مر عام على الحرب التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، حربٌ تركت ندوباً عميقة على الأرض والنفوس، وخلالها شاهد العالم صوراً مروعة من غزة، مدناً محطمة، عائلات مشردة، وأطفالاً يُصارعون الموت.

تدمير 814 مسجدا.. المصلون يؤذنون للصلاة بدون ميكروفونات

الحرب لم تبق حجراً على حجر فى غزة، فهدّمت إسرائيل بيوتاً، وشوارع، ومُنشآت، ولم تكتف بذلك، بل على مرأى ومسمع من العالم أجمع، كان لمساجد غزة نصيب من الدمار الهائل، إذ سوت صواريخ وقنابل الاحتلال 814 مسجداً بالأرض ودمرتها بالكامل، من أصل نحو 1245 مسجداً فى قطاع غزة، بما نسبته 79٪، وتضرر أيضاً 148 مسجداً بأضرار جزئية بليغة.

وعلّق الصحفى الفلسطينى، محمود مطر، على الدمار الذى لحق بمساجد غزة، وقال إن المبنى الرئيسى لوزارة الأوقاف والشئون الدينية ومقر إذاعة القرآن الكريم، التابعة للوزارة، فى برج فلسطين، المؤلف من 14 طابقاً، تحولت كلها إلى أثر بعد عين.

وأضاف «مطر»، لـ«الوطن»: «فى مشهد مؤلم، غابت أصوات الأذان عن العديد من مساجد غزة، وأصبح المواطنون يؤذنون للصلاة بدون ميكروفونات خارجية، متناقلين النداء المقدس بين بعضهم البعض، وتحولت بعض المساجد إلى مأوى للمواطنين، ولكن لم يرحمها الاحتلال، فقد قصف المساجد وحولها إلى ركام وأصبحت جثث الشهداء تحت الركام».

ويُفسّر «مطر» هجمات إسرائيل على المساجد بأنها نابعة من «الحقد الإسرائيلى» على دورها فى تربية المقاومين الذين أصابوا الاحتلال بالخيبة فى معركة طوفان الأقصى، وكسروا هيبته الأمنية والعسكرية. وأكد أنّ «الأرض لا تخلو من دُعاة الحق»، وأنّ أهل غزة هم من يرفعون راية الحق فى وجه الظلم الإسرائيلى.

الكنائس تحت القصف اليومى.. ومسيحيو فلسطين يسردون مأساة دور العبادة خلال عام

حالة من الرعب تسيطر على النازحين بكنائس غزة، تقول «هناء»، إحدى نازحى كنيسة «القديس برفيريوس» الأرثوذكسية فى غزة: «الحمد لله الكنائس مفتوحة وفيها القداسات شغالة ولكننا نازحون فى الكنائس، ولا نعرف مصيرنا، خصوصاً فى ظل عدوان لا يحترم القوانين الدولية والذى قصف الكنيسة التى تمتلئ بالنازحين وقصف العديد من الكنائس والمدارس من قبل».

وتتابع «هناء» (اسم مستعار): الوضع ملىء بالحزن، معظمنا فقد أحباباً وأقارب على مدار عام، مشيرة إلى أن الكنيسة تقدم الاحتياجات الأساسية للنازحين من طعام وشراب كلما أتيح لها، كما يتحرك النازحون بها من أجل الحصول على متطلباتهم كلما استطاعوا فى وسط ظروف لا آدمية فرضها عليهم الاحتلال.

جورج سليم مناريوس، مرشد سياحى وناشط مسيحى مقدسى، يقول إن الاعتداءات على الكنائس كانت غالباً بغزة أبرزها الاعتداء على كنيسة «القديس برفيريوس» التى يعود عمرها تقريباً لألف و700 سنة، وتم الاعتداء على كنيسة العائلة المقدسة، واستشهد مسيحيون.

