يواصل التونسيون الأحد الاقتراع لانتخاب رئيس جديد من بين ثلاثة مرشحين يتقد مهم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعي د المتهم بـ »الانجراف الدكتاتوري »، في أعقاب حملة انتخابية غابت عنها الحماسة بسبب الصعوبات الاقتصادية.

وبدأ الناخبون المسجلون البالغ عددهم 9,7 ملايين، الإدلاء بأصواتهم عند الثامنة صباحا (7,00 ت غ) في أكثر من خمسة آلاف مركز لاختيار رئيسهم للسنوات الخمس المقبلة، على أن تستمر عمليات التصويت حتى السادسة مساء بالتوقيت المحلي، وفقا لهيئة الانتخابات.

وبلغت نسبة المشاركة حتى الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي 14,16% بحسب ما صر ح رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر في مؤتمر صحافي، مؤكدا أنه « لم يسجل أي حادث قد يكون مؤثرا ».

ولاحظ الناطق الرسمي باسم الهيئة محمد التليلي المنصري أن نسبة الاقبال « أعلى بالفعل » مما كانت عليه في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية مطلع العام 2023 (نحو 12%).

وقدر في تصريح لفرانس برس بأنها « ستتجاوز 30% » لتكون في مستوى النسبة التي تم تسجيلها في العام 2022 خلال الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد.

لوجظ أن عددا كبيرا من المقترعين في عدد من مراكز الاقتراع في العاصمة من الكهول والشيوخ الذين يمثلون نحو نصف الناخبين.

وقال النوري المصمودي (69 عاما) في مركز اقتراع في العاصمة « جئت مع زوجتي لدعم قيس سعيد، العائلة بأكملها ستصوت له ».

على مسافة قريبة منه، أوردت فضيلة (66 عاما) أنها جاءت « من أجل القيام بالواجب وردا على كل من دعا إلى مقاطعة الانتخابات ».

في مركز آخر، أعرب حسني العبيدي (40 عاما) عن خشيته من حصول عمليات تلاعب لذلك « قدمت للتصويت حتى لا يتم الاختيار مكاني ».

وأدلى سعيد بصوته ترافقه زوجته في مركز اقتراع بمنطقة النصر في العاصمة بعد نحو ساعة من فتحه.

وأفادت رئيسة المركز عائشة الزيدي بأن « الإقبال محترم للغاية ».

ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية « على أقصى تقدير » الأربعاء المقبل، ويظل إمكان الإعلان عن النتائج قبل هذا التاريخ واردا.

ويتنافس سعيد (66 عاما) مع النائب السابق زهير المغزاوي (59 عاما)، والعياشي زمال، رجل الأعمال والمهندس البالغ 47 عاما والمسجون بتهم « تزوير » تواقيع تزكيات.

ولا يزال سعيد الذي انتخب بما يقرب من 73% من الأصوات وبنسبة مشاركة بلغت 58% في العام 2019، يتمتع بشعبية كبيرة لدى التونسيين حتى بعد قراره احتكار السلطات وحل البرلمان وتغيير الدستور بين عامي 2021 و2022.

بعد خمس سنوات من الحكم، يتعرض سعيد لانتقادات شديدة من معارضين ومن منظمات المجتمع المدني، لأنه كرس الكثير من الجهد والوقت لتصفية الحسابات مع خصومه، وخصوصا حزب النهضة الإسلامي المحافظ الذي هيمن على الحياة السياسية خلال السنوات العشر من التحو ل الديموقراطي التي أعقبت الإطاحة بالرئيس بن علي في العام 2011.

وقالت الطالبة وجد حرار (22 عاما) « في الانتخابات السابقة لم يكن لي حق التصويت والناس اختاروا (رئيسا) سيئا. هذه المرة من حقي التصويت ».

وتندد المعارضة التي يقبع أبرز زعمائها في السجن ومنظمات غير حكومية تونسية وأجنبية، بـ »الانجراف السلطوي » في بلد مهد لما سمي « الربيع العربي »، من خلال الرقابة على القضاء والصحافة والتضييق على منظمات المجتمع المدني واعتقال نقابيين وناشطين وإعلاميين.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية العام 2022 وبداية 2023، حوالى 12% فقط.

وفي خطاب ألقاه الخميس، دعا سعيد التونسيين إلى « موعد مع التاريخ »، قائلا « لا تتردوا لحظة واحدة في الإقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات »، لأنه « سيبدأ العبور، فهب وا جميعا إلى صناديق الاقتراع لبناء جديد ».

من جانبه، وجه رمزي الجبابلي مدير حملة العياشي زمال في مؤتمر صحافي الجمعة، « رسالة إلى هيئة الانتخابات (مفادها) إياكم والعبث بصوت التونسيين ».

وكانت الحملة الانتخابية باهتة بدون اجتماعات أو إعلانات انتخابية أو ملصقات، ولا مناظرات تلفزيونية بين المرشحين مثلما كان عليه الحال في العام 2019.

وقال الخبير في « مجموعة الأزمات الدولية » مايكل العي اري أن الرئيس سعيد « وجه » عملية التصويت لصالحه « ويعتقد أنه يجب أن يفوز في الانتخابات »، حتى لو دعت المعارضة اليسارية والشخصيات المقربة من حزب النهضة إلى التصويت لصالح زمال.

أما المنافس الثالث فهو زهير المغزاوي، رافع شعار السيادة السياسية والاقتصادية على غرار الرئيس، وكان من بين الذين دعموا قرارات سعيد في احتكار السلطات.

