جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-15@22:43:02 GMT

تصحيح مسارات

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

تصحيح مسارات

 

عائشة بنت أحمد البلوشية

 

ألا تلاحظون معي أن الأشهر الإثنى العشرة الماضية كانت مليئة بالأحداث التي كانت ضمن خانة المستحيل، أو ربما اللامعقول؟ فالمتأمل يرى أن هذه الأحداث لم تقتصر على المستويات الشخصية؛ بل اتسعت دوائرها إلى المحلية والإقليمية وتعدتها إلى العالمية!

لستُ بالمُنظِّرة هنا أو المُتنبِئة أو الراصدة لحركة النجوم والمجرات والكواكب، ولكنها ملاحظات لأحداث تتشارك كلها في حدث واحد يدور محوره حول الانفصال أو الفصل أو الفسخ أو التخارج أو فض الشراكات، إلى آخرها من هذه الانقسامات الإيجابية منها والسلبية، وللمتمعن بعين المتفكر يجدها كلها تصحيحية، رغم إنها إذا جاءت على المستوى الشخصي تكون طلاقًا أو انفصالًا، الذي قد يجده الكثير منا -رغم مشروعيته حال استحالة العشرة- كارثيًا، أو صداقات وروابط قديمة انتهت واضمحلت وكأنها لم تكن، وكانت هذه العلاقات تصنف بالمثالية التي لا تنحل عقدتها، أما على صعيد الشراكات التجارية والصناعية والسياسية وغيرها تصلنا الأخبار عن فضها أو انفصالها، رأينا وما زلنا اتجاها كونيا للتصحيح ووضوح الرؤية في أمور ظنناها مُستحيلة التغيير.

"ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ" (الروم: 41).. نعم فقد ظهر الفساد وعم واستشرى وانتشر في الأرض، فقد رأينا الإصرار على جعل الشاذ والخارج عن الفطرة السليمة مفروضا على واقعنا، فالشذوذ الذي أصبح يسمى تلطيفا بالمثلية، أصبح اليوم قسرا حرية شخصية، وله منظماته الحقوقية في العالم الغربي، فللشخص الحرية الكاملة ليصبح ما يريد لنفسه من قائمة (LGBTQ)، التي أصبحت تزداد حرفًا هجائيًا كل فترة، وربما قد نجد يومًا أن الحرف (A) المعبرة عن الحيوان (Animal) قد أضيف إليها، أي أن الإنسان الذي كرَّمه الله وخلقه في أحسن تقويم سيطالب بأن يعامل معاملة أي نوع يختاره من الحيوان، وبالطبع فإن الذكر والأنثى ليست من هذه القائمة، ومن يدري فقد يصبح (m/f) -ذكر/أنثى- من الشواذ في يوم ما، وأصبح الإزدراء بالأديان أمرا عاديا -إلا ديانة واحدة مزجت بكثير وكثير وكثير من الصهيونية-، من تحدث بما في توراتها وما يؤمنون به نعتوه بمعاداة السامية فورًا.

"وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦۤ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَـٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدࣲ مِّنَ ٱلۡعَـٰلَمِینَ" (الأعراف: 80)، ولشدة جرم الفاحشة التي أتى بها قوم لوط عليه السلام، أرسل الله تعالى الروح الأمين جبريل عليه السلام واثنين من الملائكة ليُنفذوا فيهم أمر الله تعالى، وكلنا يعرف العقوبة التي أوقعها بهم، فهي ليست بأي جريمة، وليست بأي فاحشة؛ بل وصموا أنفسهم بالسبق في إتيانها، لذا وحتى لا يأتيها أي من الأمم من بعدهم، كان الدرس بالوعيد بغليظ العقوبة، وها نحن نراهم اليوم قد خرجوا إلينا بدواعي حقوق الإنسان بحرية الاختيار، رغم اتفاق جميع الملل والأديان على حرمة هذا الجرم.

"وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّیَنَّهُمۡ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیࣰّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانࣰا مُّبِینࣰا" (النساء: 119). ولأن القرآن الكريم جاء معجزة خالدة ينطبق على جميع العصور لهذا ظهر فساد جديد في هذا العصر، حيث أن المرء منهم له مطلق الحرية أن يحول خلقة الله من ذكر إلى أنثى أو العكس، والآية القرآنية أعلاه توضح ذلك بجلاء منقطع النظير، فالشيطان -نسأل الله العافية- هو الذي يحمل الشعلة ويضيء لهم طريق الضلال.

ونأتي إلى أبشع جريمة في هذا العصر؛ حيث يحاصر شعب غزة ويجوع ويحرم من أبسط الحقوق الإنسانية منذ ثمانية عشر عامًا، ولكن منذ السابع من أكتوبر 2023 ونحن نرى شقلبة صحيحة في موازين الكون، يثور المظلوم على الظالم، وتبدأ الفئة القليلة تُلقن الفئة الكثيرة دروسا في استرداد الحقوق، شعب القرآن وخاصته، شعب استعملهم الله، والعالم كله شهود على ما يتكبدونه من ويلات الجوع والعطش والتهجير والقتل، ولسان حالهم يلهج: اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، دفاعًا عن مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.. استبسلوا في ميادين الشرف والعزة، ونال أكثر من واحد وأربعين ألفا منهم وسام الشهادة، منهم ما يقارب من نصف العدد من أطفال أبرياء ونساء عزل، والعالم اليوم والكون شاهد بين فريقين لا ثالث لهما، فريق الحق وفريق الباطل، والمشهد لا يحتاج إلى شرح، فالظالم المغتصب واضح، وصاحب الحق المظلوم واضح، وبقي الاختيار علينا أين نصنف أنفسنا، وقبل كل هذا وذاك هل أعددنا الإجابة عندما تنشر الصحف وتقام الموازين حين نسأل: أين كنتم عندما استصرخكم إخوتكم في الدين!؟ ما الذي سنقوله لرسولنا صلى الله عليه وآله وسلم؟!

----------------------------------

توقيع:

دارت أفلاك الكون وحانت لحظة إحقاق الحق، لذا فإمّا أن نكون ممن استعملهم الله أو يا ويل حالنا إن كنا ممن استبدلنا.. نحن من نختار!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل ذهب الزينة المكسور عليه زكاة؟ دار الإفتاء تجيب

أكد الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه وفقًا للمذهب الشافعي، لا تجب الزكاة على الذهب المعد لحلي المرأة إذا كانت تستخدم الذهب للتزين في المناسبات أو بشكل غير مستمر.

هل ذهب الزينة المكسور عليه زكاة

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إجابته عن سؤال «هل ذهب الزينة المكسور عليه زكاة؟»: "في المذهب الشافعي، الذهب الذي تستخدمه المرأة للحلي لا تجب فيه الزكاة طالما كانت الغاية منه التزين في المناسبات أو إذا كانت ترتديه بشكل محدود، مثل مرة واحدة في السنة أو في المناسبات الخاصة، بشرط أن يكون هذا الذهب مباحًا للاستخدام وغير مكسور أو تالف".

 

وأضاف: "هناك ضوابط مهمة يجب أن تتوافر لكي لا تجب الزكاة على حلي المرأة، وأهمها أن يكون هذا الحلي صالحًا للاستخدام، أي ألا يكون مكسورًا أو تالفًا، مثل الخواتم أو السلاسل المقطوعة أو الأساور المكسورة".

الزكاة تجب على الذهب في هذه الحالة

وأشار إلى أنه إذا كانت المرأة تستخدم الذهب لأغراض أخرى مثل الادخار، فالوضع يختلف، قائلاً: "إذا اشترت المرأة الذهب بنية الادخار، بمعنى أنها لا تنوي استخدامه للتزين وإنما ترغب في الحفاظ على قيمتها النقدية بسبب ارتفاع الأسعار، فإن الزكاة تجب عليها في هذه الحالة، لأنه يخرج عن كونه حليًا معدًا للتزين، ويصبح مالًا معدًا للتجارة".

