سام برس:
2024-12-28@17:27:30 GMT

ط­ظˆظ„ ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

ط­ظˆظ„ ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹

ط³ط§ظ… ط¨ط±ط³
ظپظٹ ط£ط¹ظ‚ط§ط¨ ط­ط§ظ„ط© ط§ظ„ط§ط³طھظ‚ط·ط§ط¨ ط§ظ„ظ…ط°ظ‡ط¨ظٹ ط§ظ„طھظٹ ط´ظƒظ‘ظ„ظ‡ط§ ظ…ط­ظˆط± ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ظˆظ…ط©طŒ ط£طµط¯ط± ظ…ط±ظƒط² ط§ظ„ط²ظٹطھظˆظ†ط© ظ„ظ„ط¯ط±ط§ط³ط§طھ ظˆط§ظ„ط§ط³طھط´ط§ط±ط§طھ ظˆط±ظ‚ط© ط¹ظ„ظ…ظٹط© ط¨ط¹ظ†ظˆط§ظ†: "ط§ظ„ظ…ط°ظ‡ط¨ظٹط© ط§ظ„ط¯ظٹظ†ظٹط© ظپظٹ ط§ظ„ظ†ط²ط§ط¹ط§طھ ط§ظ„ط¯ظˆظ„ظٹط©: ط­ط§ظ„ط© ظ…ط­ظˆط± ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ظˆظ…ط©"طŒ ظˆظ‡ظٹ ظ…ظ† ط¥ط¹ط¯ط§ط¯ ط§ظ„ط£ط³طھط§ط° ط§ظ„ط¯ظƒطھظˆط± ظˆظ„ظٹط¯ ط¹ط¨ط¯ ط§ظ„ط­ظٹ.



ظˆط¹ط±ط¶طھ ط§ظ„ظˆط±ظ‚ط© ظˆط²ظ† ط§ظ„ظ…ط°ظ‡ط¨ظٹط© ظپظٹ ط§ظ„ط³ظٹط§ط³ط© ط§ظ„ط®ط§ط±ط¬ظٹط© ط§ظ„ط¥ظٹط±ط§ظ†ظٹط©طŒ ظƒظ…ط§ ظ†ط§ظ‚ط´طھ ط§ظ„طھظˆط¸ظٹظپ ط§ظ„ظ…ط°ظ‡ط¨ظٹ ظپظٹ ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© ط§ظ„ط¥ظٹط±ط§ظ†ظٹط©طŒ ظˆط§ظ„ط³ظٹط§ط³ط© ط§ظ„ط¥ظٹط±ط§ظ†ظٹط© ط§ظ„ط®ط§ط±ط¬ظٹط© طھط¬ط§ظ‡ ط§ظ„ط´ظٹط¹ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ ظˆط§ظ„ط´ظٹط¹ط© ط؛ظٹط± ط§ظ„ط¹ط±ط¨. ظˆط®طھظ… ط§ظ„ط¨ط§ط­ط« ظˆط±ظ‚طھظ‡ ط¨ظ…ط¨ط­ط« ط­ظˆظ„ ط·ظˆظپط§ظ† ط§ظ„ط£ظ‚طµظ‰ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ظ…ط°ظ‡ط¨ظٹط© ط§ظ„ط¯ظٹظ†ظٹط© ظˆط§ظ„ط±ط¤ظٹط© ط§ظ„ط§ط³طھط±ط§طھظٹط¬ظٹط© ظ„ظ„طµط±ط§ط¹.
ظˆط®ظ„طµطھ ط§ظ„ظˆط±ظ‚ط© ط¥ظ„ظ‰ ط£ظ† ط§ظ„ظ…طھط؛ظٹط± ط§ظ„ط±ط¦ظٹط³ظٹ ظپظٹ ط¥ط¯ط§ط±ط© ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ ط§ظ„ط¯ظˆظ„ظٹط© ظ„ظٹط³ ط§ظ„ط¨ط¹ط¯ "ط§ظ„ظ…ط°ظ‡ط¨ظٹ" ط¨ظ„ ط§ظ„ظ…ظ†ط¸ظˆط± ط§ظ„ظˆط§ظ‚ط¹ظٹ ط§ظ„ظ‚ط§ط¦ظ… ط¹ظ„ظ‰ "ط§ظ„ظ…طµظ„ط­ط© ط§ظ„ظ‚ظˆظ…ظٹط©"طŒ ظˆطھظˆط¸ظٹظپ ط§ظ„ط¨ط¹ط¯ ط§ظ„ظ…ط°ظ‡ط¨ظٹ ط³ظٹط§ط³ظٹط§ظ‹ ظ„طµط§ظ„ط­ طھط¹ط¸ظٹظ… ظ…طµظ„ط­طھظ‡ط§ ط§ظ„ظ‚ظˆظ…ظٹط© ظˆطھط¶ظٹظٹظ‚ ط§ظ„ظ…ط¬ط§ظ„ ط§ظ„ط­ظٹظˆظٹ ظ„ط­ط±ظƒط© ط®طµظˆظ…ظ‡ط§ ظˆط®طµظˆطµط§ظ‹ ط¥ظٹط±ط§ظ†. ظˆط§ط³طھط¯ظ„ظ‘ظژ ط§ظ„ط¨ط§ط­ط« ط¨ط¥ط¯ط§ط±ط© "ط¥ط³ط±ط§ط¦ظٹظ„" ظ„ط´ط¨ظƒط© ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھظ‡ط§ ط§ظ„ط¯ظˆظ„ظٹط©طŒ ط¨ط§ط¹طھط¨ط§ط±ظ‡ط§ ط°ط§طھ ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ ظˆط«ظٹظ‚ط© ظ…ط¹ ط£ط؛ظ„ط¨ ط§ظ„ط¹ط§ظ„ظ… ط§ظ„ظ…ط³ظٹط­ظٹطŒ ط¨ظ…ط°ط§ظ‡ط¨ظ‡ ط§ظ„ط¹ط¯ظٹط¯ط©طŒ ظƒظ…ط§ ط£ظ†ظ‡ط§ ط£ط­ط¯ ظ…طµط§ط¯ط± ط§ظ„طھط³ظ„ظٹط­ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ ظ„ظ„ظ‡ظ†ط¯ ط§ظ„ظ‡ظ†ط¯ظˆط³ظٹط©طŒ ظˆط§ظ„ظپظ„ط¨ظٹظ† ط§ظ„ظƒط§ط«ظˆظ„ظٹظƒظٹط©طŒ ظˆط£ط°ط±ط¨ظٹط¬ط§ظ† ط§ظ„ط´ظٹط¹ظٹط©. ظƒظ…ط§ ط£ظ† ظ…ط¨ظٹط¹ط§طھظ‡ط§ ط§ظ„ط¹ط³ظƒط±ظٹط© ظ„ط¯ظˆظ„ ط§طھظپط§ظ‚ط§طھ ط£ط¨ط±ط§ظ‡ط§ظ… ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© ط§ط±طھظپط¹طھ ط®ظ„ط§ظ„ ط§ظ„ظپطھط±ط© 2021–2023 ط¨ظ…ط¹ط¯ظ„ 17%طŒ ظˆظƒط§ظ†طھ ظ‚ط¨ظ„ ط§ظ„ط·ظˆظپط§ظ† ط§ظ„ط´ط±ظٹظƒ ط§ظ„طھط¬ط§ط±ظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ ظپظٹ ط§ظ„ط´ط±ظ‚ ط§ظ„ط£ظˆط³ط· ظ„طھط±ظƒظٹط§ ط§ظ„ط³ظ†ظٹط©طŒ ظˆطھط­ط¸ظ‰ ط¨ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ ظ…طھظ‚ط¯ظ…ط© ظ…ط¹ ط§ظ„ظٹط§ط¨ط§ظ†طŒ ط§ظ„ط´ظ†طھظˆظٹط©/ ط§ظ„ط¨ظˆط°ظٹط©.
ظˆط£ط´ط§ط±طھ ط§ظ„ظˆط±ظ‚ط© ط£ظ† ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ظپ ط§ظ„ط±ط³ظ…ظٹ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹطŒ ظپظٹ ط£ط؛ظ„ط¨ظٹطھظ‡طŒ ظ…ظ† ط¥ظٹط±ط§ظ† ظ„ظٹط³ ط¥ظ„ط§ طھظˆط¸ظٹظپط§ظ‹ "ظ…ط°ظ‡ط¨ظٹط§ظ‹" ظ„ط؛ط±ط¶ ط³ظٹط§ط³ظٹ ظٹطھظ…ط­ظˆط± ط­ظˆظ„ طµط¯ظ‘ ط£ظٹ ظ‚ظˆظ‰ طھط؛ظٹظٹط± ظ„ظ„ط£ظ†ط¸ظ…ط© ط§ظ„ط³ظٹط§ط³ظٹط©طŒ ط®طµظˆطµط§ظ‹ ط§ظ„ظˆط±ط§ط«ظٹط© ظ…ظ†ظ‡ط§طŒ ظˆط§ظ„طھظٹ طھط±ظ‰ ط£ظ† ط£ظ…ظ† ط§ظ„ط£ظ†ط¸ظ…ط© ظٹط¹ظ„ظˆ ط¹ظ„ظ‰ ط£ظˆظ„ظˆظٹط© ط£ظ…ظ† ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ ظˆط£ظ…ظ† ط§ظ„ط¯ظˆظ„ط©.
ظˆط±ط£ظ‰ ط§ظ„ط¨ط§ط­ط« ط£ظ† ط°ظ„ظƒ ظٹط³طھظˆط¬ط¨ ط¨ظ†ط§ط، ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© ط§ظ„ط¥ظٹط±ط§ظ†ظٹط©طŒ ظˆط®طµظˆطµط§ظ‹ ظ…ظ† ط¬ط§ظ†ط¨ ظ…ط­ظˆط± ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ظˆظ…ط© ط¹ظ„ظ‰ ط£ط³ط§ط³ ط§ظ„طھط­ظˆظ‘ظ„ ط§ظ„ط¹ظ‚ظ„ط§ظ†ظٹ ط§ظ„طھط¯ط±ظٹط¬ظٹ ظ†ط­ظˆ ط§ظ„ظ…ظ†ط¸ظˆط± ط؛ظٹط± ط§ظ„طµظپط±ظٹطŒ ظˆطھط؛ظ„ظٹط¨ ط§ظ„ظ…ط´طھط±ظƒ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…طھط¹ط§ط±ط¶ ظپظٹ ط¥ط¯ط§ط±ط© ظ‡ط°ظ‡ ط§ظ„ط¹ظ„ط§ظ‚ط§طھطŒ ط¹ظ„ظ‰ ط£ظ† ظ„ط§ طھظ…ط³ظ‘ ظ‡ط°ظ‡ ط§ظ„ظ‚ط§ط¹ط¯ط© ط§ظ„ط؛ط§ظٹط© ط§ظ„ط§ط³طھط±ط§طھظٹط¬ظٹط©طŒ ط§ظ„طھط­ط±ط± ظ…ظ† ط§ظ„ط§ط³طھط¹ظ…ط§ط± ط§ظ„ط§ط³طھظٹط·ط§ظ†ظٹ.

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: ط ظ ط ظٹط ط ظ ظٹط ط ظ ط ظ ط ظ ط طھ ظ ط ظ ط طھ ط ظ ط ظ ط ط طھط ط ط ظ ظ ط ظ ط ظٹ ط ظ ط ط ط ظٹط ط ظ ط طھ ط ظ ط ظ ط ظ ط ظٹط ظٹط طŒ ظˆط ط ظ ظٹط ط ط ط ظ ظٹط ط ط ط ظٹط ظپظٹ ط ظ ظ ظٹط طŒ ظپظٹ ط ط ط ط ظ ظٹ ظˆط ظٹظ ظ ط ظٹط ط ظٹط ط ظˆظ ظٹط ظٹ ط ظ ط ط ظ طھط ظ ط ظٹظ طھط ط ط ط طھظ ط ظٹط ظٹ ظˆظ ظٹ

إقرأ أيضاً:

الترجمة ودورها في تصحيح المفاهيم وتوضيح السرديات الغربية المغلوطة

فـي ظل تفشّي مغالطات السردية الغربية وهيمنتها الموجهة على الإعلام المؤثر وعلى الثقافة الغربية فـي أغلبها، يُعَوَّل على المترجم العربي ليكون السلاح فـي مواجهة السردية الغربية المهيمنة على ذلك المشهد المزدوج بمعاييره، خاصة تلك التي تتعلق بقضايانا الإنسانية الكبرى، وتكتسب القضية الفلسطينية أهمية خاصة كنموذج واقعي لتشويه الحقائق وتزييف الوعي، حيث تتحول المصطلحات من أدوات محايدة لنقل المعنى إلى أسلحة فـي معركة الوعي والإدراك، فحين تصف وسائل الإعلام الغربية الإبادة الجماعية فـي غزة بأنها «عملية عسكرية»، وتصف المقاومة المشروعة بأنها «إرهاب»، يصبح دور المترجم أكثر حساسية وأهمية فـي كشف هذا التلاعب اللغوي وفضح آلياته، وتقف الترجمة على مفترق طرق تاريخي لتتحول من مجرد أداة لنقل النصوص إلى سلاح استراتيجي فـي معركة الوعي العالمي، نحو إعادة تشكيله وتصحيح مفاهيمه المغلوطة.

فـي هذا الاستطلاع الصحفـي، نطرح السؤال: كيف يمكن للترجمة أن تكون وسيلة فعالة لإعادة بناء هذه السرديات وتصحيح المفاهيم الخاطئة؟ وما الاستراتيجيات التي يجب أن يتبنّاها المترجمون لضمان نقل الحقائق بصدق ودقة؟ مستعرضين آراء عدد من المترجمين لتقديم رؤية تستكشف كيفـية توظيف الترجمة كأداة للمقاومة الثقافـية.

بداية يقول الكاتب والمترجم المصري الدكتور شكري مجاهد، أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن المتفرغ بجامعة عين شمس: كل فعل كتابة جزء من سردية، وعى كتابها إطارها الأيديولوجي أو غفلوا عنه. والترجمة فـي عالمنا العربي مثال واضح لهذا لأنها فـي العموم تنحو منحى فرديًّا وإن قام على نشرها دور نشر لها الصفة المؤسسية. فهي فردٌ اعتباري، بمعنى أنها تعبر عن توجه القائمين عليها سواء اتفق مع عموم التوجه المجتمعي (السياسي وغيره) أم لم يتفق، وفئة المترجمين الأولى أناس اطلعوا على فكر وثقافة مغايرة لِما نشأوا عليها ورأوا أنه لازم لإحداث تغيير ظنوه ضروريًّا لمجتمعاتهم. أو هم أصحاب حرفة استعملتهم دُور ترى ضرورة نقل هذه الأفكار بغية الإثراء أو الإحلال. وإنما ما يضاف إلى النص وقبله وطريقة صياغة النص لتعبر عن موقف المترجم أو الناشر فـيما ينقل، كما أن استطلاع تاريخ الترجمة الحديثة من أواخر القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين تشير إلى أن من قاموا على ترجمة ما عُدَّ أمهات كتب الفكر والأدب الغربيين كانوا من دعاته أي من ناشري سرديته، وإن أعلن بعضهم تحفظًا وأمسك آخرون. من هنا تكون تراث ترجمة عربي يدخل فـي إطار الدعوة إلى السردية الغربية بتحفظ أو من غيره.

