يمانيون| بقلم- عدنان الجنيد|
للبنانَ تنبثق الحروفُ باقاتٍ من نور، وتتواثبُ القلوبُ جمرات من نار الانتقام، وتتجسدُ المواقفُ أفعالاً لا أقوالا، كما لفلسطينَ تماماً، فالجرح واحد، والمعاناة واحدة، وصانعها واحدٌ، هو العدو الصهيوني، الذي ما برح يسيلُ دماء غزة والضفة، حتى التفتَ إلى الشمال، ليسيل الدماء في لبنان، متعطشاً للدم العربي، لا يفرق بين المسلمين وبين غيرهم من الملل والنحل، المهم لديه أن يسفك المزيد من الدماء، ليمنحَ حليفه الأمريكي ذريعةً للدخول المباشر في المجازر البشعة، حين تكون جرائمه قد أجبرت دولاً أخرى على التصدي له ولإرهابه الدموي.
إننا إذ نعلن تضامننا مع لبنان، في وجه العدوان الإسرائيلي السافر، نعلن أيضاً إدانتنا للإدارة الأمريكية، التي تدعم الكيان الإسرائيلي بالسلاح والعتاد والمال والموقف الرسمي والإعلامي، وتبرر له كل أعماله الهمجية، بدعوى حق الدفاع عن نفسه.. فمتى كان المعتدي مدافعاً، ومتى كان المعتدىٰ عليه بلا حقوقٍ حتى في أن يدفع المجتمعُ الدوليُ الأخطارَ عنه؟.
إن المجتمع الدولي يثبت هشاشته كل يوم، ومنظمات المجتمع الدولي قد سقطت منذ أول يوم ارتكب فيها العدو الإسرائيلي مجازره المريعة في غزة، قبل قُرابة العام، وأثبتت هذه المنظمات أنها تتبع أمريكا والصهاينة أكثر من ادعاء انتمائها للمجتمع البشري، وليس من سبيلٍ لوقف هذه المهزلة إلا بالتصدي العسكري الحازم والحاسم لهذه الهجمة الشرسة، التي سقطت فيها الإنسانية إلى قعرها، وانحطّت فيها البشرية إلى أرذل مواقعها…
فبينما تثورُ كافةُ شعوب الأرض ضد هذه المجازر، نجد الأنظمة العالمية، أو معظمَها على الأقل، تتواطأُ مع الصهاينة والأمريكان، وهي تشاهد كل يوم دماءَ الأبرياءِ من المدنيين تُسفكُ بآلة العدوان الصهيوني، المسلح بأحدث وأفتك الأسلحة الأمريكية.
ليس إلا محور المقاومة، الذي وقف مواقفَ جادّةً في وجه الهمجية الصهيونية، ولكن مهما تصدى المحور للصهاينة، نجدهم يتمادَونَ أكثر في خوض مستنقعات الدم العربي المسلم، مؤكدين بذلك ما ذهب إليه كثيرٌ من الخبراء والمحللين السياسيين، مِن أن المخطط الحاليَّ يقوم على فرض الحرب بقوة، وإدخالَ العالم العربي وما حوله في حالة فوضى عارمةٍ، تمهيداً لتغيير خارطة المنطقة، وإقامة (شرق أوسط) جديد، حسب تسميتهم، وهو ما صرح به مؤخراً رئيسُ حكومة الكيان في أمريكا، وعاد لتنفيذه يعد زيارته الأخيرة للولايات المتحدة.
إننا، كدول محور المقاومة، سنصعد من دعمنا وإسنادنا لكل من فلسطين ولبنان، ولن نتخلى عن واجبنا الديني والقومي تجاههما، ولتكن حرباً طاحنةً، ولتتجه أيّما اتجاهٍ، ما دمنا على الحق، حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الكافرين، ولننطلق معتمدين على الله تعالى، متوكلين عليه، واثقين بوعده، بأن هذا الكيان السرطاني إلى زوال، فما بعد هذا العلو الكبير والاستكبار، إلا أن نَسوء وجوهَهم، ونجوسَ خلال الديار، كما وعدنا الله في كتابه المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه… {وكان وعداً مفعولاً}.
* عضو رابطة علماء اليمن
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
اليونيفيل تطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي بسرعة الانسحاب من جنوب لبنان
طلبت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، من جيش الاحتلال الإسرائيلي تسريع انسحابه من جنوب لبنان، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ«القاهرة الإخبارية».
«اليونيفيل» تراقب الانتهاكات الإسرائيليةوقالت قوة «اليونيفيل»، إنها تدعم تنفيذ القرار 1701، وأنها تراقب الانتهاكات الإسرائيلية وتبلغ عنها وعلى الأطراف المعنية مسؤولية تنفيذ التفويض.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب من اليونيفيل بشكل متكرر إخلاء مواقعها على طول الخط الأزرق، وأتلف عمدًا الكاميرات والإضاءة ومعدات الاتصالات في بعض هذه المواقع.
اتفاق وقف إطلاق الناروتضمن مقترح وقف إطلاق النار في لبنان فترة انتقالية تمتد إلى 60 يومًا تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في المنطقة وقوات اليونيفيل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويحرّك حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني.
كما ينص الاتفاق على أن تنضم الولايات المتحدة وفرنسا إلى الآلية الثلاثية التي تم إنشاؤها بعد حرب 2006 بين الطرفين للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار.