الإمارات.. ملحمة إنسانية تدعم غزة براً وبحراً وجواً
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
جسد النهج الإنساني لدولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني مواقفها الراسخة على مدار العقود الماضية، بمدّ يد العون لهم في مختلف الأحوال، وتنفيذ المبادرات الإنسانية لغوثهم من تداعيات الأحداث التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتكمل عامها الأول، حيث سعت الدولة عبر جهود دبلوماسية، وحضورها في المنصات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن آنذاك، لحشد المجتمع الدولي، من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام، وحماية المدنيين في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم باستمرار.
أكدت دولة الإمارات، أنها تعاملت مع هذه الأزمة منذ بدايتها، وفق عدد من الأولويات الثابتة: أولاً، ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والالتزام بحماية المدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. ثانياً، ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من دون عوائق أو قيود، وبشكل آمن وعاجل ومستدام. ثالثاً، الرفض التام لأي شكل من أشكال محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه. رابعاً، توحيد الجهود الدبلوماسية بما يؤدي إلى وقف الحرب والتوصل إلى خريطة طريق واضحة وملزمة تفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعيش في أمن وسلام وازدهار، جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.
وطالبت دولة الإمارات فور اندلاع الأحداث، بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، فكل تأخير في إخماد هذه الحرب يعني وقوع مزيد من الضحايا والدمار. مشددة على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق، مع إنهاء الحصار الذي طال أمده. داعية إلى احترام إسرائيل التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، وإلغاء أوامرها بإجلاء نحو مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها.
دور ريادي
وتواصل الإمارات تأكيد دورها الريادي في دعم القضايا الإنسانية في العالم، وعلى رأسها «عملية الفارس الشهم 3» في قطاع غزة. هذه العملية، التي انطلقت استجابةً للأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، تجسد قيم العطاء الإماراتية عبر المساعدات الإغاثية والطبية التي تقدمها الفرق التطوعية على مدار الساعة لدعم الأشقاء الفلسطينيين.
وتضمنت الجهود الإماراتية نقل المساعدات الإغاثية إلى القطاع عبر 395 طائرة منها 103 طائرات شاركت في إسقاط المساعدات جواً عبر عملية «طيور الخير»، و10 من سفن الشحن إلى العريش المصرية وشمال غزة من دولة الإمارات وقبرص، وتحريك 1300 شاحنة حملت مساعدات متنوعة، ليبلغ مجموع المساعدات 33 ألف طن من المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء.
جهود حثيثة
وبذلت دولة الإمارات جهوداً حثيثة لحشد الدعم بتفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، أدى لاحقاً إلى إرسال أول شحنة من الغذاء عن طريق البحر إلى سكان غزة، وأصدرت المفوضية الأوروبية، ودولة الإمارات والولايات المتحدة، وجمهورية قبرص، بياناً مشتركاً بشأن تفعيل الممر البحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأعلنت دولة الإمارات تخصيص 15 مليون دولار، دعماً لصندوق «أمالثيا» الذي أعلنته قبرص لدعم مبادرة الممر البحري بين الموانئ القبرصية وقطاع غزة، ورفع مستوى تدفق المساعدات الإنسانية، وتوفير طرق وأدوات تمويل مرنة، لتعزيز الاستجابة لاحتياجات السكان في غزة، والذين يواجهون خطر المجاعة.
ووجه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باستضافة ألف طفل من الأطفال الجرحى الفلسطينيين و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
الوضع الإنساني
أكدت دولة الإمارات أن التعامل مع الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب الفلسطيني الشقيق، وإنهاءها يتطلب اعتماد نهج استراتيجي شامل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ينهي دوامة العنف والكراهية والتطرف، ويقوم على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة بالحياة الكريمة والآمنة.
وفي «قمة القاهرة للسلام»، أكد صاحب السموّ رئيس الدولة، أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة الحالية لتقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة، وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة، لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، في ظل الوضع الإنساني الخطر في القطاع.
وقال سموّه: «إن دولة الإمارات تواصل تكثيف جهودها منذ اندلاع الصراع، سواء عبر الاتصالات الثنائية، أو التحرك داخل مجلس الأمن الدولي، من أجل احتواء الموقف، وتأكيد رفض استهداف جميع المدنيين، واحترام القانون الدولي الإنساني في التعامل معهم، وتوفير الدعم الإنساني من دون عوائق. مشدداً على أن الإمارات لن تدخر جهداً خلال المرحلة المقبلة، من أجل كل ما يدفع الأمور نحو السلام والاستقرار، بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم».
سلام عادل وشامل
وأضاف سموّه أن تجربة العقود الماضية، وصولاً إلى الصراع الحالي تؤكد أنه في ظل غياب أفق سياسي يقود إلى سلام عادل وشامل وآمن ومستدام، ستظل المنطقة واستقرارها رهناً لدوامات مستمرة من العنف، ما يستنزف جهودها، ويبدد آمال شعوبها في التنمية والرخاء.. فلا تنمية في غياب السلام.
وشدد على ضرورة التصدي للأصوات التي تحاول استغلال الصراع، لبثّ خطاب الكراهية والترويج لها، لما لذلك من آثار خطرة في التعايش والسلم ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما في العالم أجمع. مؤكداً سموّه، أن منطقة الشرق الأوسط ذات أهمية دينية واقتصادية واستراتيجية كبرى بالنسبة للعالم أجمع، لذلك فإن استقرارها مصلحة عالمية، والعمل على تعزيز السلام فيها مسؤولية دولية كذلك.
أولويات ثابتة
وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، موقف الإمارات الراسخ والمستمر في دعم حقوق الشعب الفلسطيني. وقال في تدوينة على منصة «إكس»، إن الإمارات تتصدر دول العالم كافة في تقديم المساعدات الإغاثية على الأرض، كما نوّه بالجهود الإماراتية السياسية التي تكللت أخيراً في الأمم المتحدة بالتصويت للعضوية الكاملة لدولة فلسطين.
وأضاف سموّه: «موقف الإمارات راسخ ومستمر في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، عبر جهودنا الإنسانية والإغاثية في قطاع غزة، حيث تتصدر الإمارات دول العالم كافة في تقديم المساعدات الإغاثية على الأرض، وعبر جهودنا السياسية التي تكللت أخيراً في الأمم المتحدة بالتصويت للعضوية الكاملة لدولة فلسطين، واليوم عبر دعمنا لكل قرارات القمة الخاصة بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وإيقاف العدوان المستمر على أهلنا في قطاع غزة».
كما أكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، أن دولة الإمارات لديها التزام راسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتقديم الدعم الإنساني اللازم له، وبكل السبل الممكنة براً وبحراً وجواً، لتخفيف معاناته. مشيراً إلى الحرص على التعاون مع الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي، لتقديم الدعم الإنساني اللازم للمدنيين المتضررين في القطاع، بما يسهم في تخفيف معاناتهم.
حراك سياسي
قادت دولة الإمارات منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة، جهوداً استثنائية في المحافل الدولية كافة، لدعم الأشقاء الفلسطينيين ورفع المعاناة عنهم بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية. وتتسق الجهود الإماراتية مع الثوابت التاريخية في سياستها الخارجية المتمثلة في التزامها بتعزيز السلام والعدالة، وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات ذات الصلة القاضية بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واستصدرت دولة الإمارات خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، القرار رقم 2720، عام 2023، الذي طالب باتخاذ خطوات ملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان حماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على أرض القطاع.
استجابة للأزمة
وشددت الإمارات على أهمية دور كاغ، في الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، داعية جميع الأطراف إلى دعمها والتعاون والتنسيق معها، وكذلك مع آلية الأمم المتحدة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها المدنيون بشدة في القطاع.
وأكدت أنه «لا تزال الأولوية القصوى في هذه المرحلة تكمن في تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة. وفي هذا السياق، تشيد دولة الإمارات بالمقترحات التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مثمنة هذه المساعي الرامية إلى وقف الحرب وتدعو إلى التعاطي معها بشكل جاد وإيجابي، كما شددت الولايات المتحدة، على أهمية التزام إسرائيل بالمسار التفاوضي».
