الأسبوع:
2025-02-02@11:18:16 GMT

ذكرى النصر

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

ذكرى النصر

"عبرنا الهزيمة" عنوان مقال للكاتب الكبير توفيق الحكيم، ترجم الى أغنية كتبها الشاعر عبد الرحيم منصور ولحنها الموسيقار بليغ حمدى وغنتها المطربة الكبيرة شادية، الكلمات التى ترددت على الأسماع لخصت الأمر كله، فرحة النصر بعد مرارة الهزيمة، لحظات عاشها الشعب المصري كانت كفيلة بنقل مشاعره من حال الى حال، فقد تحول الإحباط الى تفاؤل وأمل فى المستقبل وثقة فى النفس بأنه قادر على صنع المعجزات.

لم يكن نصر السادس من أكتوبرعام 1973الذى مرت أمس الذكري الـ51 للاحتفال به، الا موعدا مع حالة من الفخر والاعتزاز بقدرات جنودنا الأبطال الذين استبسلوا فى الدفاع عن أرضهم، فعبروا قناة السويس بكباري مطاطية صممها سلاح المهندسين، وحطموا خط بارليف المنيع بخراطيم مياه ابتكرها أحد ظباط القوات المسلحة، كان ارتفاع خط بارليف يتراوح ما بين 20إلى 22 متراً، ويضم 22 نقطة حصينة، وحول كل نقطة حقول ألغام، وخنادق، وأسلاك شائكة، وعشرات الغرف المحصنة تحت الأرض، وأنشأت قوات العدو، أنابيب لضخ الوقود تحت مياه القناة، لإحداث مجموعات من اللهب تحرق أي قوة عسكرية تفكر في عبور قناة السويس وتحاول اجتياز خط بارليف..

الضابط باقي زكي يوسف اقتبس فكرة الخراطيم خلال عمله في إنشاء السد العالي، وتتركز حول استخدام مضخات المياه فائقة الدفع، حيث لاحظ خلال عمله في مشروع السد، تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال بمضخات المياه، واقترحها أثناء حرب الاستنزاف في سبتمبر عام 1969.

وصلت الفكرة لقادة الجيش المصري، والذين قرروا على الفور تنفيذها، واتجه الرأي لتصنيع هذه المدافع المائية عن طريق شركة ألمانية بعد أن أقنعتها الحكومة المصرية أن هذه المدافع سيتم استخدامها في إطفاء الحرائق.

اختار قادة الحرب يوم السبت السادس من أكتوبر ليوافق احتفالات العدو بيوم "كيبور"وكانت الساعة الثانية ظهرا يوم العاشر من رمضان موعدا لبداية الحرب، كان وقتها الجنود صائمين وكانت السنتهم تلهج بصيحات"الله اكبر" فاستمدوا الحماسة والبسالة وتقدموا الى أن رفعوا علم مصر على أرض سيناء الحبيبة، وكان الجندى مقاتل محمد عبد السلام العباسى ابن مدينة القرين محافظة الشرقية، هو أول من رفع العلم المصرى على أرض سيناء يوم النصر 6 أكتوبر.

كتبت صحيفة الديلي ميل البريطانية، عقب انتصار حرب اكتوبر: "لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء إسرائيل".

فى كتاب "حياتى" لــ جولدا مائير رئيس الوزراء السابق فى زمن الحرب، قالت: "كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة، أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال.. كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق".

فى خطابه عقب النصر قال الرئيس السادات: "لقد استعاد سلاح الطيران المصري بهذه الضربة الأولى كل ما فقدناه في حرب 1956 و1967 ومهد الطريق أمام قواتنا المسلحة بعد ذلك لتحقيق ذلك النصر الذي أعاد لقواتنا المسلحة ولشعبنا ولأمتنا العربية الثقة الكاملة في نفسها، وثقة العالم بنا"

لقد حقق نصر أكتوبر حلما قهر أسطورة "الجيش الذى لايقهر" التى كان يرددها قادة الجيش الإسرائيلي على انفسهم. وفى ذكرى النصر تحية لكل أبطالنا البواسل ولتضحياتهم على مر السنين وحتى يومنا هذا..

