مواقف الغرب من حرب الإبادة الجماعية في غزة.. دليل صارخ على ازدواجية المعايير
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، فى السابع من أكتوبر من العام الماضى، بدأت العديد من الدول الغربية فى الترويج للرواية الإسرائيلية، وإدانة عملية «طوفان الأقصى» التى شنتها الفصائل الفلسطينية على المستعمرات الإسرائيلية فى غلاف غزة، ولكن فى الوقت نفسه، لم تحرك ساكناً بشأن حرب الإبادة المستمرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى على أبناء الشعب الفلسطينى، والتى حصدت عشرات الآلاف من الشهداء، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى جرح ما يزيد على 90 ألفاً آخرين.
وتزعم بعض الدول الغربية، التى تتخذ مواقف مؤيدة للاحتلال الإسرائيلى، والعديد من وسائل الإعلام الغربية، أن الانتهاكات الإسرائيلية وجرائم قتل المدنيين دون رحمة، ما هى إلا «دفاع عن النفس» من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى، الذى يقصف شعباً أعزل بالطائرات والدبابات والسفن الحربية، ويدمر المنازل والمدارس والمستشفيات، حتى دور العبادة كالمساجد والكنائس، فى وقت أدانت فيه تلك الدول العملية التى شنتها الفصائل الفلسطينية فى غزة، ضد دولة قائمة بالاحتلال، باعتراف المجتمع الدولى، وتمنع حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه، وفى مقدمتها دولته المستقلة، بينما اتخذت نفس الدول موقفاً مغايراً بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، حيث أدانت غالبية هذه الدول عمليات الجيش الروسى فى الأراضى الأوكرانية، واعتبرت أنها تشكل عدواناً على سيادة دولة أخرى، بينما لم يصدر عنها أى إشارة تدين جرائم الحرب الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطينى.
«حسن»: جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تُظهر أكاذيب المجتمع الدولى بشأن حماية حقوق الإنسانوقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التعامل الغربى مع ما يحدث فى قطاع غزة، يعد مثالاً صريحاً لتضارب أوروبا فى ازدواجية المعايير، وأن حرب الإبادة الجماعية التى تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، أظهرت بشكل واضح وصريح كذب المجتمع الدولى، الذى يزعم بشكل مستمر اهتمامه بالحقوق الإنسانية، والأحداث فى غزة أظهرت وبوضوح تلك الأكاذيب والتناقضات.
وأضاف السفير «رخا»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن الدول الأوروبية بشكل عام، وأمريكا بشكل خاص، أنشأت إسرائيل لأهداف استراتيجية، وأهمها حل القضية اليهودية فى أوروبا، حيث كان اليهود يوجدون بشكل كبير فى الدول الأوروبية، مما جعل هناك صراعات مستمرة بينهم وبين المجتمعات والسكان الأوروبيين.
وأوضح أن الغرب يتعمد تقديم الدعم الكامل والمستمر للاحتلال الإسرائيلى، لأنهم ينظرون إليها كرأس حربة لهم فى منطقة الشرق الأوسط، لأن المنطقة كانت دولة واحدة، وانتصرت فى حروب عدة على الدول الأوروبية، مما جعلهم ينظرون بعين من الخوف المستمر إلى الشرق الأوسط خوفاً من عودة تهديده لأوروبا مرة أخرى، مشيراً إلى أن المجتمع الأوروبى اتجه لتقديم دعم بلا حدود إلى إسرائيل لخدمة مصالحهم دون النظر إلى شعاراتهم الكاذبة التى يروّجون لها بشكل مستمر حول حقوق الإنسان، ودائماً ما يفعل المجتمع الأوروبى ذلك إذا وقف الأمر أمام مصالحه.
«العنانى»: الغرب يصوغ سياساته فى المنطقة وفقاً لمصالحهوقال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن مواقف الغرب تجاه منطقة الشرق الأوسط، بشكل عام، تتصف بازدواجية المعايير، ومن الصعب أن يحدث أى ضغط دولى على إسرائيل، بسبب توافق المصالح الغربية، والتى لا تنظر إلى القوانين الدولية ولا الاعتبارات الإنسانية أو الأخلاقية، حيث تصوغ الدول الغربية سياساتها تجاه المنطقة بما يتناسب مع مصالحها ومصالح إسرائيل.