ويضيف الدكتور شكري مجاهد: تبدأ من الزعم بأن أصول الثقافة والحضارة الغربية أصول أوروبية -يونانية رومانية- وأنها ترعرعت فـي حضن المسيحية، ثم بلغت رشدها بفصل المسيحية أو الكنيسة أو الدين عن ممارسات العلم والسياسة (وربما العلوم الإنسانية) ومن ثم اتباع النهج العلماني. هذا فـيما يخص سمات السردية الذاتية، أما ما يخص الجزء المتعلق بالآخر فـي هذه السردية، فهو فـي ذاته سردية لا تقل تعقيدًا إن لم تزد... وتبدأ سردية الآخر بوصف حاله الراهن، والمقصود بالآخر هنا العربي الإسلامي، ووصفه بالتخلف حضاريًّا وثقافـيًّا وتتبع وجوده فـي الماضي. وصورته هذه بأغلب جوانبها فـي ذلك الماضي لا تختلف كثيرًا عن صورته فـي الحاضر، فهو متخلف ومصدر خطر. أي أن الرؤية الغربية للآخر فـي سرديته رؤية معطلة لعمل التاريخ، أي أنها تخرج الآخر من التاريخ. ثم تنتقل السردية الغربية إلى استرجاع التاريخ العربي والإسلامي وهنا أهم مواضع تأثير صياغة السردية التي ستنتقل إلى العالم العربي بالترجمة، من حيث صياغة الأحداث وتفسيرها ومنهج النظر فـيها والمصطلحات المستخدمة والمأخوذة من مباحث شتى لوصف الثقافة العربية سواء صلحت هذه المصطلحات للوصف أم لم تصلح.

وفـي سياق عملية الترجمة يقول المترجم الدكتور شكري مجاهد: يأتي مفهوم الأمانة فـي سياق عملية الترجمة ليُسبب أكبر حالات التدليس والتحريف التاريخي فـي السردية الغربية. فالمترجم هنا بين رجلين، صاحب أيديولوجية -أي معتنق الرؤية الغربية وسرديتها- وصاحب حرفة لا يهمه إلا النقل «الأمين» الذي يتوارى بعده. وكلاهما يُحمّل ما يترجم عناصر السردية الغربية بلا نظر نقدي، فتتحول الترجمات إلى أحصنة طروادية تحمل إلى الثقافة العربية عناصر هدمها من خلال خلق الثنائية الخلافـية التي لم تزل الثقافة العربية تعانيها، ثنائية الحديث والقديم. وينصرف الحديث إلى الغربي والقديم إلى العربي وإن كان الحديث يعود إلى اليونان والقديم لا يتجاوز القرن السابع عشر. وهذه مفارقة تاريخية، حيث يعامل أرسطو معاملة المحدثين ويعامل الشوكاني مثلًا معاملة الأقدمين. وينطوي هذا على فهم مغلوط لحركة التاريخ وطبيعة التطور الثقافـي.. فأحلك لحظات المواجهة أو العداء تتجلى فـي كتب تُرجمت ومقدمات كُتبت وحواشٍ سُطرت للدعوة إلى السردية الغربية بغير وعي أحيانًا وبوعي فـي أغلب الأحيان. ثم تأتي الردود عليها تأليفًا أو نقدًا للترجمات من حيث العوار فـي صياغة متن الترجمة أو إضافة الحواشي المضللة، ثم تبيان مواضع التحيز أو التدليس المقصود.

ويضيف «مجاهد» فـي الطور الحالي من تطور حركة الترجمة الذي نحن فـي عقده الثاني أو الثالث وجدت السردية الغربية من يعيد النظر فـيها بعد اكتشاف عدد ليس بقليل من المثقفـين العرب أن الأكاديميات الغربية ليست مستقلة ولا نزيهة كما يشاع أو يشيع المستغربون اختيارًا أو جهلًا. كما اكتشف ذلك مثلهم من الأكاديميين الغربيين من منظور المراجعة الحقيقية الذين أعادوا النظر فـي جانبي السردية الغربية بأدوات جديدة وافتراضات جديدة أو نموذج معرفـي جديد. فطرحوا السردية الغربية الذاتية التي تبدأ من اليونان وتنتهي بهيمنة أوروبا الغربية وامتدادها فـي العالم الجديد على المشهد الحضاري والثقافـي العالمي واعتبار ما قدمته كل ثقافات العالم وحضاراته مجرد درجات سلم تقود إلى صعود الغرب واعتبار ما قدمت مجرد إرهاصات بالحضارة الغربية العظيمة. وهذا هو مدخل الجانب الآخر من السردية، سردية الآخر غير الغربي، وهو العربي فـي حديثنا هذا.