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيل حكيم الثورة الفلسطينية المثقف (بورتريه)

عرف كيف يمزج بين نشأته المسيحية وماركسيته التقدمية وثقافته الإسلامية.
كان يرى نفسه ماركسيا، يساري الثقافة، وبأن التراث الإسلامي جزء أصيل من بنيته الفكرية والنفسية، معني بالإسلام بقدر أية حركة سياسية إسلامية، كما أن القومية العربية كانت مكونا أصيلا من مكوناته.

دفن في العاصمة الأردنية عمان دون أن يعود إلى اللد مسقط رأسه، لكنه كان يضع على حائط مكتبه في دمشق لوحة فيها حفنة من تراب اللد.

المصادفة وحدها جعلت عمان أول عاصمة عربية يختلف معها، وآخر مكان يأوي إليه بعد أن أنهكه المرض وسنوات عمره الثمانون التي حملها على كتفيه.

ميزة جورج حبش، المولود لعائلة بورجوازية من طائفة الروم الأرثوذكس، عام 1925 في مدينة اللد  بفلسطين، التي هجر منها بعد نكبة عام 1948، أنه لم يتناقض مع نفسه كما  فعل الكثير من الماركسيين والقوميين العرب، فكان يتنقل من عاصمة عربية إلى أخرى كلما أحس بأن هذا الموقف أو ذاك لا يتوافق مع تاريخه وقناعته المغرقة في المثالية.

وعي على نحو مبكر على خطر الصهيونية على العرب، فقد كان لا يزال على مقاعد الدراسة حين وقعت نكبة الأمة في فلسطين عام 1948، مما ولد لديه إحساسا بأنه لا ينبغي عليه أن  يكون أسيرا لمهنة الطب التي درسها في الجامعة الأمريكية ببيروت، التي تخرج منها في عام 1951 متخصصا في طب الأطفال. فاعتبر أن صيغة العنف الثوري هي الصيغة الوحيدة للعمل الوطني الفلسطيني، وسيقوم بعد قليل، مع رفاق له، بتأسيس "حركة الفداء العربي" التي ما لبثت أن حلت بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس السوري أديب الشيشكلي.


عمل بعد تخرجه أستاذا مساعدا في قسم علم الأنسجة في الجامعة الأمريكية إلى أن اضطر للاستقالة بعد صدام مع إدارة الجامعة على خلفية تظاهرة سياسية نظمها ورفاقه رغم المنع الذي حاولت إدارة الجامعة فرضه بإغلاق بوابات الجامعة بالسلاسل، حيث كسرها وزملاؤه وخرجوا بالتظاهرة.

عام 1952 انتقل إلى عمان وافتتح عيادة طبية في شارع الملك طلال، ولحق به بعد فترة وديع حداد، وقدمت العيادة أرضية للتواصل مع اللاجئين الفلسطينيين حيث قدمت لفقرائهم خدمات طبية وأدوية مجانية، كما افتتحا مدرسة لمحو الأمية في "النادي العربي"، مما وفر له غطاء للعمل السياسي.

كان أحد الذين أعادوا النظر في الخط الثوري للنضال العربي إذ رأى أن التنظيم الجماهيري هو الأسلوب الأكثر فعالية في العمل  السياسي، فقام بتأسيس "جمعية العروى الوثقى"، كما أسس "منظمة الشبيبة العربية" عام 1956.

كان هذا المؤتمر مرحلة مهمة في حياة "الحكيم"  فقد شهد ولادة "حركة القوميين العرب" التي عارضت شعار الاشتراكية، وفي ذلك العام أصدر صحيفة "الرأي" التي أثارت حساسية غلوب باشا (قائد  بريطاني للجيش الأردني ما بين عامي 1939 و 1956) فأمر بإغلاقها، كما أنه سعى إلى دخول مجلس النواب الأردني لكنه لم يوفق في ذلك.

