اعتبر رئيس المجلس التنفيذيّ لمشروع "وطن الإنسان" النائب نعمة افرام في تصريح، أن"ما يحصل اليوم هو جريمة بدأت عندما قرّر البعض أن يلزم لبنان بوحدة الساحات مع عدوّ شاهدنا ما فعله في غزّة، وأنا كنت متأكداً من أنّ هذا المشوار خطير جداً. وكنت أكرّر دائماً في مجلس النوّاب أنّ مصلحة لبنان وأهله يجب أن تكون قبل كلّ شيء، وللأسف لم نفهم أننا نشهد أوّل حرب بتاريخ الحروب من الجيل السادس.

  فإسرائيل تستعمل أسلحة جديدة بكلّ طاقاتها من أجل تنفيذ جرائم قتل، وكان الأجدى بنا الانتباه والتزام الحياد على غرار ما فعلت السعودية ومصر والأردن وحتى إيران".

أضاف: " يؤلمني أن أرى شبابنا في لبنان يموتون من أجل قضيّة ليست قضيّتنا نحن فحسب، بل هي قضيّة العرب أجمعين. وأتوجّه إلى كلّ حكيم في حزب الله، وفي الدّولة اللبنانيّة، وخصوصاً إلى دولة الرّئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي لأقول لهم، إنّهم أمام مسؤوليّة تاريخيّة كبيرة لايجاد مخرج من أجل وقف إطلاق النار، إذ يجب سحب فتيل الحرب والخروج من وحدة السّاحات باتجاه ساحة الوحدة اللبنانية. وفي هذا الإطار أنوّه بالكلام الذي صدر بالأمس عن النائب حسين الحاج حسن عن أنّهم منفتحون على أيّ بحث يمكن أن يجري بعد وقف إطلاق النار، فنحن ساندنا بما فيه الكفاية ويجب تصحيح المسار".

وتابع: "الرئيس بري هو رئيس الرؤساء اليوم لأنه رئيس مجلس النواب المنتخب والغير مستقيل والغير منتهية ولايته. كما أنّه أصبح المفوّض السياسي للشيعة في لبنان. الدولة اللبنانيّة فيها الرئيسان بري وميقاتي إضافة إلى الاحتياط الاستراتيجيّ اللبنانيّ المتمثّل ببكركي وهي "بيّ لبنان وضميره"، ومن المرتقب أن نشهد قمّة روحيّة في بكركي لمختلف الطوائف من أجل تجديد الوعود من خلال إلغاء وحدة السّاحات وتثبيت وقف إطلاق النار".

وأضاف: "يجب إعادة بناء مؤسّسات الدولة وإبعاد السّياسة عنها من أجل استعادة الثقة وإرساء مفهوم العقد الوطنيّ، والكيان اللبنانيّ في خطر لأنّ ما حصل اليوم يدفع بأكثرية اللبنانيين إلى اليأس وخيبة الأمل، ويجب ترميمه بسرعة بإعادة بناء مؤسسات الدولة وإبعاد السياسة ونقض سياسة المحاور. كما يجب بناء اقتصاد يكون الأمن القوميّ فيه مؤمّناً من دون أن يتلقّى أموالاً من الخارج لأن بذلك تنقص استقلاليّة الوطن".

ورأى انّ "كلام وزير خارجية إيران في بيروت مستفزّ وكأنّ لديه تفويضاً عن أولادنا الذين يموتون في لبنان. وأتمنّى على إيران ان تلعب دور اللاعب الاستراتيجيّ الاقليميّ تجاه لبنان، فلبنان يجب أن يكون مساحة مشتركة للتلاقي بين الدول وليس أداة حرب".

وعن خطورة المرحلة قال: "لا شك أنّنا على مشارف شرق أوسط جديد ونحن في لبنان، "عند تغيير العهود يجب أن نحفظ رأسنا"، وعلى مرّ التاريخ، كلّ مغامرٍ في لبنان دخلَ في محاور كبرى انتهى بالدفع من دمّ أبنائه، فلو طلبت منّي أميركا أن أموت عنها، بالطبع أرفض، فأنا أموت عن بلدي فقط. لكن لا يجب أن نشمت إزاء ما يحصل بل يجب أن ندرك الأخطاء التي وقعنا بها ونتّعظ منها".

 

وتابع:" اليوم أخاف كثيراً من أن يبقى الاسرائيليّ في لبنان بحال قام بعمليّة اجتياح وأن لا يخرج منه. وكنت توقّعت أن يكون حزب الله مستعدّاً أكثر ومستشرفاً لمرحلة المواجهة إن حصلت، وأن يكون لديه البدائل والحلول قبيل اندلاع الحرب مع خطّة واضحة معدّة مسبقاً لتأمين الملاجئ واللوازم للمواطنين واللاجئين، ومن ناحيتنا نقوم بما نحن قادرون عليه تجاه النازحين من بيروت والجنوب إلى كسروان وجبيل".

في الملف الرئاسيّ قال: "يجب انتخاب رئيس بإمكانه إنهاء الحرب القائمة وإدخالنا إلى مرحلة من الانفتاح تجاه المجتمع العربي والدولي والدول الصّديقة من أجل بدء مسار جديد مختلف. وشخصيّاً، دخلتُ الشّأن العام ليس حبّاً به بل لأنّني رأيت أنّ هذا الأخير كانت له تبعات كارثيّة على حياتنا. والمطلوب اليوم انتخاب رئيس قادر على تأمين حماية للجيش وقائده وفرق عمله لكي يستطيع أن ينجح بمهمّته مع قوّات اليونيفيل لوقف الحرب وتنفيذ الـ1701 ".