وتابع: "إذا كانت المرأة تملك الذهب في شكل سبائك أو جنيهات ذهبية، أو إذا كان الذهب غير صالح للاستخدام أو غير مباح، فإن الزكاة تجب عليه أيضًا وفقًا لما جاء في الفقه الشافعي".

حكم  الذهب الُمتخذ للاستعمال الشخصي

قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الذهب الُمتخذ للاستعمال الشخصي أي للزينة للمرأة لا تجب فيه الزكاة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وهو المختار للفتوى، حتى لو بلغ 10 كيلوجرامات.


وأضاف «عبد السميع» في إجابته عن سؤال: «ما كيفية حساب زكاة الذهب؟»، أن الذهب الذي عليه زكاة أولًا: هو الذهب المُعد للتجارة أو الادخار فإنه تجب فيه الزكاة إذا صار مقداره «85 جرامًا فما فوق ذلك» فيكون على المزكي ربع العشر والطريقة في ذلك أن يعرف كم مقدار الذهب أولًا، ثم يضرب مقدار الذهب في سعر الجرام فالنتيجة الحاصلة يخرج منها من كل ألف جنيه 25 جنيهًا، يعني 2.5%.


وتابع: ثانيًا: من يشتري السبائك الذهبية لادخارها، ثالثًا: أو شراء ذهب كسر للحافظ على قيمة الجنيه، رابعًا: إذا ورث رجل عن أمه ذهبًا، وبلغت قيمته النصاب فيخرج عليه زكاة لأن الرجل شرعا لا يجوز له ارتداء الذهب.
 

هل تجب الزكاة على ذهب المرأة؟

 

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه لا خلافَ بين الفقهاء أنَّ حُلِيَّ المرأة مِنْ غير الذهب والفضَّة لا تجب فيه الزكاةُ، مثل: اللؤلؤ والمرجان والياقوت ونحوِها مِنَ الأحجار النفيسة، وإنما وقع الخلاف في حُليِّ الذهب والفضة للنساء.
 

هل الذهب المعد للزينة تجب فيه الزكاة


وأوضح «الأزهر» في إجابته عن سؤال: «هل تجب الزكاة على ذهب المرأة؟»، أنه ذهب الأحناف إلى وجوب الزكاة فيه مُطلَقًا إذا بَلَغ النِّصابَ وحَالَ عليه الحولُ الهجريُّ؛ وذلك لعموم الأدلة الواردة في الذهب والفضة، ولأحاديث خاصة بالحُليِّ، منها: أولًا أن امرأتين جاءتا لرسول الله _صلى الله عليه وسلم _ وفي أيديهما سُوَارَان من ذَهَب، فقال لهما: "أتُحِبَّان أن يُسوِّركما الله يوم القيامة أساور من نار"؟ قالتا: لا، قال "فأَدِّيَا حق هذا الذي في أيديكما" [رواه الترمذي].


وتابع: ثانيًا: عن أسماء بنت يزيد قالت: دخلت أنا وخالتي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلينا أَسْوِرَة من ذهب، فقال لنا "أتُعْطِيَان زكاتَه"؟ قالت: فقلنا: لا، قال: "أما تخافان أن يُسوِّركما الله أَسْوِرَة من نار؟ أَدِّيَا زكاته " [رواه أحمد].


وأكمل: ثالثًا: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل عليَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرأى في يدي فتْخات من وَرِق ـ خواتم كبارًا من فضة ـ فقال لي "ما هذا يا عائشة"؟ فقلت: صنعْتُهن أتزيَّن لك يا رسول الله، فقال "أتؤدِّين زَكاتهن" ؟ قلت: لا، أو ما شاء الله، قال "هي حسْبك منَ النَّار" [رواه أبو داود] ، والمعنى : لو لم تُعذَّبي في النَّار إلا من أجل عدم زكاته لَكَفَى.
 

