بوابة الوفد:
2025-01-30@12:44:07 GMT

الرقيب (الفضائى) يمزق أفلامنا

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

أتابع السينما بشغف منذ أكثر من 55 عامًا، حين كنت طفلا تستهويه كثيرًا الحكايات المجسمة على الشاشة، سواء كان المعروض أفلامًا مصرية أو أجنبية، وما أكثر ما شاهدت الفيلم الواحد الجيد عدة مرات.

التليفزيون المصرى كان هو المستودع الرئيسى الذى يعرض علينا تلك الأفلام، رغم أنه لا يبث آنذاك سوى قناتين فقط، الأولى والثانية، ثم أطلق القناة الثالثة فى منتصف السبعينيات على ما أتذكر.

وأكاد أجزم أننى شاهدت فى هذه القنوات أكثر من ألف فيلم مصرى منذ نهاية الستينيات حتى منتصف الثمانينيات. علمًا بأن المصريين أنتجوا نحو 2865 فيلمًا روائيًا فى القرن العشرين وفقا لما كتبه الناقد والمؤرخ السينمائى الكبير الأستاذ محمود قاسم فى موسوعته المدهشة (دليل الأفلام فى القرن العشرين).

أما دور العرض السينمائى، فكانت منتشرة بكثافة فى معظم أحياء القاهرة، وكم كنت أشعر أن أجنحة نبتت لى كلما ذهبت إلى سينما المؤسسة بجوار بيتنا بشبرا الخيمة. كانت سينما صيفية، أى بلا سقف، لذا لا تعمل إلا فى شهور الصيف، ومقاعدها عبارة عن (دكك) طويلة من الخشب. تعرض كل أسبوع ثلاثة أفلام تم عرضها سابقا فى دور العرض الأولى. فيلمان مصريان وفيلم أجنبى. أما ثمن التذكرة فثلاثة قروش ونصف القرش فقط لا غير.

هكذا إذن امتلأ خيالى واحتشدت ذاكرتى بمئات الأفلام، التى كنت أشاهدها بكل ما فى وجدانى من عشق وذهول وإعجاب. والآن اكتظت الشاشة التليفزيونية بمئات القنوات الفضائية العربية، والكثير منها يعرض الأفلام المصرية بكثافة... ولكن!

وآهٍ من قسوة (ولكن) هذه كما يقول صلاح عبدالصبور. لماذا؟

لأن معظم الأفلام المصرية التى شاهدتها كاملة فيما مضى يتم عرضها الآن وقد طالها مقص الرقيب (الفضائى) نسبة إلى القناة الفضائية. بل تدعى بعض هذه القنوات أن الفيلم الذى ستعرضه يتضمن موضوعات (محظور على من هم دون الـ 15 سنة مشاهدتها)، وكأن السينما المصرية متخصصة فى إنتاج أفلام (فضائحية غير لائقة)!

ولك أن تتعجب معى عندما تشاهد فيلم (ليلى بنت مدارس) الذى أخرجه توجو مزراحى وعرض فى 16 أكتوبر 1941. الفيلم لعب بطولته يوسف وهبى وليلى مراد. تتعجب لأن إحدى القنوات حذفت منه نحو 13 دقيقة متواصلة بلا أى سبب فنى أو (أخلاقي) من وجهة نظر رقيبهم (الفضائي).

من سيشاهد هذا الفيلم من الأجيال الجديدة سيلعن السينما المصرية وصناعها قديمًا لأنهم ينتجون أفلامًا مهلهلة، لا رابط بين أحداثها، ولا منطق يحكم سلوكيات أبطالها.

والسؤال: لماذا يمزقون أفلامنا؟ ومن وراء هذه الجرائم؟ وما الفائدة المنتظرة حين تعرض على الناس أفلامنا منقوصة مهترئة؟

أرجو ألا تظن أن الأمر يقتصر على (ليلى بنت مدارس) فحسب، بل أكاد أزعم أن أكثر من 60% من أفلامنا المصرية القديمة والجديدة يتعرض لمقص مشبوه يمسكه رقيب (فضائى) مريب.

