«الصحة العالمية»: انهيار الأوضاع الصحية في غزة بسبب انتشار الأمراض
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
لم يسلم الفلسطينيون فى قطاع غزة من القصف الإسرائيلى والصواريخ والقنابل والدمار الهائل، الذى لحق بهم منذ بداية العدوان الإسرائيلى العام الماضى، فأتت الأمراض لتزيد من المعاناة الإنسانية الكبرى، وتزيد الطين بلة، إذ تنتشر الأمراض بشكل كبير، بسبب تدمير المستشفيات ومراكز الخدمات الصحية ومنشآت البنية التحتية ومحطات المياه ومرافق الصرف الصحى، والازدحام الشديد فى أماكن ضيقة داخل المدارس أو مخيمات النازحين، وعدم وجود رعاية صحية، والعديد من الأسباب الأخرى، فبعد مرور سنة على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن انتشار الأمراض فى غزة، إذ أعلنت أنه جرى الإبلاغ عن حالات متفرقة من الحصبة والنُكاف، وعن أكثر من 800 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسى العلوى، والعديد من حالات التهاب السحايا والتهاب الكبد والطفح الجلدى والجرب والقمل وجدرى الماء.
ووصفت الصحة العالمية الوضع الوبائى فى غزة بـ«المزرى»، وقالت مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن آخر إحصائية لانتشار الأمراض فى قطاع غزة سجلت 814 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسى العلوى فى ملاجئ النازحين، و451 ألفاً و800 حالة إسهال، و100 ألف حالة «قمل وجرب»، و60 ألف حالة طفح جلدى، و11 ألف حالة جدرى الماء، و780 حالة إسهال دموى، إضافة إلى 70 ألف حالة يرقان، ويُفترض أنها التهاب الكبد الوبائى «أ»، وتم اكتشافها بعد عينات إيجابية.
تسجيل عشرات الآلاف من الإصابات بالأمراض المزمنةوأضافت «الصحة العالمية» أن نحو 350 ألف شخص يعانون من الإصابة بالأمراض المزمنة فى قطاع غزة، وهم يعانون بشكل حاد من نقص الأدوية، والتى تهدد نحو 52 ألف مصاب بالسكرى، و45 ألف مصاب بالربو، و45 ألفاً مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، و225 ألفاً مصابين بارتفاع ضغط الدم.
وبحسب بيانات أصدرها برنامج الصحة، التابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فإنه يجرى الإبلاغ عن 800 إلى 1000 إصابة جديدة بالتهاب الكبد الوبائى أسبوعياً فى الملاجئ والمراكز التابعة لـ«الأونروا» فى جميع أنحاء قطاع غزة، وكان عدد الإصابات قبل الحرب نحو 85 حالة فقط، ووصل بعد الحرب إلى نحو 40 ألف حالة، ونتيجة نقص الأدوية والمعدات الطبية فى غزة، خاصة أقسام الغسيل الكلوى، يعانى أكثر من 1200 مريض بالفشل الكلوى من خطر الحرمان من جلساتهم، وبالتالى فإنهم يواجهون خطر الموت الحتمى، نتيجة المضاعفات الصحية الخطيرة.
«الصحة الفلسطينية»: برنامج مكافحة «شلل الأطفال» يتطلب إجراءات فورية لإنهاء العدوان وإصلاح شبكات المياه والصرفوذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن المرضى الذين أجروا عمليات زراعة كلى بحاجة ماسة إلى الأدوية التى تساعدهم على الحفاظ على عملية الزراعة، وتجنيبهم المضاعفات التى قد تعيدهم إلى أجهزة الغسيل الكلوى، وقالت إيناس حمدان، مسئول الإعلام بوكالة «الأونروا»، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن 12 شهراً ذاق فيها سكان غزة أصناف العذاب، وعاشوا ويلات حرب قلبت حياتهم جحيماً على الأرض، وبلغ عدد النازحين أكثر من مليون و900 ألف، معظمهم يعيشون مكدسين فى مساحة ضيقة من القطاع، ويعانون من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، مثل التهاب الكبد الوبائى ونزلات البرد، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز الهضمى، فى ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وتعذر الحصول على كميات كافية من المياه.
