اللاذقية-سانا

بمناسبة ذكرى حرب تشرين التحريرية وتضامنا مع المقاومة اللبنانية وإكباراً لرمزها وسيد شهدائها السيد حسن نصر الله ودعماً لطوفان الأقصى المبارك أقامت الجمعية العلمية التاريخية بجبلة مهرجاناً شعرياً شارك فيه مجموعة من الشعراء والأدباء.

وافتتح المهرجان عضو الجمعية خالد حاج عثمان بكلمة أكبر فيها من قيمة الشهادة وطريق المقاومة وعظمة الشهداء الذين لولاهم لم يكن نصر تشرين، لافتاً إلى أهمية استشهاد القادة كالسيد حسن نصر الله ليكونوا نهجاً نسير خلفه حتى تحرير كل الأراضي المحتلة.

وشارك في المهرجان الذي قدمته أحلام الرفاعي وفاطمة قدار الشاعر مهند صقور بقصيدة عمودية أكبر فيها من عظمة سيد شهداء المقاومة اللبنانية وشهداء الجيش العربي السوري.

كما شاركت الشاعرة أسينة خير بك بقصيدة عمودية تغنت فيها بقيمة الشهادة ونصر تشرين وما حققته من تحرير وكسر لشوكة الاحتلال.

بدوره الشاعر أبو الوفا أحمد شارك بقصائد رثاء لسيد المقاومة حسن نصر الله متغنياً بانتصارات الجيش العربي السوري على العدو الصهيوني في تشرين التحرير وانتصاراته على الإرهاب، إضافة إلى مشاركة الشاعرتين اكتمال ديب وصديقة رابعة بنصوص نثرية عن الوطن والشهادة والمقاومة.

وشارك الشاعر فائز خنسة بنصوص موزونة وأخرى محكية تغنى فيها ببطولات الجيش وعظمة شهدائه، في حين شاركت الشاعرة فاطمة غنيجة بنص نثري تغنت فيه بانتصارات الجيش، إضافة إلى مشاركة الشاعر مخلوف مخلوف بنص نثري حداثوي عن تضحيات الشهداء.

كما شارك الشاعر محمد زهرة بنص نثري تغنى فيه بالمقاومة معتبراً إياها طريقاً للنصر والتحرير والحرية، إضافة إلى مشاركة الشاعرات مفيدة صالح وامتثال أحمد وسمر عثمان بقصائد من وحي المناسبة.

بلال أحمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

نجم «ذنب الدلفين»

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم «ذنب الدلفين»، وأهو أحد النجوم البارزة في الكوكبة الصغيرة التي تسمى الدلفين، ورغم صغر هذه الكوكبة مقارنة بالكوكبات النجمية الأخرى إلا أن العرب لم يغفلوها، فـ«ذَنَب الدُّلْفِين»، هي تسمية عربية أصيلة تعني «ذيل الدلفين»، وجاء هذا الاسم كجزء من منظومة عربية لتسمية الكواكب والنجوم التي تتماشى مع أشكال تخيلية للأبراج.

وقد كانت هذه الكوكبة معروفة لدى البحارة العرب، الذين استخدموها مع كوكبات أخرى في تحديد مواقعهم أثناء الإبحار، خاصة في البحر الأحمر والخليج العربي، وهذا النجم الذي نتحدث عنه اليوم كان جزءًا من مجموعة النجوم التي تشكل ما يُسمى «المربع المائي»، الذي يظهر في الصيف، وكان يُعتبر من العلامات الفلكية المهمة للملاحة الليلية، ويظهر ضمن ما يُعرف بـ«مربعانية الصيف»، وهي فترة تتميز بالحر الشديد.

وقد جاء ذكر هذا النجم عند العرب في كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات لزكريا القزويني، حيث يقول فيه: (كوكبة الدلفين) كواكبه عشرة مجتمعة تتبع النسر الطائر، والنير الذي على ذنبه يسمى ذنب الدلفين، والعرب تسمي الأربعة التي في وسط العنق الصليب والذي على الذنب عمود الصلب.

كما أن سبط ابن الجوزي وصف حيوان الدلفين وكأنه زق منفوخ، وذلك في كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، في معرض حديثه عن هذه الكوكبة فقال: ومنها الدُّلْفِين: عشرة كواكب مجتمعة خلف النَّسر الطائر، وصورته صورة حيوان بحري يشبه الزِّق المنفوخ، ولم يذكره الجوهري في النجوم، وإنما قال: الدلفين «بالضم» دابَّة في البحر تنجي الغريق.

وأما أبو سعيد الآبي في كتابه «الدر المنثور في المحاضرات فيقول: «كوكبة الدلفين وكواكبه على مربع شَبيه بالمعين تسميها الْعَرَب: الْقعُود والعامة تسميها: الصَّلِيب، وَيُسمى الْكَوْكَب الَّذِي على ذَنْب الدلفين عَمُود الصَّلِيب وَهِي فِي الدَّلْو».

ولو عرجنا على الشعر لوجدنا أن نجم «الدلفين» ورد في أشعار العرب، فهذا الشاعر الشهير أبو نواس الذي عاش في العصر العباسي يقول في قصيدة يمدح فيها محمد الأمين ابن هارون الرشيد فيقول:

أَلا تَرى ما أُعطِيَ الأَمينُ

أُعطِيَ ما لَم تَرَهُ العُيونُ

وَلَم تَكُن تَبلُغُهُ الظُنونُ

اللَيثُ وَالعُقابُ وَالدُلفينُ

وَلِيُّ عَهدٍ ما لَهُ قَرينُ

وَلا لَهُ شبهٌ وَلا خَدينُ

ويقول في قصيدة أخرى يمدح فيها الأمين أيضا:

قَد رَكِبَ الدُلفينَ بَدرُ الدُجى

مُقتَحِماً لِلماءِ قَد لَجَّجا

فَأَشرَقَت دِجلَةُ مِن نورِهِ

وَأَسفَرَ الشطّانِ وَاستَبهَجا

لَم تَرَ عَيني مِثلَهُ مَركَباً

أَحسنَ إِن سارَ وَإِن عَرَّجا

وهذا الشاعر البحتري يقول في قصيدة طويلة له وفيها يذكر هذا النجم فيقول:

يَعُمنَ فيها بِأَوساطٍ مُجَنَّحَةٍ

كَالطَيرِ تَنفُضُ في جَوٍّ خَوافيها

لَهُنَّ صحنٌ رَحيبٌ في أَسافِلِها

إِذا اِنحَطَطنَ وَبَهوٌ في أَعاليها

صورٌ إِلى صورَةِ الدُلفينِ يُؤنِسُها

مِنهُ اِنزِواءٌ بِعَينَيهِ يُوازيها

في حين لو ذهبنا إلى العصر المملوكي لوجدنا الشاعر ابن زقاعة يصف «نجم الدلفين» وصفا فلكيا فيقول:

والنسر اعني واقفا من بعده

قد سار يطلبه بأعلى همة

وكواكب الدلفين قطن وسادة

قد مده قطانه للحشوة

يسمى بسبع البحر يشبه راسه

راسا لليث جسمه كسميكة

وأما الشاعر والفلكي أبو الحسين الصوفي الذي عاش في العصر العباسي، فقد قال في منظومة طويلة له تقارب 500 بيت، وقد ضمّنها علوم الفلك، ذكر «ذنب الدلفين» بقوله:

وهو من الدلفين في أصل الذنب

أما تراه في الكرين والكتب

ويقول أيضا:

وبعده الدلفين وهي انجم

كل إذا ما النسر يبدو ينجم

عددها عشرة مجتمعه

يضيء من جملتهن أربعة

وهذه الأربعة المنيرة

جميعها معروفة مشهورة

مقالات مشابهة

  • زوجة معتقل أردني توجه رسالة شكر ساخرة لمسؤولي السجن.. ماذا قالت فيها؟
  • نجم «رأس الغول»
  • فريق يستكشف معالم المدينة المنورة التاريخية بطائرات رياضية.. فيديو
  • نجم «ذنب الدلفين»
  • إخصائي طب نفسي: نوبات الهلع تمثل تجربة قاسية يعيش فيها الإنسان إحساس الموت
  • جامعة قناة السويس تنظم حلقة نقاشية لتعزيز الثقافة العلمية بين طلابها
  • فعالية خطابية بحجة إحياءً لذكرى استشهاد الإمام علي
  • صنعاء.. فعالية خطابية إحياءً لذكرى الصمود ويوم القدس العالمي
  • نجم الزُبَانَى
  • الدبلوماسية العلمية تقود الميداوي إلى بباريس