منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، فى السابع من أكتوبر من العام الماضى، بدأت العديد من الدول الغربية فى الترويج للرواية الإسرائيلية، وإدانة عملية «طوفان الأقصى» التى شنتها الفصائل الفلسطينية على المستعمرات الإسرائيلية فى غلاف غزة، ولكن فى الوقت نفسه، لم تحرك ساكناً بشأن حرب الإبادة المستمرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى على أبناء الشعب الفلسطينى، والتى حصدت عشرات الآلاف من الشهداء، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى جرح ما يزيد على 90 ألفاً آخرين.

وتزعم بعض الدول الغربية، التى تتخذ مواقف مؤيدة للاحتلال الإسرائيلى، والعديد من وسائل الإعلام الغربية، أن الانتهاكات الإسرائيلية وجرائم قتل المدنيين دون رحمة، ما هى إلا «دفاع عن النفس» من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى، الذى يقصف شعباً أعزل بالطائرات والدبابات والسفن الحربية، ويدمر المنازل والمدارس والمستشفيات، حتى دور العبادة كالمساجد والكنائس، فى وقت أدانت فيه تلك الدول العملية التى شنتها الفصائل الفلسطينية فى غزة، ضد دولة قائمة بالاحتلال، باعتراف المجتمع الدولى، وتمنع حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه، وفى مقدمتها دولته المستقلة، بينما اتخذت نفس الدول موقفاً مغايراً بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، حيث أدانت غالبية هذه الدول عمليات الجيش الروسى فى الأراضى الأوكرانية، واعتبرت أنها تشكل عدواناً على سيادة دولة أخرى، بينما لم يصدر عنها أى إشارة تدين جرائم الحرب الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطينى.

«حسن»: جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تُظهر أكاذيب المجتمع الدولى بشأن حماية حقوق الإنسان

وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التعامل الغربى مع ما يحدث فى قطاع غزة، يعد مثالاً صريحاً لتضارب أوروبا فى ازدواجية المعايير، وأن حرب الإبادة الجماعية التى تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، أظهرت بشكل واضح وصريح كذب المجتمع الدولى، الذى يزعم بشكل مستمر اهتمامه بالحقوق الإنسانية، والأحداث فى غزة أظهرت وبوضوح تلك الأكاذيب والتناقضات.

وأضاف السفير «رخا»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن الدول الأوروبية بشكل عام، وأمريكا بشكل خاص، أنشأت إسرائيل لأهداف استراتيجية، وأهمها حل القضية اليهودية فى أوروبا، حيث كان اليهود يوجدون بشكل كبير فى الدول الأوروبية، مما جعل هناك صراعات مستمرة بينهم وبين المجتمعات والسكان الأوروبيين.

وأوضح أن الغرب يتعمد تقديم الدعم الكامل والمستمر للاحتلال الإسرائيلى، لأنهم ينظرون إليها كرأس حربة لهم فى منطقة الشرق الأوسط، لأن المنطقة كانت دولة واحدة، وانتصرت فى حروب عدة على الدول الأوروبية، مما جعلهم ينظرون بعين من الخوف المستمر إلى الشرق الأوسط خوفاً من عودة تهديده لأوروبا مرة أخرى، مشيراً إلى أن المجتمع الأوروبى اتجه لتقديم دعم بلا حدود إلى إسرائيل لخدمة مصالحهم دون النظر إلى شعاراتهم الكاذبة التى يروّجون لها بشكل مستمر حول حقوق الإنسان، ودائماً ما يفعل المجتمع الأوروبى ذلك إذا وقف الأمر أمام مصالحه.

«العنانى»: الغرب يصوغ سياساته فى المنطقة وفقاً لمصالحه

وقال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن مواقف الغرب تجاه منطقة الشرق الأوسط، بشكل عام، تتصف بازدواجية المعايير، ومن الصعب أن يحدث أى ضغط دولى على إسرائيل، بسبب توافق المصالح الغربية، والتى لا تنظر إلى القوانين الدولية ولا الاعتبارات الإنسانية أو الأخلاقية، حيث تصوغ الدول الغربية سياساتها تجاه المنطقة بما يتناسب مع مصالحها ومصالح إسرائيل.

