الخبير المجددي يكشف عن قدرات خارقة للنحل
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
دراسات : النحل يستطيع التغلب على شيخوخة الدماغ
التفاعل الاجتماعي يكافح الخرف عبر نوعين من البروتينات الموجودة في النحل والبشر
كشف خبير تربية النحل وانتاح العسل ومدير شركة عسل معجزة الشفاء محمد قاسم المجددي عن قدرات خارقة للنحل موضحا ما اكتشفه العلماء في جامعة ولاية أريزونا بكلية العلوم التقدمية حيث توصلوا إلى أن النحل الأكبر سنًا يتغلب على شيخوخة الدماغ بشكل فعال لو استدعته الظروف الى تحمل مسؤوليات مستعمرة النحل التي يتولاها عادةً نحل أصغر سنًا كثيرًا ، مشير إلى أنه في الوقت تجرى فيه الأبحاث من اجل علاج الزهايمر لدى البشر ، يقول الباحثون إن هذه النتائج عن النحل تشير إلى أنه يمكن استخدام التفاعل والرعاية الاجتماعية لإبطاء أو علاج الخرف المرتبط بالعمر.
وأشار المجددي إلى دراسة نُشرت في مجلة الشيخوخة التجريبية العلمية، عبر فريق من العلماء من جامعة ولاية أريزونا والجامعة النرويجية للعلوم الحياتية، بقيادة البروفسيور جرو أمدام، اظهرت نتائجها أن النحل الأكبر سنًا الذي يجمع الرحيق حين يقوم بمهام للرعاية الاجتماعية داخل الخلية تحدث تغييرات في البنية الجزيئية للمخ لديهم.
وأوضح أن التجارب أجريت بإزالة النحلات الأصغر سنًا من الخلية ولم يتبق سوى الملكة واليرقات ، وعندما عادت النحلات الأكبر سنًا بعد جمع الرحيق إلى الخلية اضطرت للاعتناء بالخلية واليرقات ، حيث اكتشف الباحثون أنه بعد 10 أيام، تحسنت قدرة حوالي 50 بالمائة من هذا النحل بشكل كبير على تعلم أشياء جديدة ، كما تبين عند مقارنة أدمغة النحل التي تحسنت نسبيًا بتلك التي لم تتحسن، تغير بروتينان بشكل ملحوظ ، فقد وجدوا بروتين Prx6، وهو بروتين موجود أيضًا في البشر ويمكن أن يساعد في الحماية من الخرف ، واكتشفوا بجانبه بروتين معروف بانه يحمي البروتينات الأخرى من التلف عندما يتعرض المخ لأي نوع من الإجهاد.
وإختتم : استنج الباحثون انه نظرًا لأن البروتينات التي يتم البحث عنها في البشر هي نفس البروتينات التي يمتلكها النحل، فقد يتحفز تكوين هذه البروتينات تلقائيًا عن طريق تحفيز التفاعل الاجتماعي.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
أكذوبة "الإنسان العالمي"
كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً
في حلم هو أقرب للرؤيا، رأى أنه يسافر إلى أمة أخرى غير أمته في أقصى الأرض، وقد تغير جواز سفره الأصلي من ناحية الشكل، حيث امتدّ طولاً، وظل ثابتاً عرضاً، ولكنه لم يفقد جواز سفره الأصلي، فقد حملهما معاً، وبقي التعريف به موزعاً بين الإثنين، وبهما تم التعرف عليه، وتعريف نفسه أيضاً على طول رحلته، حيث كان يرافقه صحفياً شاباَ، وعد أن يذهب إلى مسافة أبعد.. إلى أرض عوالمها لا تزال مجهولة، سعْياً لمزيد من المعرفة.تساءل، حين أيقظه الحلم قبل أن يصل إلى نهايته في الثالثة فجراً، تكدّر لأنه لم يتمّه، ولم يعرف نهايته، وحاول تفسيره، ولكنه لم يكن بتأويل الأحلام من العالمين، غير أنه توجَّس خيفة من ظنه القائل: "إنه رسالة تغيير مقبلة من عالم الغيب إلى برزخ ما قبل عالم الشهادة"، لكنه لم يعد إليه بعد ذلك على غير عادته في السنة الأخيرة من عمره، حيث كانت الأحلام تطارده، رفقة أحبَّة من الأموات، حتى غدوا في الأيام الأخيرة أكثر حضوراً من الأحياء، وهو ما كان يخيفه، لأنه لم يُنْهِ بعد التزامات كبرى تتعلق بحقوق الغير.
