بوابة الوفد:
2024-12-27@10:56:12 GMT

الرقيب (الفضائى) يمزق أفلامنا

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

أتابع السينما بشغف منذ أكثر من 55 عامًا، حين كنت طفلا تستهويه كثيرًا الحكايات المجسمة على الشاشة، سواء كان المعروض أفلامًا مصرية أو أجنبية، وما أكثر ما شاهدت الفيلم الواحد الجيد عدة مرات.

التليفزيون المصرى كان هو المستودع الرئيسى الذى يعرض علينا تلك الأفلام، رغم أنه لا يبث آنذاك سوى قناتين فقط، الأولى والثانية، ثم أطلق القناة الثالثة فى منتصف السبعينيات على ما أتذكر.

وأكاد أجزم أننى شاهدت فى هذه القنوات أكثر من ألف فيلم مصرى منذ نهاية الستينيات حتى منتصف الثمانينيات. علمًا بأن المصريين أنتجوا نحو 2865 فيلمًا روائيًا فى القرن العشرين وفقا لما كتبه الناقد والمؤرخ السينمائى الكبير الأستاذ محمود قاسم فى موسوعته المدهشة (دليل الأفلام فى القرن العشرين).

أما دور العرض السينمائى، فكانت منتشرة بكثافة فى معظم أحياء القاهرة، وكم كنت أشعر أن أجنحة نبتت لى كلما ذهبت إلى سينما المؤسسة بجوار بيتنا بشبرا الخيمة. كانت سينما صيفية، أى بلا سقف، لذا لا تعمل إلا فى شهور الصيف، ومقاعدها عبارة عن (دكك) طويلة من الخشب. تعرض كل أسبوع ثلاثة أفلام تم عرضها سابقا فى دور العرض الأولى. فيلمان مصريان وفيلم أجنبى. أما ثمن التذكرة فثلاثة قروش ونصف القرش فقط لا غير.

هكذا إذن امتلأ خيالى واحتشدت ذاكرتى بمئات الأفلام، التى كنت أشاهدها بكل ما فى وجدانى من عشق وذهول وإعجاب. والآن اكتظت الشاشة التليفزيونية بمئات القنوات الفضائية العربية، والكثير منها يعرض الأفلام المصرية بكثافة... ولكن!

وآهٍ من قسوة (ولكن) هذه كما يقول صلاح عبدالصبور. لماذا؟

لأن معظم الأفلام المصرية التى شاهدتها كاملة فيما مضى يتم عرضها الآن وقد طالها مقص الرقيب (الفضائى) نسبة إلى القناة الفضائية. بل تدعى بعض هذه القنوات أن الفيلم الذى ستعرضه يتضمن موضوعات (محظور على من هم دون الـ 15 سنة مشاهدتها)، وكأن السينما المصرية متخصصة فى إنتاج أفلام (فضائحية غير لائقة)!

ولك أن تتعجب معى عندما تشاهد فيلم (ليلى بنت مدارس) الذى أخرجه توجو مزراحى وعرض فى 16 أكتوبر 1941. الفيلم لعب بطولته يوسف وهبى وليلى مراد. تتعجب لأن إحدى القنوات حذفت منه نحو 13 دقيقة متواصلة بلا أى سبب فنى أو (أخلاقي) من وجهة نظر رقيبهم (الفضائي).

من سيشاهد هذا الفيلم من الأجيال الجديدة سيلعن السينما المصرية وصناعها قديمًا لأنهم ينتجون أفلامًا مهلهلة، لا رابط بين أحداثها، ولا منطق يحكم سلوكيات أبطالها.

والسؤال: لماذا يمزقون أفلامنا؟ ومن وراء هذه الجرائم؟ وما الفائدة المنتظرة حين تعرض على الناس أفلامنا منقوصة مهترئة؟

أرجو ألا تظن أن الأمر يقتصر على (ليلى بنت مدارس) فحسب، بل أكاد أزعم أن أكثر من 60% من أفلامنا المصرية القديمة والجديدة يتعرض لمقص مشبوه يمسكه رقيب (فضائى) مريب.

لا أعرف حتى الآن ما الحل؟ لكنى أطرح المشكلة لعل وعسى، فالسينما المصرية كنز ثمين ينبغى الحفاظ عليه بشدة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق أفلام ا

إقرأ أيضاً:

من أساطير اليونان القديمة.. كريستوفر نولان يحضّر لفيلم ملحمي جديد

(CNN)-- سيأخذ المخرج الحائز على جائزة الأوسكار كريستوفر نولان الجمهور إلى اليونان الأسطورية في أحدث مشاريعه، وذلك بحسب ما أعلنت شركة "يونيفرسال بيكتشرز".

والفيلم  الجديد الذي يحضر له نولان، سيكون مقتبسًا من قصيدة قديمة يُعتقد أن هوميروس كتبها بين عامي 750 و650 قبل الميلاد، وتدور أحداثه حول رحلة عودة "أوديسيوس" التي استغرقت 10 سنوات إلى الوطن بعد حرب طروادة.

وتم وصف فيلم نولان المقتبس القادم بأنه "ملحمة أسطورية سيتم تصويرها باستخدام تقنية أفلام IMAX الجديدة تمامًا"، وفقًا لإعلان الاستوديو.

ومن المقرر أن يشارك في بطولة الفيلم: زندايا، وتوم هولاند، وروبرت باتينسون إلى جانب الحائزين على جائزة الأوسكار: مات ديمون، ولوبيتا نيونغو، وآنا هاثاواي، وتشارليز ثيرون.

وتحدث هولاند مؤخرًا عن التوقيع على المشروع، حيث قال في بودكاست "The Dish" الأسبوع الماضي إن الفيلم لم يبدأ تصويره بعد. وأضاف أن نولان "عرض الأمر عليه بشكل فضفاض" عندما التقيا لمناقشة المشروع، لكنه ما زال لا يعرف كل التفاصيل.

كما تطرق ممثل "Spider-Man" إلى العمل مع صديقته زندايا، مازحًا أن "الاستوديوهات تحب ذلك" عندما يكونان في نفس المشروع، لأنهما لا يدفعان سوى ثمن "غرفة فندق واحدة".

وقد ظهر باتينسون وديمون، وهاثاواي سابقًا في أفلام نولان، بما في ذلك "Tenet" و"Interstellar" و"Oppenheimer".

كما يقف نولان وراء أفلام ملحمية بما في ذلك "Inception" و"The Dark Knight" و"Dunkirk" وفيلمه الأخير "Oppenheimer"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في حفل توزيع جوائز الأوسكار العام الماضي عندما حصل على جائزة أفضل فيلم، وفاز نولان بهذه الجائزة كمنتج، وحصل أيضًا على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج.

ووفقًا لإعلان يونيفرسال على مواقع التواصل الاجتماعي سيعرض فيلم نولان الجديد "The Odyssey" على شاشات أفلام IMAX لأول مرة" وسيكون متاحًا في دور العرض في 17 تموز/ يوليو 2026.

مقالات مشابهة

  • السينما الخضراء.. أفلام في حب الطبيعة
  • التفضيلات الفنية للجيل الرقمي.. أغانٍ أجنبية و«رعب» وعشق الأفلام المصرية القديمة
  • دنجوان السينما المصرية..صباح الخير يا مصر يحيي ذكرى ميلاد كمال الشناوي
  • هيو غرانت يعاني من نوبات هلع أثناء تصوير الأفلام
  • فيلم «بضع ساعات في يوم ما» يعود إلى دور العرض بعد تأجيل 3 سنوات.. كم الإيرادات؟
  • إليك قائمة بأفضل الأفلام لمشاهدة ممتعة في عطلة الشتاء
  • من أساطير اليونان القديمة.. كريستوفر نولان يحضّر لفيلم ملحمي جديد
  • أفلام أضاءت السينمات فى 2024
  • بطرسبورغ تشهد افتتاح مهرجان السينما الهندية
  • لماذا يلجأ بعض صنّاع السينما للتعقيد؟ ريتا تجيب