جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@02:10:19 GMT

ما حقيقة التنمُّر في مدرسنا؟

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

ما حقيقة التنمُّر في مدرسنا؟

 

سالم بن نجيم البادي

 

هل يوجد تنمر في مدارسنا؟ وهل هو منتشر بين طلبة مدارسنا بشكل كبير للدرجة التي يمكن ان نطلق عليه ظاهرة التنمر؟

لقد ترددتُ في الكتابة عن موضوع التنمر في المدارس لانني لا املك احصائية دقيقة توضح حجم هذه المشكلة، كما إن ثقتي كبيرة في ادارات المدارس وكل الذين يعملون في المدارس ومع وجود الأخصائي الاجتماعي في كل مدرسة والأخصائي النفسي في بعض المدارس ولائحة شوؤن الطلبة والتي تحتوي على الإجراءت التي تتخذ في حق الطلبة في حال مخالفتهم لقواعد الانضباط السلوكي، إلّا أنني لا أريد أيضا أن أًنكر وجود حالات من التنمر في المدارس.

ولا أفترضُ المثالية في كل من يعملون في مدارسنا ولا أريد تزكيتهم كلهم، وهم كما كل البشر، قد يُقصِّرون في عملهم ويخطئون، ويوجد بينهم من لا يُبالي ولا يهتم ولا يسعى إلى علاج حالات التنمر. ومنهم من ينكر وجود المشكلة هروبًا من تبعاتها وحرصًا على سمعة المدرسة.

والمُتنمَر عليه، عادة يُعاني من بعض المشكلات والشعور بالنقص وضعف الشخصية أو المرض أو التأتأة وعيوب النطق أو السمنة الزائدة أو الهزال الواضح واللون والأصل والعرق والفقر والمناطقية والبيئة التي نشأ فيها والشكل والهندام وضعف التحصيل الدراسي وحتى مهنة الأب ووظيفته!

ومن أشكال التنمر الضرب والعنف والتلفُّظ بالكلمات النابية والنبذ والإهمال والسخرية والاستهزاء والنظرة الدونية وأخذ أغراض وأدوات وممتلكات الطالب بالقوة، والتشويش عليه أثناء الدرس والافتراء عليه، وتشويه سمعته والوشاية به، ونسب كل التخريب الذي قد يحصل في المدرسة إليه، والتضييق عليه في طابور الصباح، وفي مكان الجلوس في الصف، ومزاحمته عند شراء الطعام وقت الاستراحة، وعند برادات مياه الشرب وغير ذلك من أشكال التَنمُّر.

ومن شأن التنمر أن يُدمِّر شخصية الطالب ويجلب له الأمراض النفسية وضعف الشخصية الذي قد يُرافقه مدى الحياة، وقد يكره المدرسة والتعليم والحياة، وقد يفكر في التخلص من حياته؛ لذلك نهيب بالأسرة مراقبة سلوك وتصرفات أبنائهم والتواصل المستمر مع المدرسة وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية وزرع الثقة بالنفس، وإزالة الحواجز النفسية بين الابن والأب والأم، والإنصات إلى الابن، وإتاحة الفرصة له للحوار والمناقشة، والبوح بمشاعره، والمشكلات التي يُعاني منها، عوضًا عن الصمت وكتم المشاعر، إلى جانب تعويده على تحمل المسؤولية وإشاعة الحرية والشورى في البيت، وخلق جو من التسامح والسلام والمحبة والاحترام بين أفراد الأسرة.

ويأتي دور المدرسة مكملا لدور الأسرة، وعلى كل من يعمل في المدرسة أن يهب إلى مساعدة الطالب الذي يعاني من مشكلة التنمر، والوقوف بجانبه حتي يستعيد ثقته بنفسه، وإظهار الاهتمام به، ومنحه الجوائز على كل إنجاز يقوم به، وإن كان بسيطًا أمام جميع طلبة المدرسة، وتشجيعه على التغلب على الضعف الذي يعاني منه، ويمكن تكليفه ببعض الأعمال وإشراكه في الأنشطة والمسابقات المختلفة، وفي إذاعة المدرسة، وفي الكشافة وتحية العلم، واستقبال زوار المدرسة، ومنحه عضوية بعض اللجان المدرسية، ومتابعته في الفصل ومرافق المدرسة، والسؤال عن أحواله وتشجيعه على الإبلاغ عن المضايقات التي قد يتعرض لها، والعمل على إقناعه بأنه مهم وأنه إنسان سويّ، وتحفيزه على الإبمان بقدراته واحترام ذاته وحبها وتقديرها، وأنه شجاع ومقدام وقادر على الدفاع عن نفسه. علاوة على التنسيق الدائم مع ولي أمر الطالب المتنمَر عليه للتعاون بين البيت والمدرسة.

