لجريدة عمان:
2024-11-21@14:52:29 GMT

هذا دفترٌ انقضى من كتفكِ الأيسر

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

(1)

التفَّاحة الوحيدة السَّليمة فـي المركب لا تغفر لبقية المدينة، ولا تسامح أي أحد.

(2)

مقاربةٌ مُقارَنَةٌ، ليست شقيَّة تماما وإن كان، ليست علميَّة على الإطلاق حتى وإن كان العكس صحيحا، ولا مقصودة بالضبط، فـي توارد الخواطر، وحضور المسافات، والتَّدقيق فـي الجزافـيَّات، وحكمة اللِّسان وزلَّاته:

«إن الأفكار التي نملكها، تملكنا» (إدغَر موران).

«أنا أقدر أملك الدولة، والدولة تملكني» (أبو فـيصل، المرحوم عبدالله بن زاهر).

(3)

أتَعَرَّضُ بسبب الموت لسوء فهم الأموات والأحياء معا، من البشر والقواقع كافَّة.

(4)

ذاكرة تنبعث (وطائر العنقاء نائم فـي الرَّماد إلا فـي فـيلم ألفرد هتشكك «سايكو»).

(5)

مطلوبٌ الانتباه للفعل المضارع (خاصة حين يكون بعضهم نَحْوًا للمستقبل).

(6)

كم من الخطايا، أيتها العذراء، كي أجترح الإثم والغفران؟

(7)

أتطاولُ سعفةً فـي الليل (ولا أسافر).

(8)

عليك أن تسرد الحكاية من موقع المستمع/ المُشاهد/ القارئ، وليس الراوي (ليس دومًا).

(9)

أخشاكِ يا آخر الياسمين عند الغروب.

(10)

ضائعون حتى قبل اختراع الغبار.

(11)

أحمد يجيء فـي الولادات، وأحمد يمضي فـي المصائر، ويضيء أحمد فـي كل الأوقات.

(12)

حين يصير الحرير ماء، وتذوب الرَّسائل فـي البحر، ولدى عودة المهاجرين من البحرين والكويت.

(13)

لا رائحةً بحريَّة على هذه الهديَّة المفاجئة، ولا قواقع تحت صدى خطواتكِ المتعجِّلة فـي الانصراف. إلى أين سأمضي، وأين سأهلك، إذاً؟

(14)

أدوات التَّشبيه أخبثُ، وأسوأ، وأضعفُ اختراعات اللغة (والتَّماهي أسوأ).

«أنا آخر» (آرثر رامبو).

(15)

فـي المعمعة، وفـي التَّبَطُّل، الذين جباههم ضئيلة.

(16)

لا مخمل، ولا حرير، ولا عورة، ولا عودة، ولا درَّاجة هوائيَّة فـي آخر مكان فـي مجز الصُّغرى، قبيل الوادي الجاف الذي فـيه ماء عذب.

هكذا ينبغي أن يكون شيء واحد على الأقل فـي هذا الهلاك.

(17)

الحب فطرة وغريزة، والإنسان تطوُّرٌ ارتقائي (وأنا سأكفُّ عن التَّدريبات).

(18)

لم يغادر الأعداء بيتنا مُذْ مهد الأب، وصدر الأم، وبقيَّة الأهل، والطريق إلى أقصى الحجرات: الحجرة الشَّماليَّة التي فـيها الكتب والرُّعب.

(19)

ما من عبدٍ إلا ويفقه هذا: السؤال مذلَّة، والجواب إهانة أكبر.

(20)

الكلمة لا تُسعِف، الموت لا يقدِر، والحياة تكفُّ عن الاستعارات.

(21)

الذين يتذكرون لا يستطيعون أن ينسوا. أما الذين نسوا فلا مشكلة لديهم مع النسيان.

(22)

يحتاج الإنسان إلى أوبئة أخرى أشد فتكا مما حاق بنا كي يعيد التفكر فـي أنه ليس وحده هنا.

فلنرحل من هنا بأقصى سرعة ممكنة.

