الجهود المشتركة تعكس روح التضامن العربي في مواجهة التحديات والأزمات، ليبقى الأمل في أن يُسهم هذا الدعم في بناء مستقبل أفضل وأكثر استقرارًا للبنان وللمنطقة بأسرها، ونأمل أن تحصد هذه المبادرات ثمارها قريباً في تخفيف معاناة الشعب اللبناني.
وكشفت عن تفاصيل القرار الدولي رقم 1701، الصادر عن الأمم المتحدة في عام 2006 في أعقاب حرب تموز، أو كما تعرف بحرب لبنان الثانية، موضحة أن هذا القرار شكل جزءًا أساسيًا من جهود حفظ السلام في جنوب لبنان، وأدى إلى نشر قوات دولية لحفظ الأمن على الحدود بين لبنان وإسرائيل، موضحة أن القرار 1701 والقوات الدولية التابعة للأمم المتحدة تلعبان دورًا محوريًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، ومراقبة الحدود ومنع الأنشطة القتالية، والتزام الأطراف المختلفة بهذا القرار يُساهم في تقليل التوترات، مع أمل بأن تكون هذه الجهود خطوة نحو تحقيق سلام دائم في المنطقة.
من جانبه قال الدكتور فتوح هيكل، مدير الأبحاث والمستشار السياسي لمركز "تريندز" للبحوث، إن الشعب الفلسطيني يُعاني منذ 80 عامًا من كل أشكال الانتهاكات سواء القتل أو التنكيل أو التهجير المستمر.
وأضاف "هيكل"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم عبر تطبيق "زووم"، ببرنامج "الضفة الإخبارية"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن دولة الاحتلال تفرض حربًا على الشعب الفلسطيني منذ عدة عقود، وهذا أحد أسباب انتشار التطرف والإرهاب في العالم أجمع، خاصة وأن القضية الفلسطينية حساسة للشعوب العربية والإسلامية خاصة فيما يتعلق بمدينة القدس، موضحًا أن العنف الذي يُمارس من قبل دولة الاحتلال هو ما يدفع دائمًا الشباب الفلسطيني والإسلامي إلى التطرف بشكل أكبر لمواجهة العنف من قبل دولة الاحتلال.
وأوضح أن العنف المُمارس من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني غالبًا ما يؤدي إلى تبرير الكثير من أعمال العنف والإرهاب من قبل الجماعات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام"، مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية التي تستغل القضية الفلسطينية للقيام بأعمال إرهابية لا تقوم بأي أعمال ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن تقوم بأعمال إرهابية ضد الدول العربية والإسلامية بتهمة أن هذه الدول متخازلة في نصرة القضية الفلسطينية.
وأكد أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية استراتيجية بكل ما تحمله الكلمة، ويتم تصدير خطاب يتمحور حول أن دولة الاحتلال ديمقراطية ومحاطة بالكثير من الدول المتطرفة غير الديمقراطية التي تسعى للقضاء على دولة الاحتلال، وهذا الخطاب القائم على المظلومة والضعف دائمًا ما يجذب الدعم الغربي لدولة الاحتلال، منوهًا بأن دولة الاحتلال تقوم بالكثير من الانتهاكات ضد المقاومة والكثير من الدول العربية تحت ادعاء الدفاع عن النفس، مشيرًا إلى أن الكثير من الشعوب أصبحت مقتنعة بأن دولة الاحتلال ليست ضعيفة، ولكنها تُمارس الإبادة الجماعية بحقوق بعض الشعوب.
واختتم بأن دولة الاحتلال تستغل الوضع الراهن في الولايات المتحدة المنشغلة بتنظيم الانتخابات خلال أقل من شهر من خلال القيام بالكثير من الهجمات، خاصة وأن أمريكا ليست قادرة خلال الفترة الحالية على القيام بأي ضغوط على تل أبيب، موضحًا أن فرص التصعيد أكبر من فرص التسوية خلال الفترة الحالية في ظل الحديث عن استعداد دولة الاحتلال لشن هجوم على إيران.
بدوره قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف من الحرب على حزب الله، تتمثل في تصفية قيادات حزب الله، وضرب نظام القيادة والسيطرة، والإجهاز على قدرات حزب الله العسكرية من الصواريخ والذخيرة، وقطع خطوط الإمداد من إيران عبر سوريا أو العراق.
وأضاف "عبد الفتاح"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن دولة الاحتلال تسعى لنقل قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني 20 كيلو متر، لأن صواريخ حزب الله جعلت 120 ألف إسرائيلي يتركون بلداتهم، ويسكنون في فنادق على نفقة الدولة الإسرائيلية، خلاف أن دولة الاحتلال تُريد إنهاء الحرب بالوكالة التي تشنها طهران ضد دولة الاحتلال منذ 20 عامًا، موضحًا أن المواجهة بين طهران وتل أبيب انتقلت من حرب الظل أو حرب بالوكالة إلى حرب مباشرة، مشيرًا إلى أن نتنياهو يسعى من خلال الحرب على لبنان تغيير الشرق الأوسط من خلال تحول تل أبيب من الردع إلى الهيمنة على المنطقة.