وتسعى الإمارات عبر اتصالاتها وحراكها الدبلوماسي المكثف إقليمياً ودولياً، للوصول إلى وقف مستدام لإطلاق النار في قطاع غزة بما يسهم في حماية أرواح المدنيين.
وقدمت الإمارات مشروع قرار بأهلية دولة فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة خلال جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة، بصفتها رئيسة المجموعة العربية لشهر مايو، وحاز القرار تصويت الجمعية العامة بأغلبية كبيرة لمصلحة قبول منح دولة فلسطين العضوية الكاملة، في خطوة تاريخية على طريق السلام وتحقيق حل الدولتين.
إيصال المساعدات
وعملت دولة الإمارات، بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن على قرار يضمن سلسلة من مراحل التوقف عن القتال تمتد لأيام في قطاع غزة، تكفي لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وعاجل وآمن ومن دون عوائق، وإطلاق جميع المحتجزين، ولاسيما الأطفال، الذي يدعو القرار إلى إطلاقهم من دون قيد أو شرط.
دعت الإمارات في مجلس حقوق الإنسان إلى ضرورة إيجاد أفق سياسي لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، لتجنيب المنطقة اتساع واستمرار المواجهات والعنف.
كما أكدت دعمها لعمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» الحيوي.
الفارس الشهم 3
أمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 5 نوفمبر 2023، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
كما وجّه قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وتقدم عملية الفارس الشهم 3 المساعدات الإنسانية للنازحين في القطاع وأبرزها طرود الطعام وطرود الطفل والمرأة، والتكيات والخيام والخضراوات والمياه، في خطوة إنسانية هدفها التخفيف عن النازحين، ودعمهم في هذه الأوضاع الصعبة، وهو النهج الراسخ للإمارات منذ تأسيسها في نصرة الدول والشعوب المتضررة.
واحتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً، في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة خلال 2024، إذ بلغت نسبة مساهمة الدولة بحصة كبيرة جداً من إجمالي المساعدات المرسلة للقطاع من قبل دول العالم، ما يعكس نهج الإمارات الثابت في دعم الشعب الفلسطيني.
القطاع الصحي
لأنها دولة الإنسانية شعارها الإنسان أولاً، سارعت دولة الإمارات إلى مساندة القطاع الصحي والمستشفيات المتضررة في قطاع غزة، عبر مختلف الخدمات الطبية والعلاج الذي تقدمه للجرحى والمصابين، سواء في المستشفى الميداني الإماراتي بمدينة رفح أو المستشفى العائم في مدينة العريش، كالمساعدات الطبية والأدوية والأجهزة الحديثة والإسعافات التي ساندت فيها المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية، حيث قدمت عملية الفارس الشهم، 400 طن من المساعدات والمستلزمات الطبية لعدد من المستشفيات والمنظمات الدولية وتركيب الأطراف الاصطناعية.
منذ بداية الأزمة قامت دولة الإمارات بجهود حثيثة، لتعزيز الاستجابة الإغاثية تجاه المصابين والمرضى من الأشقاء الفلسطينيين، ومساندتهم في الظروف الحرجة التي يمرون بها، حيث نظمت رحلات إجلاء للمرضى والمرافقين، وقدمت لهم في الإمارات أحدث طرائق العلاج في مستشفياتها.
ووجه الدكتور ريتشارد بيبر كورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة شكراً خاصاً لدولة الإمارات على المساهمات التي تقدمها وتقوم بها مع المنظمة في غزة.
ومنذ اندلاع التصعيد في غزة بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتوقف جهود دولة الإمارات على مدار الساعة لوقف الحرب، وحماية جميع المدنيين، وإيجاد أفق للسلام الشامل، إلى جانب تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لأهالي غزة.
ودشنت دولة الإمارات، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح، في 3 ديسمبر 2023، وتبلغ سعته 200 سرير. ويضم غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة.
حملة تطعيم
في سبتمبر الماضي، أعلنت دولة الإمارات الانتهاء من تطعيم 460 ألف طفل للوقاية من مرض شلل الأطفال، بعد 8 أيام من انطلاق حملة تطعيم طارئة في قطاع غزة تستهدف نحو 640 ألف طفل.
وتأتي هذه الحملة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ رئيس الدولة، وكانت قد انطلقت يوم الأحد الماضي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و«يونيسف» و«الأونروا»، في 150 نقطة ومركز تطعيم بغزة، بتنظيم متطوعي عملية «الفارس الشهم 3» ومساعدة الطواقم الطبية، ما أسهم بشكل كبير في تسهيل عمليات التطعيم على الأسر والأطفال.
وأعرب أهالي الأطفال المستفيدين من حملة التطعيم عن شكرهم لدولة الإمارات على دعمها المتواصل لسكان غزة، وخاصة الأطفال، والوقوف إلى جانبهم لتخفيف معاناتهم في ظل الحرب على القطاع.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت، في أغسطس الماضي، تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال في القطاع منذ 25 عاماً، ما جعل من هذه الحملة تدخلاً حاسماً لحماية أطفال غزة وشارك في الحملة 2100 عامل صحي، بمن فيهم فرق صحية متنقلة، لضمان وصول اللقاح إلى جميع الأطفال المستهدفين خلال مراحل الهدنة الإنسانية.
«طيور الخير»
في 29 فبراير، أطلقت الإمارات عملية «طيور الخير» لإسقاط المساعدات بطائرات مصرية وإماراتية على مناطق شمال قطاع غزة، تنزل بصناديق مخصصة مزودة بتقنية للتوجيه بنظام «GPS»، لإيصالها إلى المواقع المحددة وضمن التوقيتات المناسبة.
ونفذت الدولة برنامجاً لإسقاط المساعدات والاحتياجات الضرورية لإغاثة سكان غزة، وخاصة في شمال القطاع، ومن يتعذر وصول شاحنات المساعدات إليهم براً، حيث نفذت 104 عمليات إسقاط عبر الطائرات، متجاوزة 3450 طناً من المساعدات، واشتملت عملية الإسقاط على طرود تحتوي على مواد إغاثية، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، بما يسهم في تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه المناسبة وتخفيف معاناته.
ويتميز نظام «GPS» المستخدم في العملية بأنه تقنية متطورة تستخدم في مجال إسقاط المساعدات من الجو، عبر تحديد دقيق وسهل للمواقع المستهدفة، ومن ثم إسقاطها لتصل إلى المستهدفين، ويعدّ من أحدث الوسائل المستخدمة حالياً في العمل الإنساني والإغاثي أثناء الحالات الطارئة. ومن المتوقع أن تسرع هذه العملية وصول المساعدات العاجلة للمحتاجين في شمال غزة، بهدف تخفيف معاناتهم وتقديم الدعم اللازم لهم في هذه الظروف الصعبة.
وجسدت عملية «طيور الخير» مستوى التنسيق الإماراتي المصري المشترك لدعم سكان غزة، كما تأتي العملية في إطار التضامن العربي والإنساني، لمساعدة الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الحرجة التي يواجهها أبناؤه في قطاع غزة.
توفير المياه والخبز
ضمن حملة دعم الهيئات المحلية والبلديات في قطاع غزة، أنشأت دولة الإمارات 6 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية 1.2 مليون غالون يومياً، وقدمت واسطات لنقل المياه وأخرى للصرف الصحي، ومعدات وأجهزة حديثة، وصهاريج مياه، وأسهمت في إصلاح خطوط المياه المدمرة في خان يونس، في إطار دعم البلديات لدفعها لتقديم الخدمات المناسبة للنازحين في القطاع.
وتنتج 5 مخابز أوتوماتيكية افتتحتها دولة الإمارات نحو 15 ألف رغيف خبز في كل ساعة، ويستفيد منها 72 ألف شخص. كما توفر مادة الطحين ل8 مخابز أوتوماتيكية لتوفير الاحتياجات اليومية من الخبز ل17140 شخصاً.
