“طوفان الأقصى”.. عام من الصمود الأسطوري
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
مع مرور عام على معركة “طوفان الأقصى” المباركة، واشتداد المواجهات في غزة وعلى جبهات الإسناد كافة، والانتقال التدريجي نحو حرب إقليمية باتت مؤكدة قد تتحول إلى حرب عالمية قبل إكمال الطوفان عامه الثاني.. حققت المقاومة الفلسطينية في غزة صُموداً اُسطورياً رغم الإبادة وتكرار المجازر الفظيعة التي يرتكبها العدو الصهيوني.
وبالتزامن مع ذلك حققت الجبهة اللبنانية أيضاً كجبهة إسناد، صموداً اُسطورياً وتصدياً مُبهراً رغم القصف الصهيوني العنيف لمعظم المدن والقرى وخاصة في العاصمة اللبنانية بيروت، واستشهاد الآلاف من قيادات وكوادر الصف الأول في المقاومة وحزب الله، وعلى رأسهم أمينه العام السيد حسن نصرالله.
وفي الوقت ذاته لا تزال مواقف الأنظمة العربية المُتخاذلة على حالها، وتصريحاتها حول عملية السلام وحل الدولتين والمساعدات الإنسانية كما هي وتتكرر مع كل مجزرة صهيونية وتصعيدٍ جديد.. فيما النفاق العالمي يتزايد بقيادة أمريكا الإرهابية التي ما فتئِت تتحدث وبشكل متكرر عن “الجهود المبذولة للوصول إلى هدنة أو وقف إطلاق النار”، بينما مبادرات وتصريحات الرئيس الأمريكي لا تصب بمُجملها إلا في مصلحة الكيان الغاصب.
عام كامل عاشه الفلسطينيون في قطاع غزة، مثُقل بالقتل والفقد والمُعاناة، ومشاهد القهر والتهجير القسري والتدمير الواسع، وتواصلت الإبادة الصهيونية الجماعية، لتطال أيضا أهل الضفة الغربية المحتلة، ورغم كل ذلك، برزت عزائم لا تلين، وبطولات تتجلى في كل زاوية، منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث تواصلت الملاحم في التصدي للعدوان والتوغل، مبرهنة على قوة الإرادة الفلسطينية التي لا تعرف الاستسلام، في مواجهة تحديات جسيمة وعدو لا يعرف إلا لغة القوة.
ويُعد ما شهِده قطاع غزة خلال هذا العام أمر غير مسبوق؛ إذ عاش أطول حرب يخوضها العدو الصهيوني منذ عام 1948، حيث حشد الكيان الغاصب نحو 360 ألف جندي احتياطي، في أكبر تعبئة منذ حرب أكتوبر عام 1973.
واستطاع اليمن قيادةً وشعباً وجيشاً من خلال موقفه الإنساني المساند للشعب الفلسطيني، ووقوفه بحزم في وجه طغاة الأرض أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” أن يحظى بالتأييد من كل أحرار العالم، كما جعل منه قوة ورقماً صعباً في المنطقة، حيث كان لليمن موقفه المتفرد في دعم ومساندة الفلسطينيين رغم العدوان والحصار المتواصل حيث شكل الموقف اليمني نقطة تحول كبرى واستطاع فرض حصار بحري على الكيان الصهيوني وذلك بمنع دخول السفن إلى موانئه من اتجاه البحرين الأحمر والعربي وباب المندب والمحيط الهندي.
وإلى جانب الصفعة القوية التي وجهها اليمن للكيان الغاصب باستهداف سفنه، وسفن الدول الأخرى المتجهة إلى موانئه، وما فرضه من حصار بحري عليه كبده الخسائر الباهظة، إلا أن الأهم من ذلك هو أن اليمن نجح في إجهاض الحلم الأمريكي الصهيوني المشترك المتمثل في تنفيذ مشروع “قناة بن غوريون”، التي تطمح واشنطن و”تل أبيب” أن تكون بديلة لقناة السويس.
ويرى مراقبون أن اليمن أثبت منذ دخوله معركة “طوفان الأقصى” المباركة أنه يشكل تهديدا حقيقيا للمشروع الصهيوأمريكي.
عام كامل مرّ على معركة “طوفان الأقصى” التي قابلها العدو الصهيوني بارتكاب كل أنواع الجرائم وأفظعها بحق أبناء غزة والأراضي المحتلة في صورة لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً، في ظل صمت مُقيت وخذلان مُريب وتغاضٍ فاضح من قبل حكام الأنظمة العميلة، وفشل ذريع في أي تحرك يفضي لإيقاف آلة القتل الصهيونية.
وبقدر ما أعادت معركة “طوفان الأقصى”، للقضية الفلسطينية مركزيتها وجعلتها في صدارة القضايا إقليمياً ودولياً، فقد أحيت أيضاً روح المقاومة ووحّدت الفصائل الفلسطينية وعززت تلاحم محور المقاومة لمواصلة إفشال مشاريع العدو الصهيوني وتقديم المزيد من التضحيات لفضح المؤامرات الهادفة لتصفية هذه القضية.
وأفضت معركة “طوفان الأقصى”، الاستراتيجية إلى مسارين رئيسيين، تمثل الأول في وقوف محور المقاومة مع الشعب والقضية الفلسطينية وإسناده ودعمه للمقاومة في مواجهة الكيان الغاصب، فيما تمثل المسار الثاني في تماهي الأنظمة العربية العميلة وخذلانها لفلسطين وقضيتها العادلة وتخليها عن المقدسات الإسلامية.
وأكدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في بيان لها السبت، بهذه المناسبة، أن المقاومة الفلسطينية مستمرة بكل قوتها وكافة أجنحتها كحق مشروع للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.. مُشددة على أن المقاومة في حالة جيدة، وتتمتع بتنسيق عالٍ ومستمر على مختلف الجبهات ومحاور القتال.
كما شددت الفصائل على رفضها القاطع لأي محاولات لفرض إدارة بديلة في غزة خارج نطاق الإجماع الوطني الفلسطيني.. مشيرة إلى أن هذه المحاولات سيتم التعامل معها بنفس طريقة التعامل مع الاحتلال.
وطالبت الشعوب العربية والإسلامية بالتحرك “الفوري والعاجل” في كل الميادين والمدن والعواصم، واستهداف مصالح العدو الصهيوني وداعميه والضغط لوقف حرب الإبادة الجماعية على القطاع ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
ومن أرقام طوفان الأقصى أن هناك أكثر من 500 ألف صهيوني هاجروا الكيان إلى دولهم الأصلية أو غيرها، وهناك أكثر من عشرة آلاف جريح صهيوني بمعدل ألف جريح شهرياً، وهناك حوالي400 جندي صهيوني مُصاب بأحد أطرافه أو كليهما، كما أن هناك 35 في المائة من جيش العدو يعاني من أمراض اكتئابية أو قلق أو اضطرابات ما بعد الصدمة، وهناك 690 جندياً قتيل.. أما الخسائر في مجال الكلفة المادية فقد تخطت 70 مليار دولار.
وقد كشفت هذه الفترة عن أبعاد إنسانية كارثية لم يسبق لها مثيل، فالمدن والقرى تعرضت لتدمير شامل، مما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع المعيشية، وضغط هائلا على المنظمات الإنسانية التي تحاول تقديم الدعم في ظل هذه الظروف القاسية، ومع استمرار هذه الحرب، وبرزت الحاجة الملحة لجهود دولية حقيقية لإنهاء الصراع وتحقيق السلام.
ويؤكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين الدكتور تحسين الأسطل، في تصريحات صحفية خاصة، أنه بعد مرور عام على العدوان الصهيوأمريكي على غزة، لم تعد هناك حياة في القطاع بفعل ما يقوم به العدو من عمليات تدمير طالت كل حقوقه في الصحة والتعليم والحياة والكرامة الإنسانية، لنجد أن الفلسطينيين في غزة يواجهون حرب إبادة جماعية.
ويقول الأسطل: إن العدو بعد عام من العدوان، ما زال يتجاهل كل الأعراف الدولية والقوانين التي تحرم وتجرم استهداف المواطنين الفلسطينيين وحياتهم، خاصة الأبرياء الذين ليس لهم علاقة بالصراع، والذين اعتمدهم الاحتلال هدفا رئيسيا في الحرب ووسيلة ضغط يمارسها لتحقيق أهدافه.
وبعد عام من “طوفان الأقصى” تتجلى آثار المسار الذي بدأته العملية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقضية الفلسطينية بشكل واضح، بعد أن كان مشروع التطبيع وتشكيل تحالف عربي صهيوني هو من يفرض إيقاع السياسة في المنطقة لسنوات سابقة.
وأعاد الطوفان مشروع الحركة إلى هيئته الأولى، عند انطلاقها كحركة مقاومة تعتمد الكفاح المسلح الطريق الأساسي لمجابهة الاحتلال ورفع كلفته ومنع راحته، وهو المسار الذي فرض نفسه على الإقليم، ليصبح الاشتباك العسكري ممتدا من الضفة الغربية وغزة إلى لبنان واليمن والعراق وإيران، وما يجاورها من مسطحات مائية.
وأصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرا شاملا بمناسبة مرور عام كامل على بدء جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها كيان العدو الصهيوني ضد المدنيين في قطاع غزة، بعنوان (محو غزة: عام من الإبادة الجماعية وانهيار النظام العالمي)، استعرض الجرائم التي نفذها جيش العدو بتواطؤ دولي واضح.. مشيرا إلى سياق الجريمة وأبعادها القانونية.
