السفير حسين هريدي يكتب: مستقبل الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
بعد عام من الحرب الإسرائيلية الشرسة وغير المسبوقة على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وبعد أسبوعين من اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبنانى، وما تبع هذا الاغتيال من توغل للقوات الإسرائيلية فى جنوب لبنان فى عملية عسكرية وصفها الجيش الإسرائيلى بالمحدودة، وعقب اغتيال إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، فى العاصمة الإيرانية، فى نهاية يوليو الماضى، نستطيع أن نجزم بأن الشرق الأوسط فى المستقبل وليس ببعيد لن يكون مثلما كان عليه قبل 7 أكتوبر 2023، وذلك فى إطار توازن القوة بين إسرائيل ودول الجوار والحركة الوطنية الفلسطينية.
بعد أيام قليلة من هجمات 7 أكتوبر، صرح وزير الدفاع الإسرائيلى بأن أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل من وراء حربها على قطاع غزة هو استعادة ما سماه بـ«الردع الاستراتيجى»، وهو المعنى الذى أكد عليه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الكلمة التى ألقاها يوم الجمعة 27 سبتمبر الماضى، والتى أكد فيها أن خريطة الشرق الأوسط ستتغير بعد أن تقرر إسرائيل متى توقف حربها على فلسطين المحتلة وعلى لبنان، وعلى جميع الجماعات المسلحة الموالية لإيران سواء فى سوريا أو فى العراق أو فى اليمن.
أجمعت آراء الخبراء الدوليين فى تاريخ الصراع العربى - الإسرائيلى على أن خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المذكور أعلاه ركز على الحرب دون أن يتطرق إلى آفاق التسويات السياسية لأزمات الشرق الأوسط، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وكيفية تنفيذ حل الدولتين.
وحيث إنه يعتمد فى الأساس على الدعم العسكرى الأمريكى المستمر دون انقطاع منذ 7 أكتوبر 2023، والغطاء السياسى والدبلوماسى الذى توفره إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل، سواء فى الأمم المتحدة أو جميع المحافل الدولية المختلفة، فهو يثق أن الولايات المتحدة ستسانده إلى أبعد مدى ودون حدود لتحقيق أطماعه فى تطبيع العلاقات مع الدول العربية، وبصفة خاصة الدول الخليجية، دون أن يرتبط هذا التطبيع بإنشاء دولة فلسطين المستقلة داخل حدود معترف بها دولياً. وهو هدف تدفع إليه الإدارة الأمريكية الراهنة فى سياق التزامها بنهج الاتفاقيات الإبراهيمية خلال ولاية الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، التى تم بموجبها إقامة علاقات دبلوماسية بين عدد من الدول الخليجية والعربية، وهو النهج الذى سارت عليه الإدارة الأمريكية الحالية.
والجدير بالذكر أن «الكنيست» الإسرائيلى كان قد أصدر تشريعاً فى الصيف الماضى يرفض فيه إقامة دولة فلسطينية على «أرض إسرائيل»، حسب منطوق التشريع، وهو ما يعنى أن إسرائيل تخطط لفرض سيادتها على أغلب أجزاء الضفة الغربية، وهذا هو الهدف الاستراتيجى الأكبر للحرب التى تشنها إسرائيل منذ عام على الفلسطينيين وعلى الشعب اللبنانى.
ما تقدم يطرح التساؤل عما هو الموقف العربى إزاء المخطط الإسرائيلى؟
من نافلة القول أن هناك إجماعاً عربياً على حتمية تنفيذ حل الدولتين، وأن ذلك مفتاح التطبيع مع إسرائيل، ونرى أن الالتزام بهذا الربط هو العنصر الأساسى فى الردع العربى إزاء النزعة التوسعية الإسرائيلية. أما العنصر الثانى فهو الربط بين معدلات التبادل التجارى مع إسرائيل والخطوات الجادة التى تتخذها الأخيرة فى تنفيذ حل الدولتين.
والعنصر الثالث فى الردع العربى هو تحدث جميع الدول العربية بصوت واحد عن أهم القضايا والأزمات التى تحل بالعالم العربى، أى قطع الطريق على جميع المحاولات الرامية لبث الفرقة فى الصف العربى.
من ناحية أخرى، لن يكتمل الردع العربى دون توحيد الصف الفلسطينى، بحيث تكون هناك سلطة فلسطينية واحدة تمثل الشعب الفلسطينى أمام العالم أجمع، وهى التى تتمتع حصرياً بقرار استخدام السلاح.
وأخيراً وليس بآخر ربط مسار العلاقات العربية - الأمريكية بمدى فاعلية الدور الأمريكى فى تحريك القضية الفلسطينية والعمل على تنفيذ حل الدولتين.
مجمل القول أن رسالة الدول العربية لإسرائيل هى أنها لن تسمح بهيمنة إسرائيلية على مصائر وأقدار الأمة العربية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عام على حرب غزة تنفیذ حل الدولتین الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
عماد الدين حسين: الكويت من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وعلاقاتها مع مصر طيبة
تحدث عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، عن أهمية توقيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكويت.
وقال "حسين" في مداخلة لقناة "إكسترا نيوز" مع الإعلامية مروة فهمي، إن أي زيارة بين مصر وشقيقاتها العرب أو حتى دول أخرى تعني مزيدا من التواصل ومزيدا من المصالح بين مصر وهذه الدول.
وأضاف أن الكويت تحديدًا معروف أنها من الدول ذات العلاقة الطيبة جدًا مع مصر على المستوى التاريخي، فمنذ استقلال الكويت ومصر تقف بجانب الكويت في كل المحطات التاريخية الفاصلة.
وتابع: "كل من يعرف العلاقات المصرية الكويتية وتاريخها يدرك الوقفات المصرية المهمة مع الكويت في أوائل الستينيات حينما هددها العراق بالغزو، ونعلم أيضًا الدور المصري المهم في تحرير الكويت في سنة 1991".
واستكمل: "الكويت استقبلت واحتضنت ملايين المصريين على مدار العقود الماضية، وما زالوا يشكلون جزءا كبيرا من العمالة الخارجية في الكويت، ويساهمون في الاقتصاد المصري بصورة طيبة".
كما أكد أن العلاقة المصرية الكويتية المباشرة من ناحية الموقف العربي وتمكين الموقف العربي، تعتمد على دعم المفاوضات ودعم الجانب الفلسطيني في الحرب.
وأشار إلى أن الكويت من الدول الداعمة الأساسية للقضية الفلسطينية، كما تم تشكيل جزء أساسي من منظمة التحرير في الكويت.