جسد النهج الإنساني لدولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني مواقفها الراسخة على مدار العقود الماضية، بمدّ يد العون لهم في مختلف الأحوال، وتنفيذ المبادرات الإنسانية لغوثهم من تداعيات الأحداث التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتكمل عامها الأول، حيث سعت الدولة عبر جهود دبلوماسية، وحضورها في المنصات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن آنذاك، لحشد المجتمع الدولي، من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام، وحماية المدنيين في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم باستمرار.
إجلاء 1917 مريضاً لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة
استقبلت دولة الإمارات دفعات متواصلة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان ومرافقيهم من قطاع غزة، للخضوع للعلاج في مستشفيات الدولة، تنفيذاً لأوامر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم العلاج والرعاية الصحية ل1000 طفل فلسطيني من الجرحى، و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة.
وجاءت التوجيهات بالعلاج والرعاية الصحية للأشقاء الفلسطينيين من سكان غزة للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يمرون بها، وتوفير كل أوجه الدعم في مجال الرعاية الصحية للأشقاء الفلسطينيين في غزة، خاصة مع الانهيار الشامل للخدمات الصحية في القطاع.
ومنذ بداية الأزمة قامت دولة الإمارات بجهود حثيثة لتعزيز الاستجابة الإغاثية تجاه المصابين والمرضى من الأشقاء الفلسطينيين، ومساندتهم في الأحوال الحرجة التي يمرون بها، حيث أجلت 1665 مريضاً ومرافقاً في المبادرات السابقة، ليصل عدد المرضى والمرافقين إلى 1917 مريضاً.
«تراحم من أجل غزة» يشارك فيها 24 ألف متطوع
وأطلقت وزارة الخارجية، بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي حملة «تراحم من أجل غزة»، وشارك فيها 24 ألف متطوع، أعدت 71 ألف حزمة إغاثية عبر فعاليات نظّمت في أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية.
وجاءت حملة «تراحُم – من أجل غزة» في إطار جهود دولة الإمارات لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية للشعب الفلسطيني المتضرر من الصراع، وضمن مواقف دولة الإمارات الأخوية ونهجها تجاه دعم الأشقاء في أوقات الأزمات، وتجسيداً للقيم الإنسانية الراسخة لقيادة وشعب دولة الإمارات، حيث تعد دولة الإمارات في مقدمة الدول التي تضع احتياجات الشعب الفلسطيني الشقيق ضمن أولويات مساعداتها الخارجية، إيماناً منها بأهمية تقديم الدعم والإغاثة للتخفيف من المعاناة التي يواجهها، وخاصة من الأطفال والنساء.
كما قدمت 5 ملايين دولار لدعم جهود سيغريد كاج، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات قطاع غزة طيور الخير تراحم من أجل غزة الفارس الشهم 3 فلسطين المساعدات الإنسانیة إلى الشعب الفلسطینی الشقیق دولة فلسطینیة مستقلة حقوق الشعب الفلسطینی تقدیم الدعم الإنسانی الأشقاء الفلسطینیین المساعدات الإغاثیة الشعب الفلسطینی فی فی مستشفیات الدولة فی الأمم المتحدة تقدیم المساعدات بن زاید آل نهیان وصول المساعدات لدولة الإمارات الفارس الشهم 3 دولة الإمارات الشیخ محمد بن الإمارات على لإطلاق النار رئیس الدولة دولة فلسطین بالتعاون مع فی قطاع غزة طیور الخیر صاحب السمو مجلس الأمن دون عوائق فی القطاع سکان غزة على مدار عبر جهود إلى وقف فی دعم فی هذه من دون فی غزة لهم فی من أجل
إقرأ أيضاً:
اليونيسف: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم وأطفاله يدفعون الثمن
الأمم المتحدة: قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن أطفال السودان يكابدون "معاناة لا تُصدق وعنفا مروعا" - بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي والمجاعة وسوء التغذية وغير ذلك من الانتهاكات لحقوقهم الأساسية – فيما أنتج الصراع في البلاد على مدار قرابة عامين "أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم".
تقدر اليونيسف أن أكثر من 30 مليون شخص في السودان - أي ما يعادل ثلثي السكان - سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام، منهم 16 مليون طفل.
