محمد علي حسن يكتب: على هذه الأرض ما يستحق الصمود
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تخيل أنك تعيش حياة بائسة فى مدينة أشباح، لا صوت يعلو فيها على أصوات الطائرات الحربية والقصف، أن تكون إنساناً يجهل مصيره، تلامس الموت فى كل لحظة، سئمت من إحصاء الموتى من الأحباء والأقارب، يمر أمام عينيك شريط ذكريات لمواقف جمعتك مع صاحب الجثمان أو ما تبقى منه، ويجول سؤال واحد فى خاطرك: «من سيتذكرنى حين أموت قصفاً أو جوعاً؟»، تبحث عن مأوى لزوجتك وأبنائك، تنبش بين الأنقاض بحثاً عن صورة لوالدك، لوالدتك، أو جثة جارك المفقود.
المآسى فى قطاع غزة لا تنتهى، فالحرب الإسرائيلية تستمر فى استنزاف السكان ليصل عدد الشهداء إلى أكثر من 42 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما أصبحت الغالبية العظمى من السكان نازحين محاصرين فى عشرة بالمائة فقط من مساحته، لقد تغيرت نظرة الأطفال للحياة، حيث تأكدوا أن الحرب تمحو عائلات بأكملها من السجل المدنى، وأصبحت أمنيتهم الوحيدة العودة إلى منازلهم، حين تعود الحياة إلى طبيعتها، ولكن هناك عدة أسئلة تفرض نفسها: هل سيعود هؤلاء الأطفال إلى طبيعتهم؟، هل سيشبون أسوياء نفسياً؟، فكم من طفل فقد أمه أو أباه أو كليهما، وكم من شاب رياضى فقد أحد أطرافه وأُجبر ألا يمارس شيئاً قد يكون الوحيد الذى أحبّه فى حياته وحلم أن يصير بطلاً فيه، ولمَ لا فهو إنسان له أحلام وطموحات، وتلك أبسط حقوقه، وكيف لطفل يرى أمام عينيه يومياً عائلات أصبحت مجرد تاريخ ويسعى لتكوين أسرة حينما يصير شاباً، حال ترك الاحتلال له يكمل حياته فى أمان ولم يصبح تاريخاً هو الآخر؟.
أحلام بسيطة حطمتها غطرسة الاحتلال، فمئات الآلاف من الأطفال لم يذهبوا إلى مدارسهم منذ عام، ومئات الآلاف من الطلاب دُمرت جامعاتهم ومعاهدهم كلياً أو جزئياً جرَّاء القصف المتعمد، أما عن المستشفيات والعيادات فتعرضت للاعتداء، وخرجت عن الخدمة، لكن الإرادة البشرية كانت أقوى من آلة الحرب، ورغم نيران قصف الاحتلال الإسرائيلى ومعاناة النزوح فى خيام التهجير، وتعدد أوجه المعاناة والقهر فى القطاع الفلسطينى، تمثلت إحداها فى النساء الحوامل اللاتى، وفق تقديرات وزارة الصحة فى غزة، هناك ما بين 60 ألف سيدة حامل فى غزة يُحرمن من الرعاية والمتابعة الصحية، ما يعرضهن ومواليدهن للخطر الشديد، ما جعل أطقم الأطباء والتمريض يقومون بعمليات الولادة بطرق بدائية وفى أوقات كثيرة فى الظلام وتحت القصف، فالصرخة التى تخرج من الطفل حين ولادته فى غزة تكون بمثابة إعلان عن صامد جديد على هذه الأرض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عام على حرب غزة
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. الإمارات تطلق القمر الراداري "اتحاد سات"
انطلق اليوم السبت بنجاح أول قمر اصطناعي راداري "اتحاد سات" تم تطويره بواسطة فريق مركز محمد بن راشد للفضاء في دولة الإمارات.
وقد تم إطلاق القمر من قاعدة فاندنبرغ الجوية في ولاية كاليفورنيا الأميركية، على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس"، ليكون بمثابة نقلة نوعية في تقنيات الرصد الفضائي.
ويتميز "اتحاد سات" بتكنولوجيا متطورة لرصد الأرض بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية والبيئية المتنوعة، وفي كافة أوقات اليوم ليلا ونهارا.
وقد تم تطوير "اتحاد سات" ضمن شراكة استراتيجية مع شركة "ساتريك إنشيتيف" الكورية الجنوبية، حيث قاد فريق مركز محمد بن راشد للفضاء عملية تحديد الخصائص التقنية للقمر الاصطناعي، قبل الانتقال إلى مرحلة التصميم الأولي والاختبار التقني لضمان الامتثال لأعلى المعايير العالمية.
وفي المراحل المتقدمة من المشروع، تولى مهندسو المركز قيادة عمليات التصميم النهائي والتصنيع بالشراكة مع خبراء من "ساتريك إنشيتيف"، ما يعكس التزام المركز بتعزيز القدرات الوطنية في قطاع الفضاء عبر نقل المعرفة وتوطين التقنيات المتقدمة.
مميزات "اتحاد سات"
ويتميز "اتحاد سات" بتكنولوجيا متطورة تتيح له رصد الأرض بدقة عالية، مما يعزز القدرة في مراقبة البيئة والأوضاع الجوية في مختلف الظروف.
ويوفر 3 أنماط للتصوير وهي تصوير دقيق لمناطق صغيرة، وتغطية واسعة للمساحات الكبيرة، ورصد ممتد لمناطق أطول.
وتجعل كل هذه التقنيات من " اتحاد سات" أداة حيوية لخدمة قطاعات متعددة، بدءا من اكتشاف تسربات النفط، مرورا بـإدارة الكوارث الطبيعية، وتتبع حركة الملاحة البحرية، ودعم الزراعة الذكية، والمراقبة البيئية الدقيقة. كما سيتم معالجة البيانات التي سيوفرها "اتحاد سات" بتقنيات مزودة بالذكاء الاصطناعي.
وسيتم تشغيل القمر الاصطناعي وإدارته، من قبل مركز التحكم بالمهمات في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث ستعمل الفرق المختصة على إدارة العمليات وتحليل البيانات المرسلة من القمر الاصطناعي إلى الأرض.