الوطن:
2024-11-07@19:18:15 GMT

محمد علي حسن يكتب: على هذه الأرض ما يستحق الصمود

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

محمد علي حسن يكتب: على هذه الأرض ما يستحق الصمود

تخيل أنك تعيش حياة بائسة فى مدينة أشباح، لا صوت يعلو فيها على أصوات الطائرات الحربية والقصف، أن تكون إنساناً يجهل مصيره، تلامس الموت فى كل لحظة، سئمت من إحصاء الموتى من الأحباء والأقارب، يمر أمام عينيك شريط ذكريات لمواقف جمعتك مع صاحب الجثمان أو ما تبقى منه، ويجول سؤال واحد فى خاطرك: «من سيتذكرنى حين أموت قصفاً أو جوعاً؟»، تبحث عن مأوى لزوجتك وأبنائك، تنبش بين الأنقاض بحثاً عن صورة لوالدك، لوالدتك، أو جثة جارك المفقود.

. تخيلت؟، هناك بالفعل نحو 2.2 مليون فلسطينى فى قطاع غزة يمرون بأفظع من ذلك طيلة 365 يوماً، لكنهم ما زالوا صامدين. لن أتحدث عن مقاطع الفيديو والصور فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى التى تبرز المأساة التى يعيشها أهالى القطاع، لكن الأرقام التى نتابعها يومياً «صادمة»، من الشهداء والجرحى والغارات الجوية والقصف والاعتقالات وتدمير المبانى، ورغم ذلك يتنقل سكان غزة باستمرار من أماكن قيل لهم إنها آمنة، ويعيشون فى خطر دائم، يصنعون الخيام بما يجدونه من أكياس بلاستيكية وخشب، ويعيشون على وجبة واحدة فى اليوم، هذا إن كانوا محظوظين ووجدوها بالفعل، صور كثيرة تعبر عن هذا الوضع اللا إنسانى الذى يمر به القطاع، فمئات الأطفال يركضون نحو عربة واحدة تجلب الطعام، ومئات الأمهات يحملن الماء فى أوعية، وعلى أكتافهن فلذات الأكباد الذين لا تتجاوز أعمار بعضهم الأربع سنوات، والآباء -الذين ما زالوا على قيد الحياة- يقطعون الخشب لاستخدامه فى إشعال النار، إما للإضاءة ليلاً أو التدفئة.

المآسى فى قطاع غزة لا تنتهى، فالحرب الإسرائيلية تستمر فى استنزاف السكان ليصل عدد الشهداء إلى أكثر من 42 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما أصبحت الغالبية العظمى من السكان نازحين محاصرين فى عشرة بالمائة فقط من مساحته، لقد تغيرت نظرة الأطفال للحياة، حيث تأكدوا أن الحرب تمحو عائلات بأكملها من السجل المدنى، وأصبحت أمنيتهم الوحيدة العودة إلى منازلهم، حين تعود الحياة إلى طبيعتها، ولكن هناك عدة أسئلة تفرض نفسها: هل سيعود هؤلاء الأطفال إلى طبيعتهم؟، هل سيشبون أسوياء نفسياً؟، فكم من طفل فقد أمه أو أباه أو كليهما، وكم من شاب رياضى فقد أحد أطرافه وأُجبر ألا يمارس شيئاً قد يكون الوحيد الذى أحبّه فى حياته وحلم أن يصير بطلاً فيه، ولمَ لا فهو إنسان له أحلام وطموحات، وتلك أبسط حقوقه، وكيف لطفل يرى أمام عينيه يومياً عائلات أصبحت مجرد تاريخ ويسعى لتكوين أسرة حينما يصير شاباً، حال ترك الاحتلال له يكمل حياته فى أمان ولم يصبح تاريخاً هو الآخر؟.

