كيف تحمي نفسك من الصدمات المالية؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تشير الصدمة المالية إلى «الضيق العاطفي العميق الناتج عن تحديات مالية شديدة، مثل فقدان الوظيفة بشكل مفاجئ أو قلة الفرص الوظيفية، التي يعتبرها الشخص فشلًا شخصيًّا يؤدي به إلى شعور متزايد بالخوف وفقدان الأمان، فضلًا عن ضعف في تقدير الذات».
ينعكس ذلك في سلوك مالي غير عقلاني، مثل تجنب التخطيط المالي أو الإسراف في الإنفاق كوسيلة للتعامل مع هذا القلق، أو البخل الشديد بهدف الادخار لدرجة حرمان الشخص نفسه من الاحتياجات الأساسية، ويصل الأمر عند البعض إلى حد رفض الحديث عن المال أو متابعة حركة الرصيد المصرفي، مما يؤدي بهم إلى اتخاذ قرارات مالية متهورة.
كما يمتد تأثير الصدمات المالية ليشمل العلاقات الإنسانية مع الأسرة والأصدقاء، فيصبح المرء عدوانيًّا أو منعزلًا، لا لشيء سوى شعوره بالعجز، خاصة إذا كان رجلًا والمعيل الأساسي للأسرة، في زمن تعصف فيه الأوضاع الاقتصادية والأزمات المالية.
لكن، ورغم سوداوية الصورة التي قد يراها الشخص الذي تعرض لصدمة مالية، فإن التعافي منها ممكن، ويتطلب التخطيط والصبر، فإذا كنت ممن مرّ بوضع مالي سيئ، فاعلم أنك لست الوحيد، وأن وضعك، مهما كان سيئًا، هو وضع مؤقت، يتطلب قليلًا من المسؤولية وقرارًا صادقًا باستلام زمام الأمور في حياتك، قد تطول العملية قليلًا، لكن لا بأس، فكما يقال دائمًا: «في آخر النفق دائمًا بصيص من النور». ألقِ نظرة بداية على وضعك المالي بصدق لمعرفة الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، بعدها ضع ميزانية واقعية تراعي فيها وضعك المالي وأسلوب حياتك؛ لأن الإدارة المالية لا تعتمد على مقاس واحد للجميع، قسّم دخلك إلى مصروفات ضرورية، ورفاهية، وادخار، وعندما تضع ميزانية، التزم بها؛ لأن لا جدوى من خطة لن تلتزم بها، إذا كنت مثقلًا بالديون، ضع خطة لتسديدها بشكل تدريجي.
بمجرد أن تبدأ في استعادة استقرارك المالي، احرص على تخصيص جزء من دخلك لبناء صندوق للطوارئ، سيساعد هذا الصندوق في تغطية النفقات غير المتوقعة، وسيسهم في تخفيف الضغط المالي عند حدوث أزمات مستقبلية.
كما يُقال: «العلم نور»، فالتثقيف المالي يمكن أن يعزز صحتك النفسية ويمنحك الثقة والطمأنينة، فالإنسان عدو ما يجهل، هناك العديد من المستشارين المختصين في هذا المجال الذين يمكنهم مساعدتك، فلا تتردد في طلب المساعدة.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
هل صيام الشخص المتنمر مقبول؟.. هبة النجار تجيب
أكدت الدكتورة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن التنمر من الذنوب العظيمة التي يجب أن يحذر منها المسلم، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يسعى الجميع إلى التحلي بالأخلاق الحسنة والتقرب إلى الله عز وجل.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن التنمر لا يقتصر أثره على مجرد الكلمات الجارحة، بل قد يؤدي إلى أضرار نفسية جسيمة، تصل في بعض الحالات إلى الاكتئاب الحاد أو حتى الانتحار، خاصة إذا كان الشخص المتنمر عليه غير قادر على الهروب من بيئته، كما هو الحال في المدارس أو أماكن العمل.
وأضافت أن الإسلام شدد على ضرورة عدم إيذاء الآخرين، مستشهدة بقاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، داعية الجميع إلى الانتباه لما يقولونه، فالكلمة قد تترك أثراً لا يُمحى في نفس الإنسان، مؤكدة أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يجب أن يشمل الامتناع عن الأفعال السيئة، ومنها التنمر، حتى يكون الصيام صحيحًا ومقبولًا عند الله.
أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: التنمر محرم شرعًا ومظهر من مظاهر الجاهلية
وكانت الدكتورة هبة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، حذرت من أخطر ذنوب السوشيال ميديا المنتشرة بين الناس، لافتة إلى أنها أصبحت من العادات المنتشرة في الآونة الأخيرة ويرتكبها كثيرون في غفلة عن السيئات التي يتحملونها.
وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن التنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يختلف في حكمه عن التنمر اللفظي أو الجسدي، بل قد يكون أشد ضررًا، نظرًا لانتشاره السريع وتأثيره العميق على الحالة النفسية للأفراد، خاصة الشباب والمراهقين.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن البعض يظن أن التعبير عن الرأي على السوشيال ميديا بلا ضوابط، فيطلقون تعليقات مسيئة أو يسخرون من الآخرين ظنًا منهم أنها مجرد مزاح، لكن في الحقيقة، هذه الأفعال محرمة شرعًا وتعد من صور الأذى الذي حذر منه الإسلام، مستشهدة بقول النبي ﷺ: "المسلم ليس بطعّان، ولا لعّان، ولا فاحش، ولا بذيء".
وأضافت أن التنمر الإلكتروني قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، والاكتئاب، بل وقد يصل الأمر إلى الانتحار في بعض الحالات، مؤكدة أن الإسلام شدد على احترام مشاعر الآخرين وعدم السخرية منهم، لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ".
وشددت النجار على أهمية التصدي لهذه الظاهرة، موضحة أن من يشاهد التنمر ولا ينكره يكون شريكًا في الإثم، إلا إذا رفضه بقلبه أو تدخل لإنكاره باللسان أو الفعل، مستدلة بتصرف النبي ﷺ عندما نهى الصحابة عن الضحك على دقة ساقي الصحابي عبد الله بن مسعود، مؤكدًا أن لهما وزنًا أعظم من جبل أحد في الميزان عند الله.
ودعت إلى التحلي بأخلاق الإسلام، والتوقف عن نشر التعليقات المسيئة أو تداول الصور والمنشورات التي تسخر من الآخرين، مطالبة الأهل والمدارس بتوعية الشباب بمخاطر التنمر وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمع.