الصحة العالمية: التدمير الممنهج للنظام الصحي بغزة غير مسبوق
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إنها لم تشاهد من قبل تدميرا ممنهجا للنظام الصحي كما هو الحال في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ عام.
وأضافت هاريس في حديث للأناضول، لقد تم تدمير نظام الرعاية الصحية بالكامل تقريبا، وتعرضت مرافق الرعاية الصحية في غزة للخطر بسبب الأضرار المادية.
وأردفت، تضررت جميع المباني ولا يوجد تقريبا مستشفى أو مركز رعاية صحية لم يتضرر.
ولفتت إلى أن المستشفيات تواجه صعوبة في العثور على الوقود، والمراكز الصحية ليس لديها ما يكفي من الكهرباء لتقديم الخدمات المنقذة للحياة.
وذكرت أن جميع المستلزمات الطبية آخذة في النفاد. ومن الصعب جدا إيصال هذه المستلزمات إلى غزة.
عراقيل إسرائيلية
ولفتت هاريس إلى أن العديد من بعثات الإغاثة التابعة لمنظمة الصحة العالمية تم حظرها أو رفضها (من قبل إسرائيل) خلال هذه المرحلة.
وقالت إن فرق الإغاثة ظلت تنتظر عند نقاط التفتيش لساعات ولم تتمكن من الوصول إلى المكان الذي أرادت الذهاب إليه.
وشددت على أن المئات من العاملين في مجال الرعاية الصحية قتلوا خلال العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هؤلاء الأشخاص كانوا يعملون فقط لإنقاذ الأرواح ولم يكونوا طرفا في الحرب.
وأفادت هاريس أنهم يعملون على إعادة بناء أو ترميم المراكز الصحية المدمرة في غزة، لكن من الصعب للغاية جلب المواد اللازمة من الخارج بسبب انعدام الثقة وافتراض أنها تستخدم لغرض آخر.
وقدّرت أن ثمة حاجة إلى ميزانية أولية تبلغ 220 مليون دولار لإعادة إعمار وترميم المرافق الصحية في غزة.
وتابعت: لا يمكننا أن نبدأ عملية إعادة إعمار رسمية وسليمة حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
فشل المجتمع الدولي
وأعربت هاريس عن اعتقادها بأن ما فشل فيه المجتمع الدولي في غزة هو عدم إمكانية التوصل إلى حل سياسي.
وأردفت "لم أر مثل هذا التدمير المنهجي من قبل". حدث هذا على الرغم من أننا أوضحنا أن تدمير المستشفيات أمر غير مقبول وأنه لا ينبغي استهدافها.
وأكدت أن السبب الوحيد لاستمرار النظام الصحي هو التصميم الاستثنائي للعاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة.
وذكّرت هاريس بأنها أمضت معظم حياتها المهنية في العمل على تطعيم الأطفال، وتوفير الخدمات التي تضمن بقاءهم على قيد الحياة، ومساعدة البالغين على أن يصبحوا أفرادا يتمتعون بالحماية الكاملة.
ولفتت إلى أنها كأمٍّ وجدة تشعر بسوء شديد عندما ترى طفلا يتألم أو محتاجا أو يفقد حياته في غزة.
وأوضحت أنها غالبا ما تبكي على ما يحدث في غزة، حيث يوجد دمار شامل ويسقط ضحايا من الأطفال.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية والوقود، إلا القليل منها للمؤسسات الدولية، ولا يلبي احتياجات المواطنين.
وفي تصريح سابق للأناضول، قال مدير عام وزارة الصحة بغزة، منير البرش، إنه، منذ بداية الحرب (على غزة) تعرضت عشرات المؤسسات الصحية للأضرار، واستشهد أكثر من 986 من الكوادر الصحية وأصحاب التخصصات الطبية، واعتقل 310 على الأقل.
وتابع: الاستهداف المستمر من قبل الاحتلال للمستشفيات والمراكز الصحية أدى إلى خروج نحو 23 مستشفى من أصل 38 مستشفى حكومي وأهلي عن الخدمة، بينما يعمل 15 مستشفى منها بشكل جزئي في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن 80 مركزا صحيا من أصل 90 دمرت بالكامل بفعل الاستهداف الإسرائيلي، وخرجت عن الخدمة، فضلًا عن تدمير أكثر من 130 سيارة إسعاف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرعایة الصحیة من قبل فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
استعدادًا لافتتاح وزارة الصحة العراقية مستشفى جديد.. وفد عراقي للتدريب الصحي يزور القاهرة
استقبلت الهيئة العامة للرعاية الصحية وفدًا من وزارة الصحة العراقية، يضم عددًا من المسئولين البارزين، حضروا للمشاركة في برنامج تدريبي شامل يهدف إلى تعزيز الكفاءات الإدارية والصحية للعاملين في القطاع الصحي العراقي، استعدادًا لافتتاح مستشفى جديد في محافظة ذي قار بدعم من وكالة التعاون الدولي اليابانية (JICA). يأتي هذا في إطار تعزيز التعاون العربي وتبادل الخبرات بين المؤسسات الصحية.
وضم الوفد مدير القروض في وزارة الصحة العراقية، ومدير سلامة المرضى، ومدير مستشفى الشطرة، بالإضافة إلى مديري الأقسام الطبية، وممثلين عن JICA العراق لدعم التعاون الفني.
وأوضحت هيئة الرعاية الصحية، أن البرنامج التدريبي، الذي امتد خلال شهر أكتوبر 2024، تضمن مجموعة من المحاضرات وورش العمل التي قدمها نخبة من الخبراء والمختصين في هيئة الرعاية الصحية وممثلون عن مشروع EH-QIPS.
وأضافت الهيئة، أن المحاضرات ركزت على عدة محاور أساسية، منها: منهجية (5S-KAIZEN) التي قدمتها الدكتورة مروة طه، مدير عام الإدارة العامة للجودة وتأكيد الجودة، حيث تناولت تطبيق مبادئ كايزن لتحسين كفاءة العمليات. كما تم تناول إدارة الأخطاء الطبية وإدارة المخاطر، وقدمتها الدكتورة مي أبو الفتوح، المشرف العام على الرقابة على سلامة المرضى، حيث ناقشت أهمية الإبلاغ عن الأخطاء الطبية وتحليلها. وتناول موضوع الوقاية من العدوى ومكافحتها (IPC) الذي قدمته الدكتورة صفاء أحمد، عضو إدارة مكافحة العدوى، حيث عرضت أحدث الأساليب للحد من انتشار العدوى في المستشفيات. كما تناول الدكتور عمار فرج، أخصائي إدارة المستشفيات، المبادئ الأساسية لسلامة المرضى وطرق تحسين بيئة العمل لضمان تقديم رعاية صحية آمنة.
وأشارت هيئة الرعاية الصحية، إلى أنه ضمن البرنامج التدريبي، تم تنظيم زيارات ميدانية للوفد العراقي إلى عدد من المنشآت الصحية التابعة للهيئة، منها مستشفى النصر التخصصي ببورسعيد ومجمع الإسماعيلية الطبي. وقد أتيحت للوفد فرصة فريدة للتعرف على تجربة الهيئة في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجالي الجودة وسلامة المرضى.
وأشاد أعضاء الوفد العراقي بالهيكل التنظيمي للهيئة وقدرتها على بناء القدرات اللازمة لإدارة التغيير في مرحلة انتقالية قصيرة منذ إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل. كما أعربوا عن تقديرهم لجهود الهيئة في دمج الكوادر البشرية والكفاءات وتوجيههم نحو تحقيق أهداف استراتيجية مشتركة، مما ساهم في تعزيز شعور الانتماء للعمل.
وفي هذا الصدد، صرح الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، قائلاً: "إن هذه الزيارة تأتي ضمن جهودنا لتعزيز التعاون الصحي العربي وتبادل الخبرات، بما يسهم في بناء القدرات الصحية والإدارية لدعم النظم الصحية في كل من مصر والعراق. إن تبادل المعرفة والخبرات مع الإخوة في العراق يأتي في إطار رؤيتنا الاستراتيجية لتطوير القطاع الصحي في المنطقة العربية وتحقيق التنمية المستدامة". وأكد أن نجاح هذه البرامج التدريبية يعكس الدور الريادي الذي تضطلع به الهيئة في تقديم نموذج متكامل للرعاية الصحية يمكن الاستفادة منه إقليمياً ودولياً.
وفي ختام البرنام
ج التدريبي، عُقدت جلسة لتسليم الشهادات بحضور الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة العامة للرعاية الصحية، والسيد كاتو، الممثل الرئيسي لـ JICA مصر. وخلال الجلسة، تم استعراض الخطط التنفيذية لمشاريع التحسين التي سيقوم كل متدرب بتطبيقها في العراق، ومنها تنفيذ نظام إلكتروني للإبلاغ (E-OVR)، الذي حاز على استحسان المشاركين، بجانب النظام الطبي الإلكتروني ونظام مكافحة العدوى، والذي يُعتبر مثالاً ناجحًا على تطبيق التكنولوجيا في تحسين مستوى الرعاية الصحية.
واختتم الدكتور السبكي قائلاً: "نتطلع لرؤية أثر هذه التدريبات على أرض الواقع في العراق، بما يساهم في تعزيز نظم الرعاية الصحية ورفع كفاءة الخدمات المقدمة. ونأمل أن تكون هذه البرامج خطوة مهمة نحو تكوين شراكات طويلة الأمد تثمر في تحسين جودة الخدمات الصحية العربية".
وقد تم تكريم المشاركين في البرنامج تقديرًا لجهودهم وحرصهم على نقل المعارف والخبرات المكتسبة إلى مؤسساتهم في العراق، مما يعزز فرص التطوير المستدام في القطاع الصحي العراقي ويقوي أواصر التعاون الصحي بين مصر والعراق لتحقيق الأهداف المشتركة.