أحلام بسيطة حطمتها غطرسة الاحتلال، فمئات الآلاف من الأطفال لم يذهبوا إلى مدارسهم منذ عام، ومئات الآلاف من الطلاب دُمرت جامعاتهم ومعاهدهم كلياً أو جزئياً جرَّاء القصف المتعمد، أما عن المستشفيات والعيادات فتعرضت للاعتداء، وخرجت عن الخدمة، لكن الإرادة البشرية كانت أقوى من آلة الحرب، ورغم نيران قصف الاحتلال الإسرائيلى ومعاناة النزوح فى خيام التهجير، وتعدد أوجه المعاناة والقهر فى القطاع الفلسطينى، تمثلت إحداها فى النساء الحوامل اللاتى، وفق تقديرات وزارة الصحة فى غزة، هناك ما بين 60 ألف سيدة حامل فى غزة يُحرمن من الرعاية والمتابعة الصحية، ما يعرضهن ومواليدهن للخطر الشديد، ما جعل أطقم الأطباء والتمريض يقومون بعمليات الولادة بطرق بدائية وفى أوقات كثيرة فى الظلام وتحت القصف، فالصرخة التى تخرج من الطفل حين ولادته فى غزة تكون بمثابة إعلان عن صامد جديد على هذه الأرض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عام على حرب غزة

إقرأ أيضاً:

انتهاء الرحلة الثالثة من حملة تطعيم شلل الأطفال في غزة

أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024 الانتهاء من تطعيم 556 ألفا و774 طفلا دون العاشرة ضد شلل الأطفال في عموم قطاع غزة ، في إطار المرحلة الثانية من حملة التطعيم.

جاء ذلك في منشور لغيبريسوس، عبر منصة "إكس"، حول انتهاء المرحلة الثانية من حملة التطعيم في قطاع غزة.

وأوضح أن الحملة انتهت في شمال غزة (بما يشمل المدينة) الأربعاء، حيث تلقى 105 آلاف و559 طفلا الجرعة الثانية من اللقاح.

وأشار غيبريسوس، إلى أن نسبة التطعيم بلغت 88%.

واستدرك "لكن لم يتمكن 7 إلى 10 آلاف طفل بمحافظة شمال القطاع من الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح، وبالتالي أصبحوا عرضة للإصابة بشلل الأطفال".

وفي عموم القطاع "تم تطعيم 556 ألفا و774 طفلا دون العاشرة بالجرعة الثانية، ما يعادل 94% من جميع الأطفال في القطاع" وفق غيبريسوس.

وأكد أن منظمة الصحة العالمية ستواصل جهودها للوصول إلى المزيد من الأطفال من خلال الخدمات الصحية المنتظمة.

وقال غيبريسوس، إن "الحل لكي يتمتع جميع الأطفال في غزة بصحة جيدة وينعموا بالأمان، هو التوصل لوقف إطلاق النار".

وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، بدأت الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في محافظة الوسطى، ثم انتقلت إلى جنوب غزة، بينما بدأت السبت الماضي في محافظة غزة، وتم استثناء شمال القطاع بسبب الإبادة الإسرائيلية المستمرة.

وأوضحت الأمم المتحدة في بيان الاثنين، أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لمن هم دون سن العاشرة في شمال غزة، جرت بالتعاون مع وزارة الصحة بالقطاع ومنظمة الصحة العالمية و الأونروا واليونيسف.

وأضاف البيان أنه تم تطعيم 94 ألف طفل في نطاق الحملة، مؤكدا أنه لم يتم الوصول إلى آلاف الأطفال حتى الآن.

وفي 12 أيلول/ سبتمبر الماضي، انتهت المرحلة الأولى من "حملة التطعيم ضد شلل الأطفال" في غزة، والتي بدأت مطلع الشهر نفسه، بتطعيم أكثر من 560 ألف طفل فلسطيني، وفق ما أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.

وحسب الأمم المتحدة، يحتاج أطفال غزة إلى جرعتين من اللقاح، كل منهما على شكل نقطتين عن طريق الفم.

وبدأ الجيش الإسرائيلي في 5 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • انتهاء الرحلة الثالثة من حملة تطعيم شلل الأطفال في غزة
  • الصحة العالمية: تطعيم أكثر من 556 ألف طفل بغزة ضد شلل الأطفال
  • أ.د بني سلامة يكتب .. عبيدات قدم رؤيته الشاملة والبعيدة النظر حول الأخطار المحدقة بالأردن
  • انتهاء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة
  • غزة لن ترفع الراية البيضاء
  • د. محمد بشاري يكتب: هل يحمل الذكاء الاصطناعي الأمانة في سبيل عمارة الأرض وحمايتها؟
  • عادل حمودة يكتب: مفاجأة العدد 1000
  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. دعاء المسنين للكاتب السجين
  • د.حماد عبدالله يكتب: حديث إلى النفس !!
  • جان بيير فيليو يكتب: لم يسبق للولايات المتحدة أن دعمت حربًا إسرائيلية بهذا الحجم