د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
كان الكثيرُ من الأعداء ومن يواليهم من العرب والمسلمين يشكِّكون بجدية محور المقاومة ووَحدة ساحاته، ولكن ما جرى في الأيّام الأخيرة من أحداث في لبنانَ وغزة واليمن وسوريا وإيران أكّـد أن وحدة الساحات أصبحت حقيقة واقعة، وأن ما يقوم به محور المقاومة في هذا الإطار أصبح له تأثيرٌ كَبيرٌ على مجريات الأحداث وفي ساحات المواجهة مع العدوّ الصهيوني الذي بدأ يكرّر بأنه في حالة حرب على سبع جبهات مع غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن والعراق وسوريا وأخيرًا إيران، وما حدث مؤخّراً من محاولة لغزو لبنان واستشهاد السيد حسن نصرالله -رضوان الله عليه- والرد الإيراني أكّـد بما لا شك فيه وَحدةَ الساحات بين قوى محور المقاومة.
عندما بدأت معركة (طوفان الأقصى) بدأت قوى محور المقاومة بالتحَرّك لإسناد غزة وكان حزب الله هو المبادِرَ، من خلال فتح جبهة الشمال ضد العدوّ الصهيوني، ثم تحَرّكت القوات اليمنية وقطعت الطريقَ البحري الجنوبي أمام السفن التابعة للعدو وأمام من يدعمه ويتعامل معه، إلى جانب إرسال صواريخ ومسيّرات إلى أم الرشراش وغيرها، وسرعان ما لحقت المقاومةُ العراقية ببقية قوى محور المقاومة وشاركت في معركة الإسناد، وعندما قام العدوّ الصهيوني بقصف لبنان ومحاولته اجتياحِ جنوب لبنان؛ بهَدفِ إرغام حزب الله على فَكِّ الارتباط مع جبهة غزة وإرهاب قوى محور المقاومة وتفكيك وَحدة الساحات، كان ردُّ فعل قوى المحور مخالفًا لما كان يتوقعه العدوّ الصهيوني؛ فقد ازداد تماسك هذا المحور وارتفعت وتيرة عمليات الإسناد التي يقوم دعماً وإسناداً لغزةَ ولبنانَ، وخَاصَّةً من اليمن والعراق، وقد استكمل محور المقاومة ساحاتِه بعد الرد الإيراني على الكيان الصهيوني الذي ارتكب جرائمَ كبيرة بحق قادة المحور وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله وإسماعيل هنية، وساهم ذلك الرد في ترسيخ وحدة الساحات وشكَّل دافعاً إضافياً لقوى المحور لتزيدَ من وتيرة أنشطتها في ساحات المواجهة مع العدوّ الصهيوني.
وقد تمكّن محور المقاومة -من خلال وحدته ونشاطاته الواسعة وإدائه المميز في الساحات- من فرض نفسه كجبهة مناوئة للمشروع الصهيوني والغربي في المنطقة، وأكّـد أن المنطقة العربية لم تعد حكراً على أمريكا وحلفائها يتحكمون فيها كما يريدون، وأن محور المقاومة أصبح له كلمةٌ مسموعةٌ في تحديد مستقبل دولنا وشعوبنا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: قوى محور المقاومة
إقرأ أيضاً:
العدوان الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها يدخل يومه الـ55
الثورة نت/وكالات يواصل العدو الصهيوني عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ55 على التوالي، وسط عمليات تجريف وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” ، بأن قوات تواصل حرق منازل في مخيم جنين، حيث أحرقت أمس عدداً من المنازل، منها في شارع مسرح الحرية، فيما انتشرت قوات راجلة في الساحة الرئيسية للمخيم، وسط إطلاق قنابل الانارة في محيط مدرسة الزهراء. كما أغلقت قوات العدو الصهيوني مدخل مستشفى جنين الحكومي بالسواتر الترابية، وتواصل تحركاتها العسكرية في محيط المخيم، وفي شوارع عدة في المدينة. وتتمركز دبابات العدو ومدرعاته في محيط المخيم، فيما تواصل الجرافات تجريف شوارع، وتوسيع أخرى، لدخول الآليات العسكرية. وكانت قوات العدو الصهيوني قد هدمت نحو 120 منزلا بشكل كلي داخل حارات وأزقة المخيم، وألحقت أضرارا بعشرات المنازل، بعد أن هجّرت نحو 20 ألف مواطن من سكان المخيم. وفي بلدة جلبون شمال جنين، داهمت قوات العدو الصهيوني عدداً من المنازل، وحولتها لثكنات عسكرية. كما اقتحمت قوات العدو بلدة قباطية وقرية بير الباشا وبلدة يعبد، وسيرت آلياتها في شوارعها، دون أن يبلغ عن اعتقالات. وأسفر العدوان الصهيوني المتواصل على جنين منذ 21 يناير الماضي عن استشهاد 34 مواطنا فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين، بالإضافة إلى دمار غير مسبوق في البنية التحتية، وفي الممتلكات العامة والخاصة.