ويختتم الكاتب والمترجم المصري الدكتور شكري مجاهد، أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن المتفرغ بجامعة عين شمس حديثه بالقول إن مراجعة عناصر سردية العربي المتخلف المتعصب العدو الخطير بدأت بمؤلفات قد تصنف فـي فئة الاستشراق الجديد أو تحت مظلة تاريخ الفكر العام، وهنا تأتي الترجمة مرة أخرى لتنقل هذه الكتب التصويبية التصحيحية التنقيحية بغرض إعادة النظر فـي عناصر السردية وبنيتها وأغراضها. غير أن الكتب الداعية للسردية الغربية بحذافـيرها لم تتوقف ولم يتوقف نوعا الترجمة المشار إليهما فـي أول المقال، أي المتحيزة للنسق الغربي والمراجعة المفندة له. وقد ظهر نوع آخر من الترجمة فـي هذا الطور يتوسل بعناصر مهمة من أبرزها التدقيق فـي صحة مصادر كل ما يرد فـي الكتب الآتية من الأكاديميات الغربية ومراجعة افتراضاتها ومسلماتها وإطارها الأيديولوجي، كما تتبع النقول الواردة فـيها والتأكد من دقة فهمها من جانب المؤلف وما طرأ على ترجمتها من تصرف، سواء كانت من العربية أو من لغات أخرى غير التي يجري ترجمة نصها، إضافة إلى تحرير المسائل والقضايا المثارة ووزن طرق التقرير والترجيح، كما أن التحشية الشارحة والموضحة وربما المفندة وراسمة السياقات لما يرد من معلومات، وكل هذه العناصر السابقة هي بعض من كل، غرضها استرداد عناصر السردية العربية من داخل الإطار المفروض عليها فـي الكتابات الغربية وكذلك بناء سردية عربية لتتطور الحضارة الغربية تلتزم الحقائق أو الأدلة الموضوعية ولا تخدم المشروع الاستعماري الغربي، كما تفعل السردية الشائعة.

مسؤولية المترجمين العرب

من جانبه أوضح الكاتب والمترجم المغربي الدكتور الحسن بنو هاشم أن الترجمة تُعَد أداةً حيويةً لنقل السردية الحقيقية للعالم، خاصة فـي قضايا مثل فلسطين والإسلام التي تواجه تشويهًا أو تحيزًا فـي السرديات الغربية المهيمنة، وأن الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية تمثل جسرًا لنقل الصوت العربي وتقديم رؤيته بشكل مباشر إلى العالم.

وأشار إلى أنه، كشخص يعمل فـي الترجمة من الفرنسية إلى العربية، يلاحظ الأهمية الحاسمة التي تؤديها الترجمة فـي تقريب الثقافات وإعادة صياغة السرديات، وأضاف قائلا: ما أحوجنا إلى مترجمين ينقلون السردية العربية إلى العالم بلغاتهم. الترجمة هي الوسيط الأساسي لنقل قضايا الإنسانية والإسلام والهوية العربية، ولا يمكن إيصال صوتنا الحقيقي إلا من خلالها، وهذه المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على المترجمين الذين يشتغلون من العربية إلى اللغات الأجنبية، داعيًا إلى بذل جهود مضاعفة فـي هذا المجال.

تصحيح المفاهيم

وفـي سياق الحديث عن أهمية الترجمة فـي تعزيز الفهم الصحيح للإسلام ونقل الصورة الحقيقية عنه إلى العالم، شدد المترجم التتارستاني راميل أنس على أن الترجمة تعَد أداة أساسية لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروجها بعض السرديات الإعلامية والثقافـية العالمية، حيث إن الترجمة الجيدة، التي تعتمد على الدقة والاحترافـية، ليست مجرد عملية لغوية حرفـية، بل هي عملية ذات أبعاد ثقافـية ومعرفـية تتطلب إدراكًا عميقًا للمعنى والسياق.