وفي كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، أشارت راسل إلى أن حوالي 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة يعيشون في بؤر المجاعة، وأن ثلاثة ملايين طفل في نفس الفئة العمرية "معرضون لخطر وشيك من تفشي الأمراض المميتة"، بينما 16.5 مليون طفل - أي "جيل كامل تقريبا" – أصبحوا خارج المدرسة.
وأضافت: "هذه ليست مجرد أزمة، بل هي أزمة متعددة الجوانب تؤثر على كل القطاعات، من الصحة والتغذية إلى المياه والتعليم والحماية".
أذى مروع يلحق بالأطفال
قالت المديرة التنفيذية إن اليونيسف تتلقى تقارير مثيرة للقلق عن انتهاكات جسيمة ضد الأطفال المحاصرين في هذا الصراع، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة. وقالت إنه بين حزيران/يونيو وكانون الأول/ديسمبر 2024، تم الإبلاغ عن أكثر من 900 حادثة انتهاك جسيم ضد الأطفال، لكنها أكدت أنه "للأسف، نعلم أن هذه الأرقام ليست سوى جزء بسيط من الواقع".
وأضافت أن الاستخدام واسع النطاق للأسلحة المتفجرة له تأثير مدمر على الأطفال وسيستمر تأثيرها على المجتمعات بعد انتهاء الحرب. وقالت السيدة راسل إن الصراع يشهد أيضا انهيارا لسيادة القانون "وإفلاتا تاما من العقاب على الأذى المروع الذي يلحق بالأطفال".
وأضافت: "في السودان اليوم، ينتشر العنف الجنسي. ويُستخدم لإذلال شعب بأكمله والسيطرة عليه وتفريقه وإعادة توطينه قسرا وإرهابه. وفي الوقت الحالي، يُقدر أن 12.1 مليون امرأة وفتاة وعددا متزايدا من الرجال والفتيان معرضون لخطر العنف الجنسي. هذه زيادة بنسبة 80 في المائة عن العام السابق".
ووفقا للبيانات التي حللتها اليونيسف، تم الإبلاغ عن 221 حالة اغتصاب ضد الأطفال في عام 2024 في تسع ولايات. وفي 16 من هذه الحالات، كان الأطفال دون سن الخامسة وأربعة رضع دون سن عام واحد.
وقالت السيدة راسل إن البيانات لا تقدم سوى لمحة عن أزمة أكبر وأكثر تدميرا، حيث لا يرغب الكثيرون أو لا يستطيعون الإبلاغ، بسبب تحديات الحصول على الخدمات، أو الخوف من الوصمة الاجتماعية، أو خطر الانتقام.
وقالت: "قصصهم المؤثرة تتطلب العمل. أخبرتنا إحدى الفتيات كيف تعرضت للاغتصاب من قبل أربعة رجال مسلحين وملثمين عندما كانت بمفردها في الخرطوم بعد وفاة والديها. حتى بعد تحمل الكثير من الأهوال الأخرى، وصفت ذلك بأنه أعظم محنة واجهتها. إن الصدمة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال والندوب العميقة التي خلفتها لا تنتهي بتوقيع وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام. سيحتاجون إلى رعاية ودعم مستمرين للتعافي وإعادة بناء حياتهم".
"يجب حماية الأطفال"
قالت المديرة التنفيذية لليونيسف إن حجم وخطورة هذه الأزمة يتطلبان تهدئة عاجلة للنزاع، واستئناف حوار سياسي يُنهي النزاع نهائيا، ووصولا إنسانيا غير مقيد عبر الحدود وخطوط النزاع لمكافحة المجاعة والتخفيف من حدتها، وتلبية الاحتياجات العاجلة لملايين الأشخاص الضعفاء.
وقالت راسل: "يجب على العالم أن يقف متحدا في الدعوة إلى حماية الأطفال والبنية التحتية التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة - بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية الأساسية".
