فى قلب غزة، المدينة المحاصرة، يرتدى الخوف رداء أسود، ويملأ الصمت الفراغات التى كانت مليئة بالضحكات، فقد تحولت شوارعها، التى كانت يوماً تزخر بالحياة، إلى مسرح مروع لحرب لا نهاية لها، تُجسّد قصة «طفلة الكرواسون»، التى تُقاتل من أجل البقاء، وسط دمار المستشفى ورائحة الدم، مشهداً مرعباً لواقع غزة التى تُعد واحدة من مئات القصص التى تُروى يومياً، كلها تحكى عن معاناة شعب محاصر، يُواجه قصفاً إسرائيلياً قاسياً، وخلال ساعة من الليل، استهدفت القوات الإسرائيلية مستشفى المعمدانى فى واحدة من المجازر والجرائم الإسرائيلية.

وفى زاوية غرفة الطوارئ بمستشفى المعمدانى بغزة، كانت تجلس «ليلى»، ذات السبع سنوات من عمرها، عيناها الواسعتان تتأمل الفوضى والضجيج، تحتضن بين ذراعيها النحيلتين مصروفها الملطّخ بالدماء، ماسكةً فى يديها قطعة الكرواسون، حولها يهرع الطبيب بين الجرحى، ممرضة تبكى على شهداء أبرياء، والأطباء يحملون عبء أحلامهم المتكسرة بين أيديهم.

كانت الطفلة الصغيرة تحارب جوعها القارس، يعضّها ألم الجوع، بينما كانت يدها الصغيرة ترتجف وهى تمسك بقطعة خبز باهتة، لم تكن اللقمة مثالية، لكنها كانت رمزاً للأمل فى تلك اللحظات المظلمة، بينما كانت تمضغ الخبز ببطء، كان وجهها الصغير يظهر مزيجاً من التعب والارتياح، كان وجهها ملطخاً بالدم والغبار، شاهدا على المعاناة التى عانت منها من وحشية الاحتلال الإسرائيلى، فانفجرت قذيفة قريبة من المستشفى، وسقطت الطفلة على الأرض، حاضنة قطعة خبزها، تلك التى لم تتمكن من إكمالها.

وقال الصحفى الفلسطينى أحمد حجازى، صاحب لقطة الطفلة «ليلى»: «الطفلة منزلها تعرض للقصف من قبَل العدوان الإسرائيلى، وكانت فى مستشفى المعمدانى، وبعد القصف تتلقى العلاج فى مستشفى الشفاء، هناك شهداء من نفس العائلة، لكنها بخير».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عام على حرب غزة

إقرأ أيضاً:

غزة عام الحرب والمقاومة

اليوم متمم لعام كامل على حرب الابادة الجماعية التى يمارسها الكيان الغاصب ضد أهلنا فى غزة. حرب يشاهدها ٨ مليارات شخص سكان الكرة الأرضية و٤ مليارات مسلم ومسيحى ولم تحرك تلك المشاهد التى تمثل أكبر جريمة للابادة الجماعية والتطهير العرقى فى تاريخ البشرية  ساكنا لـ٤٦٠ مليون عربى فى صمت غريب ومريب وجامعة عربية مترهلة فقدت وجودها وحضورها الدولى، وهى ترى نزيف الدم العربى لا ينتهى بآلة حرب لا هوادة فيها بأحدث أنواع الاسلحة الفتاكة والمدمرة وباستخدام الاسلحة الممنوعة دولياً وبدعم امريكى شامل سياسيا وعسكريا وماديا واصبحت امريكا طرفا أصيلا فى هذا الصراع الذى يخالف كل مبادئ الانسانية ودمرت البنية التحتية فى غزة بالكامل، كما دمرت ٧٠%من مبانى غزة ودمرت المدارس والمستشفيات والشهداء من الاطفال والنساء وتسرب اليأس والقنوط إلى نفوس الناس من مرور عام على تلك الحرب المسعورة دونما موقف دولى قوى يدعو لوقف تلك المجازر التى يأبى الضمير الانسانى ان يقف متفرجا على القتل اللحظى والدمار الكلى وعجز الامم المتحدة ومجلس الامن عن اتخاذ موقف يدين ويمنع هذا العدوان السافر وفى ظل هذه المآسى يبقى صمود المقاومة وقتلها وإصابتها لعشرات الآلاف من جنود الكيان الغاصب وأسرها لأكثر من ٢٥٠ وبقاء ١٠٠ أسير فى حوزتها بالرغم من كل تلك الاسلحة الحديثة وبمساعدة أمريكا ظلت المقاومة صامدة وتتحدى صلف وغرور الكيان الغاصب وبمساعدة المجتمع الدولى المتخاذل الذى اكتفى ببعض بيانات التنديد والشجب والحديث عن بطولات رجال المقاومة لا ينتهى، فهم شعب الله الجبارون وصمودهم دليل عزة وفخر لأحرار العالم ضد هذا التيار الجارف للطغيان والظلم، وهم بارقة الأمل فى انتهاء هذا الاحتلال البغيض واستعادة الارض والكرامة واليوم ذكرى عزيزة لم ولن تنسى فى وجدان المصريين والعرب قاطبة وهو يوم النصر المبين فى السادس من أكتوبر ٧٣. يوم من ايام العرب المجيدة ملحمة صنعها الأبطال جنود القوات المسلحة المصرية يوم عودة الروح الى الأمة العربية وبإرادة صلبة لا تلين انكسرت شوكة وأكذوبة الجيش الذى لا يهزم وتخطى الابطال خط بارليف المنيع وقامت كافة المؤسسات العسكرية بدراسة كيف استطاعت القوات المسلحة عبور هذا الخط المنيع الذى لم يتخيل الاسرائيليون يوماً ما قدرة أى قوات على عبور خط بارليف وقد أذهلت الخطط العسكرية المصرية العالم بأسره وأدت إلى نصر خالف كل التوقعات وعاد كامل تراب الارض المصرية بقيادة رجل الحرب والسلام محمد أنور السادات والكلمات تعجز عن وصف هذه الملحمة التاريخية وستكون درسا لكل الاجيال ويوم فخر للعرب والمصريين والمجد للشهداء الذين بدمائهم حررت إرادة وعادت سيناء الحبيبة إلى ربوع وطننا الغالى مصر.. فتحية إعزاز وتقدير إلى رجال القوات المسلحة المصرية الأبطال.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري أردني لـعربي21: هذا سر صمود المقاومة بعد عام من العدوان (شاهد)
  • أستاذ علم اجتماع: المرأة المصرية كانت عمود الخيمة في حرب أكتوبر المجيدة
  • انقاذ حياة طفلة في عقدها الأول من ورم ضخم ضاغط على الدماغ في مستشفى المواساة بالخبر
  • "الموسيقات العسكرية" تشارك فى إقامة حفل لأطفال مؤسسة مستشفى سرطان 57357
  • عام على "الطوفان الهادر" ضد الاحتلال.. صمود أسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة والتجويع
  • طفلة غزة كتبت وصيتها قبل رحيلها.. رسائل بريئة تختصر أوجاع الحصار
  • الاستعلام عن صحة طفلة سقطت من سيارة بـ 6 أكتوبر
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • ينما كانت المليشيا تبذل كل ما وسعها في امتلاك الأرض كان الجيش يراهن على أهم وأغلى مورد في الحرب