خط بارليف.. حصن انحنى أمام عبقرية المصريين
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
خط بارليف.. مع اقتراب ذكرى انتصار أكتوبر العظيم، تتجه الأنظار مرة أخرى إلى أحد أهم الرموز العسكرية التي ارتبطت بهذا الحدث التاريخي: خط بارليف. هذا الحصن الذي اعتبر لسنوات عائقًا منيعًا أمام القوات المسلحة المصرية، بات رمزًا للقوة والتحدي بعد أن تمكنت القوات المصرية من اختراقه وتحطيمه في غضون ساعات قليلة.
فما هو خط بارليف؟ ولماذا كان يعتبر غير قابل للاختراق؟ وما هو سر تسميته؟ في هذا الموضوع، سنتناول إجابات هذه الأسئلة، مسلطين الضوء على واحد من أهم الإنجازات العسكرية في التاريخ الحديث.
أهمية خط بارليف التاريخيةخط بارليفيعود تاريخ خط بارليف إلى فترة ما بعد حرب الاستنزاف في عام 1967، حين قامت إسرائيل ببناء هذا الحصن العسكري على طول الضفة الشرقية لقناة السويس، وكان الهدف من إنشاء الخط هو حماية الأراضي المحتلة من أي هجوم مصري محتمل، وذلك من خلال إقامة حصون دفاعية منيعة تعيق تقدم القوات المصرية وتمنعها من عبور القناة.
اعتبر خط بارليف واحدًا من أعظم التحصينات العسكرية في ذلك الوقت، إذ كان يمتد على طول 170 كم ويضم نحو 22 موقعًا دفاعيًا، وقد كان هذا الخط يحظى بتأييد دولي واسع، إذ أجمع الخبراء العسكريون على صعوبة، بل استحالة، اختراقه، ولم تقتصر أهمية الخط على طبيعته الدفاعية، بل كانت رمزية أيضًا، إذ رأى العدو الصهيوني في هذا الحصن ضمانة لعدم تكرار هزائمهم السابقة أمام القوات المصرية.
مواصفات خط بارليفعبور خط بارليفتميز خط بارليف بتصميمه الهندسي المعقد وقوته الدفاعية العالية، وتم بناءه من كتل خرسانية ضخمة ورمال مضغوطة، ما جعله يتحمل أي هجوم بري أو جوي، وبلغ ارتفاع الحصن نحو 25 مترًا، وتم توزيعه على 31 نقطة حصينة، كل منها تحتوي على أنظمة دفاعية تشمل حقول ألغام وخنادق متصلة بأسلاك شائكة وغرف تحت الأرض مجهزة بأسلحة متعددة من الرشاشات والبنادق، وكان الخط يحتوي على أنابيب تحت الأرض لضخ الوقود إلى قناة السويس، حيث يمكن إشعال النار فيها في حالة الهجوم، مما يجعل الاقتراب من القناة شبه مستحيل.
إضافة إلى ذلك، تم تجهيز الخط بمرابض للدبابات ومخازن للذخيرة محمية بأسلاك شائكة، وكانت النقاط الدفاعية تتصل ببعضها البعض عبر نظام اتصالات لاسلكي معزز، مما يسمح للجنود الإسرائيليين بالتواصل بسهولة في حالة الطوارئ.
سر تسمية خط بارليفيعود اسم "خط بارليف" إلى الجنرال الإسرائيلي حاييم بارليف، الذي أشرف على بناء هذا الحصن بعد حرب الاستنزاف، وُلد بارليف في فيينا عام 1924، وانتقل إلى يوغوسلافيا قبل أن يهاجر إلى فلسطين في عام 1939. اشتهر بارليف بكونه من أبرز القادة العسكريين في إسرائيل خلال تلك الفترة، وترك بصمته في التخطيط الدفاعي للجيش الإسرائيلي. وكان بناء الخط جزءًا من استراتيجية إسرائيل لتعزيز دفاعاتها على طول قناة السويس.
كيف تم اختراق خط بارليف؟رغم القوة الهائلة لخط بارليف وتأكيدات الخبراء العسكريين على استحالة اختراقه، إلا أن القوات المسلحة المصرية استطاعت بفضل عبقريتها وشجاعتها أن تحقق المستحيل، في السادس من أكتوبر عام 1973، بدأ الجيش المصري هجومًا مفاجئًا على الخط باستخدام خطة عبقرية، اعتمدت على أسلحة غير تقليدية، فقد لجأت القوات المصرية إلى استخدام مدافع المياه، التي تمكنت من تدمير الحاجز الترابي الضخم الذي شكل الجزء الأساسي من خط بارليف.
في غضون أقل من ساعتين، استطاعت القوات المصرية هدم حوالي 1500 متر مكعب من الرمال باستخدام تلك المدافع المائية، ما فتح الطريق أمام الجنود لعبور قناة السويس واقتحام الحصون الإسرائيلية. كان هذا الإنجاز العسكري بمثابة ضربة قاصمة لإسرائيل، وأكد للعالم أجمع أن الإرادة والتخطيط الجيد يمكن أن يتغلبا على أي عوائق مهما كانت عظيمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: خط بارليف انتصار اكتوبر القوات المصریة هذا الحصن خط بارلیف
إقرأ أيضاً:
لماذا تنهار الجبهة الأوكرانية أمام تقدم الجيش الروسي؟
نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء عن تقدم القوات الروسية على الجبهة، الأمر الذي عزاه الجنود الأوكرانيين، إلى نقص الأسلحة والذخيرة والمعدات لديهم.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحرب التي تدور رحاها في جنوب شرق منطقة دونيتسك شديدة العنف حيث المقاتلون الأوكرانيون محاصرون وأجبرت القوات على التراجع تحت وطأة الهجمات الروسية المتكررة.
وتضيف المجلة أنه رغم أن تقدم القوات الروسية لا يتسم بالسرعة، إلا أنه مستمر منذ شباط/ فبراير الماضي ويميل إلى التسارع؛ حيث يعاني الجانب الأوكراني من نقص الأسلحة من جميع الأنواع والذخائر والمعدات العسكرية مثل المدرعات الخاصة بنقل الجنود. لقد فعل الجيش الأوكراني ما بوسعه لخوض حرب الخنادق هذه، لكنه يفتقر تقريبًا إلى جميع المعدات مقارنة بالمكتسبات الروسية. إن التردد من جانب حلفاء أوكرانيا، وعلى رأسهم الأمريكيون والأوروبيون، كلف أوكرانيا العديد من الخسائر البشرية.
إن التقدم الروسي في جنوب وشرق بوكروفسك واضح، بحيث تركز القوات على جنوب دونباس لإضعاف المقاومة الأوكرانية. وتعتبر هذه المنطقة ذات أهمية إستراتيجية واقتصادية وعن طريق السيطرة على جنوب مقاطعة دونيتسك، يمكن لروسيا تهديد مدينتي دنيبرو وزاباروجيا، وفي الوقت نفسه السيطرة على منطقة تعدين حيوية للاقتصاد الأوكراني.
وأوردت المجلة أن نقطة التحول حدثت بحصار أفدييفكا؛ حيث كانت الخطوط القتالية المحصنة تحمي المدينة منذ سنة 2014 واستمرت في الصمود حتى كانون الأول/ ديسمبر 2023. بيد أن الاستخدام المكثف للقنابل الموجهة ذات القوة التدميرية الهائلة، والتي لم يستطيع الأوكرانيون الصمود أمامها بسبب افتقارهم لسلاح الجو، شكلت نقطة تحول بالنسبة لأفدييفكا.
ورغم صمود المدفعية والمشاة الأوكرانية بصعوبة أمام هذا الإصرار، اضطروا في النهاية إلى الانسحاب في 17 شباط/فبراير 2024 لتجنب الحصار والحفاظ على أرواح الجنود.
غياب مواقع دفاعية
على عكس ما زعمته هيئة الأركان وفولوديمير زيلينسكي فور انسحاب القوات من أفدييفكا، لم يُعاد نشر المدافعين الأوكرانيين في مواقع مجهزة ومحصنة بشكل مناسب؛ لأن مثل هذه المواقع موجودة فقط في الأوهام أو على خرائط هيئة الأركان. إن الجنود الأوكرانيين ينتقدون باستمرار غياب المواقع الدفاعية، أو رداءة جودتها في ساحة الحرب. في هذا الصدد يقول إيفان، وهو مشغل طائرات مسيرة: "إحدى خنادقنا كانت موجهة في الاتجاه الخطأ، مع أبراج ونوافذ لإطلاق النار مصممة لاستهداف قواتنا. نفضل الاعتقاد بأن هذا خطأً ناتجًا عن عدم الكفاءة".