وتابع أن الكنائس فى فلسطين تقدم خدمات لكل المواطنين؛ منها توفير المراحيض ومياه الشرب والنظافة والعمالة، خصوصاً أن الكنائس خلت من السائحين، فالحرب كان لها تأثير سلبى جداً على الوضع القائم من ناحية السياحة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عام على حرب غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين يلتقي بممثليها في بيت لحم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقى الدكتور رمزي خوري عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين،اليوم، ممثلي الكنائس في مدينة بيت لحم. وذلك في بداية سلسلة من اللقاءات التي شملت الوكيل البطريركي للروم الأرثوذكس في بيت لحم، مطران المهد المتروبوليت ڤينذكتوس، ورئيس دير الأرمن الأرثوذكس الأب أسبيد بليان، وراعي كنيسة القديسة كاترينا للاتين الأب رامي عساكرية، بالإضافة إلى زيارة كنيسة الأقباط ولقاء الراهبة ماريا وأمّنا استر، كما حضر اللقاءات أعضاء اللجنة الرئاسية الدكتورة خلود دعيبس، وأميرة حنانيا، وجهاد خير، ومدير دائرة العلاقات العامة والإعلام رائد حنانيا، وتأتي هذه اللقاءات في إطار الجهود المستمرة لدعم الوجود المسيحي الفلسطيني. 

التحديات التي تواجه الوجود المسيحي في فلسطين

تطرقت اللقاءات إلى أبرز التحديات التي يواجهها الوجود المسيحي الفلسطيني، خاصة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة. كما تم تسليط الضوء على استمرار الحرب التي تُشنّ على أبناء شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، والتي أسفرت عن استشهاد آلاف المدنيين ودمار واسع طال البنية التحتية والمؤسسات الصحية.

تضامن الكنائس مع الشعب الفلسطيني

أشاد الدكتور خوري بموقف الكنائس الفلسطينية، التي توحدت في مطالبة المجتمع الدولي بضرورة وقف "الحرب الإجرامية" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مطالبين بتوفير حماية عاجلة للشعب الفلسطيني. كما أشار إلى السياسات الإسرائيلية الممنهجة التي تهدف إلى تفريغ الأرض المقدسة من الوجود المسيحي، مؤكداً على أهمية التعاون المستمر بين اللجنة والكنائس للحفاظ على الحضور المسيحي في فلسطين.

دعم دور الكنائس الفلسطينية في خدمة المجتمع

أكد الدكتور خوري على التزام القيادة الفلسطينية بدعم دور الكنائس ومؤسساتها في خدمة المجتمع الفلسطيني. كما أشاد بأهمية الحفاظ على الهوية المسيحية الفلسطينية ودورها الفاعل في المجتمع.

التعاون الأكاديمي لنقل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم

في سياق آخر، عقد الدكتور رمزي خوري ووفد اللجنة الرئاسية لقاءً منفصلاً مع القس الدكتور جاك سارة، رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس، وطاقم الإدارة في الكلية. تم بحث سبل التعاون بين اللجنة والمؤسسات التعليمية المسيحية لتعزيز الجهود الدولية والأكاديمية لنقل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم، وتسليط الضوء على معاناته وقضيته العادلة.

الكنائس الفلسطينية تُعبر عن آمالها في حلول للسلام والعدالة

من جانبهم، عبر ممثلو الكنائس عن أن أجواء عيد القيامة هذا العام يطغى عليها الحزن والأسى، في ظل المعاناة المستمرة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني. وتضرعوا إلى الله من أجل شفاء الجرحى وتخفيف آلام المتألمين، مؤكدين على تطلعهم إلى حلول تحقق السلام والعدالة. كما أشادوا بالدور الذي تقوم به اللجنة الرئاسية في تعزيز صمود الكنائس وخدمة الوجود المسيحي في الوطن.

مقالات مشابهة

  • رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين يلتقي بممثليها في بيت لحم
  • اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس تلتقي محافظ بيت لحم ورئيس بلديتها
  • غوغل تطور نموذجًا ذكياً للتواصل مع الدلافين وفهم لغتها
  • هل أقطع قراءة القرآن وأردد الأذان خلف المؤذن؟.. دار الإفتاء توضح
  • “لسنا ناقصي أهلية”: أصوات تطالب بإنصاف الأشخاص في وضعية إعاقة
  • آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى.. ومحافظة القدس: الاحتلال يحول المدينة لـ "ثكنة عسكرية"
  • وكيل أوقاف الغربية: يجب بذل المزيد من الجهود الدعوية لتصحيح المفاهيم المغلوطة
  • أجواء روحانية| الكنائس تواصل صلوات أسبوع الآلام وأحداث البصخة المقدسة| صور
  • أكثر من 51 ألف متطوع يشاركون في المبادرات التطوعية التابعة لـ”الشؤون الإسلامية” خلال شهر رمضان 1446هـ
  • اليوم.. "دينية النواب" تبحث أوضاع بعض المساجد والكنائس بعدد من المحافظات