لا أعرف حتى الآن ما الحل؟ لكنى أطرح المشكلة لعل وعسى، فالسينما المصرية كنز ثمين ينبغى الحفاظ عليه بشدة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق أفلام ا

إقرأ أيضاً:

تعرف على تفاصيل مسابقة أفلام النجوم الجديدة بمهرجان الإسماعيلية

يكشف مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، برئاسة المخرجة هالة جلال، عن تفاصيل مسابقة النجوم الجديدة بالدورة الـ 26 المقرر انطلاقها فى الفترة من 5 إلى 11 فبراير المقبل. 

وتتضمن المسابقة 17 فيلما، حيث قال عنها المخرج أحمد نبيل، مدير المسابقة: “يشرفني ويسعدني، بصفتي مدير مسابقة النجوم الجديدة، أن أقدم هذا الاحتفاء بالمواهب الصاعدة”. 

وأضاف: “إن مشاهدة الشغف والإبداع في مشهد التعليم السينمائي في مصر لتذكرني كيف غيّرت دراسة السينما حياتي وساهمت في استقرار ممارستي الإبداعية، وأود أن أهدي هذا البرنامج إلى كل من بذل الجهد لتطوير منصات تعليمية للمهتمين بدراسة السينما من الشباب في مصر، وبصفتي صانع أفلام ومُعلم سينما، أؤمن بأن هذه المنصات تلعب دورًا محوريًا في تشكيل المشهد السينمائي في بلدنا، وهي تمنح المبدعين الصاعدين الأدوات اللازمة لصياغة قصصهم واستكشاف لغتهم السينمائية الخاصة، وهي عملية تتطلب توفير مزيجًا دقيقًا من الانضباط والحرية”.

وتابع: "لقد حظيت أنا وزميلتي حبيبة الفقي بشرف مراجعة 129 فيلمًا من مدارس سينما وبرامج تعليمية مختلفة، وقد اخترنا 17 فيلمًا تمثل مدارس وأساليب وأنواعًا متنوعة، احتفاءً بإبداع وتفاني هذه الأصوات السينمائية الواعدة". 

أول رد فعل من نانسي عجرم بعد انفصالها عن فادي الهاشمفى ذكرى ميلاده.. قصة اللحظات الأخيرة بحياة عبد الله غيثدنيا عبد العزيز تنعى حسن مظهر: أخويا الصغير أبو علي القمر راحصلاة الجنازة على والدة الفنان أحمد فهيم في مسجد الشرطة بزايدالأفلام المشاركة 

أما عن الأفلام المشاركة فى هذه المسابقة، فمنها: "رحيل" للمخرج هشام متولي، وتدور أحداث الفيلم حول عبد ربه الذى يجد نفسه متورطاً في قضية اختلاس تدفعه إلى ارتكاب جريمة قتل بحق السارق الحقيقي، ويعود إلى منزله محاولاً اختلاس لحظات أخيرة من السكينة قبل أن تنقلب حياته رأساً على عقب، لكن مفاجأة غير متوقعة في انتظاره هناك تحول دون تحقيق رغبته في السلام الأخير، كما يشارك فيلم "أربعين" للمخرج محمد آدم، وتدور قصة الفيلم حول هادي الذى يعود إلى وطنه لحضور قداس الأربعين لوالدته التي رحلت مؤخراً، ليواجه صدمة رفض والده المشاركة في المراسم، ويتحول هذا الرفض إلى شرارة صراع عميق بين الأب والابن، وتحت وطأة المواجهة تبدأ الأسرار المدفونة في طيات الماضي بالظهور تدريجياً، لتكشف عن حقائق مخبأة ظلت صامتة لسنوات طويلة، وفيلم "داجن" للمخرج يوسف إمام، في ليلة استثنائية، تنشأ محادثة عميقة بين رجل وبائع في كشك متواضع، وخلال ساعات الليل المتأخرة، تتكشف تفاصيل حياة الرجل وحنينه العميق لعودة ابنته الغائبة، وبينما تتدفق أحاديثهما، يراقب الاثنان مشاهدة الحياة الليلية التي تتكشف لهم في الشارع.

كما يعرض فيلم "عوء" للمخرج أحمد عصام، وتدور الأحداث في قلب حي شعبي نابض بالحياة، تتداخل قصص شريحة واسعة من الناس، وأطفال يلعبون كرة القدم في الشوارع، بينما كبار السن يستمتعون بلعبة الطاولة في المقهى، وشباب يبحثون عن ملاذ في المخدرات، وآخرون يحلمون بالشهرة من خلال الموسيقى، وعشاق يختبئون عن أعين الناس بحثًا عن لحظات من السعادة.

أما فيلم "البر التانى" للمخرج محمود رمضان، وفي بداية نوبته الليلية الهادئة، يتلقى محمود، حارس الأمن، مكالمة غامضة من الماضي، وتقلب هذه المكالمة غير المتوقعة ليلته رأساً على عقب، وتجبره على مواجهة ثقل قرارات الماضي واحتمالات المستقبل المجهولة.

وينافس أيضا فيلم "أبي لم يحب أبدا لعبي" للمخرجة ميسون عبد الغني، هذا الفيلم القصير التجريبي يتتبع طفلة شغوفة وهي تمر بمواقف مختلفة غير مريحة. تلجأ إلى دميتها المفضلة كوسيلة للتأقلم، مستخدمة خيالها لخلق عالم مألوف ومثالي يعكس مشاعرها وتطلعاتها، ويمزج الفيلم بين لقطات أرشيفية من طفولة المخرجة ومشاهد متحركة ليظهر العالم من خلال عيني طفلة.

بينما يعرض فيلم "أربعة أيام" للمخرج إسماعيل محمد جميعي، وتدور الأحداث وسط صراعاته الصامتة مع الاكتئاب، يقرر شريف، شاب انطوائي في منتصف العشرينات، إنهاء حياته في يوم ميلاده، وبينما يعد خطته لإنهاء كل شيء، يحدث تواصل غير متوقع مع زميل في العمل، ما يشكل تواصلًا نوراً ساطعاً في وجوده المظلم، وينافس فيلم "أنا الشمس" من إخراج جومانة لبيب وكارمن غالى، وهو رحلة سينمائية تتبع مخرجتين تسعيان لتحقيق شغفهما الفني في شوارع وسط البلد بالقاهرة، حيث تواجهان صعوبات بيئية ونظامية تحاول عرقلة مسيرتهما الإبداعية، وأما فيلم "هل أنت أرنب" للمخرج حاتم إمام، في مواجهة قاسية مع الواقع، يجد معلم فنون نفسه مفصولًا من وظيفته، الصدمة تدفعه إلى حوار عميق مع ابنه حول معنى الحياة والبقاء. في تحول مأساوي، يقرر الأب ذبح أرانب اشتراها لتوفير الغذاء، مما يدفعه إلى مواجهة سؤال وجودي عميق: هل حياته، بعد فقدان وظيفته وهويته، لا تختلف عن حياة الأرانب التي يعتزم ذبحها؟. 

كما يعرض فيلم "باسم الابن" للمخرج فارس التابعى، وتدور أحداثه حول شاب يعاني من الوحدة والاغتراب تجاه والده، يدفعه قبوله في منحة لدراسة السينما لاكتشاف فردوس الأب المفقود، وفيلم "الحلقة الزمنية" إخراج إسلام قطب، وتدور الأحداث تحت وطأة ضغوط الحياة، تلجأ فتاة إلى المخدرات هرباً من واقعها المرير، وبينما تتكشف العواقب المؤلمة لاختياراتها، يبقى السؤال معلقاً: هل ستتمكن من تغيير مسار حياتها؟، وفيلم "ماما" اخراج سمر الفقى، حيث تدور الأحداث عبر أرشيف عائلتها، تحاول سمر التقاط الأصوات السامة التي تنتقل عبر الأجيال من الأم إلى ابنتها بدافع الحب، وفيلم "السعودية رايح بس" إخراج سلمى سطوحى، وتدور حول نشوى، فتاة شابة من الريف، تختار أن تبدأ حياتها الزوجية بطريقة غير تقليدية. بدلاً من حفل زفاف تقليدي، تسافر بمفردها إلى بلد بعيد للقاء عريسها الذي لم تره إلا مرة واحدة، فيلم "نهايات متشابكة" إخراج عايدة الكردانى، تدور الأحداث حول عايدة الكرداني رسامة كارتون ومحركة مصرية مقيمة في القاهرة، ونشأت آية في السويد، ورغم عدم إجادتها للسويدية أو الإنجليزية في ذلك الوقت، فقد أمضت ساعات طويلة أمام التلفاز تشاهد الرسوم المتحركة دون فهم كلمة واحدة، ومع ذلك، أُسرت عايدة بسحر الرسوم المتحركة والقصص التي كانت تحكيها، مما أرسى جذورًا عميقة لعشقها لهذا الفن.

كما يشارك فيلم "زي النهارده من سنة" إخراج سلمى أيمن، وتدور أحداث الفيلم حول سلمى، امرأة تستعيد ذكريات الأيام المصيرية من عامها الماضي، وفي رحلة عاطفية عميقة، نتتبع لحظات التحول الجذرية التي غيرت مسار حياتها إلى الأبد، وفيلم "القطار 118" إخراج ماجد الدميري، وبعد أن انتشر العفن واجتاح فيروس الغباء العالم، يقرر يحيى وحبيبته الاختباء داخل منزلهما المحصن. لكن في ظل ظروف غامضة، يتسلل الوباء إلى المنزل وأخيرا فيلم "قصير شفاف" إخراج مريم ناصر، ويستكشف هذا الفيلم الوثائقي الروايات الشخصية العميقة المتشابكة في فعل شراء الملابس الداخلية الأولى الذي يبدو روتينياً. 

وتضم لجنة تحكيم مسابقة النجوم الجديدة التى ترأسها الباحثة السينمائية التونسية انصاف وهيبى، وعضوية كل من المخرج والمصور السينمائى المصرى إسلام كمال والمنتج والمخرج المصرى بسام مرتضى.

مقالات مشابهة

  • لماذا رفض محمد عبدالوهاب إنتاج أول أفلام الطفلة فيروز؟
  • بين الإثارة والتشويق.. أبرز أفلام عيد الفطر 2025
  • في مثل هذا اليوم.. 37 عاما على رحيل مخرج الروائع حسن الإمام
  • تخطى 120 مليون جنيه.. الحريفة 2 يدخل قائمة أعلى الأفلام المصرية تحقيقا للإيرادات
  • “الحريفة 2 – الريمونتادا” يحطم الأرقام ويتخطى “كيرة والجن” في تاريخ السينما المصرية
  • "الحريفة 2" يحقق أكثر من 120 مليون في السينمات المصرية
  • «رغم ألم الفراق فخورة ببنتى».. والدة الرقيب "أمنية " بالإسكندرية تروي اللحظات الأخيرة قبل إستشهادها
  • تعرف على تفاصيل مسابقة أفلام النجوم الجديدة بمهرجان الإسماعيلية
  • وزير الخارجية: الدولة المصرية أغلقت أكثر من 40 سجنا قديما في الفترة الأخيرة وأنشأت مراكز للتأهيل بدلا منها
  • «النصر» يمزق شباك «الفتح» بالدوري السعودي و«رونالدو» يبلغ رقماً قياسياً