وأضاف راميل أنس قائلا: نحن بحاجة ملحة إلى الترجمة فـي هذه المرحلة التاريخية التي يشهد فـيها العالم تحديات فكرية وثقافـية كبيرة. الترجمة الصحيحة ليست مجرد نقل كلمات من لغة إلى أخرى، بل هي وسيلة لإيصال المعاني الدقيقة والمفاهيم الحقيقية للإسلام بطريقة يفهمها الآخرون ويتفاعلون معها. أحيانًا يكون من الضروري الابتعاد عن الترجمة الحرفـية لصالح الترجمة المعنوية التي تركز على إيصال الرسالة بوضوح وعمق.

وأشار إلى أن الجامعة الإسلامية بقازان، حيث يعمل، تولي اهتمامًا خاصًّا بدور الترجمة فـي بناء جسور التواصل الثقافـي والمعرفـي. وقال: «فـي الجامعة الإسلامية، نعمل على ترجمة المؤلفات الأساسية من اللغة العربية إلى اللغتين التترية والروسية، وهما اللغتان الرسميتان فـي تتارستان، وهذا العمل يُعَد خطوة استراتيجية لنقل العلوم والمعرفة الإسلامية إلى طلبتنا، حيث نبدأ بترجمة ما هو أكثر إلحاحًا وضرورة، مثل كتب التراث الإسلامي، والمؤلفات المعاصرة فـي الدراسات الإسلامية، والثقافة العربية، وتاريخ الإسلام».

وأوضح «أنس» أن هذه الجهود تهدف إلى تمكين الطلبة والمجتمع من الوصول إلى المعرفة الإسلامية بطريقة تتناسب مع لغتهم وثقافتهم، ما يعزز الفهم العميق للهوية الإسلامية ويساعد على ترسيخ القيم الإسلامية بشكل صحيح. وأردف قائلا: ما نقوم به ليس مجرد عمل أكاديمي، بل هو جزء من مسؤوليتنا تجاه الأمة الإسلامية، حيث نسعى من خلال هذه الترجمات إلى مواجهة التحديات الفكرية والثقافـية التي يفرضها العصر.

وختم المترجم التتارستاني راميل أنس حديثه بالتأكيد على أن الترجمة ليست فقط وسيلة لنقل النصوص، بل هي جسر للتواصل الحضاري، ودعا إلى دعم المترجمين وتشجيع المبادرات التي تهدف إلى نشر المعرفة الإسلامية والثقافة العربية فـي العالم، مشددًا على أن هذا العمل يمثل خطوة أساسية نحو تعزيز الفهم المتبادل وبناء عالم أكثر تعاونًا وفهمًا.

الترجمة كأداة

يقول الدكتور زياد السيد محمد فروح، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية شعبة اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة بالقاهرة (الفائز بالمركز الثالث فـي جائزة حمد للترجمة عن ترجمته من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية كتاب «فـي نظم القرآن، قراءة فـي نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن فـي ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس): فـي ظل هيمنة السردية الغربية على الإعلام والثقافة، يمكن للترجمة أن تؤدي دورًا حيويًّا فـي إعادة بناء السرديات الحقيقية للقضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية الأخرى حيث تعَد الترجمة جسرًا حيويًّا بين الثقافات، وهي تؤدي دورًا حاسمًا فـي تشكيل الرأي العام وتوجيه النقاش حول القضايا العالمية. فـي سياق الهيمنة الإعلامية الغربية، تتحول الترجمة إلى أداة قوية لإعادة بناء السرديات المضادة، وتقديم سرديات أكثر دقة وشمولية للقضايا الإنسانية، مثل القضية الفلسطينية. حيث نجد على سبيل المثال استخدام وسائل الإعلام الغربية لمصطلحات مثل الحرب الإسرائيلية على الإرهاب بدلا من الحديث عن الإبادة الجماعية التي تشنها قوات المحتل الصهيوني على غزة، حيث تؤدي الترجمة دورًا مهمًّا فـي إعادة بناء السرديات، لا سيما فـيما يتعلق ببعض القضايا الإنسانية. وتعَد القضية الفلسطينية من أبرز تلك الأمثلة.

