ميكروفون في وجه مأساة.. فيلم يوثق التحول الصوتي في غزة
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
ومن خلال ميكروفون مهندس الصوت محمد ياغي، وعبر هذا الفيلم نقف على قصة الأصوات في قطاع غزة بطريقة فريدة، حيث تتحول إلى شهود على مأساة إنسانية متصاعدة.
كانت أزقة غزة تستيقظ يوميا على نداءات الباعة، وضحكات الأطفال في طريقهم إلى المدارس، وزقزقة العصافير التي تملأ الفضاء، يتذكر ياغي بحنين تلك الأيام، لكن تلك السيمفونية الصباحية استبدلت اليوم بأصوات القصف والدمار وصرخات الألم ودوي الانفجارات الذي يشق سكون الليل.
وفي مسيرته المهنية، وثق ياغي لحظات فارقة في حياة الغزيين، ويستذكر بتأثر أول صوت سجله – صرخة طفل حديث الولادة، ويقول "كان شعورا غريبا أن تسجل صوت أول نفس.. صوت الصرخة بداية حياة التي أصبحت معدومة في غزة".
هذا التناقض الصارخ بين صوت الحياة الجديدة وصمت الموت الذي يخيم على غزة اليوم يجسد المأساة التي يعيشها سكان القطاع بكل تفاصيلها المؤلمة.
معاني الأصواتلم تغير الحرب فقط الأصوات المسموعة، بل غيرت أيضا معانيها ودلالاتها العميقة، فصوت عربات النقل الكبيرة، الذي كان رمزا للحركة والحياة، أصبح الآن صدى للنزوح والتهجير القسري، وأصوات البكاء، التي كانت نادرة ومحدودة، باتت تملأ الشوارع والمخيمات، حاملة معها قصصا لا تنتهي من الفقد والألم.
في خضم هذا التحول المأساوي، يجد ياغي نفسه يوثق أصواتا لم يكن يتخيل يوما أنه سيسجلها، ويقول "أصعب لحظة حين أسمع الأصوات التي سجلتها وأجد أنني سجلت الكثير من الأصوات.. إسعافات وناس تصرخ وآخرون يبكون ووجع وحديث الدكاترة والممرضين والصحفيين".
وفي مخيمات النزوح، تتداخل الأصوات وتختلط القصص في مشهد إنساني مؤثر، ويصف ياغي المشهد بقوله "هناك قصص وحكايات لمن في المخيمات أسمعها بلهجات مختلفة.. هذا من بيت حانون وهذا من جباليا وذاك من الشجاعية وغيرهم".
تصبح الخيمة رمزا لحياة جديدة قاسية، كما يعبر طارق الشوا، أحد النازحين: "الخيمة يعني أسر، يعني حياة يصعب اعتيادها ولو عشنا عمرا فوق عمرنا.. الخيمة أمر سيئ جدا".
ليل غزة، الذي كان سابقا ملاذا للهدوء والسكينة، تحول إلى مسرح لأصوات الرعب والخوف، فبدلا من همس ضحكات الأصدقاء، أصبح مليئا بأصوات المدفعية والطائرات والزنانات التي باتت "تراك صوت رئيسي" في كل التسجيلات كما يقول مهندس الصوت ياغي.
بصيص الأمل والحياة
وسط هذا الواقع المرير، تبرز محاولات بطولية للحفاظ على بصيص من الأمل والحياة، نرى ذلك في مشاهد الفرق الترفيهية التي تقدم فقرات للأطفال في مدارس اللجوء، في محاولة لخلق لحظات من الفرح وسط بحر الحزن المحيط.
لكن حتى في هذه اللحظات، نسمع في أصوات الأطفال حنينا عميقا لحياتهم السابقة وألعابهم المفقودة، وأحلامهم التي تبعثرت مع الريح.
يروي الفيلم قصة الطفل خليل أبو شعبان الذي أصيب في قصف زنانة وذلك من خلال شهادة شقيقته زينة التي تحدثت عن حلمه بأن يصبح مهندس ديكور، وتساءلت بصوت مختنق بالدموع: "هل من الممكن أن يذهب فجأة ويغيب عنا؟".
هذه القصة، كغيرها من آلاف القصص في غزة، تجسد الفقدان المفاجئ للأحلام والآمال، وتحول الحياة في لحظة من الأمان النسبي إلى كابوس لا ينتهي.
صوت الأنقاضيحكي ياغي كذلك عن أصوات الناجين من تحت الأنقاض بعد قصف أحد المنازل، وصرخات الاستغاثة، وأنين المصابين، ونداءات الأهالي لذويهم المفقودين، ويضيف "حين أسمع أصواتهم أحاول أن أتخيل ماذا كانوا يفعلون قبل قصفهم وعمّ كانوا يتحدثون".
يقارن ياغي بين الأصوات التي سجلها في غزة قبل الحرب وبعدها، ويقول: "لولا أنني من سجلها ولا تزال لدي كنت نسيتها.. صوت الناس والبحر والغسيل وهو يرفرف.. أصواتها كلها كانت حياة".
حتى خطوات الناس تغيرت.. يقول ياغي ذلك ويضيف: "كنت أسجل قبل الحرب صوت خطوات الناس وهم يسيرون في الشوارع وعلى البحر، واليوم وخلال الحرب أسجل خطواتهم وهم يهربون من الموت وينزحون من مكان لآخر".
يترك الفيلم المشاهد مع صورة صوتية مؤلمة لغزة خلال الحرب التي تصادف هذه الأيام الذكرى الأولى لبدئها، ويقول ياغي بكلمات موجعة: "سجلت الكثير من الأصوات في حياتي لكن لحظة الفراق والموت فيها رهبة كبيرة.. فيه نَفَس كان يدخل ويخرج وفجأة توقف".
6/10/2024المزيد من نفس البرنامجالمرزوقي: 3 سنوات في قصر قرطاج لم أنم ليلة سعيدا أو مرتاحاتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات arrowمدة الفیدیو فی غزة
إقرأ أيضاً:
هزة أرضية عنيفة تضرب إسطنبول.. هل تتكرر مأساة زلزال تركيا 2024؟
هزة أرضية عنيفة تضرب إسطنبول.. هز زلزال قوي مدينة إسطنبول شمال غربي تركيا وولايات تركية مجاور، صباح اليوم الأربعاء عند الساعة 12:49 بالتوقيت المحلي، وشوهد الكثير من الأشخاص يغادرون المباني لحظة وقوع الزلزال.
وفي هذا الصدد قال مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني (جي.إف.زد) إن زلزالا بقوة 6.02 درجة ضرب تركيا، وأضاف أن مركز الزلزال على عمق 10 كيلومترات، وبحسب معلومات منشورة على موقع إدارة الكوارث والطوارئ التركية آفاد، وقع مركز الزلزال في منطقة سيليفري شمالي إسطنبول.
وأضافت «آفاد» أن الزلزال عمقه 6.92 كيلومتر، وأن ولايات مجاورة شعرت به أيضا، من جانبه قال وزير النقل والبنية التحتية، عبد القادر أورال أوغلو: لم يتم رصد أي ضرر أو وضع سلبي في طرقنا البرية، أو مطاراتنا، أو القطارات والمترو، فرقنا تواصل أعمال المسح العام والتفتيش ميدانيا.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغانوقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «أتمنى السلامة لمواطنينا ونتابع التطورات عن كثب، في أول رد فعل على الزلزال».
وفي هذا السياق قال وزير الداخلية التركي علي كايا، إن فرق إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا والجهات المتخصصة بدأت مسحا ميدانيا لمتابعة آثار زلزال إسطنبول الذي شعرت به ولايات مجاورة.
وفي وقت لاحق، أعلنت آفاد التركية عن وقوع هزة أرضية ارتدادية بقوة 4.4 درجات قبالة سواحل بويوك تَشَكْمَجَة شمالي إسطنبول عند الساعة 12:51 بالتوقيت المحلي.
وفيما بعد أعلنت آفاد وقوع هزة ارتدادية ثانية بقوة 4.9 درجات قبالة سواحل بويوك تَشَكْمَجَة شمال إسطنبول عند الساعة 13:02 بالتوقيت المحلي.
وحذرت آفاد المواطنين من الدخول للمباني المتضررة من الزلزال أو الوجود في محيطها وتدعو لاستخدام الرسائل النصية أو مواقع التواصل من المكالمات للتواصل مع الآخرين.
اقرأ أيضاًعاجل| زلزال بقوة 6.02 درجة على مقياس ريختر يضرب تركيا
زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية هندية
بقوة 4 درجات.. زلزال يضرب ولاية وان شرق تركيا