دينا محمود (لندن)
أجراس إنذار جديدة قُرِعَت في الأوساط الأمنية والعسكرية بالولايات المتحدة الأميركية، بفعل تزايد المؤشرات على مواصلة التنظيمات المتطرفة الناشطة في أفريقيا ترسيخ أقدامها هناك، وتوسيع بعضها نطاق نفوذه ليشمل مناطق جديدة، خاصة في شرقي القارة وغربها.
فخبراء مكافحة الإرهاب في واشنطن، يحذرون من أن تعزيز تلك المجموعات المرتبطة غالبا بتنظيميْ «داعش» و«القاعدة» الإرهابييْن، لرقعة سيطرتها في بلدان أفريقية عدة بجانب تطويرها لتكتيكاتها الدموية، قد يُنذران بإمكانية شنها هجمات مميتة عابرة للقارات، تستهدف الولايات المتحدة.


فعلى مدار الفترة الماضية، دُربَ إرهابيو تلك التنظيمات، على أساليب من شأنها تقليص مخاطر تعرضهم لهجمات الطائرات المُسيَّرة، التي صارت تُستخدم على نحو متزايد، لمهاجمة معاقلهم، كما تلقوا تدريبات على تطوير عملياتهم الرامية لخطف رهائن غربيين للحصول على فدى.
يشمل ذلك أيضا، وفقاً لمتخصصين في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهابية، كيفية زيادة كميات السلاح والعتاد التي تحصل عليها هذه المجموعات، لتمكينها من مواصلة تنفيذ اعتداءاتها الإجرامية، بما يشمل تصنيع مُسيَّرات بدائية أيضا.
ويتفق الخبراء الغربيون على أن مناطق النفوذ الرئيسة للتنظيمات الدموية الناشطة حالياً في القارة، تتوزع بين الصومال في منطقة القرن الأفريقي بشرقي هذه البقعة من العالم، ومنطقة الساحل الواقعة في الشطر الغربي منها، والتي ارتفع فيها عدد الهجمات الإرهابية، بنسبة تقارب 400 في المئة، في الفترة ما بين عاميْ 2012 و2020.
ففي الصومال، تتمركز مجموعات تدين بالولاء لـ «القاعدة»، وعلى رأسها حركة «الشباب»، والتي تُوصَف بأنها أكثر التنظيمات الدموية في أفريقيا، قدرة من حيث الموارد المالية. 
أما في «الساحل الأفريقي»، فتنشط جماعات تابعة لـ«القاعدة» أيضا، وتمارس أنشطتها الدموية، في دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وتسعى تلك الجماعات إلى تعزيز وجودها في بنين وتوجو، اللتين صَعَّدت هجماتها في أراضيهما مؤخرا، بعدما كانت تكتفي باستغلالهما كقواعد لإعادة ترتيب صفوف إرهابييها، وتدبير ما يحتاج إليها من تمويل، فضلاً عن الحصول على المزيد من الأسلحة.
في الوقت نفسه، لدى «داعش» مجموعات إرهابية فرعية تابعة له في «الساحل» و«الغرب الأفريقي» بوجه عام، من بينها «داعش - ولاية الصحراء الكبرى»، وسط تقديرات من جانب الخبراء، تفيد بأن تلك التنظيمات ترى أن البيئة السياسية والأمنية والاجتماعية في أفريقيا، ملائمة لنشر أفكارها المتطرفة وتجنيد المزيد من العناصر.
واعتبر الخبراء، في تصريحات نشرتها وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء، أن تصاعد مخاوف واشنطن إزاء تفاقم التهديد الإرهابي القادم من أفريقيا، كان من بين العوامل التي وقفت وراء الاجتماع الذي استضافته بوتسوانا في الأسبوع الأخير من يونيو الماضي، وضم رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون، جنباً إلى جنب مع قادة عسكريين بارزين، يمثلون عشرات من دول أفريقيا.
استهدف الاجتماع بحث التحديات الأمنية التي تواجهها هذه البُلدان، وكيفية ضمان سلامتها وأمنها، خاصة بعدما اضطرت الولايات المتحدة لسحب قواتها من أكثر من دولة أفريقية، مثل النيجر وتشاد، على خلفية تقلبات سياسية تمر بها تلك الدول، ما قَلَّص قدرة القوات الأميركية، على الحصول على معلومات استخباراتية، تتيح لها الفرصة لكي تُقيَّم قدرات التنظيمات الإرهابية في القارة، وخطرها بشكل أكثر دقة.

أخبار ذات صلة "أوتشا":أكثر من 5 ملايين شخص في غرب ووسط أفريقيا تضرروا من الفيضانات جامعة خليفة تنظم «منتدى الروبوتات في أفريقيا»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جماعات إرهابية تنظيمات إرهابية أفريقيا فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

“أوتشا”:أكثر من 5 ملايين شخص في غرب ووسط أفريقيا تضرروا من الفيضانات

قالت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أمس “الخميس”، إن أكثر من 5 ملايين شخص في 16 دولة في غرب ووسط أفريقيا تضرروا من الفيضانات حتى الآن هذا العام.

وأقاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، بأن الفيضانات في غرب ووسط أفريقيا وصلت إلى مستويات كارثية، حيث كانت تشاد والنيجر ونيجيريا من بين الدول الأكثر تضررا .

وقال المكتب إن أكثر من ألف شخص توفوا، وتم تهجير ما لا يقل عن 740 ألف شخص، وتعرضت مئات الآلاف من المنازل، وأكثر من 100 مدرسة، والعشرات من المرافق الصحية للأضرار، كما تأثر ما يقرب من 500 ألف فدان من الأراضي الزراعية.

وأضافت الوكالة، أن جويس ميسويا، المنسقة المؤقتة للإغاثة الطارئة، أعلنت تخصيص 35 مليون دولار من صندوق الاستجابة الطارئة المركزي التابع للأمم المتحدة لتقديم الإغاثة من الفيضانات في كل من تشاد والنيجر ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو.وام


مقالات مشابهة

  • تحذيرات من تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الإرهابية
  • 3 مرات أكثر.. تصاعد معاداة السامية في الولايات المتحدة
  • رئيس "مكافحة الإرهاب العراقي" يشيد بالقوات الأمنية في تقليص قدرات داعش وقطع تمويلاته
  • السعودية تزيل أكثر من 35 مليون محتوى متطرف في 3 أشهر
  • "الإعلام الأمني العراقي": مقتل أكثر من 100 إرهابي غالبيتهم قياديون خلال العام الحالي
  • التحالف الدولي يؤكد على استمرار دعمه للعراق ومكافحة الإرهاب
  • التحالف الدولي يحذر من خطورة سيطرة تنظيم داعش على الفضاء الرقمي
  • أوتشا:أكثر من 5 ملايين شخص في غرب ووسط أفريقيا تضرروا من الفيضانات
  • “أوتشا”:أكثر من 5 ملايين شخص في غرب ووسط أفريقيا تضرروا من الفيضانات