الوطن:
2024-10-06@19:20:57 GMT

«الإفتاء» تجيب عن سؤال: هل يغفر الله الغيبة والنميمة؟

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

«الإفتاء» تجيب عن سؤال: هل يغفر الله الغيبة والنميمة؟

أكدت دار الإفتاء أن الغيبة تُعد من الذنوب الكبيرة التي حرمها الشرع الإسلامي، لما فيها من أذى يصيب الشخص المغتاب، والذي يُوصف في غيابه بما يكرهه إذا سمعه.

واستشهدت «الإفتاء» في بيانها بقول الله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].

وأوضحت دار الإفتاء في فتواها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بيّن ماهية الغيبة في حديثه الشريف، إذ قال: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ»؛ فسأله الصحابة: "أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟" فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» (رواه مسلم).

هل يغفر الله الغيبة والنميمة؟

وأوضحت دار الإفتاء أن الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب التي تتطلب من المسلم أن يتوب عنها فورًا فالتوبة من المعاصي، كما أشارت، واجبة شرعًا بإجماع الفقهاء، حيث تُعد من أهم قواعد الإسلام وأكدت أن الله عز وجل يغفر الذنوب المتعلقة بحقه، ولكنه لا يغفر الذنوب المتعلقة بحقوق العباد إلا إذا تم التحلل من تلك المظالم.

فيما يخص الغيبة، أوضحت «الإفتاء» أن من الواجب على المسلم الذي اغتاب غيره أن يتوب إلى الله، ويطلب منه المغفرة، وأن يسعى جاهدًا في الدعاء والاستغفار للشخص الذي اغتابه، مع محاولة ذكره بالمحاسن في مجالسه الأخرى تعويضًا عما قيل في حقه.

التوبة من الغيبة والنميمة

بالنسبة إلى كيفية التوبة من الغيبة، شرحت دار الإفتاء أن التوبة الصادقة من الغيبة تحتاج إلى توافر عدة شروط، وهي: الندم على ما صدر من الشخص، الإقلاع عن هذا الفعل، والإخلاص في التوبة إلى الله تعالى، مع العزم الجاد على عدم العودة لهذا الذنب مرة أخرى وأكدت أن الاستغفار والدعاء للمغتاب من أفضل الوسائل لإتمام التوبة.

استشهدت الإفتاء بقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110]، كما ذكرت قوله سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].

من الجوانب المهمة التي تناولتها دار الإفتاء في فتواها هي مسألة إعلام الشخص الذي تم اغتيابه بما قيل في حقه حيث أكدت أنه لا يلزم إعلام المغتاب بما قيل عنه، وذلك لعدم إثارة الفتنة أو التسبب في مشكلات اجتماعية قد تفسد العلاقات بين الناس بل يكفي أن يستغفر المسلم لله ويدعو للمغتاب بصدق، وأن يعمل على ذكر محاسنه في غيابه تعويضًا عما سبق.

فضل التوبة

وشددت دار الإفتاء على أن الله سبحانه وتعالى يتقبل التوبة إذا كانت صادقة، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» (رواه ابن ماجه والبيهقي)، فمن اغتاب أحدًا وسعى للتوبة بشروطها الشرعية، فإن الله يغفر له ذنبه ويعفو عنه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء الغيبة النميمة دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

ذكرى أكتوبر.. الجيش المصري في السنة النبوية

ورد في السنة النبوية  أحاديث عن فضل الجيش المصري، وفي ذكرى نصر حرب السادس من أكتوبر نستعرض تلك الأحاديث ومدى صحتها وفقًا لدار الإفتاء المصرية. 

دار الإفتاء: الجيش المصري مزود بأحدث الأسلحة العالمية للدفاع والحماية الإفتاء: الجمعة أول أيام شهر ربيع الآخر الجيش المصري في السنة النبوية 

1- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: حدثني عمر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».

2- «إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير جند الله».

3- «إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم في رباط إلى يوم القيامة».

رد دار الإفتاء حول صحة الأحاديث عن الجيش المصري

 

 أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن الأحاديث المذكورة في السؤال صحيحة المعاني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه؛ لأن الأئمة تلقت روايتها بالقبول ولم تردها، ولأنها واردة في الفضائل والأخبار، ولاتفاق المحدثين على أن أحاديث الفضائل يكتفى فيها بأقل شروط القبول في الرواية وتكون عندهم مقبولةً حسنة؛ لأنها لا يترتب عليها شيء من الأحكام.

وأشار علام إلى أنه قد وردت هذه الأحاديث بأكثر ألفاظها في خطبة عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهي خطبة ثابتة مقبولة صحيحة بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحدٌ يُنسَب إلى العلم في قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردُّها أو يطعن فيها هوًى أو جهلًا.

وأضاف فضيلة المفتي السابق أن مدار هذه الأحاديث على أن جند مصر هم خير أجناد الأرض؛ لأنهم في رباط إلى يوم القيامة، وعلى الوصية النبوية بأهلها؛ لأن لهم ذمة ورحمًا وصهرًا، وكلُّها معانٍ صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ تتابع على ذكرها وإثباتها أئمة المسلمين ومحدثوهم ومؤرخوهم عبر القرون سلفًا وخلفًا، ولا يقدح في صحتها وثبوتها ضعفُ بعض أسانيدها؛ فإن في أحاديثها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر الذي احتج به العلماء، وقد اتفق المؤرخون على إيراد هذه الأحاديث والاحتجاج بها في فضائل مصر من غير نكير.

مقالات مشابهة

  • التوبة في القرآن الكريم.. فرصة للتغيير وتحقيق السمو الروحي
  • حكم الصلاة على النبي عند ذكر اسمه في الصلاة
  • حياة يوحنا المعمدان.. من البشارة إلي الاستشهاد
  • ما حكم الشرع الشريف في التحرُّش الجنسي؟ الإفتاء تجيب
  • حكم الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة
  • الأوقاف: افتتاح البرنامج التدريبي لمجموعة من علماء دور الإفتاء الماليزية
  • ذكرى أكتوبر.. الجيش المصري في السنة النبوية
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
  • الدكتورة خلود ترد على سؤال متابعة حول حملها قبل سن الأربعين