وفقا للتقرير، فقد قتل جيش العدو الصهيوني أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم 42 ألف مسجلين رسمياً لدى وزارة الصحة الفلسطينية بينما شكل الأطفال والنساء نسبة كبيرة من الضحايا، حيث يمثل الأطفال 33 في المائة والنساء 21 في المائة.. بينما أصيب أكثر من 100 ألف آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وما زالت آلاف الجثامين تحت الأنقاض بسبب صعوبة الوصول إليهم.
رصد المرصد الأورومتوسطي استشهاد العديد من أفراد العائلات الفلسطينية في هذه العمليات، حيث فقدت 3.500 عائلة عددا من أفرادها، منها 365 عائلة فقدت أكثر من عشرة أفراد، وأكثر من 2.750 عائلة فقدت ثلاثة أفراد على الأقل.
أوضح التقرير أن الجرائم الصهيونية شملت قتل المدنيين في المناطق الإنسانية، والأسواق، والخيام، ودهسهم بالآليات العسكرية، كما وثق حالات قتل للأسرى الفلسطينيين والمعتقلين، فضلا عن استهداف العاملين في المجال الإنساني.
وتطرق التقرير إلى أن أساس الإبادة الجماعية هو الاحتلال الصهيوني غير القانوني للأرض الفلسطينية منذ عام 1967.. مشيراً إلى رأي محكمة العدل الدولية في يوليو 2024، الذي أكد على عدم شرعية الممارسات الصهيونية في الأراضي المحتلة ومنها قطاع غزة.
ولفت التقرير إلى أن قطاع غزة يُعد أحد الإقليمين اللذين يشكلان الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، إلى جانب الضفة الغربية ومن ضمنها القدس الشرقية.
وأثبتت معركة “طوفان الأقصى” أن “جيش العدو الذي لا يقهر” هو مجرد أسطورة.. فقد تمكنت المقاومة من اختراق أكثر المناطق تحصينا وهي مركز التجسس في منطقة ريعيم وإلحاق خسائر فادحة بالعدو وأسر أكثر من 250 أسيرا، منهم شخصيات كبيرة داخل جيش الاحتلال، مما زعزع ثقة المجتمع الصهيوني بقدرات جيشه وأجهزته الأمنية”.
وشهدت الساحة العربية والدولية موجة غير مسبوقة من التضامن مع الشعب الفلسطيني.. تجلى ذلك في المظاهرات الحاشدة التي عمت العواصم العالمية، وحملات المقاطعة التي استهدفت الشركات الداعمة للعدو.
الجدير ذكره أن كيان العدو الصهيوني لن ينسى صبيحة يوم السابع من أكتوبر، حين دخل بكل مؤسساته حالة صدمة غير مسبوقة، واستفاق على الضربة الأعمق والأقوى في تاريخه، تلك الضربة التي شكلت للمرة الأولى تحدياً وجودياً لهذا الكيان اللقيط.
—————————————–
– وكالة سبأ | مرزاح العسل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة العدو الصهیونی جیش العدو قطاع غزة أکثر من عام من فی غزة
إقرأ أيضاً:
عام 2024 يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة “الإستيطان والإستيلاء على الأراضي الفلسطينية”
يمانيون../
أظهرت تقارير أعلنت عنها مؤسسات حقوقية فلسطينية، ارتفاع انتهاكات العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، خلال عام 2024، عبر تضاعف وتيرة الاستيطان، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بطرق شتى، مما يعكس استمرار كيان الاحتلال في تنفيذ سياسات تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض ودفع الفلسطينيين لترك أراضيهم وترحيلهم عنها.
ووفقاً لـ”هيئة مقاومة الجدار والإستيطان”، فإن 2024 من أسوأ الأعوام التي مرت على الشعب الفلسطيني منذ عام 1967 جراء تصاعد الإستيطان وارتفاع جرائم المستوطنين.
وبحسب تقرير صادر عن الهيئة، فإن إجراءات سلطات الاحتلال الصهيونية وتعديات المستوطنين “ساهمت في تهجير خمسة تجمعات فلسطينية بدوية، تتألف من 18 أسرة وتضم 118 فردًا، خلال النصف الأول من عام 2024”.
وشهدت الفترة ذاتها إقامة 17 بؤرة استيطانية جديدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليصل مجموعها إلى 95 بؤرة تسيطر على مساحة تقدر بنحو 412 ألف دونم، فضلًا عن 190 مستوطنة يسكن فيها نحو 740 ألف مستوطن.
ورصد التقرير زيادة في عدد المستوطنين؛ إذ ارتفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية بنسبة ثلاثة في المائة خلال العام الماضي، ليصل إلى حوالي 726,427 مستوطنًا، موزعين على 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية.
في حين يؤكد مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية تصاعد ممارسات العدو الصهيوني خلال عام 2024، حيث هدم 970 مسكنًا ومنشأة في الضفة الغربية والقدس، في حين هدد بهدم 765 منشأة أخرى.
ووفقًا لتقرير أصدره المركز ، فقد قام العدو الصهيوني ومستوطنيه باقتلاع واعتداء على 59,163 شجرة، تم إعدام 52,373 منها بشكل كامل.
كما أشار التقرير إلى أن العدو الصهيوني استولى على 53,055 دونمًا من الأراضي في الضفة والقدس خلال العام الماضي، وأغلق 955 طريقًا ومدخلًا في مختلف مناطق الضفة، بما في ذلك 76 إغلاقًا باستخدام بوابات حديدية.
وفي إطار تهجير الفلسطينيين، ذكر التقرير أن سلطات العدو رحلت 38 تجمعًا فلسطينيًا، يضم 355 أسرة (2209 أفراد)، بالإضافة إلى تصاعد البؤر الاستيطانية الرعوية بواقع 25 بؤرة، تهدد آلاف الدونمات بالمصادرة.
وتناول التقرير أيضًا خطة ضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها، عبر قرارات ضم أولية لمناطق مثل جنوب وشرق الخليل، الأغوار، ومحيط التجمعات الإستيطانية مثل أرئيل- محافظة سلفيت، ومعاليه أدوميم- شرق محافظة القدس، وكفر عصيون الواقعة بين محافظتي بيت لحم والخليل، وكذلك الأراضي الواقعة خلف جدار الضم.
كما تم إصدار قرار استملاك أراضٍ جنوب الخليل من وزير المالية الصهيوني سموتريتش، ما يعد تجسيدًا عمليًا لسياسة الضم، ثم إقامة حوالي سبع بؤر استيطانية على الاراضي المصنفة “ب”، خمس بؤر منها على أراضي برية بيت لحم، وهي ضمن أراضي المحمية الطبيعية حسب اتفاقية أوسلو وملحقاتها.
بالإضافة لذلك فقد وثقت منظمة “البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة” في تقريرها السنوي لعام 2024، 2977 اعتداءً نفذها جيش العدو الصهيوني والمستوطنون بحق التجمعات البدوية في الضفة الغربية.
وأشارت المنظمة إلى أن الاعتداءات تنوعت بين هدم المنازل والمنشآت الزراعية، تدمير المحاصيل، سرقة المواشي، وتخريب المدارس والمرافق العامة، إضافة إلى سياسات التهجير القسري والصامت التي تهدف إلى تقويض حياة الفلسطينيين البدو ودفعهم قسرًا للرحيل عن أراضيهم.
كما وثق التقرير تهجير 67 تجمعًا بدويًا، شمل 340 عائلة يقدر عدد أفرادها بـ2345 شخصًا، عبر عمليات تهجير جماعي تستهدف خلق فراغ سكاني لصالح مشاريع استيطانية جديدة.
وأضافت المنظمة: إن سياسات العدو الصهيوني تتبع نهجًا ممنهجًا يبدأ بـهدم المنازل والبركسات، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وتخريب المدارس وحرمان الأطفال من التعليم، ما يضع السكان أمام خيارات صعبة بين الرحيل أو البقاء وسط ظروف معيشية قاسية.
وأشارت “البيدر” إلى أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار سياسة تطهير عرقي تهدف إلى إفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين، فضلًا عن محاولات لطمس الهوية الثقافية والتاريخية للتجمعات البدوية الفلسطينية عبر استهداف المؤسسات التعليمية والاجتماعية.
كما تأتي هذه الاعتداءات ضمن سياق أوسع من الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون في الضفة الغربية، والتي تصاعدت بشكل واضح خلال الأعوام الأخيرة، وخاصة بالتوازي مع حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، فقد شهدت القرى والبلدات الفلسطينية، بما فيها التجمعات البدوية، هجمات منظمة يقودها المستوطنون تحت حماية جيش العدو، تستهدف الأراضي الزراعية والمنازل والمدارس.
كما تشكل هذه الهجمات جزءًا من سياسة العدو الصهيوني لتوسيع البؤر الاستيطانية وفرض واقع جديد على الأرض، وسط تواطؤ دولي وصمت أممي تجاه هذه الجرائم المستمرة.
ودعت منظمة “البيدر” إلى تحرك دولي عاجل وفاعل للضغط على العدو الصهيوني لوقف هذه الاعتداءات وضمان حماية التجمعات البدوية وفق القانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة محاسبة كيان الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الفلسطينيين.
وبالتوازي مع ذلك، وسّع جيش العدو عملياته وصعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس ما أسفر عن 835 شهيدا ونحو ستة آلاف و700 جريح، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
سبأ