لجريدة عمان:
2024-10-06@17:33:08 GMT

هذا دفترٌ انقضى من كتفكِ الأيسر

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

(1)

التفَّاحة الوحيدة السَّليمة فـي المركب لا تغفر لبقية المدينة، ولا تسامح أي أحد.

(2)

مقاربةٌ مُقارَنَةٌ، ليست شقيَّة تماما وإن كان، ليست علميَّة على الإطلاق حتى وإن كان العكس صحيحا، ولا مقصودة بالضبط، فـي توارد الخواطر، وحضور المسافات، والتَّدقيق فـي الجزافـيَّات، وحكمة اللِّسان وزلَّاته:

«إن الأفكار التي نملكها، تملكنا» (إدغَر موران).

«أنا أقدر أملك الدولة، والدولة تملكني» (أبو فـيصل، المرحوم عبدالله بن زاهر).

(3)

أتَعَرَّضُ بسبب الموت لسوء فهم الأموات والأحياء معا، من البشر والقواقع كافَّة.

(4)

ذاكرة تنبعث (وطائر العنقاء نائم فـي الرَّماد إلا فـي فـيلم ألفرد هتشكك «سايكو»).

(5)

مطلوبٌ الانتباه للفعل المضارع (خاصة حين يكون بعضهم نَحْوًا للمستقبل).

(6)

كم من الخطايا، أيتها العذراء، كي أجترح الإثم والغفران؟

(7)

أتطاولُ سعفةً فـي الليل (ولا أسافر).

(8)

عليك أن تسرد الحكاية من موقع المستمع/ المُشاهد/ القارئ، وليس الراوي (ليس دومًا).

(9)

أخشاكِ يا آخر الياسمين عند الغروب.

(10)

ضائعون حتى قبل اختراع الغبار.

(11)

أحمد يجيء فـي الولادات، وأحمد يمضي فـي المصائر، ويضيء أحمد فـي كل الأوقات.

(12)

حين يصير الحرير ماء، وتذوب الرَّسائل فـي البحر، ولدى عودة المهاجرين من البحرين والكويت.

(13)

لا رائحةً بحريَّة على هذه الهديَّة المفاجئة، ولا قواقع تحت صدى خطواتكِ المتعجِّلة فـي الانصراف. إلى أين سأمضي، وأين سأهلك، إذاً؟

(14)

أدوات التَّشبيه أخبثُ، وأسوأ، وأضعفُ اختراعات اللغة (والتَّماهي أسوأ).

«أنا آخر» (آرثر رامبو).

(15)

فـي المعمعة، وفـي التَّبَطُّل، الذين جباههم ضئيلة.

(16)

لا مخمل، ولا حرير، ولا عورة، ولا عودة، ولا درَّاجة هوائيَّة فـي آخر مكان فـي مجز الصُّغرى، قبيل الوادي الجاف الذي فـيه ماء عذب.

هكذا ينبغي أن يكون شيء واحد على الأقل فـي هذا الهلاك.

(17)

الحب فطرة وغريزة، والإنسان تطوُّرٌ ارتقائي (وأنا سأكفُّ عن التَّدريبات).

(18)

لم يغادر الأعداء بيتنا مُذْ مهد الأب، وصدر الأم، وبقيَّة الأهل، والطريق إلى أقصى الحجرات: الحجرة الشَّماليَّة التي فـيها الكتب والرُّعب.

(19)

ما من عبدٍ إلا ويفقه هذا: السؤال مذلَّة، والجواب إهانة أكبر.

(20)

الكلمة لا تُسعِف، الموت لا يقدِر، والحياة تكفُّ عن الاستعارات.

(21)

الذين يتذكرون لا يستطيعون أن ينسوا. أما الذين نسوا فلا مشكلة لديهم مع النسيان.

(22)

يحتاج الإنسان إلى أوبئة أخرى أشد فتكا مما حاق بنا كي يعيد التفكر فـي أنه ليس وحده هنا.

فلنرحل من هنا بأقصى سرعة ممكنة.

(23)

يأتي على الدَّهر حينٌ من المرء: كلا، لا أريد المزيد من التجارب والحِكم. أريد أن أموت (ببساطة، فقط).

(24)

أيها المطر الذي أغرق البلاد: من أي لحدٍ من لحودك جاءت هذه السُّيول؟

(25)

أحبُّكِ فـي العين مرسومة على حقائب الرِّحلات التي على الظَّهر.

(26)

حبٌّ عظيمٌ فـي التباس ظَنِّ الابتسامة (وليس فـي حسن أو سوء النَّتائج العِبر).

(27)

انتبه لقلبك: لم يعد ذلك العصفور يقول شيئا فـي التآكل.

(28)

احذر: قتلُك بالكاد ابتدأ.

(29)

ليس كل من يبكي وينوح طيرًا (سيتصرَّف الليل وأشجان السِّنين بالشُّعراء).

(30)

الكتابة توثيقٌ باهتٌ، ومشبوهٌ، وضعيفٌ، ومسكينٌ (وإن لم تُصَدِّق هذا فعليك بالمزيد من الكتابة والكوابيس).

(31)

لم يعودوا قادرين إلا على الموت (موتهم، فحسب).

(32)

يرشده أبوه إلى الهاوية، ولا تستقيل أمُّه من النُّخْط (وهو هنا، وهو هناك).

(33)

لا خير يُرجى من موت لا يوصَل إليه إلا بعد تَخَفُّفٍ منهجيٍّ صارم، وعنيد، وطويل.

ولهذا أنا خائف جدًا من الموت (بسبب كل ذلك التقصير، فـي هذه الليلة تحديدًا).