ودعت بإلحاح إلى وقف جميع أشكال الدعم العسكري للأطراف، وضمان استمرار اليونيسف وجميع المنظمات الإنسانية الأخرى بتقديم خدماتها للأطفال في السودان، مؤكدة أن التعبئة المكثفة للموارد وحدها "يمكن أن تنقذ حياتهم ومستقبلهم".
حرب على الناس
من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير، إن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وأطرافا أخرى في النزاع لا تفشل فقط في حماية المدنيين - "بل إنها تفاقم معاناتهم بنشاط"، مشددا على أن الحرب في السودان "هي حرب على الناس – وهذه حقيقة تزداد وضوحا يوما بعد يوم".
وقال إن العنف ضد المدنيين يزيد الاحتياجات الإنسانية، مؤكدا أن هذا "ليس مجرد نتيجة ثانوية للصراع - بل هو أمر أساسي لكيفية شن هذه الحرب في جميع أنحاء السودان، وهي حرب يتم تأجيجها من الخارج". وقال لوكيير إن الآثار المدمرة للحرب تتفاقم بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية "سواء كانت مفروضة عمدا أو نتيجة للشلل البيروقراطي أو انعدام الأمن أو انهيار الحكم والتنسيق".
كريستوفر لوكيير، الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، يلقي كلمة أمام مجلس الأمن.
عملية إنسانية معقدة
وفي حين تم إحراز بعض التقدم على بعض الجبهات، إلا أنه قال إن هذه المكاسب لا تزال ضئيلة مقارنة بحجم الاحتياجات الهائل. وأضاف: "على الرغم من إلحاح الوضع الواضح، لا يزال إيصال المساعدات الإنسانية في السودان معقدا للغاية، وبشكل مُتعمّد في بعض الحالات".
وضرب لوكيير مثالًا بالعقبات البيروقراطية التي تفرضها قوات الدعم السريع من خلال "الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية"، مؤكدا أن منظمات الإغاثة التي تحاول إيصال المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعة تواجه "خيارا مستحيلا".
"إما الامتثال لمطالب الوكالة بإضفاء الطابع الرسمي على وجودها ومخاطرة طردها من قِبل السلطات في بورتسودان، أو الرفض وإيقاف عملياتها من قِبل الوكالة. وفي كلتا الحالتين، تبقى المساعدات المنقذة للحياة على المحك. لا يمكن الاستمرار في استغلال مزاعم السيادة لتقييد تدفق المساعدات. ولا يمكن الاستمرار في استغلال المساعدات ووكالات الإغاثة لاستخلاص الشرعية".
أزمة تتطلب تحولا جذريا
وقال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود إن دعوات مجلس الأمن المتكررة لإنهاء النزاع وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق "ليس لها أي وقع".
وأضاف: "بينما تُدلى البيانات في هذه القاعة، يظل المدنيون مغيبين عن الأنظار، بلا حماية، يتعرضون للقصف والحصار والاغتصاب والتشريد، محرومين من الطعام والرعاية الطبية والكرامة. تتعثر الاستجابة الإنسانية، حيث تشلها البيروقراطية وانعدام الأمن والتردد، وبسبب ما يمكن أن يصبح أكبر سحب للاستثمارات في تاريخ المساعدات الإنسانية. بالنسبة لزملائي في الخرطوم، وفي طويلة، وفي نيالا - ولمرضانا في جميع أنحاء السودان - فإن فشل هذا المجلس في ترجمة مطالبه إلى أفعال يبدو تخليا عنهم في مواجهة العنف والحرمان".
وقال لوكيير إن إعلان جدة كان ينبغي أن يكون لحظة فاصلة، لكنه أصبح "أكثر بقليل من مجرد درع خطابي مناسب - يُستدعى للتعبير عن القلق فيما يعفى المسؤولون والمؤثرون من اتخاذ إجراء حقيقي".
ودعا إلى ميثاق جديد يصون بقاء الشعب السوداني وكرامته، ويخضع لمراقبة مستقلة، تدعمه آلية مساءلة قوية تضمن التزام جميع أطراف النزاع بتعهداتها. وقال: "إن الأزمة في السودان تتطلب تحولا جذريا عن نهج الماضي الفاشل. ملايين الأرواح تعتمد على ذلك".