الأسبوع:
2025-02-02@14:08:43 GMT

الفاجعة

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

الفاجعة

إنها النوائب التى حلت بلبنان بعد أن سلطت عليها اسرائيل حربا شرسة أبادت البشر والحجر. إنها لبنان الدولة التى عرفت الحروب أكثر من أى دولة أخرى، ولا تريد المزيد منها. فهي لا تزال تحمل ندوب الحرب الأهلية من 1975 إلى 1990، والحرب بين إسرائيل وحزب الله في 2006. بيد أن التصعيد الأخير مع إسرائيل يعد أسوأ من الحروب السابقة، فلقد تكبدت البلاد عددا هائلا من الخسائر البشرية فى انفجار الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الاتصال اللاسلكية، وفى موجة الاغتيالات التى استهدفت قادة عسكريين فى حزب الله، وفى غارات جوية مدمرة بالقنابل الخارقة للتحصينات التي أودت بزعيم حزب الله "حسن نصرالله" في السابع والعشرين من الشهر الماضى.

ولهذا فإن ما يحدث اليوم يعد الأسوأ الذى تشهده البلاد.

الحزن ساد أرجاء لبنان بسبب الصدمة التى مُنى بها الجميع من جرّاء العدد الهائل من الضحايا المدنيين، والصدمة الأكثر وقعا من جراء صمت المجتمع الدولى وكأن ما يحدث على الأرض اللبنانية لا يعنى أى شىء. وهو ما دعا محافظ بيروت إلى أن يقول: بأنه "صُدم من عدد الضحايا المدنيين، ومن صمت المجتمع الدولى الذى ترك العنان لإسرائيل كى تمارس جرائمها على مرأى من العالم دون أن يحرك أحد ساكنا". عائلات عديدة قضت الليالى فى العراء هربا من الغارات الإسرائيلية فى الضاحية الجنوبية معقل حزب الله. ولا يعرف هؤلاء ما إذا كانوا سيعودون إلى بيوتهم بسلام أم سيتم اجتثاثهم ليصبحوا تحت الأنقاض من جراء عاصفة الغارات التي تشنها إسرائيل على لبنان.

انتشر اللبنانيون فى ساحة العراء خارج منازلهم هربا من القصف الإسرائيلي الذي أباد البشر والحجر. ظهرت بيروت فى مشهد جديد مأساوى.. متاجر أبوابها مغلقة، الشقق تبدو فارغة، أعمدة الدخان ترتفع فى سماء الضاحية، الطائرات المسيرة فى السماء تمارس الانقضاض، أناس فى الساحات يعتريهم الخوف من أن يطالهم دمار الإبادة. حزب الله لم يراقب تحركات المواطنين الذين انتشروا فى الشوارع. انصب تركيزه أكثر على الخطر على حدوده.

لقد تحول لبنان إلى منطقة حرب. وما يخشاه الكثيرون أن تتوسع هذه الحرب لتشمل الشرق الأوسط كله. أسئلة كثيرة تطرح نفسها. ما الذي سيحل بالمنطقة الآن؟ وما هي التطورات التي قد تحدث فى لبنان؟ هل سيرد حزب الله على إسرائيل بقوة؟ وهل يستطيع ذلك؟ هل تتدخل إيران أم أنها مع ما تبدو عليه حتى الآن ليست فى عجلة من أمرها للرد؟ هل سيتحرك أعوان إيران الآخرون فى العراق وسوريا واليمن فى محاولة للمشاركة والرد على جرائم إسرائيل المستمرة؟ لا أحد يعلم ما الذى قد يحدث بعد هذه الفاجعة التي حلت بالدولة اللبنانية.

ولا شك أن مقتل "حسن نصر الله" المفاجئ فى السابع والعشرين من الشهر الماضى قد شكل نقطة تحول جيوسياسية مدمرة، بل وقد يؤدى إلى تعميق الأزمة فى المنطقة، أو يمثل بداية نهايتها وهذا سيعتمد على الحكمة التي تتصرف بها حكومات الدول خلال الأيام القليلة المقبلة لاسيما حكومة الرئيس الأمريكى "جو بايدن". ومن الممكن أن يؤدى عرض القوة الأمريكية، إلى جانب تحذير إيران، والضغط الدبلوماسى الأمريكى على إسرائيل إلى إرساء الأساس لإنهاء الأعمال العدائية، وإطلاق سراح رهائن حماس فى غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.واليوم تعقد الآمال على أن تكون الضربات الإسرائيلية على حزب الله قد مثلت انتصارا كافيا لرئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو"، وأن تقتنع الأطراف بأنه لا يوجد ما يمكن اكتسابه من استمرار القتال، ولكن هناك الكثير لتخسره.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الأطفال يسألون وشيخ الأزهر يجيب .. هل ما يحدث للمسلمين غضب من الله؟

اتاح جناح الأزهر الشريف، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الجزء الثانى من كتاب "الأطفال يسألون الإمام" لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والذى يتاح للجمهور بجناح الأزهر بـ معرض الكتاب.