وأوضح «العنانى» أن الإعلام الغربى عند التعامل مع القضية الفلسطينية، فإنه يتميز هو الآخر بعدم المصداقية، لأنه دائماً ما يصور المقاومة الفلسطينية على أنها «إرهاب»، ولا يظهر دولة الاحتلال إلا وكأنها «ضحية تدافع عن نفسها»، ويندرج هذا التشويش الإعلامى تحت إطار القنوات التى تعمل بالأموال اليهودية، لذلك من المستحيل أن نجد الخطاب الغربى معتدلاً، بل سيظل الإعلام الأوروبى يدعم الاحتلال الإسرائيلى، ويدين وبقوة دفاع أهالى قطاع غزة عن أنفسهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عام على حرب غزة الاحتلال الإسرائیلى
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الكاتب الصحفي ثائر أبو عطيوي عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، إن فلسطين في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة على قطاع غزة، وتعرض المباني والمساكن العمرانية للتدمير جراء قصف طائرات ودبابات الاحتلال، كان للمواقع الأثرية النصيب أيضا من تعرضها بشكل متعمد للقصف والعدوان الإسرائيلي، فقد شمل القصف تدمير مواقع حضارية والتاريخية والمعالم الثقافية والعلمية والمساجد والكنائس، التي تندرج جميعها تحت مسمى المعالم الأثرية في قطاع غزة، لأنها مرت على اكتشافها العديد من الحضارات التاريخية التي جسدت كل حضارة تاريخية على تلك المعالم الأثرية معلما خاصا بهذه الحضارة.
وأضاف “ أبوعطيوي” في تصريحات لـ “ البوابة نيوز” أن المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية حذرت من الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها المواقع الأثرية في قطاع غزة، وضرب الاحتلال الإسرائيلى بعرض الحائط لقواعد القانون الدولي وعدم احترامه أو الإلتزام به، وخصوصًا اتفاقيات جنيف ومعاهدة لاهاي الدولية المتعلقة بحماية الإرث الثقافي في اوقات النزاعات والحروب، موضحًا أنه وفقا للاحصائيات الموثقة فإن تم تدمير ما لا يقل عن 200 أثري وتراثي من أصل 350 موقعا أثريا وتراثيا مسجلا في قطاع غزة.
وأكمل مدير مركز العرب للأبحاث حديثه قائلاً :لا تعد هذه المرة الأولى التي ينتهك بها الاحتلال الإسرائيلى للمواقع الأثرية والثراثية في قطاع غزة بل على مدى الحروب السابقة تم استهداف العديد من المواقع الأثرية وكان الاستهداف بشكل جزئي اما الاستهدافات في هذه الحرب المستمرة فكان الاستهداف مباشر وبشكل كلي ومتعمد واو تدمير شبه كامل للمعالم الحضارية والتاريخية والأثرية بقطاع غزة.
واستطرد: إن محاولات التدمير الجديدة والمتواصلة لكافة المعالم الأثرية والتاريخية والحضارية والدينية والثراثية والعلمية كلها تأتي في مساعي الاحتلال لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية وبكل شأن يتعلق بالدلالة على اسم فلسطين وتاريخها وحضارتها وهذا ليس في قطاع غزة فقط بل كافة الأراضي الفلسطينية، وكذلك سرقة العديد من معالم التراث في الملابس والازياء والاطعمة الفلسطينية والعمل على انتسابها لتاريخ الاحتلال الإسرائيلي المزيف، مشيرًا إلى أن تدمير الإرث الثقافي الإنساني بكافة معالمه الأثريةوالتراثية هو أحد أهداف الاحتلال منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1948، وهذا يأتي في سياق التدمير الممنهج والمدروس لكل ما هو فلسطيني أو أي شيء يدل على فلسطين الهوية والتاريخ والحضارة والثقافة.
ولهذا المطلوب من المؤسسات العالمية الإنسانية والحقوقية و المعنية وذات العلاقة بالاثار والتراث أن تقف أمام مسؤوليتها وتقوم بحماية ما تبق من معالم أثرية وتراثية في كافة الأراضي الفلسطينية وأن تعمل ضمن مشروع عالمي على إعادة إعمار وترميم المواقع الأثرية التي تعرضت لقصف طائرات ودبابات الاحتلال بشكل شبه كامل أو تدمير جزئي.
وأكد "أبوعطيوي" إن إعادة واعمار المواقع والمعالم الحضارية والتاريخية والأثرية والثراثية التي تضررت من حرب الإبادة على قطاع غزة هي إعادة الحياة لقطاع غزةو للهوية الوطنية السياسية والإنسانية لشعبنا الفلسطيني وعدالة قضيته، لأنها تعتبر من أحدث الشواهد والدلائل الراسخة على وجود الانسان الفلسطيني على هذه الأرض منذ الأزل وقبل وجود أي كيان مستعمر ومحتل قبله، وهنا تستحضرنا مقولة الشاعر الراحل محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" والمعالم الحضارية العريقة والاثرية والتراثية احد معالم الحياة التي تستحق الحياة والوجود بدلا من آلة التدمير الإسرائيلية.
واختتم حديثه بأن أهم المعالم الأثرية والتراثية والدينية التي تم استهدافها على سبيل الذكر لا الحصرفي وفق الاحصائيات الموثقة 250 موقعا ومعلما اثريا وتراثيا من أصل 350 موقعا في قطاع غزة ، والتي منها المسجد العمري الكبير، وكنيسة القديس بريفيريوس، وتل أم عامر وتل العجول، وحمام السمرة ، وقلعة برقوق، ومركز رشاد الشوا الثقافي، والمركز الاجتماعي الثقافي الأرثوذكسي
ومسجد عثمان قشقار ،ومخزن آثار غزة ، وبيت السقا الأثري وبين الغصين الأثري.