وأضافت «حمدان» أن معدلات انعدام الأمن الغذائى مرتفعة كذلك، نظراً لعدم السماح بتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية والإغلاق المستمر للمعابر، وأشارت إلى أنه رغم كل التحديات لا تزال الوكالة هى المزود الرئيسى للخدمات الصحية، حيث قدمت «الأونروا» منذ بدء الحرب 5.6 مليون استشارة طبية، من خلال مراكزها الصحية والنقاط الطبية المتنقلة، البالغ عددها قرابة 80 مركزاً، وبجهود نحو 1118 موظفاً وموظفة من الطاقم الطبى، وأكدت أن عدد المراكز الصحية يتذبذب باستمرار، بناءً على حجم الطلب وسبل الوصول الآمن.
وكذلك قال المتحدث باسم «الأونروا»، عدنان أبوحسنة، لـ«الوطن»، إن مئات الآلاف من الفلسطينيين يعانون من إصابات مرضية، سواء الإصابة بالتهاب السحايا أو الكبد الوبائى أو الالتهابات المعوية والإسهال والجرب والأمراض الجلدية والطفح الجلدى وغيرها، وأكد أن الأوضاع خطيرة لأنه لا توجد بنية تحتية، ولا توجد مياه نظيفة، ولا توجد أى أنظمة للصرف الصحى، وأضاف أن هناك جهوداً على الأرض تقوم بها الوكالة من ترحيل النفايات، إلى رش المبيدات الحشرية، وتوزيع المياه الصالحة للشرب قدر الإمكان، كما ينتشر العديد من الأمراض نتيجة الازدحام الشديد والنزوح المتكرر، وأضاف أن أماكن النزوح لا تتوفر فيها أى مقومات للحياة، وكل الظروف بها مهيأة لانتشار الأمراض، مشيراً إلى أن الإمكانيات التى تملكها الأونروا وغيرها من المنظمات الأممية قليلة فى مواجهة ما يحدث، واعتبر أن عودة ظهور مرض «شلل الأطفال» فى قطاع غزة دليل واضح على تردى الأوضاع الصحية والإنسانية، ولفت إلى أن «الصحة العالمية»، وبالتعاون مع منظمات أممية أخرى، أطلقت حملة لتطعيم مئات الآلاف من الأطفال فى جميع أنحاء القطاع، بعد أن ثبت إصابة طفل فى غزة لأول مرة منذ 28 عاماً.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية اكتشفت أيضاً سلالة من فيروس شلل الأطفال فى 6 عينات من مياه الصرف الصحى، تم جمعها من خان يونس ودير البلح، وهو ما أكد الحاجة إلى تطعيم شلل الأطفال، فيما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن برنامج مكافحة الوباء، الذى أطلقته مع الصحة العالمية واليونيسف، لن يكون كافياً ما لم تكن هناك إجراءات فورية لإنهاء العدوان الإسرائيلى، ودعت إلى إيجاد حلول جذرية لمشاكل المياه الصالحة للشرب، ووسائل النظافة الشخصية، وإصلاح شبكات الصرف الصحى، وإزالة أطنان القمامة والنفايات الصلبة المتراكمة فى أنحاء القطاع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عام على حرب غزة الصحة العالمیة شلل الأطفال فى قطاع غزة ألف حالة فى غزة
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة في غزة: وضع كارثي في المستشفيات بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل
وصف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور خليل الدقران الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه مأساوي جدا، مشيرا إلى أن الحصار الإسرائيلي المستمر وإغلاق المعابر ومنع إدخال المستلزمات الطبية والوقود تسببت في انهيار شبه كامل للنظام الصحي.
واستنادا للإحصائيات الرسمية أوضح الدقران أن مستشفيات القطاع استقبلت منذ بداية الحرب أكثر من 51 ألف شهيد وأكثر من 115 ألف جريح.
وفاقم من هذه الأزمة الممتدة منذ أكثر من عام ونصف، استهداف آلة الحرب الإسرائيلية للبنية التحتية الصحية، حيث تم تدمير العديد من المستشفيات وأخرجت 27 مستشفى عن الخدمة الصحية، وكان آخرها مستشفى الصداقة التركي، وهو المستشفى الوحيد الذي كان يقدم خدمات صحية لمرضى الأورام والسرطان.
