فى مايو الماضى، وأثناء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، رفضت الحاجة دولت الطنانى مغادرة منزلها، والنزوح إلى منطقة أخرى وظلت مع شقيقها، لم تكن خائفة من أصوات المدافع والصواريخ الإسرائيلية، ولا من انقطاع الكهرباء المتواصل أثناء ساعات الليل، أو الاقتحامات المستمرة، وتستمد قوتها من دفء أرضها، لكنها تعرّضت لهجوم من أحد كلاب جيش الاحتلال.

ولم تقدر على مقاومته، وحينها لم يكن شقيقها موجوداً فى المنزل، وحقق مقطع فيديو يصور اقتحام الكلب للمنزل ومهاجمة «الحاجة دولت»، انتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فيما أدان الملايين من مختلف أنحاء العالم، الانتهاكات والجرائم التى ترتكبها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة.

بصوت منهك أتعبه عدم قدرتها على النوم بشكل كافٍ، ونقص الدماء فى جسدها، وعدم وفرة المواد الغذائية اللازمة، روت «الحاجة دولت» لـ«الوطن»، فى أول حديث لصحيفة مصرية، أن الكلب هاجمها أثناء نومها داخل غرفتها، واعتدى على يدها، وأكل جزءاً صغيراً منها، لكنها استطاعت المقاومة، وبعد دقائق من الهجوم، هرب الكلب، وفقدت هى الوعى: «كنت أسمع صوت جنود جيش الاحتلال وهم يضحكون، حاولت تخليص نفسى من الكلب، إلى أن بدأت أفقد الوعى».

استيقظت «الحاجة دولت»، البالغة من العمر 68 عاماً، بعد ساعات طويلة من فقدان الوعى، بينما تنزف الدماء من جسدها، لم تتوقّع أنها ما زالت على قيد الحياة، وتابعت حديثها: «شُفت الموت بعينى وقتها، حسيت إنى مت ورجعت للحياة عند استيقاظى صباحاً، فكرت إنى مت، لكن الحمد لله، ربنا أحيانى». خرجت السيدة الفلسطينية من منزلها بعد أن ربطت يدها بقطعة قماش، وزحفت لمسافة طويلة فى مخيم «جباليا» الهادئ نسبياً من السكان، بسبب القصف الإسرائيلى واقتحام قوات الاحتلال، إلى أن رآها رجال الإسعاف، وتم نقلها إلى المستشفى.

لم تعد «الحاجة دولت» تأبه بأصوات الصواريخ والقصف، بل أصبحت أصوات الكلاب بمثابة القلق الأكبر والخوف الأعظم بالنسبة لها. وأضافت: «كل ما باسمع صوت كلب باخاف، حتى وأنا نايمة، باستيقظ من النوم، كل ما أسمع الصوت، أحس أن الكلب هيهاجمنى»، إلا أنها أعربت عن سعادتها بانتشار فيديو مهاجمة الكلب لها: «انبسطت علشان العالم يشوف الجيش الإسرائيلى بيعمل إيه فى كبار السن وهما قاعدين فى بيوتهم، لازم العالم يعرف كيف يعمل جيش الاحتلال فى كبار السن»، وبسبب نقص المستلزمات الطبية، وتوقف الكثير من المستشفيات فى قطاع غزة عن العمل، فقدت «الحاجة دولت» كمية كبيرة من الدم، وجزءاً من يدها، رغم محاولات الأطباء إعادتها إلى حالتها الطبيعية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عام على حرب غزة جیش الاحتلال الحاجة دولت

إقرأ أيضاً:

شهيد وإصابات في جنوب غزة إثر قصف لطائرات الاحتلال

استشهد مسن فلسطيني، وأصيب آخرون، الأحد، في قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال تجمعا للمواطنين في بلدة جحر الديك وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد المسن فايز الطويل (62 عامًا) إثر قصف من مسيرة إسرائيلية في بلدة جحر الديك وسط قطاع غزة.

إلى ذلك، استشهدت الشابة ندى عيسى متأثرة بإصابتها في قصف منزلها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، خلال حرب الإبادة.


يأتي هذا التطور بعد يوم دام استشهد فيه نحو 12 فلسطينيا، في عدوان إسرائيلي على القطاع، حيث سقط عشرة شهداء في قصف لفريق إغاثي في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، فيما قضى اثنان آخران جنوب غزة.

وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي إلى 151 شهيدا.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 48,543 شهيدا، بالإضافة إلى 111,981 جريحا، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • بعد عقر 9 اطفال .. القضاء على الكلب الضال في المنوفية
  • تفاصيل العرض الإسرائيلى بالانسحاب من لبنان بالكامل مقابل التطبيع
  • شهيد وإصابات في غزة ورفح إثر قصف لطائرات الاحتلال
  • العراق يتجه لاعتماد نظام تعداد سكاني جديد دون الحاجة إلى التقليدي
  • شهيد وإصابات في جنوب غزة إثر قصف لطائرات الاحتلال
  • كلاب ضالة تهاجم تلميذة بتاونات وسكان بني وليد يطالبون بالتدخل العاجل
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 206 منذ بدء حرب الإبادة
  • من العالم.. جريمة «مروّعة» في سوريا ومحاولة انتحار تتسبب بـ«مأساة»
  • ( كلاب ودلالة ) !
  • غير اللقاح.. ماذا تفعل بعد عضة الكلب؟