(34)

أكتب فـي كل يوم كلمة واحدة فقط (وأَقطع حبل سر القمر فـي كل ليلة).

(35)

ليس الزَّمن، وليس المقدور، وليس الخبز، ولا اللُّعاب، ولا الزَّبيب.

(36)

لم يعد قاسيًا أن ليس له أُم. القسوة الأكبر هي أن للأم بناتًا وأبناء آخرين.

(37)

لا أستطيع أن أموت هنا، بل سأُنْحَرُ هناك (كلُّهم ماتوا هنا بسبب اكتظاظٍ شديد، وترَدُّدٍ هائل، وعجزٍ فـي الوفرة).

(38)

فـي صالات الضيوف، والموائد فـي ارتكابات الغداء وحماقات العشاء، وبروتوكولات الغيبة والنَّميمة فـي مجالس العزاء، فـيما هو أصغر بكثير من الرَّذيلة والإنسان.

(39)

يقول السَّائح: بلادهم جميلة ومُطَرَّزةٌ بالحصون، والقلاع، وأبراج المراقبة، والأسوار.

يقول التَّاريخ: كلّها استُخدِم فـي صدِّ هجمات بعضهم على بعضهم الآخر.

(40)

اقتصدتم فـي تقدير حجم اللَّحد (تزجُّون الهالك زجًّا وجُرْمُه أطولُ من الحفرة التي اقترحتم)، فبالِغوا فـي رشِّ الماء على وجوهكم وقلوبكم بعد غبار الدَّفن، وقبل أن يرحل القبرُ إلى قبرٍ آخر.

(41)

أتفتقدون الحنان؟

لا، أنا لا أفتقده (ولهذا أواظب على القبور، وتواظب القبور -- فرديَّة وجماعيَّة، معلومة ومجهولة -- عليَّ).

(42)

كلما راحت القافلة بالنَّظرات (أيتها الظَّاعنة الأبديَّة).

(43)

يُقَتِّرُ بيت المال على التَّاريخ، ويبخل التَّاريخ على المؤمنين.

(44)

لا أساويكِ بالجوهر، ولا أقرنكِ بالجرح، وأثق بك أكثر فـي المِلح.

(45)

يُحْرَجُ القاتل، ولا يتحرَّج الشُّهود.

(46)

يا مريم: فـي كل ليلة ألتقي بأسوأ ما فـي الحليب.

(47)

ما من عِلَّة أكبر من الحدس، وما من مَلَكَةٍ أعظم من الحدس.

(48)

سأموت (غالبًا، بسبب الخديعة والإخلاص معا).

(49)

نحن أيضا نمضي فـي هذا الطريق حتى وإن لم نَدْرِ شيئا عن العالم أو عنَّا (كمن يشاهد فـيلم «سحر البورجوازيَّة الخَفِي» للويس بونويل).

(50)

هذا دفترٌ انقضى من كتفكِ الأيسر.

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فـی کل

إقرأ أيضاً:

آخرهم عارفة عبد الرسول.. فنانين يكشفون عن هواجسهم وخوفهم من الموت

أثارت تصريحات الفنانة عارفة عبد الرسول حول خوفها من الموت قبل تحقيق أحلامها جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي منشور لها على حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قالت فيه: "عندي سبعين سنة، وناقص على تحقيق أحلامي سنتين وخايفة أموت قبل ما حققه".

عارفة عبد الرسول

 

لم تكن عارفة عبد الرسول الوحيدة التي تعاني من فوبيا الموت؛ فعدد كبير من الفنانين والمشاهير عبروا عن مخاوفهم تجاه هذا الموضوع، وفي السطور التالية نرصد أبرز التفاصيل. 

محيي إسماعيل 

 

على سبيل المثال، يعاني الفنان محيي إسماعيل من خوف شديد من الموت، وقد صرح مُسبقًا بأنه لم يحضر مراسم جنازة سوى مرة واحدة، وكان حينها في طفولته، حيث فقد وعيه عندما طلب منه أحدهم منه النزول إلى مقبرة.

سمير غانم 

 

أيضًا، الفنان الراحل سمير غانم عبّر عن مخاوفه من الموت في أكثر من لقاء تلفزيوني سابق له، وفي أحد تلك اللقاءات التلفزيونية، قال أن وفاة المقربين منه كانت تؤثر عليه بشدة، وكان يشعر بالحزن كلما سمع خبر وفاة أحد الفنانين.

 

الفنان راغب علامة تحدث عن معاناته من فوبيا الموت منذ صغره، حيث يخشى فقدان الأشخاص الذين يحبهم أكثر من خوفه من الموت نفسه. 

 

إسعاد يونس

 

بينما عبرت الإعلامية إسعاد يونس عن حيرتها في فهم منطق الموت، مشيرة إلى صعوبة تقبل فكرة فقدان شخصيات محبوبة مثل سمير غانم.

 

مقالات مشابهة

  • كاريكاتير.. الـ 7 من أكتوبر الموت الأحمر الذي زلزل كيان العدو الصهيوني
  • نجاة 30 شخصًا من الغرق أثناء رحلة الموت إلى سقطرى
  • تفسير حلم النجاة من الموت في المنام لابن سيرين.. بشرة خير أم شر قريب
  • دفتر أحوال وطن «٢٩١»
  • الموت يغيّب الفنان السوداني سبت عثمان
  • مراقِبة بالجيش الإسرائيلي: في 7 أكتوبر أخبرنا رؤساءنا أننا على وشك الموت
  • الموت يغيّب الحكم الدولي «محمد العفاس»
  • آخرهم عارفة عبد الرسول.. فنانين يكشفون عن هواجسهم وخوفهم من الموت
  • رحلة مزمل للتحرر من الخرافة