(23)

يأتي على الدَّهر حينٌ من المرء: كلا، لا أريد المزيد من التجارب والحِكم. أريد أن أموت (ببساطة، فقط).

(24)

أيها المطر الذي أغرق البلاد: من أي لحدٍ من لحودك جاءت هذه السُّيول؟

(25)

أحبُّكِ فـي العين مرسومة على حقائب الرِّحلات التي على الظَّهر.

(26)

حبٌّ عظيمٌ فـي التباس ظَنِّ الابتسامة (وليس فـي حسن أو سوء النَّتائج العِبر).

(27)

انتبه لقلبك: لم يعد ذلك العصفور يقول شيئا فـي التآكل.

(28)

احذر: قتلُك بالكاد ابتدأ.

(29)

ليس كل من يبكي وينوح طيرًا (سيتصرَّف الليل وأشجان السِّنين بالشُّعراء).

(30)

الكتابة توثيقٌ باهتٌ، ومشبوهٌ، وضعيفٌ، ومسكينٌ (وإن لم تُصَدِّق هذا فعليك بالمزيد من الكتابة والكوابيس).

(31)

لم يعودوا قادرين إلا على الموت (موتهم، فحسب).

(32)

يرشده أبوه إلى الهاوية، ولا تستقيل أمُّه من النُّخْط (وهو هنا، وهو هناك).

(33)

لا خير يُرجى من موت لا يوصَل إليه إلا بعد تَخَفُّفٍ منهجيٍّ صارم، وعنيد، وطويل.

ولهذا أنا خائف جدًا من الموت (بسبب كل ذلك التقصير، فـي هذه الليلة تحديدًا).

(34)

أكتب فـي كل يوم كلمة واحدة فقط (وأَقطع حبل سر القمر فـي كل ليلة).

(35)

ليس الزَّمن، وليس المقدور، وليس الخبز، ولا اللُّعاب، ولا الزَّبيب.

(36)

لم يعد قاسيًا أن ليس له أُم. القسوة الأكبر هي أن للأم بناتًا وأبناء آخرين.

(37)

لا أستطيع أن أموت هنا، بل سأُنْحَرُ هناك (كلُّهم ماتوا هنا بسبب اكتظاظٍ شديد، وترَدُّدٍ هائل، وعجزٍ فـي الوفرة).

(38)

فـي صالات الضيوف، والموائد فـي ارتكابات الغداء وحماقات العشاء، وبروتوكولات الغيبة والنَّميمة فـي مجالس العزاء، فـيما هو أصغر بكثير من الرَّذيلة والإنسان.

(39)

يقول السَّائح: بلادهم جميلة ومُطَرَّزةٌ بالحصون، والقلاع، وأبراج المراقبة، والأسوار.

يقول التَّاريخ: كلّها استُخدِم فـي صدِّ هجمات بعضهم على بعضهم الآخر.

(40)

اقتصدتم فـي تقدير حجم اللَّحد (تزجُّون الهالك زجًّا وجُرْمُه أطولُ من الحفرة التي اقترحتم)، فبالِغوا فـي رشِّ الماء على وجوهكم وقلوبكم بعد غبار الدَّفن، وقبل أن يرحل القبرُ إلى قبرٍ آخر.

(41)

أتفتقدون الحنان؟

لا، أنا لا أفتقده (ولهذا أواظب على القبور، وتواظب القبور -- فرديَّة وجماعيَّة، معلومة ومجهولة -- عليَّ).

(42)

كلما راحت القافلة بالنَّظرات (أيتها الظَّاعنة الأبديَّة).

(43)

يُقَتِّرُ بيت المال على التَّاريخ، ويبخل التَّاريخ على المؤمنين.

(44)

لا أساويكِ بالجوهر، ولا أقرنكِ بالجرح، وأثق بك أكثر فـي المِلح.

(45)

يُحْرَجُ القاتل، ولا يتحرَّج الشُّهود.

(46)

يا مريم: فـي كل ليلة ألتقي بأسوأ ما فـي الحليب.

(47)

ما من عِلَّة أكبر من الحدس، وما من مَلَكَةٍ أعظم من الحدس.

(48)

سأموت (غالبًا، بسبب الخديعة والإخلاص معا).

(49)

نحن أيضا نمضي فـي هذا الطريق حتى وإن لم نَدْرِ شيئا عن العالم أو عنَّا (كمن يشاهد فـيلم «سحر البورجوازيَّة الخَفِي» للويس بونويل).

(50)

هذا دفترٌ انقضى من كتفكِ الأيسر.

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فـی کل

إقرأ أيضاً:

روضة الحاج: تعبنا من الموتِ والحزنِ والحربِ والارتحالْ!

كتبت شاعرة السودان الأولى “روضة الحاج”: أما آنَ يا وطني أن تلمَّ اليتامى بحضنِكَ أن تمنحَ الثاكلاتِ القليلَ من الحبِّ أن تتجلَّى أمامَ نواظرِنا مثلما نتمنَّاكَ أبهى من البدرِ في ليلةِ الاكتمالْ! أما آنَ يا سيَّدي أن تُعيدَ علينا نشيدَ البداياتِ أن تطرقَ البابَ كالعيدِ ثم تقسِّمُ حلوى الحياةِ علينا فقد قتلتنا المراراتُ يا موطني وتعبنا من الموتِ والحزنِ والحربِ والارتحالْ! أما آنَ يا سيَّدَ النهرِ والغابِ والبيدِ والبحرِ والفلواتِ العظيمةِ أن تستريحَ قليلاً بأعينِنا طالَ هذا السُرى يا منى الروحِ طالْ! تعبنا وضاقت بنا الأرضُ أرهقَنا أنَّ هذي النجومَ بأرضِكَ عافتْ سماكَ وأنَّ الغناءَ النشازَ استطالْ تعبنَا ونحن نُغنِّي غداً تُشرقُ الشمسُ تُشفى جراحُكَ يبتسمُ اليائسونَ الحزانى غداً تضحكُ النسوةُ الثاكلاتُ غداً في المراجيحِ يهتفُ أطفالُكَ الرائعونَ بأحلى أهازيجِهم والغدُ الأخضرُ المُرتجى ما يزالْ! حملناكَ والله في مقلةِ العينِ في دمِنا في الحنايا عشقناكَ صيفاً خريفاً شتاءً خلقنا ربيعاً من الحبِّ فاكتملتْ روعةُ الكرنفالْ ولكننا قد تعبنا وأبناؤك السمرُ ينطفئونَ ويمضونَ جيلاً فجيلاً وما ثمَّ أفقٌ لنا للعبورِ ولا ثمَّ حلمٌ لنا قد يُنالْ عشقناكَ فاغفر لنا ربما كان عشقاً قليلاً وأنت الكثيرُ الكبيرُ المحالْ! تعبنا فقُل أيها الوطن الأسمرُ الرحبُ كيف الخلاصُ؟ وكم سوف نبقى نُرجِّي صباحَكَ يا وطني يا بعيدَ المنالْ!؟ السمراء روضة الحاج رصد وتحرير – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حسين خوجلي يكتب: حكاية من دفتر الأزهري
  • الثانية خلال 24 ساعة.. منتسب يضرب زوجته حتى الموت في بغداد
  • ضبط المتهمين بالتعدى على شخص وتصويره بالقاهرة
  • حوثيون يدهسون طبيباً ناشئاً في إب ويتركونه ينزف حتى الموت
  • الرئيس تبون يخصص 2000 دفتر حج إضافي.. وهذه شروط الاستفادة منها
  • روضة الحاج: تعبنا من الموتِ والحزنِ والحربِ والارتحالْ!
  • كلب ينقذ سائحاً من الموت
  • ألم في الجانب الأيسر من البطن.. ما هو التهاب البنكرياس الحاد؟
  • مغامرات «مكي» و«غادة».. وبدائل منى زكي.. وعودة هنيدي وهيفاء.. دفتر الحضور والغياب في دراما رمضان 2025
  • بـ 900 ألف درهم.. يستغل سفر شريكه ويستخدم دفتر شيكاته