بوابة الوفد:
2024-11-21@17:04:24 GMT

عن سيرة فنان جميل (2-2)

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

استكمالا لسيرة الفنان الجميل محمد عبلة صدرت مؤخرا عن دار الشروق، تأسرنى بعض النصائح الغالية التى يقدمها الفنان الشتيكلى محمد عبلة عن بدايات تكوينه والتى تلقاها من مبدعين كبار لهم تاريخهم وخبراتهم فى الحياة والتحقق.

كان زمن التكوين لدى «عبلة» كما ذكرنا سابقا فى حقبة السبعينيات بتحولاتها وصخبها وتناقضاتها الجمة المولدة لابداع خالد يعبر عن هموم وطموحات جيل جديد ومختلف.

لقد صاحب هذا الجيل تمدد غريب للتيار الدينى، ونمو كبير لفكرة الثراء السريع، مع اهتمام واضح بالمظاهر، والشكل على حساب المضمون.

بدا اختلاف الفنان عبلة عن أقرانه واضحا منذ سنوات الدراسة، وجاءت ذروته فى مشروع التخرج الذي حاول أن يعبر فيه عن أفكاره كما تدور فى خياله. يتذكر أنهم فى الكلية كانوا يرسمون ما يرونه، بمعنى أن كل طالب يجلس أمام منظر جميل: حديقة، نهر، إنسان حى، ويعيد رسمه، لكنه قرر الاختلاف بأن يرسم أفكاره كما تدور فى رأسه. فجلس ليرسم مشاهد رحلة سابقة قام بها إلى الأقصر اعتمادا على ما بقى منها فى مخيلته. جاءت النتيجة مذهلة ومبهرة، حتى أن أساتذة الفنون الكبار وقفوا مندهشين أمام لوحات المبدع الشاب، ووقف الفنان الكبير حامد ندا أمام اللوحات، وقال للطالب: ايه دا يا محمد أنت كويس جدا.

وهكذا اجتمعت آراء المطلعين على لوحات الشاب الصغير على ضرورة عمل معرض لأعماله، ونشر الكاتب كمال الملاخ فى الأهرام خبرا عن معرض فنان سكندرى جميل سيتم افتتاحه، فلم يصدق عبلة وذهب بنفسه ليشكره، ولم يصدق الملاخ أن هذا الشاب الصغير هو الذى رسم أجمل اللوحات. وفى المعرض فوجئ محمد عبلة ببعض الزوار يطلبون شراء اللوحات، واستشار حامد ندا فقدر له أسعارها ليفاجئ بشراء معظمها لكنه شعر بحزن مَن يبيع قطعة من قلبه. قال له حامد ندا وقتها « لقد استمتعت برسم لوحاتك.. لكن يجب أن يستمتع آخرين بمشاهدتها».

استمع «عبلة «لنصائح جمة من مبدعين وأساتذة رأوا فيها مشروع مبدع عظيم وكبير. فى وقت ما زاره فنان كبير اسمه محمود عفيفى، ومنحه النصحية الأهم إذ قال له لا تقبل الوظيفة. فالوظيفة تقتل الفنان. كان عفيفى مبدعا وفنانا كبيرا لكنه عمل فى وزارة الثقافة، وخفت حضوره نتيجة العمل حتى توفى سنة 1984 ولم يترك ما طمح فيه.

ومع ذلك نصحه حسين بيكار بالبحث عن عمل دائم، لأن الفقر هو العدو الأول للفنان، وهو زائر غريب لا مواعيد له. واختبر عبلة العمل فى مجلة أكتوبر بعد أن أخبروه أن أنيس منصور يبحث عن رسام جديد. لكن شعوره باستعلاء أنيس منصور وجديته الزائدة، مع روتين العمل اليومى أصابه بالنفور من العمل فتركه، ليعمل رسامًا فى مصلحة الموازين والدمعة، مهمته رسم المجوهرات التى يتم ضبطها عند التهريب.

2 / 2

كما التقى وقتها بالكاتب الكبير نجيب محفوظ الذى سأله عن عمله فأخبره بأنه يعمل رساما، فقال له « يا بختك. تستطيع برسمة واحدة أن تعبر عن دفء النهار فى أول أيام الشتاء، بينما أحتاج أنا لعدة صفحات لأخبر القارئ بذلك.