وأوضح أن الأجواء في المنطقة تتسم بالتوتر منذ سنوات كبيرة، نتيجة تعنت الحكومات الإسرائيلية في إقرار السلام الدائم في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن مصر ترى أن علاج الأزمات الحالية يكون من خلال إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام.
وأكد أن دولة الاحتلال بعد عملية “طوفان الأقصى” شنت هجومًا كبيرًا على المقاومة في محاولة لاستعادة الردع الذي انتهى في السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال ترى أن الردع يتحقق من خلال تدمير البنية التحتية بشكل كبير، وهذا ما حققته في غزة، وتحاول تكراره مرة أخرى في لبنان ومن ثم في اليمن، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال ترى نفسها في مأزق، لأنها لا تواجه جيوش دولة، ولكنها تواجه فاعلين دون الدولة، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال تمتلك تفوق عسكري كاسح، وتستخدم القوة بشكل مفرط، وهذا لا يحقق الأهداف، بدليل أنها لم تستطع أن تستعيد الأسرى أو إعادة سكان الشمال.
وقال الدكتور فيصل مصلح، أستاذ العلوم السياسية، إن دولة الاحتلال منذ 5 أيام تحاول الدخول بريًا إلى جنوب لبنان، وحتى هذه اللحظة لم تتقدم إلا امتارًا قليلة، خاصة وأن المقاومة تمتلك الأرض وثابته في مواقعها.
وأضاف "مصلح"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم عبير تطبيق "زووم"، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن العدو الإسرائيلي بات في مأزق في جنوب لبنان، متوقعًا أن يبحث جيش دولة الاحتلال إلى حلول أخرى للخروج من هذا المأزق خلال الأيام المقبلة، موضحًا أن قوات الرضوان التابعة لحزب الله هي أول قوة عربية مجهزة للدخول إلى فلسطين المحتلة، وهي قوة ليست دفاعية، بل مجهزة للدخول إلى المستوطنات حال وجود فرصة.
وأوضح أن حزب الله تعرض لانهيار معنوي خلال الأيام الأخيرة في ظل خسارة القادة من الصف الأول والثاني، ولكن ما زالت الأسلحة والقوات على الأرض منتشرة، مشيرًا إلى أن حزب الله فعل اللا مركزية العسكرية، حيث يُقاتل عبر وحدات منتشرة تتواصل مع بعضها البعض بطريقة معينة، مؤكدًا أن حزب الله ما زال متمسكًا بالأرض في جنوب لبنان، وقادر على التحرك على الأرض يكل سهولة، وما يزال العدو الإسرائيلي غير قادرة على التقدم لعدة أمتار قليلة وسط خسائر بشرية كبيرة.
وأكد أن هناك معلومات حول دخول بعض عناصر المقاومة إلى المستوطنات الإسرائيلية خلال الساعات القليلة، متوقعًا أن ينجح حزب الله في ترميم إدارته بطريقة أو بأخرى خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال الدكتور عصام ملكاوي، الخبير العسكري، إن الطائرات الإسرائيلية لا يمكن أن تحسم المعركة أو الحصول على نصر في لبنان، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال تتعامل مع جنوب لبنان وكأنها تُحارب جيوش نظامية، في حين أن العمليات العسكرية غير متناظرة، ولذلك لابد أن يكون القتال متلاحمًا، ولكن الجانب الإسرائيلي غير قادر على التلاحم مع المقاومة والقتال وجهًا لوجه.
وأضاف "ملكاوي"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم عبير تطبيق "زووم"، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن دولة الاحتلال أخفقت في الدخول إلى جنوب لبنان بسب ضعف القدرة البشرية لدى دولة الاحتلال وتفوق القدرة البشرية لدى المقاومة في جنوب لبنان.
واختتم الخبير العسكري، أن دولة الاحتلال تسعى لتدمير البنية التحتية بشكل ساجق، لان لديها عُقدة في الديمغرافية وحجم السكان غير المتماثل في المنطقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبدالرحيم الضفة الأخرى القاهرة الاخبارية الجماعات الإرهابیة أن دولة الاحتلال ت القاهرة الإخباریة المذاع على فضائیة الشعب الفلسطینی فی جنوب لبنان الضفة الأخرى الشرق الأوسط ما یؤدی إلى فی المنطقة موضح ا أن حزب الله من خلال من قبل
إقرأ أيضاً:
فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط
د. عمرو محمد عباس محجوب
منذ ١٩٥٦ عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس وبدأ مشروعه الوطني في بناء السد العالي المائي للتحكم في الزراعة وتوسعها وزيادة الإنتاج الكهربائي وانجز الإصلاح الزراعي. حدث العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ في قناة السويس وكانت اول مواجهة تحذيرية في وجه بناء الدولة المستقلة من اكبر الدول العالمية من إنجلترا وفرنسا واسرائيل. هذه الحرب كانت ايضاً تسليم وتسلم قيادة العالم لأمريكا التي تدخلت لإيقاف العدوان. وبدات الناصرية كنظرية ومنهج في الانتشار في العالم العربي وفي أنحاء العالم. وبدأت في إبراز القوة والقدرة من إنشاء الصناعات الثقيلة، الحديد والصلب،صناعة السيارات، الأدوات الكهربائية، الغزل والنسيج وصناعة الملابس، صناعة السكر والأسمنت، الثورة العلمية والأبحاث والدراسات، ثورة السينما والمسرح والاداب والفنون وغيرها وغيرها.
