يمانيون| تقرير||

كشفت صحيفةٌ غربيةٌ، أمس السبت، عن مخطَّطٍ أمريكي بريطاني إسرائيلي، لاختراق العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة، بالتعاون مع حكومة المرتزِقة، وذلك بعد فشل تلك الدول في تحقيق ذلك على أرض الواقع؛ بفضل الحس الأمني، وَاليقظة العالية للأجهزة الأمنية اليمنية.

وأوضحت صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية، أن الإعلان غير المعتاد عن أن شركة “ستارلينك” ستقدم خدمات الاتصال عبر الأقمار الصناعية في غرب آسيا لأول مرة في اليمن، من بين الدول الأُخرى، مبينة أن هذه الخطوة تأتي بعد تكبد أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا خسائر فادحة جراء تعرضها للعمليات اليمنية في البحر الأحمر، في سياق الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني.

وقالت الصحيفة في تقرير صادر عنها السبت: إن هناك قلقًا كبيرًا بشأن اعتزام مشروع “ستارلينك” التابع لـ “إيلون ماسك” “أحد أكبر الداعمين للكيان الصهيوني” توفير تغطية الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للولايات المتحدة بعد فشل التحالف الغربي ما يسمى “حارس الازدهار” في البحر الأحمر، أمام الجبهة المؤيدة للفلسطينيين في اليمن، لافتة إلى أن هذه الخطوة قد اكتسبت زخمًا منذ إعلان الشركة في 18 سبتمبر أنها ستطلق خدماتها في اليمن بعد أشهر من العقود غير الرسمية مع حكومة المرتزِقة في عدن والمدعومة من تحالف العدوان السعوديّ.

وذكرت الصحيفة أن توقيت هذا الإعلان أثار الدهشة، خَاصَّة أنه تزامن مع الهجمات الإرهابية التي شنتها “إسرائيل” في لبنان باستخدام أجهزة النداء واللاسلكي المتفجرة، ومع ذلك فَــإنَّ “ستارلينك” هي بنية تحتية تعتمد على الأقمار الصناعية طوَّرتها شركة “سبيس إكس”، وهي شركة تابعة للملياردير “إيلون ماسك” الذي يعد الصديق المقرَّب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأضافت أن “ستار لينك” مصممة لتوفير الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة، وخَاصَّة في المناطق الواقعة تحت سيطرة صنعاء، وذلك من خلال نشر شبكة من آلاف الأقمار الصناعية، وبالتالي فقد فاجأ الإعلان عن أن اليمن ستكون أول دولة في غرب آسيا تتمتع بالقدرة على الوصول الكامل إلى خدماتها الكثيرين، لا سِـيَّـما أن السفارة الأمريكية في اليمن سارعت إلى الإشادة بهذه الخطوة؛ باعتبَارها “إنجازًا من شأنه أن يفتحَ البابَ أمام فُرَصٍ جديدة“.

وفي الوقت نفسه، سارعت حكومة صنعاء التي يعيش في ظلها أغلب سكان اليمن، إلى التحذير من أن “ستارلينك” قد يشكل تهديداً لليمن وأمنه القومي، ومن المؤكّـد أن إطلاق هذا المشروع يرتبط بالحرب التي تشنها أمريكا على اليمن.

في حين يؤكّـد هذا السلوك بشكل واضح استهتار حكومة المرتزِقة بسيادة اليمن واستقلاله واستعدادهم للإضرار بأمن واستقرار البلاد لصالح قوى أجنبية؛ لذلك لم يكن مفاجئاً أن يلقى القرار ترحيباً من الأمريكيين.

وأوردت صحيفة “ذا كريدل” أنه في مارس المنصرم واجهت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نقصاً في المعلومات الاستخباراتية في حملتهما في البحر الأحمر، وخَاصَّة فيما يتعلق بقدرات ترسانة القوات المسلحة اليمنية، وقد أبرزت هذه الفجوة الاستخباراتية حاجة الغرب إلى شبكة تجسس موثوقة.

وفي السياق ذاته كشف تقرير لوكالة “رويترز” أن شركة “سبيس إكس” وقَّعت عقوداً سرية مع وزارة الحرب الأمريكية لتطوير نظام أقمار صناعية تجسسية قادر على اكتشاف التهديدات العالمية في الوقت الحقيقي؛ لذا فَــإنَّ توقيت هذه الخطوة مرتبط بالخسائر الأمريكية الناجمة عن العمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر.

وبينت الصحيفة أن هناك جانبًا آخَرَ مثيرًا للقلق وهو تورط “إسرائيل”، حَيثُ ورد أن أقمار التجسس الإسرائيلية، أوفيك -13 وَأوفيك- 14، مرتبطة بشبكة أقمار “ستارلينك” الصناعية، وقد تقدم “سبيس إكس”، كطرف ثالث، إرشادات واستخباراتية حاسمة لهذه الأقمار الصناعية؛ مما يعزز قدرات المراقبة في “تل أبيب” في المنطقة، وقد أَدَّى هذا الارتباط بين “ستارلينك” والجهود الاستخباراتية الإسرائيلية إلى تفاقم المخاوف في اليمن من استخدام شبكة الأقمار الصناعية لتقويض أمن البلاد وسيادتها.

ورأت الصحيفة أن خدمات “ستارلينك” تتوفر حَـاليًّا بشكل أَسَاسي في المحافظات اليمنية المحتلّة التي تسيطر عليها قوات تحالف العدوان بقيادة السعوديّة والإمارات، على الرغم من أن باقات التجوال تسمح بالوصول المؤقت في مناطقَ أُخرى، وقد أثار هذا مخاوفَ بشأن أمن البيانات والخصوصية وانتشار المعلومات المضلِّلة، حَيثُ يتجاوز الإنترنت عبر الأقمار الصناعية غير المقيَّد سيطرة الحكومة المحلية.

ومن بين القضايا الأكثر إلحاحاً إمْكَانية تسريبُ معلوماتٍ أمنية حسَّاسة إلى وكالات استخبارات أجنبية، وهو ما قد يعرض جهود الدفاع والأمن الوطني في اليمن للخطر، فضلاً عن ذلك، هناك تهديد وشيك للخصوصية الفردية، حَيثُ قد تُستخدم الشبكة للتنصت على الاتصالات الشخصية دون أي شكل من أشكال الرقابة المحلية، وقد يؤدي هذا إلى حدوث خروقات للبيانات الخَاصَّة على نطاق واسع.

علاوة على ذلك، تشكل مخاطر الأمن السيبراني مصدرَ قلقٍ خاصًّا، حَيثُ قد يتم استغلال الشبكة لأغراض خطيرة، بما في ذلك تسهيلُ الأنشطة الإرهابية مثل التفجيرات، كما يثير وجود خدمة إنترنت عبر الأقمار الصناعية العالمية تتجاوزُ اللوائحَ المحلية مخاوفَ بشأن قدرتها على تعطيل البنية الأَسَاسية المحلية للإنترنت.

المصدر/ صحيفة المسيرة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: عبر الأقمار الصناعیة فی البحر الأحمر هذه الخطوة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تقنيات المراقبة الرقمية في إيران.. تصعيد القمع ضد النساء بأصفهان تحت ستار الحجاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت دراسة حديثة من قبل منظمة "فلترواتش" (Filterwatch) المختصة بحرية الإنترنت في إيران والشرق الأوسط، أن السلطات المحلية في مدينة إصفهان الإيرانية، ثالث أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان، تستخدم تقنيات متقدمة لمراقبة وتحديد النساء اللواتي يتحدين القوانين الصارمة للحجاب.

وتشير تقارير المنظمة إلى أن هذه التقنيات تشمل أجهزة "مستشعر هوية المشترك الدولي للهواتف المحمولة" (IMSI-Catchers)، وبيانات من قارئات البطاقات غير التلامسية، وكاميرات المراقبة الحضرية.

تعد أجهزة IMSI-Catchers، المعروفة أيضًا بأبراج الهواتف الخلوية المزيفة، أدوات قادرة على اعتراض وتتبع الاتصالات الهاتفية عبر التظاهر بأنها أبراج خلوية شرعية. 

على سبيل المثال، يمكن للمسؤولين عن فرض الحجاب حمل برج خلوية مزيف يتصل بهاتف امرأة لا ترتدي الحجاب في الشارع، وبالتالي التعرف على رقم هاتفها.

وقالت "فلترواتش" في تقريرها إن "الاستخدام المشترك لأجهزة IMSI-Catchers، وقارئات البطاقات غير التلامسية، وكاميرات المراقبة، إلى جانب الوصول إلى قواعد البيانات الحكومية وتعاون مشغلي شبكات الهواتف، قد أنشأ أداة قوية ومتعددة الطبقات لانتهاك حقوق المرأة من خلال التعرف عليها وتتبعها وتهديدها".

الرقابة على الحجاب في إصفهان

حتى الآن، يبدو أن هذه الاستراتيجية التي تعتمد على المراقبة تقتصر على مدينة إصفهان، المعروفة بتوجهاتها المحافظة، حيث دفع المتشددون هناك إلى فرض قوانين الحجاب بشكل أكثر صرامة، حتى بعد أن أوقف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني (SNSC) في سبتمبر الماضي قانون "الحجاب والعفة" الجديد الذي كان مثيرًا للجدل، لتجنب إثارة الاضطرابات إذا تم تطبيقه.

