3 سيناريوهات لاقتصاد إسرائيل بين وقف الحرب واشتدادها
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تلقّى اقتصاد إسرائيل ضربة إثر عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من السنة الماضية، ولا سيما وسط حالة عدم اليقين المستمرة بشأن مدة الحرب التي تشنها إسرائيل، وفق ما ذكر بنك "يو بي إس" السويسري.
وكتب محللون من البنك في دراسة استقصائية أنه في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول مباشرة، صار من المتوقع خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل بمعدل مرتين إلى 3 (وهو ما تحقق إلى حد كبير منذ ذلك الحين مع أحدث خفضين: تخفيض التصنيف الائتماني من قِبَل وكالة موديز)؛ وهي العملية التي صاحبها ضعف أداء السندات بالعملة المحلية، مما أدى إلى رفع الفجوة بين عائدها وعائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى مستويات لم تُشاهد منذ عام 2013، حسبما نقلت صحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية.
أما الشيكل، فكان مستقرا بعد موجة بيع قصيرة الأجل، ولكنه حافظ إلى حد كبير على مستواه المتراجع بعد أشهر سبقت الحرب كان التركيز فيها منصبا على التعديلات القضائية التي أرادها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولاقت معارضة واسعة، وفق ما ذكرت الصحيفة.
يشار إلى أن الدراسة كُتبت قبل الهجوم الأخير لإيران على إسرائيل الأسبوع الماضي، وبالتالي فهي لا تأخذ في الاعتبار التصعيد في شكل صراع مباشر بين إيران وإسرائيل.
3 سيناريوهاتوينظر البنك في 3 سيناريوهات في الفترة بين الـ6 أشهر إلى الـ12 شهرا المقبلة، أما السيناريو الأول فهو وقف إطلاق النار على كافة الجبهات، وفي السيناريو الثاني تراجع حدة الحرب، والثالث اتساع وامتداد الحرب على الجبهة اللبنانية، وفق الدراسة التي توقعت انتهاء الحرب آخر 2025، وإلى التوقعات:
وقف الحرب: يرى بنك "يو بي إس" أن قيمة الشيكل سترتفع إلى مستوى يتراوح بين 3.40 و3.50 شيكلات مقابل الدولار (المستوى عند الدراسة 3.72 شيكلات للدولار)، ويرجّح البنك أن هذا سوف يكون مدفوعا بإطلاق العنان للطلب على الشيكل عبر التحوطات المحلية والدولية. تراجع حدة الحرب: من المرجح أن تتحسن قيمة الشيكل لكن بدرجة أقل كثيرا، وقد يتراوح سعر الصرف بين 3.60 و3.70 شيكلات مقابل الدولار. تصاعد الحرب: مع استمرار ارتفاع علاوة المخاطر المالية وتخفيضات التصنيف الائتماني الإضافية، والتي يتم تعويضها من خلال تدخل بنك إسرائيل، المحتمل -وفق الدراسة- فقد يتراجع الشيكل إلى مستوى ما بين 3.80 و3.90 شيكلات للدولار.حدة الحرب على الجبهة اللبنانية تحدد مآلات الاقتصاد الإسرائيلي في الفترة المقبلة (الفرنسية) العجز المالي وقف الحرب أو تراجع حدتها: يتوقع المحللون أن يكون العجز لمدة 12 شهرا على وشك بلوغ ذروته، لكنه سيظل أعلى من التوقعات الرسمية لهذا العام (6.6% من الناتج المحلي).
كما أن ثمة مخاطر من إمكانية تحقيق مستهدف العجز في السنة المقبلة عند 4% من الناتج المحلي الإجمالي . في السيناريوهات الثلاثة من المرجح أن يرتفع الإنفاق الدفاعي هيكليا (بنسبة 1% إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي)، كما جاء في التقرير.
ويشير بنك يو بي إس إلى أنه عندما يتحسن الوضع الجيوسياسي، من المحتمل أن يرغب المستثمرون في العودة إلى مستويات التحوط الطبيعية، ومن أجل القيام بذلك يمكنهم بيع كميات كبيرة من الدولارات (تصل إلى 15 مليار دولار) وهو ما من شأنه أن يدعم ارتفاع قيمة الشيكل.
وثمة احتمال أن يتدخل بنك إسرائيل لتثبيت استقرار السوق في حالة حدوث صدمة، بعد تدخل سابق في أعقاب بدء الحرب بقيمة 30 مليار دولار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
كان ظهور مقاتلي حماس المدجّجين بالسلاح في أثناء تسليم الرهائن الثلاثة الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى الصليب الأحمر يوم الأحد بمثابة تذكير كريه، لمن يحتاج إلى تذكير، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الأسبوع الماضي معلّق بخيط رفيع - وقد يتهاوى في أي لحظة.
تكمن المشكلة الأساسية، مستقبلًا، في أنه لا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا قيادة حماس المعاد تشكيلها، يريدان حقا للهدنة أن تستمر. فقد قام دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بإرغام نتنياهو -وهو مجازيا يركل ويصيح- فوافق على الصفقة.
فعلى مدى أشهر عديدة، قاوم نتنياهو -وهو نفسه رهينة لدى حلفاء الائتلاف اليميني المتطرف- المقترحات التي طرحها الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن في مايو الماضي. ولكن هل من المعقول أن نفترض أن نتنياهو قد يتخلى عن هذه التهدئة؟ ويبدو الآن أن موافقته التي يحتمل أن تكون مؤقتة ناجمة إلى حد كبير عن رغبته في ألا يفسد حفل تنصيب ترامب في واشنطن.
لقد تردد، قبل حتى أن يجف حبر الصفقة، أن نتنياهو طمأن الوزراء الساخطين إلى أن وقف إطلاق النار مؤقت وأنه لا ينوي احترام شروطه بالكامل. ويقال إنه وعد المتشددين إيتمار بن غفير، الذي استقال احتجاجا، وبتسلئيل سموتريتش، الذي يهدد بذلك، بأنه سوف يستأنف الحرب عما قريب.
من المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ويجب أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، التي تدعو إلى الانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل وتحرير جميع الرهائن الأحياء في مقابل إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين، في موعد لا يتجاوز خمسة عشر يوما من الآن. ومن المستبعد أن تبدأ هذه المفاوضات.
فقد كتب أمير تيبون، المحلل في صحيفة هآرتس يقول إن «لدى نتنياهو طريقتين لإغراق الاتفاق وإيجاد ذريعة لتجديد الحرب. الأولى هي ببساطة تعطيل مفاوضات المرحلة الثانية... وإضاعة الوقت. وقد مارس هذا مرات عدة مع فريق بايدن الذي اتسم إما بالضعف الشديد أو العزوف عن الاعتراف بحقيقة هذا التخريب».
«والثانية هي إثارة اندلاع العنف في الضفة الغربية. وقد اشتعلت النيران هناك بالفعل، إذ أشعل المستوطنون المتطرفون النار في المنازل والسيارات في العديد من القرى الفلسطينية ليلة الأحد، في الوقت الذي كان فيه ملايين الإسرائيليين يحتفلون بعودة الرهائن الثلاثة».
وما عنف الضفة الغربية، سواء أثير عمدا أم لا، سوى أحد المحفزات المحتملة لاستراتيجية التخريب. قد يزعم نتنياهو أن حماس لا تمتثل للاتفاق، ولقد فعل ذلك بالفعل في نهاية الأسبوع، معطلا بدء وقف إطلاق النار لعدة ساعات. ومن بين الاحتمالات الأخرى التي علينا أن ننتظرها اندلاع اشتباكات مفاجئة وعشوائية قد تؤدي إلى تمزيق الهدنة في غزة و/أو لبنان.
الحق أن نتنياهو يواجه خيارا مصيريا خلال الأسبوعين المقبلين أو نحو ذلك. فمن خلال التخلي عن وقف إطلاق النار، قد يسترضي اليمين، ويحافظ على تماسك ائتلافه، ويستبقي نفسه في السلطة، ويتجنب التحقيقات في سياسته قبل السابع من أكتوبر القائمة على التسامح مع حماس وفشله في وقف أسوأ هجوم على اليهود منذ عام 1945. وفي حال استئناف الحرب، فلديه كما يقول وعد من ترامب بمدد غير محدود من الأسلحة.
أو قد يراهن على السلام، ويواجه غضب اليمين المتطرف ويخاطر بانهيار حكومته وبانتخابات مبكرة. ومن المتوقع أن يخوض نتنياهو حملته الانتخابية بصفته زعيم الحرب الذي هزم حماس، وأعاد بعض الرهائن إلى الوطن، وسحق حزب الله في لبنان، وألحق بإيران الضرر الكبير مرتين.
وبما أنه يقال إن نحو 60% إلى 70% من الناخبين الإسرائيليين يفضلون إنهاء الحرب، فمن المحتمل أن يخرج نتنياهو على عادته طول عمره السياسي ويفعل الصواب. ومن شأن سلام دائم أن يكسبه نقاطًا إضافية لدى البيت الأبيض، ويمهد الطريق لترامب كي يواصل مشروعه المفضل، أي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وعزل إيران بوسائل غير عسكرية.
لكن المشكلة تكمن في أن حماس وحلفاءها من مسلحي الجهاد الإسلامي في غزة لا يريدون أيضًا لوقف إطلاق النار أن يستمر.
وقد وجَّهت استعراضها للقوة يوم الأحد، وإن كان محدودًا للغاية، رسالة استفزازية مفادها أن حماس نجت، وأنها لا تزال تسيطر على بقية الرهائن، وأنه لم تخلفها حتى الآن أي سلطة في غزة. وفي بيان صدر يوم الاثنين، تعهدت حماس بأن غزة «سوف تنهض من جديد» - تحت وصايتها المشكوك فيها.
ثمة حديث كثير عن إدارة مؤقتة من التكنوقراط مدعومة من مصر وقطر، وعن تولي السلطة الفلسطينية (التي تدير الضفة الغربية من الناحية النظرية) المسؤولية عن غزة. ولكن في الوقت الراهن، ليس لدى أحد السلطة أو الاستعداد لتولي الحكم - وحماس، بطبيعة الحال، تملأ الفراغ في السلطة. ويلام نتنياهو جزئيا في ذلك. فقد رفض لمدة خمسة عشر شهرا وضع خطط «اليوم التالي» أو حتى مناقشتها.
وحينما ننظر قدمًا إلى الأسابيع المقبلة، نجد أن الأمن في غزة قد يصبح قضية بالغة الأهمية مع عودة عشرات الآلاف من النازحين والجياع إلى منازلهم المحطمة وأحيائهم المدمرة وبدء محاولات استئناف حياتهم. وسوف تحاول حماس السيطرة على توزيع مساعدات الأمم المتحدة والوكالات المتحالفة معها، مثلما تسيطر على إطلاق سراح الرهائن من خلال الصليب الأحمر. وقد يتسبب هذا في تعميق الاضطراب وتصاعد الصراع الداخلي.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن تبدأ حماس بسرعة في إعادة بناء قدراتها العسكرية، وقد ازدادت عزما عن ذي قبل، بعد الضربة القاضية التي تلقتها، على تكبيد إسرائيل ثمنا باهظا، فهي لا تزال على وعدها بتدميرها. وقد أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن «صور مقاتلي حماس كانت تذكيرا صارخا بأن الجماعة الإرهابية لا تزال مسؤولة عن غزة».
وقالت الصحيفة: إن المسؤولين الإسرائيليين يقدرون أن اثنتين فقط من كتائب الجماعة الأربع والعشرين لا تزالان تعملان.
ولكن يقال إن حماس تعيد تجميع صفوفها تحت قيادة محمد السنوار، الأخ الأصغر ليحيى السنوار، العقل المدبر لأحداث السابع من أكتوبر الذي قتلته إسرائيل في الخريف الماضي. وقال وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته، أنطوني بلينكن الأسبوع الماضي: إن الولايات المتحدة تعتقد أن حماس جندت عددا من المقاتلين يساوي عدد من فقدتهم منذ بدء الحرب.ومثلما حدث في أزمات سابقة في الشرق الأوسط، ربما كان من المتوقع أن يتدخل الرئيس الأمريكي في هذه المرحلة الحرجة لضمان التزام الجانبين بكلمتهما فيصبح وقف إطلاق النار سلاما دائما. لكن ترامب ليس من هذا النوع من الرؤساء. فقد كان يخشى من أن تطغى الحرب على يومه المنتظر. والآن سينصرف انتباهه إلى جهة أخرى. فهو لا يطرح خطة أو أفكارا جديدة - وكل ما يطرحه لا يعدو قوائم أمنيات وتهديدات وتحيزات.
وإذا ما قرر زعماء إسرائيل وحماس معاودة القتال في الأسابيع والأشهر المقبلة، فقد لا يكون ثمة من يوقفهم - برغم حقيقة أن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم المتابع يتوقون إلى السلام.