 

وأردف: "لا منافسة بيني وبين قائد الجيش جوزيف عون في ما يخصّ الاستحقاق الرئاسيّ لأنّ مواصفاتنا مختلفة تماماً، ودور الجيش اللبنانيّ والقوى الأمنيّة أساسي لضبط الأمن في الظرف الحاليّ ومنع الاحتكاكات الداخليّة، وفي حال صدقت النيّات لا يستغرق انتخاب الرئيس أكثر من خمسة أيام".

وختم افرام: "اذا لم ننقذ أنفسنا ونمنع الانزلاق أكثر في حرب كبيرة، فقد نصل إلى المحظور وندخل في دوامة حرب اقليمية كبرى وربما نووية وعالمية. تماما كما كنت حذرت قبل الانهيار بسنوات أذا لم نقم بما علينا القيام به سنصل الى المجاعة على غرار ما حصل إبّان الحرب العالمية الاولى... وهذا ما حصل. يجب الابتعاد عن العاصفة الكبيرة الآتية نحو منطقتنا لإنقاذ أنفسنا. والى المليون و400 الف نازح المتألمين والموجوعين أقول "لبنان بيّكم وأمّكم" ويجب على المسؤولين ان يتعهّدوا سريعاً بأن يكون لبنان أولاً وأخيراً".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان أن یکون یجب أن من أجل

إقرأ أيضاً:

وَحدةُ الساحات

يمانيون| بقلم- د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي|

كان الكثيرُ من الأعداء ومن يواليهم من العرب والمسلمين يشكِّكون بجدية محور المقاومة ووَحدة ساحاته، ولكن ما جرى في الأيّام الأخيرة من أحداث في لبنانَ وغزة واليمن وسوريا وإيران أكّـد أن وحدة الساحات أصبحت حقيقة واقعة، وأن ما يقوم به محور المقاومة في هذا الإطار أصبح له تأثيرٌ كَبيرٌ على مجريات الأحداث وفي ساحات المواجهة مع العدوّ الصهيوني الذي بدأ يكرّر بأنه في حالة حرب على سبع جبهات مع غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن والعراق وسوريا وأخيرًا إيران، وما حدث مؤخّراً من محاولة لغزو لبنان واستشهاد السيد حسن نصرالله -رضوان الله عليه- والرد الإيراني أكّـد بما لا شك فيه وَحدةَ الساحات بين قوى محور المقاومة.

عندما بدأت معركة (طوفان الأقصى) بدأت قوى محور المقاومة بالتحَرّك لإسناد غزة وكان حزب الله هو المبادِرَ، من خلال فتح جبهة الشمال ضد العدوّ الصهيوني، ثم تحَرّكت القوات اليمنية وقطعت الطريقَ البحري الجنوبي أمام السفن التابعة للعدو وأمام من يدعمه ويتعامل معه، إلى جانب إرسال صواريخ ومسيّرات إلى أم الرشراش وغيرها، وسرعان ما لحقت المقاومةُ العراقية ببقية قوى محور المقاومة وشاركت في معركة الإسناد، وعندما قام العدوّ الصهيوني بقصف لبنان ومحاولته اجتياحِ جنوب لبنان؛ بهَدفِ إرغام حزب الله على فَكِّ الارتباط مع جبهة غزة وإرهاب قوى محور المقاومة وتفكيك وَحدة الساحات، كان ردُّ فعل قوى المحور مخالفًا لما كان يتوقعه العدوّ الصهيوني؛ فقد ازداد تماسك هذا المحور وارتفعت وتيرة عمليات الإسناد التي يقوم دعماً وإسناداً لغزةَ ولبنانَ، وخَاصَّةً من اليمن والعراق، وقد استكمل محور المقاومة ساحاتِه بعد الرد الإيراني على الكيان الصهيوني الذي ارتكب جرائمَ كبيرة بحق قادة المحور وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله وإسماعيل هنية، وساهم ذلك الرد في ترسيخ وحدة الساحات وشكَّل دافعاً إضافياً لقوى المحور لتزيدَ من وتيرة أنشطتها في ساحات المواجهة مع العدوّ الصهيوني.

وقد تمكّن محور المقاومة -من خلال وحدته ونشاطاته الواسعة وإدائه المميز في الساحات- من فرض نفسه كجبهة مناوئة للمشروع الصهيوني والغربي في المنطقة، وأكّـد أن المنطقة العربية لم تعد حكراً على أمريكا وحلفائها يتحكمون فيها كما يريدون، وأن محور المقاومة أصبح له كلمةٌ مسموعةٌ في تحديد مستقبل دولنا وشعوبنا.

مقالات مشابهة

  • اللجنة المنظمة تحدد “الساحات النسائية” بالمحافظات لإحياء انطلاق طوفان الأقصى
  • اللجنة المنظمة تحدد الساحات النسائية بالمحافظات لإحياء انطلاق “طوفان الأقصى”
  • وَحدةُ الساحات
  • إطلاق 40 صاروخا من الجنوب اللبناني تجاه المواقع الإسرائيلية الشمالية (تفاصيل)
  • ‏رئيس الحكومة اللبناني يطالب بالضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار
  • القناة الـ12 الإسرائيلية: رصد إطلاق أكثر من 135 صاروخا من لبنان تجاه شمال إسرائيل منذ صباح اليوم
  • ماكرون: لا يمكن التضحية بالشعب اللبناني.. ولن يكون هذا البلد غزة جديدة
  • إيغوز وحدة مشاة إسرائيلية تأسست لمحاربة حزب الله
  • أسرار تكشف للمرة الأُولى .. الوحدة 504 التي لعبت دورًا أساسيًا في اغتيال نصر الله