هل ذهب الزينة الملبوس عليه زكاة؟.. واجب في 3 حالات فانتبهن هل يجوز إعطاء زكاة المال للأبناء؟.. إذا كانوا فقراء أعطوهم من هذه النسبة

ونقل قول الإمام الكاساني الحنفي في كتابه (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع) (2/17، ط/2، دار الكتب العلمية)]:[.. وَلِأَنَّ الْحُلِيَّ مَالٌ فَاضِلٌ عَنْ الْحَاجَةِ الْأَصْلِيَّةِ إذْ الْإِعْدَادُ لِلتَّجَمُّلِ وَالتَّزَيُّنِ دَلِيلُ الْفَضْلِ عَنْ الْحَاجَةِ الْأَصْلِيَّةِ فَكَانَ نِعْمَةً لِحُصُولِ التَّنَعُّمِ بِهِ فَيَلْزَمُهُ شُكْرُهَا بِإِخْرَاجِ جُزْءٍ مِنْهَا لِلْفُقَرَاءِ... وَسَوَاءٌ كَانَ يُمْسِكُهَا لِلتِّجَارَةِ، أَوْ لِلنَّفَقَةِ، أَوْ لِلتَّجَمُّلِ، أَوْ لَمْ يَنْوِ شَيْئًا]. .

وأكد الأزهر انه ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم وجوب الزكاة فيه؛ على شرط أن يكون مُعدًّا للاستعمال والزينة، وأن يكون في حد المعقول الذي لا إسراف فيه؛ ولهم أدلة على ذلك، منها: ما رواه البيهقي أن جابر بن عبد الله سُئل عن الحُليِّ: أفيه زكاة ؟ قال: لا، فقيل: وإن كان يبلُغ ألف دينار؟ فقال جابر: أكثر. وما رواه البيهقي أيضًا أن أسماء بنت أبي بكر كانت تُحلِّي بناتها بالذَّهب ولا تُزكِّيه، نحوًا من خمسين ألفًا، وروى مالك في الموطأ أن عائشة كانت تَلِي بنات أخيها اليتامى في حِجْرها، لهن الحلي فلا تُخرج من حُليهن الزكاة.

واستند إلى قول ابن قدامة في كتابه [المغني (3/41)، مكتبة القاهرة] : (وَلَيْسَ فِي حُلِيِّ الْمَرْأَةِ زَكَاةٌ إذَا كَانَ مِمَّا تَلْبَسُهُ أَوْ تُعِيرُهُ) هَذَا ظَاهِرُ الْمَذْهَبِ. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَأَنَسٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَسْمَاءَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَبِهِ قَالَ الْقَاسِمُ، وَالشَّعْبِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَمْرَةُ، وَمَالِكٌ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ، وَأَبُو ثَوْرٍ..].

وأفاد: بناءً عليه: فالحلي الُمتخذ للاستعمال الشخصي أي للزينة لا تجب فيه الزكاة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وهو المختار للفتوى، ومن أخذ برأي الأحناف فلا حرج عليه؛ فالخروج من الخلاف مستحب.

 

مقالات مشابهة

  • بشأن جورج عبدالله.. ما الذي قرّرته محكمة فرنسيّة؟
  • بيان البرهان الذي تتوقعه الجماهير
  • هل ذهب الزينة المكسور عليه زكاة؟ دار الإفتاء تجيب
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • تحدَّثَ عن نصرالله.. ما الذي يخشاه جنبلاط؟
  • «المال العام وحرمة التعدي عليه».. موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • الأبيض في مهمة تصحيح المسار.. موعد مباراة الإمارات وقيرغيزستان في تصفيات كأس العالم والقناة الناقلة
  • ما الذي تراهن عليه تركيا في سوريا بعد فوز ترامب؟
  • المال الحرام وحرمة التعدي عليه .. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