اعتبر عبلة أن كل ما يشارك فيه مؤقتا، لحين سفره إلى أسبانيا لاستكمال حلمه فى دراسة الفن عالميا، خاصة بعد أن سأله المبدع محمد كشيك يوما عن سبب تحضيره للماجيستير، فرد «لا أدرى». فقال له «لا تضع وقتك. سافر إلى الخارج واذهب إلى حلمك». وكان، فتكوين أى مبدع فى بلادنا يحتاج لرحلة إعداد، وبالقطع فإن كل حركة مُعلمة. وهكذا نمت الموهبة واتسعت وانتقلت من المحلية إلى العالمية، وهو حديث ضرورى لكل مبدع فى بدايات طريقه.

والله أعلم

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد مشروع التخرج

إقرأ أيضاً:

«لغيت مشاعري».. كيف تجاوز حسين فهمي فقدان شقيقه قبل افتتاح مهرجان القاهرة؟

بضع ساعات مرت على فقدان الفنان حسين فهمي، شقيقه الأصغر مصطفى، الذي غيبه الموت قبل افتتاح الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي، الذي يترأسه، فقرر حبس الألم داخل قلبه، ليواصل عمله على تفاصيل حفل الافتتاح ومتابعة جميع الترتيبات الخاصة بوصول الضيوف وعروض الأفلام وغيرها من التفاصيل.

الفنان حسين فهمي كان أمام تحد كبير في إقامة الدورة الحالية من مهرجان القاهرة التي جرى تأجيلها العام الماضي بسبب أحداث العدوان على غزة، في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي، لتتزايد التحديات مع الظروف الإنسانية الصعبة التي مر بها قبل أيام من انطلاق الفعاليات، وهو ما كشفه في كلمته بحفل افتتاح المهرجان: «المسؤولية بتجبرنا على استكمال العمل رغم أي مشاعر حزن وفقد».

حسين فهمي يتابع تفاصيل وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي

ومع بدء فعاليات مهرجان القاهرة انبهر الحضور بحالة النشاط التي ظهر بها حسين فهمي إذ كان يتابع كل التفاصيل الخاصة بالمهرجان، ويتنقل ما بين قاعات الأفلام والعروض والجلسات النقاشية والفندق محل إقامة الضيوف العرب والأجانب ليتأكد بنفسه من سير الأمور على أفضل وجه.

«كان لازم ألغي أحاسيسي الشخصية»، هكذا كشف الفنان حسين فهمي عن الطريقة التي واجه بها مشاعر فقدان شقيقه مصطفى فهمي، إذ قرر حبس كل المشاعر التي يشعر بها بداخله ولا يضع أمامه سوى مصلحة العمل، وهو الأمر الذي أوضحه في لقاء إعلامي: «مهنتي تقتضي ذلك، وفالعمل العام يفرض ذلك، حتى في السينما أو المسرح تحدث لي مواقف إنسانية مشاهبة، لكن العمل لا بد أن يتم على أكمل وجه».

مقالات مشابهة

  • عمرو سعد:" ممثلين مصر على مستوى عالمي.. وطاقات الشباب مش منظمة صح في مصر"
  • عمرو دياب فى مواجهة الشاب سعد أسامة وجها لوجه أمام محكمة الجنح.. السبت
  • حازم إيهاب: كريم عبد العزيز مثلي الأعلى وأتمنى العمل معه
  • تفاصيل اصابة 3 اشخاص في حادث تصادم علي طريق في الدقهلية
  • إصابة ثلاثة أشخاص إثر وقوع حادث في الدقهلية
  • لحملة البكالوريوس.. شركة حسن جميل للسيارات توفر وظيفة تقنية بمدينة الخبر
  • إصابة 3 أشخاص فى حادث تصادم دراجتين ناريتين وتوك توك بالدقهلية
  • اللوحات المعدنية المميزة للسيارات في مزاد المرور.. لأعلى سعر
  • «لغيت مشاعري».. كيف تجاوز حسين فهمي فقدان شقيقه قبل افتتاح مهرجان القاهرة؟
  • عمليه جراحيه لعضو مجلس إدارة الزمالك الشاب