وقد انتقدت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة هذا القانون، واصفة إياه بالتمييز الجنسي ضد النساء.

وفي ديسمبر، كشفت وسائل الإعلام الإيرانية عن تفاصيل هذا القانون الذي كان قد تم إبقاؤه سريًا. وتتضمن الإجراءات الصارمة ضد النساء اللواتي يرفضن ارتداء الحجاب في الأماكن العامة حظر السفر، حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، السجن، والجلد. كما يُجرّم القانون أي شخص يقوم بتشجيع رفض الحجاب.

الرسائل التحذيرية تكشف مدى الوصول إلى البيانات

في الأسابيع الأخيرة، أفادت العديد من النساء على وسائل التواصل الاجتماعي بتلقيهن رسائل تهديد عبر الهواتف المحمولة بعد زيارتهم لأماكن عامة في إصفهان خلال عطلة "نوروز" (رأس السنة الإيرانية) في أواخر مارس، حيث تصاعدت الحملة ضد مخالفي الحجاب.

وتظهر لقطات شاشة تم مشاركتها عبر الإنترنت رسائل من عدة جهات حكومية، بما في ذلك فرع "مكتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في المحافظة، و"دائرة العدالة"، والشرطة.

وكانت الرسائل الأولى تحذر من الملاحقة القانونية في حال تكرار مخالفة قواعد الحجاب، بينما كانت الرسالة الثالثة، من الشرطة، تُعلم المستلم بأنه "تم تقديم الأدلة إلى السلطة القضائية".

وتضمنت الرسائل أسماء النساء الكاملين، وحددت الأماكن التي وقعت فيها الانتهاكات المزعومة، ما يشير إلى أن السلطات كانت لديها القدرة على الوصول إلى بياناتهن الشخصية ومواقعهن.

وفي بعض الحالات، تم إرسال نفس الرسائل إلى زوج المرأة أو والدها، مما يظهر مدى الوصول الكبير إلى البيانات.

ورغم أن التقارير حول هذه التحذيرات بدأت في الظهور لأول مرة في يونيو 2023، إلا أن السلطات المحلية أكدت مؤخرًا ممارسة هذا الأمر بعد أن أصبح أكثر انتشارًا.

الاحتجاجات العامة مستمرة

على الرغم من تهديدات السلطات باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد النساء اللواتي يرفضن ارتداء الحجاب، والعنف أحيانًا ضدهن في الشوارع، استمرت الأعمال الاحتجاجية العلنية ضد الحجاب في التصاعد على مدار العام الماضي.

وقد ازدادت حدة الحركة المناهضة للحجاب الإلزامي في أعقاب وفاة مهسا أميني في سبتمبر 2022 أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق". وقد أثار وفاتها احتجاجات في جميع أنحاء إيران تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، مما أدى إلى تحول في الرأي العام ضد الحجاب الإلزامي.

الآن، ترفض العديد من النساء ارتداء الحجاب الإلزامي والملابس الطويلة والبناطيل التي تفرضها قوانين الشريعة في البلاد، وأصبحن يُشاهدن في الأماكن العامة وهن يرقصن ويغنين اعتراضًا على السلطة الدينية الحاكمة.

تتواصل السلطات الإيرانية في استخدام التكنولوجيا المتقدمة كأداة للرقابة والتهديد ضد النساء اللواتي يرفضن الامتثال لقوانين الحجاب. ومع تصاعد الرفض الشعبي والاحتجاجات، يبدو أن السلطات تتبنى أساليب متطورة لاستعادة السيطرة، مما يثير القلق بشأن الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان في البلاد.

 

مقالات مشابهة

  • عدوان أمريكي جديد على مديريتي الحيمة الداخلية ومناخة اليمنية
  • الأقمار الصناعية تكشف أسراراً في المواقع النووية الإيرانية (صور)
  • موقع صهيوني :رغم الحملة الأمريكية الهجمات الصاروخية من اليمن ستستمر وتتوسع
  • أشاد بدور المرأة اليمنية في الصمود والثبات والتنمية:وزير الشباب يلتقي رئيسة اتحاد نساء اليمن
  • اليمن.. قصف أمريكي يستهدف مديرية التحيتا بالحديدة
  • وزيرة البيئة تلتقي مع ممثلي برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية " اليونيدو"
  • صنعاء تربك حسابات البنتاغون: تقرير أمريكي يحذر من تغيّر قواعد الحرب بسبب اليمن
  • وزير قطاع الأعمال: ننفذ مشروعات عديدة لتوطين التكنولوجيا الصناعية بالشركات التابعة
  • تقنيات المراقبة الرقمية في إيران.. تصعيد القمع ضد النساء بأصفهان تحت ستار الحجاب
  • موقع: اليابان ستبدأ بتسليم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بيانات من الأقمار الصناعية