وأدلى المغزاوي بصوته في منطقة المرسى الأحد ودعا في تصريح للصحافيين التونسيين « للتصويت بكثافة » قبل غلق مكاتب الاقتراع.

وتعرضت عملية قبول ملفات المرشحين من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لانتقادات شديدة وصلت الى اتهامها بالانحياز الكامل لسعيد حين رفضت قرارا قضائيا بإعادة قبول مرشحين معارضين بارزين.

وتظاهر مئات التونسيين في العاصمة تونس الجمعة للتنديد بـ »القمع المتزايد ».

وطالب المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة بإنهاء حكم سعيد، رافعين لافتات تصفه بـ »الفرعون المتلاعب بالقانون » وسط انتشار أمني كثيف.

وتشير إحصاءات منظمة « هيومن رايتس ووتش » إلى أن « أكثر من 170 شخصا هم بالفعل محتجزون لدوافع سياسية او لممارسة الحقوق الأساسية » في تونس.

كلمات دلالية انتخابات تونس قيس

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: انتخابات تونس قيس فی الانتخابات فی العاصمة فی العام

إقرأ أيضاً:

لقجع: انتخابات الكاف رسخت الحضور القوي و المحترم للمغرب داخل القارة الأفريقية

زنقة 20 | الرباط

أكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، فوزي لقجع، أن الانتخابات التي تم إجراؤها اليوم الأربعاء بالقاهرة خلال أشغال الجمع العام الاستثنائي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، رسخت الحضور القوي والمحترم للمغرب داخل القارة الإفريقية.

وقال لقجع، في تصريح للصحافة، على هامش إعادة انتخابه في عضوية مجلس (الفيفا)، “اليوم تم تأكيد الحضور المحترم للمغرب داخل القارة الافريقية. لقد أعطى التصويت تشخيصا حقيقيا لحضور البلدان داخل القارة”.

وكان رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع قد اكتسح انتخابات مجلس (الفيفا) على مستوى الاتحاد الافريقي لكرة القدم بعد تصدره لائحة الفائزين ب 49 صوتا من أصل 52 وذلك خلال الجمع العام الاستثنائي ال 14 لـ(كاف) الذي انعقد اليوم الأربعاء بالقاهرة.

وتقدم لقجع بفارق شاسع على المصري هاني أبو ريدة والنيجيري جيبريلا هيما حميدو والموريتاني أحمد يحيى والدجيبوتي سليمان وابيري، والقمرية كنيزة ابرهيم.

وأضاف لقجع أن الاجتماع الاستثنائي الانتخابي كان له طابع خاص، حيث يأتي بعد مرور أربع سنوات على آخر اجتماع انتخابي والذي انعقد بمدينة الرباط، كما أنه يأتي في سياق تسير فيه المملكة بخطى حثيثة لتقوية التعاون على مستوى القارة الإفريقية وذلك بفضل الرؤية الملكية الاستباقية التي رسخت أسس التعاون والتواجد المغربي في القارة.

وأشار إلى أن الجمع العام الاستثنائي ال 14 للاتحاد الإفريقي لكرة القدم كان موعدا أساسيا لتأكيد المنحى التصاعدي الذي انخرطت فيه رياضة كرة القدم الوطنية على مستوى القارة منذ سنة 2015 تماشيا مع السياسة الرشيدة والحكيمة لجلالة الملك.

وقال إن الجمع كرس طابع الالتفاف حول المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ولاسيما وأننا على بعد أشهر من تنظيم كأس إفريقيا للأمم بالمملكة والاستعداد لتنظيم كأس العالم لكرة القدم بشكل مشترك بين القارتين الإفريقية والأوروبية.

وأوضح في هذا الصدد أن المغرب سيكون مدعوما خلال تنظيمه للأحداث الدولية المقبلة بقارة أكملها، في تجسيد حقيقي لمتانة العلاقة التي تجمع المغرب بأشقائه الأفارقة.

وتميزت أشغال الجمع العام الاستثنائي ل(كاف) بإعادة انتخاب فوزي لقجع في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم لولاية ثالثة، وفي مجلس الاتحاد الدولي الكرة القدم (فيفا) لولاية ثانية، برسم الفترة ما بين 2025-2029.

كما شهد الجمع العام الاستثنائي إعادة انتخاب الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيسا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، لولاية ثانية، تستمر إلى غاية سنة 2029 بالتزكية باعتباره المرشح الوحيد للمنصب.

مقالات مشابهة

  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • التصويت لصالح المغرب في “انتخابات الفيفا”.. النظام الجزائري يمر إلى الخطة (ب)
  • بولندا على موعد مع انتخابات رئاسية حاسمة
  • رئيس البرتغال يدعو إلى انتخابات مبكرة
  • منظمة: حالات الحصبة بمنطقة أوروبا تضاعفت في 2024 لأعلى مستوى منذ 25 عاما
  • العراق على أعتاب انتخابات “فاترة” بسبب العزوف الشعبي
  • حالات الحصبة بمنطقة أوروبا تضاعفت في 2024 لأعلى مستوى منذ 25 عاما
  • فوزي لقجع يكتسح انتخابات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بمجلس الفيفا
  • لقجع: انتخابات الكاف رسخت الحضور القوي و المحترم للمغرب داخل القارة الأفريقية
  • القاهرة ..لقجع يكتسح انتخابات ممثلي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بمجلس الفيفا