وفي حديثه عن غياب كامل للخنادق قال ضابط في الاستخبارات العسكرية طلب عدم الكشف عن هويته: "لقد كان لدى السلطات وهيئة الأركان الوقت الكافي منذ سنة 2014... لكن الأموال اختفت". في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، قضى مشغلو الطائرات المسيرة التابعون للقائد أوريول عدة ليالٍ في حفر مواقع جديدة لتشغيل طائراتهم المسيرة. يقول أحدهم: "هذا ليس دورنا، وليس الوقت المناسب للقيام بذلك تحت نيران العدو. لكن وحدات الهندسة العسكرية ليست هنا. جيشنا متأخر".
في المقابل؛ يتقن الروس كيفية تحصين مواقعهم، ويعد "خط سوروفكين" خير دليل على ذلك. فبمجرد إحراز تقدم؛ يبدأ الجنود الروس في التحصن وحفر ممرات تحت الأرض على جانبي الخندق الرئيسي لتجنب تدمير الطائرات المسيّرة الانتحارية هذه الممرات بالقصف. ومع ذلك، بفضل الطائرات المسيّرة، المجال الذي يتفوق فيه الأوكرانيون، تمكنت القوات الأوكرانية من تعطيل تقدم الجيش الروسي الذي نشر قوات كبيرة، بما في ذلك وحدات "شتورم زد"، وهي عبارة عن أفراد مدانين في جرائم، تستخدم كوقود بشري، مدعومة بقوات مخضرمة ذات كفاءة عالية.
حرب مشاة
وبسبب الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة التي أصبحت فعالة أكثر باتت الظروف غير مناسبة لتنفيذ هجمات بالمدرعات، بل تميل أكثر إلى صالح الاستعانة بالمشاة. في هذه الحرب التي تعتمد على المشاة، أصبح العدد عاملاً حاسمًا. يثبت الوضع الراهن صحة الموقف الذي اتخذه فاليري زالوجني، في خريف سنة 2023 ومطالبته بتجنيد 450 ألف رجل لسنة 2024. على أرض الواقع، يفتقر الجيش الأوكراني إلى الرجال وخاصة المستعدين للقتال.
وأفادت المجلة أن هجوم كورسك مثّل ضربة بارعة، لكن تختلف الأمور من الناحية التكتيكية. لقد ارتكبت هيئة الأركان الأوكرانية خطأ بتصورها أنها قادرة على إجبار القوات الروسية على تخفيف ضغطها على جبهة الشرق في وقت كانت فيه أوكرانيا تعاني أكثر من روسيا من نقص في عدد المقاتلين. بخصوص هذا قال المقدم في إحدى الوحدات: "لقد سحبوا قوات مخضرمة وأرسلوها إلى منطقة كورسك، وهذه القوات نفتقدها بشدة. القيادة تجند رجالًا يفتقرون الى الحوافز وتُرسلهم إلى أكثر المواقع قسوة. كيف نتفاجأ من حالات الفرار، لأن العامل النفسي مهم للغاية."
ووفقًا للضباط المنتشرين في الشرق أصبحت ظاهرة الفرار من الخدمة جلية للعيان، وتؤثر بشكل رئيسي على المجندين الذين تم تجنيدهم بالقوة وتقوض معنويات جميع القوات بسبب حالات الفرار الكثيرة.
من جانبه؛ يقول إيفان وهو قائد طائرة مسيرة: "الوحدات والكتائب التي تتراجع لا تتعرض لأي عقوبات. لهذا السبب، تتزايد حالات الهروب من ساحة القتال".
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن ضعف الدفاعات الأوكرانية في جنوب شرق البلاد يتباين مع قوة التحصينات التي يتم إعدادها في مقاطعة سومي، التفاوت الذي يمكن تفسيره بالخيارات التكتيكية التي اتخذتها هيئة الأركان والأولويات التي حددتها الحكومة.