في العام التالي كانت "حركة القوميين العرب" تدخل مرحلة السرية بعد أن اتهمت بسلسلة تفجيرات في الأردن، فاضطر الحكيم للانتقال إلى العمل السري، ومن ثم غادر إلى دمشق حيث أعاد إصدار "الرأي" وحكم عليه في عمان بالسجن 33 عاما.

لكن شهر العسل بين "الحكيم" ودمشق لم يدم طويلا إذ ما لبث أن أخذ السوريون في مطاردة أعضاء الحركة بعد انهيار الوحدة بين سوريا ومصر عام 1961 خصوصا بعد أن اقترب من "الناصريين". وقامت السلطات السورية باعتقاله حتى تمكن رفيقه وديع حداد من تهريبه من السجن والهروب إلى القاهرة حيث التقى الرئيس جمال عبد الناصر.

كان عام 1964 أهم مرحلة في حياة "الحكيم" فقد أسس مع رفيقه وديع حداد قيادة محلية لفلسطين ستكون فيما بعد النواة التأسيسية لـ" الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التي خرجت إلى الوجود بعد هزيمة حزيران/ يونيو عام 1967.

هذه الهزيمة كانت انقلابا في توجهات الجبهة فقد أدانت النهج الناصري وظهرت في صفوفها ثلاثة اتجاهات كادت تؤدي إلى انهيارها غير أن الحكيم أعاد رص الصفوف وسيطر على القواعد والقيادات رغم خروج "جبهة تحرير فلسطين" التي قادها فيما بعد أحمد جبريل وأصبحت تعرف بـ " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة".


بدأ "الحكيم" عام 1969 انعطافا إيديولوجيا نحو الماركسية التي باتت الأساس العقائدي الوحيد داخل الجبهة، وذلك إثر"الانشقاق الكبير" الذي قاده نايف حواتمة وأنصاره وأسسوا "الجبهة  الديمقراطية لتحرير فلسطين".

في السنوات التالية ستدخل "الجبهة الشعبية "على خط نضالي مختلف باختطاف 5 طائرات غربية وتدميرها في الأردن، ولم يستطع الحكيم كبح أو ترويض رغبة وديع حداد ورفاقه في الاستمرار بهذا النهج، ولم ينجح في مساعيه إلا في عام 1972 إثر انعقاد المؤتمر الوطني الثالث للجبهة الذي أعلن عن تخلي الجبهة عن عمليات خطف الطائرات، والتمسك بـ"حرب التحرير الشعبية " وبناء "حزب ماركسي لينيني".

وستشارك "الجبهة الشعبية" في الدفاع عن لبنان أمام الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ورفض التوجه مع ياسر عرفات إلى تونس واستقر في دمشق مفضلا البقاء في دول جوار فلسطين.

في العام التالي سيجرب الإسرائيليون حظهم في اختطاف طائرته حين قام سلاح الطيران بعملية خطف لطائرة فور إقلاعها من بيروت متجهة إلى بغداد لاعتقادهم أن "الحكيم" على متنها، وأعادوا الكرة ثانية عام 1986 حين اختطفت طائرة سورية إلى أحد المطارات شمال فلسطين المحتلة، وكانت المفاجأة الكبيرة بأنها كانت تقل عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب " البعث" في سوريا.

عارض "الحكيم" التقارب بين ياسر عرفات والملك الحسين، وقاطع المجلس الوطني الذي انعقد في عمان عام 1984، وشكل مع الفصائل الفلسطينية في دمشق تحالف "جبهة الإنقاذ". في المقابل نأى بنفسه عن التورط في الاقتتال الداخلي الذي شهدته مدن ومخيمات لبنان بين أنصار عرفات ومعارضيه، وتمكن من مقاومة ضغوط دمشق للاصطفاف مع المنظمات الموالية لها في لبنان، في ما عرف بـ"حرب المخيمات".