ونتيجة لهذا الاستهداف الممنهج، أوضح الدقران أن المستشفيات المتبقية تعمل بشكل جزئي في ظروف صعبة جدا، حيث إن أقسام العمليات وأقسام العناية وأقسام الكلى معظمها استنزفت بالكامل.
وترك هذا الوضع المتدهور المرضى والجرحى محرومين من خدمات التصوير التشخيصي بسبب تدمير أجهزة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي، بينما تعمل الأقسام الحيوية في المستشفيات على المولدات الكهربائية مع تهديد مستمر بالتوقف جراء نقص الوقود وقطع الغيار.
إعلانوحول مخزون الأدوية، كشف المتحدث أن الوضع الصحي وصل إلى مرحلة خطيرة للغاية، مشيرا إلى أن 40% من الأدوية و60% من المهمات الطبية رصيدها صفر.
وبتفاصيل أكثر دقة، أوضح أن أدوية أقسام العمليات والعناية والطوارئ مستنزفة بالكامل، كما أن 54% من أدوية السرطان وأمراض الدم رصيدها صفر، و40% من أدوية الرعاية الأولية، و51% من أدوية خدمات صحة الأم والطفل أيضا رصيدها صفر.
استهداف الطواقم الطبية
وفي ظل هذه الظروف القاسية، لفت الدقران إلى أن طواقم الإسعاف المدني والطواقم الطبية في قطاع غزة تعمل تحت الاستهداف المباشر خلال مهامها لإنقاذ الجرحى، مؤكدا استشهاد أكثر من 1550 من الكوادر الصحية نتيجة الاستهداف المباشر، مما يفاقم من تحديات تقديم الرعاية الصحية للمحتاجين.
وعلى صعيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حذر الدقران من أن أكثر من 70 ألف طفل مهددون بالأمراض بسبب سوء التغذية بشكل كبير جدا، مضيفا أن إغلاق المعابر ومنع الإمدادات الغذائية يهدد 2.5 مليون مواطن بسوء التغذية وفقر الدم، مما يشكل كارثة صحية على نطاق واسع.
وفيما يتعلق بالتطعيمات الضرورية، أشار الدقران إلى أن قطاع غزة بحاجة لتطعيم نحو 650 ألف طفل ضد شلل الأطفال، لكن جيش الاحتلال يمنع إدخال اللقاحات، مبينا أن 42% من التطعيمات الخاصة بالأطفال غير متوفرة في قطاع غزة، الأمر الذي يهدد حياة الأطفال.
وزاد من حدة المأساة أن جيش الاحتلال قتل أكثر من 16.5 ألف طفل، ويحرم الأطفال الأحياء من حليب الأطفال والرعاية الصحية الأساسية.
ولمواجهة هذا الوضع المأساوي، ناشد الدقران المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للوقوف أمام مسؤولياتهم بالضغط على الاحتلال لوقف العدوان وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل فوري وسريع، كما دعا إلى السماح بخروج نحو 25 ألف مريض ومصاب من قطاع غزة للعلاج في الخارج، مؤكدا ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة المدنيين.
إعلانووصف الدقران ما يحدث في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية" وأن جيش الاحتلال يسعى إلى تدمير جميع مقومات الحياة في القطاع من خلال الحصار والتجويع ومنع وصول المساعدات الصحية والإنسانية.
معاناة آدم
ووسط هذه الأزمة الصحية المتفاقمة، تبرز قصة الطفل آدم أحمد عابد (4 سنوات) كنموذج حي للمعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
وحسب والدة آدم فإنه يعاني من انعكاس في القلب على الجهة اليمنى، ومشاكل في الرئتين، وقد تفاقمت حالته بشكل ملحوظ بسبب الحرب ونقص الغذاء والماء النظيف.
وبتفاصيل مؤلمة، توضح الأم أنها كانت تضطر للمخاطرة والجري به ليلا من مستشفى إلى آخر رغم القصف والغارات الجوية بحثا عن علاج يخفف آلامه، مشيرة إلى أن جسده "يصير أزرق ونفسه ينخنق" عندما تشتد نوبات المرض.
وتناشد الأم المجتمع الدولي وأهل الخير للمساعدة في علاج ابنها خارج قطاع غزة، سيما وأن زوجها مصاب في رجليه، وهي المسؤولة الوحيدة عن العائلة الآن، وسط ظروف إنسانية تزداد صعوبة يوما بعد يوم.