لم يكن بالنسبة له مُهمّاً أن يتذكر ما رأى في الحلم إلا أمراً واحداً وهو الحديث عن"الإنسان الكوني"، ضمن خطاب رائج يقصد به "الإنسان العالمي"، الذي يكون متخلصاً من عبء الأديان والثقافات والأوطان، وواضعاً عن نفسه أغلال القوانين والنظم والجغرافيا وأوزار الحروب، لكنه بالتأكيد لن يحمل حكمة سقراط ـ منذ القرن الخامس قبل الميلاد ــ الذي قال: "أنا لست أثينيّاً ولا يونانيّاً، أنا مواطن عالميّ"، وذلك إجابة عن سؤال وُجّه إليه ـ لا ندري إن كان من الخاصة أو من العامة ـ من أنت يا سقراط؟.
يرى البعض ممن أدركتهم فلسفة سقراط خلال تعاقب الأزمنة؛ وخاصة في عصرنا الحالي أن "إجابة سقراط جاءت منسجمة مع تفكيره ومبادئه الفلسفية والأخلاقية"، وهم محقون في ذلك إلى حدّ بعيد، ولكن كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً، ومرجعية نستند إليها اليوم في قراءة وتحليل واقعنا العالمي، أو تكون لنا القدرة على تحويلها إلى خطاب، ثم فعل، يصدران عن كثير من البشر في حياتنا المعاصرة، خاصة المستضعفين منهم، أولئك الذين يهزهم الشوق، وتغريهم الأماني بقوة بعد ضعف، وبحرية بعد استعباد، وبغنى بعد فقر؟
قد نجد الإجابة على المستوى النظري بخصوص البشر في تحقيق صفة "الكونيّة" في ذلك الخروج الظاهر للإنسان المعاصر ـ خاصة في الدول المتخلفة ـ من قوقعته الثقافية الصغيرة، وتجاوز جميع الانتماءات العرقية والوطنية والدينية الضيقة، وأحياناً يصل إلى درجة التمرد على ثقافته الأصلية وتطويع نفسه لثقافة أخرى يراها أفضل في إتاحة الحرية والكسب المادي والعيش بسلام، حتى لو كانت في الماضي عدائية له.
قد تمثل اختيارات البشر في بحثهم عن سبل الخروج من المحلية ـ الوطنية إلى ما أصبح يعرف بالكونية أو العالمية ـ القائمة على فكرة عدم التفريق بين الدول والثقافات والأعراق ـ هروباً ليس فقط من الأوطان والبشر، ولكن من الذات أيضاً.
الهروب من الذات والثقافة والوطن والقوم والأمة، يمثل أكذوبة كبرى ووهماً لما يطلق عليه "الإنسان العالمي"، لأن الاختيارات هنا تقوم على فكرة "صراع الأمم"، ما يعني أنه لا وجود لثقافة كونية واحدة، وإنما هناك اختلاف يؤدي إلى التعارف بين البشر والألسن والثقافات والأديان، ربما يتيح لنا فرصة الاختيار، أو تبديل واقع بآخر قد يكون أسوأ، ناهيك عن أن ذلك يعدّ اختياراً فردياّ، يرى فيه صاحبه؛ من حيث يدري أو لا يدري، أن السعي إليه هدفاً خاصّاً، لا صلة له بالكونيَّة.