في السنوات اللاحقة سيدخل المرض حياة "الحكيم" الذي سيذهب إلى فرنسا في رحلة للعلاج عام 1992، وكادت الأمور تتفجر حين احتجزت السلطات الفرنسية "الحكيم"، وكادت تخضع لضغوط إسرائيلية لتسليمه إلى تل أبيب، غير أن فرنسا طلبت منه المغادرة بعد تدخل بعض الدول العربية، وخاصة الجزائر، التي أرسلت طائرة رئاسية لنقله إلى الخارج، فغادر باريس إلى عمان للعلاج.

عارض "اتفاقية أوسلو" ورأى أن نتائج "أوسلو" كانت لمصلحة الاحتلال بشكل حاسم. كما رفض العودة مع القيادات الفلسطينية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة بعد قيام سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية.


ورغم أن المرض أقعده أسير الفراش إلا أنه استطاع أن يحافظ على تماسك الجبهة  ويقودها بعيدا عن"الانشقاقات" التي حدثت في السابق وكان أخرها انشقاق بسام أبو شريف، وبعد أن اشتد المرض عليه تخلى عن مناصبه القيادية لصالح رفيقه مصطفى الزبري المعروف باسمه الحركي أبو علي مصطفى، و كان ذلك في عام 2000، ومن ثم إلى الأسير احمد سعدات بعد استشهاد الزبري الذي اغتالته قوات الاحتلال في عام 2001 برام الله.

ومنذ العام 2003 اتخذ من الأردن مكانا لإقامته وذلك بعد مشاكل صحية عانى منها، وفي 26 كانون الثاني/ يناير عام 2008 توفي في عمان بسبب جلطة قلبية، وذكرت تقارير أخرى أنه توفي بسرطان البروستات، ودفن في عمان. وكان قبل ذلك قد تعرض في عام 1972 لنوبة قلبية كادت تودي بحياته، وتبعها في 1980 نزيف دماغي حاد تغلّب عليه بصلابة إرادته.

لم يكن "الحكيم" مناضلا وشخصية وطنية فلسطينية وقومية عربية فقط، بل كان أيضا مفكرا وكاتبا أثرى المكتبة بعدة مؤلفات من بينها: "القيادة المشتركة ضمانة وحدة منظمة التحرير وخطها الوطني"، "أزمة الثورة الفلسطينية..الجذور والحلول"، "نحو فهم أعمق وأدق للكيان الصهيوني"، "استحقاقات الراهن والأفق القادم"، "التجربة النضالية الفلسطينية: حوار مع جورج حبش أجراه محمود سويد"، "من داخل إسرائيل"، "الثوريون لا يموتون أبدا " وهو حوار مع الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو.

اعتبرت وفاته على فراشه فشلا لجهاز الموساد الإسرائيلي الذي لم يتمكن من اغتياله.
صدرت مذكراته في عام 2019 بعد رحيله تحت عنوان "صفحات من مسيرتي النضالية" وقدمت هيلدا حبش أرملة المناضل الراحل المذكرات التي وصفتها بأنها مرحلة مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.

مقالات مشابهة

  • حكومة التغيير والبناء تحيي ذكرى استشهاد الرئيس الصماد
  • سنخلد ذكراكم حتى نلقاكم.. مصطفى شوبير يحيي ذكرى شهداء الأهلي
  • نيجيرفان بارزاني في ذكرى الأول من شباط: وحدة صفوفنا هي الرد الأقوى على الإرهاب
  • في ذكرى جيلي عبد الرحمن
  • لن ننساكم.. الأهلي يُحيي ذكرى شهداء النادي
  • اربيل تحيي ذكرى فاجعة شباط
  • ذكرى رحيل حكيم الثورة الفلسطينية المثقف (بورتريه)
  • أهكذا تحييون ذكرى الإمام الكاظم ؟
  • عبد المسيح في ذكرى اغتيال لقمان سليم: العدالة السماوية آتية لا محال
  • هل انتصرت “إسرائيل” في حربها على غزة؟