عبدالله أبوضيف (القاهرة)
وصف باحثون متخصصون في الشأن العسكري، استخدام الذكاء الاصطناعي بالأغراض العسكرية، بأنه سلاح ذو حدين، محذرين من تنامي استخدام التكنولوجيا المتقدمة في العمليات الإرهابية من قبل جماعات العنف والتطرف خلال الآونة الأخيرة وفي مقدمتهم «داعش» التي تحاول الاستفادة من تقنياته، خاصة في عمليات «الذئاب المنفردة».


وحسب دراسة لمركز «تريندز للبحوث والاستشارات» بعنوان «الذكاء الاصطناعي والإرهاب: الآليات وسبل المواجهة»، فإن الجماعات الإرهابية تُوظف تقنيات، مثل «هجمات حجب الخدمة»، و«البرامج الضارة»، و«فك التشفير»، و«الطائرات المسيّرة»، و«نشر الدعايات الكاذبة» لتحقيق أهدافها.
وأكدت الدراسة على أن الذكاء الاصطناعي رغم إمكاناته الهائلة في مكافحة الإرهاب، يُشكل خطراً ينبغي الحذر منه، مثل المخاوف من انتهاك حقوق الإنسان، مثل التجسس على الأفراد وتقييد حرية التعبير، حيث تتوقع الدراسة أن يشكل الذكاء الاصطناعي محوراً أساسياً في مستقبل المواجهة ضد الإرهاب والتطرف.
وفي حوار صحفي، حذر الجنرال العسكري جوزيف فوتيل رئيس الإدارة المركزية السابق للقوات الأميركية من تصاعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية وتطوير تقنياته في عملياتهم على المدى الطويل.
وقال إن «هذه المنظمات تتمتع بذكاء شديد ولديها قدرات كبيرة وتبحث دائما عن الأحدث، وتبحث دائما عن فرص لاستغلال نقاط الضعف في أنظمتنا، حتى يتمكنوا من تنفيذ هجماتهم»، وتوقع أنهم سيستمرون في فعل الشيء نفسه مع المسيرات والذكاء الاصطناعي.
في السياق، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق مايك مولروي لـ«الاتحاد» إن تنظيم «داعش» يستخدم تقنيات لتزييف الأخبار وبثها على وسائل الإعلام من خلال العمل على إنتاج قصص إعلامية مزيفة تبدو وكأنها من مصادر موثوقة، ومن ثم نشر هذه الفيديوهات عبر المواقع وحسابات التواصل الاجتماعي التابعة له.
وأشار مولروي إلى ضرورة أن تكون منصات التواصل الاجتماعي قادرة على تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأخبار المزيفة وإزالتها بسرعة وفعالية، وإذا لم نستطع التحكم في هذا النوع من الدعاية الزائفة، فإن الوضع سيزداد سوءا، مما يهدد استقرار المجتمعات ويعقد جهود مكافحة الإرهاب، مشدداً على أهمية التعاون بين شركات التكنولوجيا والمجتمع الدولي لتطوير أنظمة فعالة لمكافحة الأخبار المزيفة، وحماية الجمهور من التأثيرات السلبية لهذه الدعاية الخبيثة.
بدوره، اعتبر الباحث التكنولوجي والخبير في الذكاء الاصطناعي، أحمد منصور، أن تطور عمل الجماعات الإرهابية أساسي لاستمرارهم، حيث بدأ مع استخدام الانترنت في بداية الألفية ثم مواقع مختلفة للتجنيد وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن «استخدامات الجماعات الإرهابية وخاصة داعش للذكاء الاصطناعي يتمثل في توليد الكلمات للهروب من الحظر على مواقع التواصل المختلفة إلى جانب الصور والفيديوهات والتي تمثل مصدر قوة كبير للجذب والتجنيد، وتبقى المواجهة ضرورية مع هذا النوع من الاستخدام بالذكاء الاصطناعي أيضاً».

أخبار ذات صلة «رايتشل» خبيرة في السيارات في السينما: نمو داخلي للعقل والروح

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الجماعات الإرهابية الجماعات الإرهابیة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

بيل غيتس يُحذر.. ماذا لو قرر الذكاء الاصطناعي الاستغناء عنّا؟

قد يبدو هذا السؤال خيالياً إلا أنه في الواقع جاء على لسان مؤسس شركة مايكروسوفت، الملياردير الأمريكي بيل غيتس، الذي سبق أن حذّر من أوبئة ومخاطر عالمية قبل سنوات، واليوم، يعود مجددًا ليُثير الجدل، ليس بهدف بثّ الذعر، بل لحثّنا على التفكير الجاد في مستقبل قد يكون أقرب مما نتصور.
لماذا يشعر غيتس بالقلق؟
رغم كونه من أبرز رواد التكنولوجيا، لا يُخفي غيتس مخاوفه من المدى الذي قد تبلغه تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد غيّرت كل اختراعات البشرية مجرى التاريخ، من العجلة إلى الإنترنت، وجلب كل منها تحديات ومشكلات بجانب التقدم. ومع ذلك، لا يمكن إحراز التقدم دون المخاطرة، والتغيير لا يُعدّ سيئًا إذا رافقه وعي ومنطق، وفقا لموقع unionrayo.

الذكاء الاصطناعي يتطوّر بسرعة غير متوقعة
يُشبّه غيتس المرحلة الحالية من الذكاء الاصطناعي ببدايات استخدام السيارات، حين لم تكن هناك إشارات مرور أو قوانين واضحة، فنحن الآن منبهرون بقدرات هذه التقنية، لكن دون وجود ضوابط حاكمة، وأكثر ما يُقلق غيتس وبعض فلاسفة جامعة أكسفورد هو ما يُعرف بـ”انفجار الذكاء” — لحظة قد يتمكن فيها الذكاء الاصطناعي من تحسين نفسه دون تدخل بشري، بشكل يفوق السيطرة، وربما دون الحاجة للبشر أصلاً. ورغم أن هذا قد يبدو خيالاً علمياً، إلا أنه احتمال واقعي يستحق التفكير.

التزييف العميق والتضليل والتأثير على الانتخابات
واحدة من أخطر التحديات الحالية هي ظاهرة “التزييف العميق”؛ حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إنتاج مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية يصعب تمييزها عن الحقيقة، تخيّل تأثير فيديو مزيف لمرشح سياسي يرتكب جريمة قبل الانتخابات بيومين — حتى لو تم نفيه لاحقًا، الضرر سيكون قد وقع.

الذكاء الاصطناعي كسلاح رقمي
مخاوف غيتس لا تتوقف عند التضليل. فهو يحذر أيضًا من دور الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية، حيث يمكنه رصد ثغرات في الأنظمة الأمنية واستغلالها، من سرقة بيانات إلى شن هجمات بين الدول.

ما الحل في نظر غيتس؟
يقترح غيتس تأسيس هيئة دولية تُشبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن متخصصة في مراقبة الذكاء الاصطناعي وتنظيمه، بحيث تُطلق التحذيرات حين تظهر مؤشرات خطر.

هل الذكاء الاصطناعي سيأخذ وظائفنا؟
غيتس لا يرى أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على فرص العمل بالكامل، لكنه يُقرّ بأن هناك تحوّلاً قادماً في سوق العمل، وظائف ستختفي، وأخرى ستُخلق، والمهم هو كيف سنتعامل مع هذا التغيير ونستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة، لا كبديل تام.
كما يشدد على أهمية ضمان العدالة في الوصول إلى هذه التقنيات، حتى لا تزيد الفجوة الاجتماعية القائمة.

الذكاء الاصطناعي ليس معصومًا من الخطأ
يُنبّه غيتس إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُنتج معلومات مغلوطة أو يحمل تحيزات بشرية تعلّمها من بياناته، لذلك، لا يدعو لحظره، بل لتحسينه، وتنويعه، وتثقيف من يستخدمه.
في النهاية، لا يُعلن غيتس نهاية العالم، لكنه في الوقت ذاته لا يتجاهل التحديات. فالذكاء الاصطناعي سيُغيّر كل شيء، لكن ما زال السؤال مفتوحًا: هل سيكون هذا التغيير نعمة أم نقمة؟

البيان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجنوب.. صراع القوى التقليدية وقبضة الجماعات الإرهابية
  • روسيا تقرر رفع حركة طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية.. والأخيرة تعلق
  • عمار أشرف : نستهدف تمكين ذوي الهمم من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي
  • كيف يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء؟
  • هل يكون استخدام الذكاء الاصطناعي بوابة الأمان للتراث الثقافي السوري؟
  • بيل غيتس يُحذر.. ماذا لو قرر الذكاء الاصطناعي الاستغناء عنّا؟
  • «تريندز» يعقد في مقر «الشيوخ» الفرنسي مؤتمر «محاربة الإرهاب في حقبة الذكاء الاصطناعي»
  • تريندز يعقد مؤتمر محاربة الإرهاب في حقبة الذكاء الاصطناعي
  • تفاصيل محاكمة الخلية الإرهابية المضبوطة بالأردن
  • "خلية الفوضى" في الأردن تجدد ضرورة الوعي بمخططات الجماعات الإرهابية