وحول دور الترجمة فـي إعادة بناء السرديات يقول «فروح»: تساهم الترجمة فـي تصحيح الرواية السائدة التي غالبًا ما تكون متحيزة أو مشوهة، وذلك من خلال تقديم سرديات بديلة تعكس الواقع بشكل أكثر دقة، وذلك باستخدام الألفاظ المعبرة بدقة عن الأحداث الواقعة، كما تتيح الترجمة للأصوات المهمشة والمستضعفة، مثل الفلسطينيين، فرصة للتعبير عن أنفسهم بلغتهم الخاصة، وبالتالي كسر احتكار السردية الغربية، إضافة إلى بناء جسور التواصل بين الثقافات والشعوب، ما يسهم فـي تعزيز التضامن الدولي مع القضايا الإنسانية، كما تمثل الترجمة تحديًا للهيمنة الثقافـية، وذلك من خلال تقديم وجهات نظر متعددة وتشجيع الحوار النقدي.

ومن أهم الاستراتيجيات التي يمكن للمترجمين تبنّيها يقول السيد محمد فروح: يجب على المترجمين الالتزام بأعلى معايير الدقة والأمانة فـي ترجمة النصوص، وذلك للحفاظ على المعنى الأصلي للنص وعدم تحريفه، إضافة إلى أنه يجب على المترجم أن يكون لديه فهم عميق للسياق الثقافـي والسياسي الذي ينتمي إليه النص الأصلي، وذلك لتقديم ترجمة دقيقة تعكس هذا السياق، كما يجب أن تكون الترجمة واضحة ومباشرة، وتجنب استخدام المصطلحات المعقدة أو الغامضة التي قد تعيق فهم القارئ، وعلى المترجم أن يقدم السياق الثقافـي اللازم لفهم النص، وذلك لمساعدة القارئ على فهم المعاني الدقيقة للنص، كما يجب على المترجمين التعاون مع الناشطين والباحثين فـي مجال القضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية الأخرى، وذلك للاستفادة من خبراتهم ومعرفتهم، إضافة إلى بناء شبكات من المترجمين المتخصصين فـي ترجمة النصوص المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية، وذلك لتبادل الخبرات والمعرفة.

وضرب «محمد فروح» أمثلة على بعض الممارسات الناجحة ومنها ترجمة شهادات شهود العيان وضحايا الانتهاكات، ما يمنح صوتًا حقيقيًّا لمن عانوا، وترجمة التقارير التي تصدرها المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، ما يسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان، وترجمة الأعمال الأدبية والفنية التي تعبر عن تجربة الشعب الفلسطيني، ما يسهم فـي نشر الثقافة الفلسطينية، وترجمة الأخبار والتقارير التي تنشرها وسائل الإعلام البديلة الفلسطينية، ما يوفر مصدرًا بديلًا للأخبار.

وفـي الختام أكد الدكتور زياد السيد محمد فروح، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية شعبة اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة بالقاهرة على ضرورة إلقاء الضوء على الدور الذي يؤديه الأزهر الشريف فـي بناء جسور التواصل بين مختلف الثقافات، وعمله الدؤوب فـي تعزيز السلام العالمي، وفـي الوقت نفسه اهتمامه بالقضية الفلسطينية التي تعَد الشغل الشاغل للأزهر الشريف، فنجد بعض الوثائق أصدرها الأزهر الشريف بخصوص القضية الفلسطينية بالإضافة إلى البيانات التي تصدر دائمًا عن الوضع المأساوي فـي غزة، ولا يكتفـي الأزهر الشريف بإصدار هذه الوثائق والبيانات باللغة العربية لكنه يقوم بترجمتها من قبل متخصصين فـي الترجمة إلى لغات عدة وتنشر على مختلف صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة به كما تنشر على بوابة الأزهر الشريف، وتعَد ترجمة هذه المخرجات من الأدوار المهمة التي يؤديها الأزهر الشريف فـي إيصال حقيقة القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الإنسانية الأخرى.

مقالات مشابهة