عندما نتحدث عن دول الرؤية التي استطاعت تحويل هزيمتها إلى نجاح واستقلال من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وهكذا، فقد كانت مصر الناصرية احد هذه الدول. لكن الفرق بين تلك الدول التي وقعت تحت سيطرة الولايات المتحدة (في شكل وجود عسكري وتدخلات سياسية) لكن سمحت لها بالتطور العلمي والتكنولوجي ضمن السياق الامبريالي. هكذا نرى ان مصر تمت تصفية قدرتها وقوتها على ان تتطور وتصبح دولة زراعية صناعية مستقلة، وأصبح عليها فيتو ووضعت حولها كمية من الفخاخ والشراك من الإمبريالية والقوى الغربية واسرائيل ومن دول الخليج الغنية مع وجود التهديد الدائم من الاخوان المسلمين المتحالفين مع الإمبريالية واسرائيل.
في الشرق الأوسط ودولها التي ارادت النهوض من مصر، الجزائر، العراق، ليبيا، السودان وسوريا وايران كانت أسباب التدخلات والتعويق مختلفة عن باقي العالم. لكل الدول التي ارادت بناء دولتها المستقلة منذ الخمسينات تم زرع دولة وتنظيم. منذ نهايات القرن الثامن عشر بدات نقاشات إنشاء وطن اليهود، ١٩١٧ صدر وعد بلفور وفي ١٩٢٢ أسقطت الدولة العثمانية وفي ١٩٢٨ انشأ تنظيم الاخوان المسلمين تحت رعاية الإنجليز وفي ١٩٤٨ انشات دولة اسرائيل. هذه الدولة والتنظيم هي التي تقف ضد بناء أي دولة مستقلة تنموية وقد افشلت المشروع الناصري والمشروع البعثي وبدايات مشاريع أخرى.
في كل الدول التي رغبت في بناء الدولة والاستقلال في الشرق الأوسط فقد أصبحت تواجه اماً باسرائيل مباشرة في مصر، سوريا، لبنان، العراق، ايران او غير مباشر في ليبيا والسودان. وفي كل الدول تم إنشاء تنظيم الاخوان المسلمين لكي تعمل ضد بناء الدولة المستقلة، بل اثبتت أنها في السودان قد دمرت كل مأتم بنائه من سكك حديد ومشروع الجزيرة وخدمة مدنية وجيش وشرطة وفصلت الجنوب وغيرها.
منذ ١٩٧٩ بدات امريكا والغرب دعم المنظمات الجهادية في افغانستان واستمرت حتى الآن، وبالتعاون بين امريكا ونتنياهو تم وضع لستة السبعة دول التي يجب تدميرها عن طريق دعم الإسلام المتطرف والسياسي للتدخل. ومن محمد مرسي في مصر ومحمد الجولاني في سوريا فقد مدت يدها للكيان الصهيوني وجرت معها تنظيم حماس التي سحبها خالد مشعل - بعد استشهاد يحي السنوار وهنية- المتحالف مع الدول العربية المطبعة التي خلعت مفاهيم القوة البناء والتنمية والاستقلال.
لقد تغيرت موجبات الرؤية من العمل المفهومي إلى التخلص من أسباب الخزي والخذلان والتعويق التي زرعت في العالم العربي. ان الاتجاه العام الهابط للإمبريالية في اقتصادها وسياستها وهيمنتها (أي ضعف الأمة الأمريكية كما أشار بوتين كعامل مهم لقيام روسيا قوية)، عامل مشجع على العمل في تغيير معادلات وجود اسرائيل في فلسطين (٢٤٪ فقط في اسرائيل يرون إسرائيل قوية) ضعيفة او قابلة للعيش مع الفلسطينيين او نهايتها بالكامل. العامل الثاني هو اجتثاث تنظيم الاخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً واتحاد الشعوب حول موقفها. جزء من هذا هو تفكيك الظاهرة الأردوغانية التي بنت مجدها وقوتها من تبني تنظيمات الاخوان المسلمين وضخت فيها أموالها المنهوبة تحت دعاوي اعادة الإمبراطورية العثمانية.
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842