لجريدة عمان:
2024-10-06@17:21:36 GMT

نساء في بلاد المغامرات والخلوات!

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

يشكّلُ الشتاء علامة فارقة لمُحبي سياحة المغامرات، تلك التجارب التي يمكن أن تسرقنا من عالمنا الإسمنتي إلى جبال يحفُّها نشيد الجمال المُذهل، تحملنا إلى عالم الكهوف الغامضة، أو تأخذنا فـي نزهة سرية إلى عمق أوديتها المتدفقة، كما تشكّل إشارة لأولئك المُغرمين بنصب عدّة التخييم فوق نعومة الرمل أو جوار الشواطئ المُفعمة بأصوات الطبيعة الحية والتي لا تهدأ بين مد وجزر.

هناك حيث يتمكن أحدنا من مراقبة تغيُّر ألوان السماء فـي لحظتين فارقتين كالشروق والغروب، حيث يتسللُ أحدنا من ضجيج العالم الخارجي إلى ألفة حميمية برفقة الذات المنفلتة من لهاث الحياة اللامحدود، فالإنسان المستنزف بالأخبار الرديئة، يهفو لخلوة مع الطبيعة يلتقط فـيها لهاث أنفاسه المبعثرة.

بدأت علاقتي بسياحة المغامرات مُتأخرة، كان مُحرضها الأساسي الهروب من الجو الكابوسي الذي فرضه علينا وباء «كورونا»، فوجدتُ العديد من الفتيات والنساء ممن يتشاركن معي هذا الاهتمام. ولكن لطالما كان لديّ خوف من قدرة الفرق النسائية على المضيّ بنا إلى الأماكن الأكثر وعورة، إذ تُصاب بعض الفتيات فـي المرّات الأولى بالهلع، فلا تستطيع تقدير إمكانياتها المتواضعة إزاء قسوة الطبيعة وحدتها، فلا تدرك -على نحو دقيق- المشقة التي تنتظرها فـي الالتواءات المجهولة!

وإن بدا من المُطمئن فرض شروط على الشركات المُسجلة تحت اسم نشاط المغامرات، وإلزامها بالتدريب، إلا أنّ بعض الفرق تتحايل على الأمر، تهرُّبًا من دفع المبالغ التي يفرضها الحصول على ترخيص، أو استجابة لنوايا الكسب السهل والسريع عن طريق فتح صفحة فـي حسابات السوشال ميديا. ولستُ على يقين بأنّ احتياطات السلامة تحملُ على محمل الجد من قبل الجميع، لا سيما وأنّ بعض الأماكن يسودها انقطاع فـي خدمات شبكات الاتصال!

فكيف نستطيع أن نعرف إن كان الفريق يمتلك صلاحيات لعمله أم لا؟ وكيف نتأكد من أنّنا كمشاركين محميون من المخاطر المُحدقة بنا؟ ماذا عن توفر سترات النجاة، القدرة على القيام بالإسعافات الأولية، والقدرة على التصرف فـي الظروف الخطرة؟ وتتبُّع تغيُّر حالة الطقس، والتماس مع أهالي القرى الذين يعرفون مجرى أوديتهم وخطورتها؟

بمناسبة اقتراب يوم المرأة 17 أكتوبر، أرى من الأهمية بمكان الالتفات لهذا القطاع الذي يستطيع أن يفتح بيوت العديد من النساء، ويوفر لهن فرص عمل حقيقية، فلماذا لا يُنظر بجدية فـي موضوع القروض الميسرة لهن؟ فأدوات سياحة المغامرات مُكلفة للغاية، وينبغي التأكد من صيانتها وتغييرها من عام لآخر. لماذا لا يتم تدريب النساء «قائدات الفرق» الجادات، من قبل وزارة الدفاع بشكل مجاني، أو الاستعانة بالخبرات العالمية والعربية فـي هذا المجال؟ لماذا لا تجهز البنية الأساسية من قبيل وضع «العلامات» للمسارات، وتوفـير دورات مياه متنقلة، وتهيئة الطرق الوعرة، فأغلب الجهود فـي هذا القطاع قامت بأيدي الشباب؟

عمل منصة موحدة وفاعلة تجمع الشركات المرخصة، والتي تقدم معلومات كافـية للزائرين عن الفرق ومساراتها، قد يحرض شكلا من التنافسية الإيجابية. كما أنّ سن معايير المراقبة الصارمة، وإعداد استبيان يُحدد فـيه المشارك مستوى لياقته وأمراضه إن وجدت، قد يغدو مفـيدًا قبل أن يزجّ أحدنا بنفسه إلى التهلكة!

لدى الدفاع المدني تطبيق خاص بالشركات التي تمارس هذا النوع من الأنشطة، يُسجل بواسطته الفريق الوجهة وعدد الأفراد والمدّة، حتى يسهل التعامل فـي الحالات الطارئة، وهي فكرة فـي غاية الأهمية، ولكن هل تلتزم جميع الفرق بتنفـيذها؟

الجانب الآخر الأكثر أهمية هو الاشتغال على نظرة المجتمع القاصرة تجاه هذا النوع من الأنشطة، فالمرأة تكابد الكثير من الضغوط الحياتية، ويمكن لهذه الرياضة أن تساعد على تحسن صحتها النفسية والجسدية بصورة لافتة، فالمغامرة ترينا الجانب الخفـي منا، وتجعلنا نتبصر فـي عظمة الكون.

رسم السياسات الجادة لتنمية قطاع حيوي كهذا، لا سيما فـي ظل ما تتمتع به عُمان من أمن واستقرار، وامتداد جغرافـي شديد الثراء والتنوع، يمكن أن يُنشط السياحة الداخلية ويجذب أنظار العالم إلينا، لتتحول عُمان إلى بلد المغامرات أو الخلوات التي يسودها التأمل والانكفاء.. يمكن أن يجلب المتعة والترفـيه ويُعالج شقاء الأرواح المُتعبة.

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

23 فريقاً في النسخة الثالثة من بطولة الاتحاد لهوكي الجليد


أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة تنبيه من المركز الوطني للأرصاد «سيدات أبوظبي الرياضي» يخطف الأضواء في «الأبطال»

برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، تنطلق الأحد النسخة الثالثة من بطولة الاتحاد لهوكي الجليد للرجال والسيدات، التي تُقام في صالة الهيلي بمدينة العين، وتستمر حتى 12 أكتوبر الجاري، بإشراف اتحاد الرياضات الشتوية، وبتنظيم من شركة توجزر وي كان وللمرة الأولى في تاريخ البطولة، يرتفع عدد الفرق المشاركة إلى 23 فريقاً، ما يعكس التوسع الكبير في شعبية اللعبة ومستوى الإقبال على المشاركة.
ومن المتوقع أن تكون النسخة الحالية الأكثر تنافسية حتى الآن، حيث ستشهد 66 مباراة على مدار أسبوع، مما يعد بمنافسات قوية للغاية وحضور جماهيري كبير، وتبدأ تفاصيل البطولة الأحد مع حفل افتتاح رسمي، يعقبه عدد من الفقرات المختلفة بحضور كافة الفرق المشاركة تنطلق بعدها أولى منافسات البطولة في تمام الثامنة مساء.
وعلى مستوى الفتيات يشارك 13 فريقاً ستنقسم إلى مستويين، حيث يشارك في المستوى الأول فرق النخبة وهم الظبي من الإمارات الذي ينتمي أغلب أعضائه إلى منتخب الإمارات، وسك من روسيا، آيس بوكس من إيران وهو صاحب المركز الأول آسيوياً في 2024 وأحد أقوى المرشحين، شاهين من الإمارات، فلبين إيجلز من الإمارات، لويف من الهند، وتنتمي أغلب الفرق الإماراتية المشاركة في هذا المستوى إلى المنتخب الذي حصد المركز الثاني آسيويا، في حين يشارك في المستوى الثاني فتيات فريق مسقط، فريق الرياض وينجز، فريق جدة إيقلز، فريق اوكرالون الروسي، فريق بانثر الروسي، فريق دبي قزالز، فريق باندا الإيراني.
ويشارك في فئة الشباب 10 فرق تنقسم إلى مجموعتين تلعب بنظام التصفيات والإقصاء، حيث يقام في الدور الأول تصفيات إقصائية، وصولاً إلى ربع النهائي، ثم نصف النهائي والنهائي، ويشارك في الشباب فريق وشق الإماراتي والذي حصد المركز الأول في كأس العالم للمستوى الثاني 2b وينتمي أغلب أعضائه إلى المنتخب، والجدير بالذكر أن نفس المنتخب سيشارك في أستراليا بكأس العالم فئة 2A، وهو ضمن المستويات الأفضل على المستوى العالمي، وأيضا تشارك فرق سايبر بدونز من الإمارات، فريق فيليب إيجلز، فريق شو وركس الهندي، فريق دبي m9، فريق الرياض ونقز، فريق جدة إيقلز، فريق أوكرالون الروسي، فريق خنجر العماني، فريق مجان العماني.
من جهتها، ثمنت فاطمة صياح القبيسي، عضو مجلس إدارة اتحاد الرياضات الشتوية رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للبطولة، مؤكدة أن دعمه الدائم للمنافسات سبب في وصولها لمراتب أعلى، وقالت: فخورون بارتفاع عدد الفرق المشاركة إلى 23 فريقاً هذا العام، وهو إنجاز يعكس التطور المستمر للبطولة، التوقعات عالية بأن تكون هذه النسخة واحدة من أقوى النسخ على الإطلاق، مع حضور كبير ودعم واسع من مختلف الدول، ونحن نعتبر هذه البطولة جزءاً أساسياً من التحضيرات للمنافسات الدولية القادمة، ونتطلع لرؤية أداء مميز من الفرق المشاركة.
وتعد هذه البطولة خطوة مهمة في تطوير رياضة هوكي الجليد في المنطقة، وتهدف إلى تقديم فرص إضافية للأبطال المحليين والدوليين، لرفع مستوياتهم الفنية والاستعداد للبطولات العالمية، الجدير بالذكر أن النسخة الماضية شهدت نجاحاً باهراً، مما زاد من تطلعات النسخة الثالثة لتقديم بطولة تليق بسمعة الرياضة الشتوية في الإمارات، كما تعتبر هذه البطولة جزءاً من مشوار الإعداد والتحدي للأبطال المغادرين من أجل الاستعداد للمشاركات المستقبلية في البطولات الدولية.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصور والفيديو.. في حادثة فريدة.. سيدة سودانية تفاجئ الجميع وتزف زوجها عريساً لزوجته الثانية وساخرون: (يا نساء كونوا مثل عزيزة.. قبضت حقها وسلمته للجديدة تسليم مفتاح)
  • مراسيم كويتية بسحب الجنسية من 63 شخصا غالبيتهم نساء لأسباب متعددة
  • نساءٌ راقبن حزب الله.. تقريرٌ مثير ومعلومات مشوّقة!
  • حرب الـ33 يوماً تعود الى الأذهان.. ما الفرق بين ال2006 والان؟
  • نتائج مثيرة في الجولة الخامسة من "دوري الشباب"
  • نساء على رأس حكومات العالم.. تقدم متواصل رغم التحديات
  • رشا راغب: أكاديمية التدريب حرصت على تأهيل نساء مصر للقيادة
  • «قصور الثقافة»: مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية أكبر من فكرة رقص
  • 23 فريقاً في النسخة الثالثة من بطولة الاتحاد لهوكي الجليد