وينبغي على المدرسة الحزم في تطبيق لائحة شؤون الطلبة وإعلام أولياء أمور المتنمِرين تنفيذ العقوبات الرادعة في حق الطلبة الذين يتنمرون، ولو استدعى الأمر رفع أمرهم إلى المديريات التعليمية أو نقلهم إلى مدارس أخرى، وإذا لم تُجدِ كل تلك الإجراءت لردع المتنمِرين  يمكن أن يتم فصلهم من المدرسة فصلًا نهائيًا حتى لو لم تتضمن لائحة شؤون الطلبة هذا الإجراء أو رفع أمرهم إلى الجهات المختصة.

إنَّ التنمر جريمة في حق إنسان بريء لا ذنب له، وضرر هذه الجريمة جسيم وخطير، والمتنمِر مجرم وإن كان طفلًا في الصفوف الدراسية الدنيا، كما إن تقاعُس العاملين في المدارس التي توجد بها حالات تنمر عن معالجة التنمر وردع المتنمرين، خيانة للأمانة وغياب للضمير وتقصير لا يُغتفر، ونطالب بالحزم في محاسبة المتنمِر كذلك، ومحاسبة من يصمت على التنمُّر فهو شريك في جريمة التنمر.

ويظل السؤال قائمًا متى ينتهي التنمر في مدارسنا؟ والهدف من هذا السؤال هو طرح قضية التنمر للنقاش في المجتمع والقضاء عليها، لأنها غريبة ودخيلة على المجتمع العُماني المُسالِم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: الدولة تدرك أن التعليم الفني قاطرة التنمية في مصر

تحدث الكاتب الصحفي أيمن صقر، خلال مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز» عن جهود الدولة لدعم التعليم الفني.

قال «صقر»، إنه خلال 10 سنوات قامت الدولة بتطوير التعليم الفني ليصبح من أنجح الملفات التي عملت عليها الدولة المصرية.

وأضاف: «الدولة تعي تمامًا أن التعليم الفني هو قاطرة التنمية في مصر، وما حدث في التعليم الفني خلال الـ10 سنوات الماضية هو إنجاز بكل المقاييس، عندما نتحدث عن تعليم فني هدفه الأساسي تطوير وتدريب الطلاب المتحقين بالمدارس الفنية، وتدريبهم وتطوير مهاراتهم، وتأهيلهم إلى سوق العمل هو إنجاز كبير جدًا للمنظومة التعليمية».

تطوير المدارس الفنية

وتابع: «هناك أكثر من شق في التعليم الفني، وبالحديث عن المدارس الفنية، فهناك عدة مسارات الزراعي والصناعي والتجاري، فالتعليم قبل 10 سنوات كان الطالب يتخرج من تلك المدارس بدون مهارات وتدريب».

مدارس التكنولوجيا التطبيقية في 22 محافظة

وأكمل: «بالحديث عن مدارس التكنولوجيا التطبيقية في 22 محافظة، حوالى 81 مدرسة في جميع التخصصات، مع الشريك الصناعي، نحن نتحدث عن مدارس تكنولوجيا تطبيقية تؤهل الطالب، تتضمن ذكاء اصطناعيا ورقمنة، وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا الجديدة».

وواصل صقر: «الطالب يتم تدريبه وتأهيله داخل المدارس واستعداد الطالب للالتحاق بالجامعات التكنولوجية وهو ما لم يكن موجودًا في التعليم الفني».

 

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: الدولة تدرك أن التعليم الفني قاطرة التنمية في مصر
  • وزير التعليم: نستهدف التوسع في المدارس المصرية الألمانية
  • وزير التعليم: نستهدف التوسع في عدد المدارس المصرية الألمانية
  • «التربية» تغيّر نظام احتساب غياب الطلبة عن المدارس
  • تصاعد التمييز والعنف ضد طلبة مخيمات تندوف في المدارس الجزائرية (صور)
  • فتح باب التسجيل في المدارس الحكومية للعام الدراسي القادم ابتداء من 10فبراير
  • الإمارات.. فتح باب التسجيل في المدارس الحكومية للعام 2025– 2026
  • الأحد المقبل.. المدارس تبدأ في استلام استمارة الثانوية العامة 2025
  • استعدادات تعليم الفيوم للفصل الدراسي الثاني 2025.. صور
  • "قبيصى" المدير مسئول مسئولية كاملة عن المدرسة