وأوضح «العنانى» أن الإعلام الغربى عند التعامل مع القضية الفلسطينية، فإنه يتميز هو الآخر بعدم المصداقية، لأنه دائماً ما يصور المقاومة الفلسطينية على أنها «إرهاب»، ولا يظهر دولة الاحتلال إلا وكأنها «ضحية تدافع عن نفسها»، ويندرج هذا التشويش الإعلامى تحت إطار القنوات التى تعمل بالأموال اليهودية، لذلك من المستحيل أن نجد الخطاب الغربى معتدلاً، بل سيظل الإعلام الأوروبى يدعم الاحتلال الإسرائيلى، ويدين وبقوة دفاع أهالى قطاع غزة عن أنفسهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عام على حرب غزة الاحتلال الإسرائیلى

إقرأ أيضاً:

دلياني: غطرسة الاحتلال العسكرية تكرس الإبادة بغزة وتجلب الدمار للمنطقة

رام الله - صفا أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ديمتري دلياني، أن تبنى حكومة الاحتلال الإسرائيلي لنهج الحل العسكري وجرائم الإبادة في قضايا سياسية مع تجاهلها الحقوق المشروعة لشعبنا، يُجسد غطرسة سلطة منفصلة عن الواقع والأعراف الدولية والقيم الإنسانية، الأمر الذي أغرقها وأغرق المنطقة بأكملها في دوامة متصاعدة من العنف والتدهور يدفع شعبنا الفلسطيني ثمنها بدمائه. وأوضح دلياني، في تصريح وصل وكالة "صفا"، يوم السبت، أن حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في غزة، تكشف عن فشلها الذريع في فرض "حل عسكري" على قضية سياسية وإنسانية بامتياز. وأكد أن هذا النهج لن يؤدي إلا إلى تكريس معاناة شعبنا وتعميق مأزق دولة الاحتلال وعزلتها واستنزاف اقتصادها وقطاعها التكنولوجي، وغيرها من العواقب التي تعكس رؤية قاصرة تسعى للهيمنة قصيرة المدى على حساب الدمار طويل الأمد. وقال: إن "اعتقاد دولة الاحتلال الخاطيء بأنها تستطيع قمع اللبنانيين عبر توسيع العدوان العسكري نحو لبنان لإقامة مناطق عازلة، ما هو إلا إعادة إنتاج لحرب عام 2006 التي فشلت فيها في تحقيق أي انتصار". وشدد على أن هوس قيادة الاحتلال بإظهار القوة الغاشمة لإشباع تعطّش مجتمعها للدماء، يعكس ضعفها وانفصالها عن إمكانيات تحقيق الاستقرار لشعبها. وأضاف أن "الأيديولوجية الصهيونية العنصرية والإبادية المتغلغلة في دولة الاحتلال هي شذوذ فكري متطرف تحض على التطهير العرقي كوسيلة لتحقيق أهدافها".  وشدد على أن الحل العسكري الذي ينتهجه الاحتلال في المنطقة لن يؤدي إلا إلى دمار لجميع الأطراف.  وأكد دلياني أن الحل الحقيقي يكمن في تجسيد الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني ومعالجة مظالمنا السياسية، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الإعلام الحكومي ينشر تحديثًا لإحصاءات حرب الإبادة الجماعية بغزة
  •  غزة: عام من الإبادة الجماعية وانهيار النظام العالمي
  • "محو غزة.. عام من الإبادة الجماعية وانهيار النظام العالمي"
  • المرصد الأورومتوسطي: تكثيف الاحتلال لعمليات القصف وأوامر الإخلاء يعد تكرارا لمراحل الإبادة الجماعية
  • الأورومتوسطي .. الاحتلال يكرر مراحل الإبادة الجماعية في غزة
  • مسؤولة أممية: ما يحدث في فلسطين يفوق الإبادة الجماعية
  • دلياني: غطرسة الاحتلال العسكرية تكرس الإبادة بغزة وتجلب الدمار للمنطقة
  • الحكومة العراقية: جريمة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم تؤكد إصراره على ممارسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين
  • ازدواجية المعايير.. إيران تصعّد وإسرائيل في موقف دفاعي!