مكاسب إستراتيجية للجيش السوداني من استعادة جبل موية
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
الخرطوم– بعد أكثر من 3 أشهر على فقدانه منطقة جبل موية الإستراتيجية في ولاية سنار بجنوب شرق السودان، أعلن الجيش السوداني مساء السبت، استعادته السيطرة على المنطقة من قوات الدعم السريع. كما التحم مع القوات في ولاية النيل الأبيض، مُنهيًا بذلك حصار الولايتين وفاتحًا الطريق لإعادة عاصمة سنار والزحف نحو ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، حسب تحليل خبراء عسكريين.
يأتي ذلك بعد معارك دامية استمرت أيامًا تحت إشراف عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام للجيش شمس الدين كباشي، ضمن عملية عسكرية كبيرة انطلقت في الخرطوم في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أن تتوسع لتشمل ولايتي سنار والجزيرة بجانب مواقع في ولايتي شمال وغرب دارفور، بمشاركة القوة المشتركة للحركات المسلحة، لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
وتعد منطقة جبل موية الواقعة على بعد 296 كيلومترا جنوبي الخرطوم، وعلى بعد 32 كيلومترا من مدينة سنار، واحدة من المناطق الإستراتيجية في الحرب الحالية، فهي تربط كلّا من ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة والنيل الأزرق، وتنفتح نحو ولاية شمال كردفان وإقليم دارفور غربا.
فرح بالعودةكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت في 25 يونيو/حزيران الماضي على سلسلة جبال موية، قاطعة طرق الإمداد عن ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور، كما حركت قوات من الجبل لاجتياح معظم مدن ولاية سنار بما فيها سنجة، عاصمة الولاية، ثم الدندر والدالي والمزموم وكركوج.
ومساء السبت، نشرت منصات تابعة للجيش السوداني مقاطع فيديو لضباط وجنود يحتفلون ويهنئون بعضهم بالانتصار، ويعلنون إعادة السيطرة على مناطق جبل موية بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع، آخرها في مناطق مهلة والبليجاب وفنقوقة الجبل.
وقال بيان مجلس السيادة إن شمس الدين كباشي، نائب قائد الجيش، أشرف على سير العمليات العسكرية بعدة محاور، "حتى التحمت قوات سنار بتماسيح النيل الأبيض، وفتح الطريق القومي سنار ــ ربك"، مما يعني فتح طرق الإمداد من موانئ شرق السودان بالبحر الأحمر إلى النيل الأبيض جنوبا، وإقليمي كردفان ودارفور غربا.
وتعهد كباشي بـ"مواصلة الزحف حتى تطهير آخر شبر من هذا البلد"، في إشارة لقوات الدعم السريع.
كما انتقل نائب قائد الجيش، اليوم الأحد، إلى مدينة المناقل في ولاية الجزيرة التي تسيطر عليها القوات السودانية، وقال مجلس السيادة في بيان له إن كباشي تلقى خلال زيارته تقريرا عن سير العمليات العسكرية بمحور ولاية الجزيرة بمشاركة مشرف عمليات ولاية النيل الأبيض حيدر علي الطريفي.
وقال حاكم ولاية الجزيرة، الطاهر إبراهيم، إن تحرير ود مدني والقضاء على قوات الدعم السريع في الولاية بات يلوح في الأفق، معتبرا استعادة جبل موية جسرا لإعادة قرى ومدن الولاية.
من جهة أخرى، تحفظ 3 من منسوبي (أعضاء) قوات الدعم السريع على التعليق للجزيرة نت، عن مجرى العمليات العسكرية، وقالوا إن "حديثهم سيكون في الميدان لا في الإعلام".
تتبع منطقة جبل موية إداريا لولاية سنار، وتقع إلى الشمال من الطريق الرئيسي الذي يربط ما بين الولاية والنيل الأبيض، والذي يبلغ طوله 98 كيلومترا، وعلى مسافة 24 كيلومترا غرب مدينة سنار، وعلى بعد 71 كيلومترا غرب مدينة ربك بالنيل الأبيض، كما أنها تحتوي على محطة قطار وخط السكك الحديدية الذي يربط بين سنار وكوستي بالنيل الأبيض.
وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 12 كيلومترا مربعا، وتضم 9 قرى، وسميت بجبل موية لكثرة عيون المياه فوق الجبل. كما تعد منطقة تداخل جغرافي بين ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة.
ويرى الخبير العسكري طه محمد إسماعيل، أن جبل موية يكتسب أهمية عسكرية لوقوعه في منطقة وسطى بين ثكنات الجيش الثلاث الكبرى: الفرقة "17- مشاة" في سنار، واللواء "265- قوات جوية" في سنار من جهة الشرق، والفرقة "18- مشاة" في كوستي من جهة الغرب.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول إسماعيل إن تحرير منطقة جبل موية يعني عزل قوات الدعم السريع المنتشرة في مدن سنجة والسوكي والدندر وأبو حجار. وأضاف أن هذا "التطور العسكري يضع الدعم السريع في "كماشة" الفرقة الرابعة للجيش بولاية النيل الأزرق شرقا والفرقة 17 سنار غربا، والفرقة الثانية شرقا والفرقة 18 بالنيل الأبيض جنوبا، حيث لا يوجد خيار أمام تلك القوات غير الهروب أو الاستسلام أمام متحركات الجيش بعد قطع خطوط إمدادها" وفقا للخبير.
أما الخبير الأمني والعسكري سالم عبد الله فيعتقد أن تحرير جبل موية له آثار عسكرية واقتصادية، فهو يعني انسياب حركة السلع التجارية من ميناء بورتسودان إلى النيل الأبيض بوسط البلاد، وإلى النيل الأزرق في جنوبها الشرقي، وغربا إلى ولايات كردفان ودارفور، مما سيؤدي إلى وفرة السلع وتراجع أسعارها التي تضاعفت بسبب الندرة.
وحسب حديث الخبير للجزيرة نت، فإن تقدم الجيش في مدن الخرطوم والقوات المشتركة في دارفور سيرفع الروح المعنوية للجيش، ويضع قوات الدعم السريع تحت الضغط، مما يدفعها لتنفيذ عمليات انتحارية وللاستماتة في الدفاع عن مواقعها بولايتي سنار والجزيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع منطقة جبل مویة ولایة الجزیرة النیل الأبیض
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يقتل 9 في مدينتي الأبيض والفاشر ويستهدف محطات الكهرباء
قتل 9 أشخاص في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينتي الأبيض وسط ولاية شمال كردفان، والفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ويأتي ذلك وسط استهداف الدعم السريع لمحطات الكهرباء في عدد من الولايات السودانية.
ونقل مراسل الجزيرة -عن مصادر محلية سودانية- أن 5 أشخاص قتلوا في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الأبيض، في حين ذكرت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني أن 4 مدنيين قتلوا بمدينة الفاشر إثر قصف الدعم السريع للمدينة بالمدفعية الثقيلة.
من جهته، قال الجيش السوداني -في بيان- إنه تصدى لقوات الدعم السريع أثناء محاولتها إطلاق النار على الأحياء الغربية لمدينة الفاشر ومخيم زمزم للنازحين جنوبي المدينة.
من ناحية أخرى، صرح وزير الداخلية السوداني خليل باشا سايرين اليوم الأربعاء بأنه تم ضبط 1200 متعاون مع قوات الدعم السريع أثناء "تحرير" مدينة ود مدني في يناير/كانون الثاني الماضي. كما قال إن منطقة أم بدة غربي مدينة أم درمان على وشك التحرير الكامل.
استهداف محطات الكهرباءعلى صعيد متصل، أفاد مجلس التنسيق الإعلامي للكهرباء بأن محوَلات التغذية في محطة كهرباء مَروي، بالولاية الشمالية شمالي السودان، تعرضت لإصابة مباشرة بالمسيرات التي أطلقتها قوات الدعم السريع أمس الثلاثاء، للمرة الثانية خلال أقل من 3 أيام.
إعلانوقال المجلس، في بيان، إن الأضرار التي لحقت بالمحطة أدت إلى توقف الإمداد الكهربائي عن الولاية الشمالية، وتعطيل الجهود المبذولة لإصلاح عطل حدث نتيجة هجمات سابقة تعرضت لها المحطة.
وأضاف أن الاستهداف أدى إلى تضرر الخط المغذي لولاية الخرطوم، مما تسبب في انقطاع كامل للكهرباء عن ولايات الخرطوم ونهر النيل شمالي السودان والبحر الأحمر شرقي البلاد.
عودة النازحين
في المقابل، رصدت تقارير استمرار تدفق السودانيين العائدين من مصر إلى مدنهم وقراهم داخل السودان وسط مؤشرات على تحسن الوضع الأمني في عدد من المناطق.
وأظهرت مقاطع تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي وصول ما يقارب 30 حافلة تحمل عائدين إلى معبر أرقين، وبحسب وكالة السودان للأنباء، فقد شهد الأحد الماضي وصول 2700 عائد إلى هذا المعبر الذي شهد تكدسا بسبب عدم وجود حافلات تقل العائدين إلى وجهتهم بسبب عطلة عيد الفطر.
ووصف القنصل السوداني بمدينة أسوان المصرية، عبد القادر عبد الله، أعداد العائدين عبر معبر "أبو سمبل" بـ"الكثيرة" التي فاقت طاقة العبارات الناقلة للمسافرين إلى أشكيت ومدينة حلفا.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، بلغ عدد العائدين منذ مطلع العام الحالي أكثر من 70 ألف شخص، مقارنة بعودة حوالي 42 ألفا طوال العام الماضي، حيث تشهد المعابر الحدودية تكدسا ملحوظا للعائدين، الذين يأملون في بدء حياة جديدة بعد انتهاء سنوات من النزوح القسري بسبب النزاعات.
وأشارت المنظمة إلى أن غالبية هؤلاء العائدين إلى ديارهم عبر معبري "أرقين وأشكيت" الحدوديين الرابطين بين السودان ومصر، نزحوا من ولايتي الخرطوم والجزيرة. كما توقعت أن تتضاعف حركة العودة 7 مرات خلال العام الحالي مقارنة بالعام السابق.