ويتضمن الكتاب، أسئلة كثيرة تدور في ذهن الأطفال الصغار لا يستطيع الكبار الإجابة عنها أحيانًا، ظنًّا منهم أنَّ تلك الأسئلة مسيئة للعقيدة، ويطلبون منهم التوقف عن ذلك، جاءت فكرة هذا الكتاب الذي جمع فيه أسئلة الأطفال ليجيب عنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بنفسه ليرشدهم، ويعلمهم صحيح دينهم، وتكون رسالة تربويَّة لأولياء الأمور توجههم إلى أهمية الانتباه إلى أسئلة أبنائهم الصغار، والإجابة عنها بعقل متفتح؛ بل وتشجيعهم على التفكير والتدبر في أمور العقيدة وغيرها من الأمور في الحياة.

وأجاب شيخ الأزهر عن عدد من أسئلة الأطفال في هذا الكتاب وهذه الأسئلة والإجابات كما يلي :

هل ما يحدث للمسلمين من هزائم غَضَب من الله علينا ؟ ولو كان كذلك ماذا نفعل حتى يرضى الله عنا وينصرنا ؟

أبنائي وبناتي .. سبق أن قررنا أن الله تعالى وعد رسله وعباده المؤمنين بالنصر في الدنيا والآخرة، فقال عز وجل : ﴿إِنَّا لَننْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر : ٥١] ، وما يحدث للمسلمين الآن لا يلزم أن يكون غضبا من الله تعالى، لا سيما وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : يُوشِكُ الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكَلَةُ إلى قصعتها ، فقال قائل : ومِن قِلَّةٍ نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل" ، ، ولينزِعَنَّ اللهُ مِن صُدُورِ عَدُوِّكم المهابة منكم، وليقذفن الله قلوبكم الوَهْنَ ... ).

ولو كانت الهزيمة العسكرية دليلا على غضب الله تعالى لكان لازم ذلك أن يكون سبحانه قد غضب على النبي أحد وهو محال، قال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ : عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة : ١٠٠] ، وإنما الهزيمة نوع من ابتلاء الله تعالى لأمة الإسلام، قال عز وجل: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة : ١٥٥] ، ومن أهداف هذا الابتلاء ما أخبر به سبحانه وتعالى في قوله: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران : ١٤١] . صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم

ولكي نكون أهلا لنصر الله تعالى لا بد من الاعتصام بحبله المتين، والعودة إلى دينه القويم وإحياء قيم الإسلام وتعاليمه، والأخذ بكافة سبل القوة والعلم والتقدم، قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [ الحج : ٤٠] .

أي كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضًا إلى أطباق الطعام التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع، فيأكلونها عفوا صفوا، فكذلك يأخذ أعداؤكم ما في أيديكم بلا تعب ينالهم، أو ضرر يلحقهم، أو بأس يمنعهم.

أنا طالبة أبلغ من العمر (١٤) عاما ، وأدرس في مدرسة أجنبية .. وفي أحد الدروس ناقشت معلمتنا الأجنبية حق الطفل في اختيار هويته الجنسية؛ بمعنى رغبة الصبي في أن يتحول إلى فتاة أو العكس، وعندما قلت في أثناء النقاش : إن هذا حرام، وصفني البعض بالرجعية والتخلف .. فكيف أرد عليهم ؟

إبنتي الحبيبة ...

اقتضت حكمة الله تعالى وحفاظا على الجنس البشري استمرارًا للعمران أن يجعل الخلق على نوعين : ذكر وأنثى، فقال جلت حكمته : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى ﴾ [الحجرات: ١٣] ، وقال سبحانه: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾ [ النجم : ٤٥] .

ولا بد هنا أن نميز بين حالات اضطرابات الهوية الجنسية وبين التحول الجنسي :

أما حالات اضطرابات الهوية الجنسية فتكون أحيانًا مرضًا جينيا يدخل ضمن العلاج وطلب التداوي بعد تشخيص الأطباء الثقات، وتعرف تلك الحالات بتحويل النوع، ويتم عرضها على مجمع البحوث الإسلامية بواسطة نقابة الأطباء، حيث يتم الاطلاع على الحالة وتقييمها، فإن كانت تستحق الدراسة يتم تحويلها إلى اللجنة الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية أو هيئة كبار العلماء، ويتم بحثها ورفع تقرير بها؛ لكي يتم اتخاذ القرار فيها بالتعاون مع نقابة الأطباء.

أما التحول الجنسي الذي يتم بناءً على هوى الشخص واختياره دون مبرر طبي  فهذا من قبيل مخالفة الفطرة، وتغيير خلق الله، وله آثاره السلبية على الفرد والمجتمع، ونحن لنا توجيهاتنا الدينية وهويتنا الإسلامية والعربية وعاداتنا الخاصة واستقلالنا الثقافي، الذي يجعل هذه الأمور الوافدة علينا لا تناسبنا ولا يتقبلها مجتمعنا، ولا يسمى ذلك تخلفا ورجعية بل هو التزام وخصوصية والذي له حق الفتوى في مثل هذه الأمور بالحل والحرمة هم المتخصصون من العلماء والأطباء.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
  • إسرائيل تحذر السكان من العودة إلى قراهم في جنوب لبنان
  • الأطفال يسألون وشيخ الأزهر يجيب .. هل ما يحدث للمسلمين غضب من الله؟
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • حزب الله كان يستعدّ لـغزو إسرائيل.. اكتشفوا آخر تقرير!
  • عدوان ممنهج : إسرائيل تواصل «التضييق» على «حزب الله» بغارات في شمال لبنان والبقاع
  • إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقد
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة
  • بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار