البحث عن علا 2 يتخطى الانتقادات بنجاح غير مسبوق
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
حالة من السعادة يعيشها فريق عمل مسلسل "البحث عن علا 2" الذي بدأ عرضه قبل أيام ونجح منذ يومه الأول بالتربع على عرش الأكثر مشاهدة عبر منصة نتفليكس متفوقا على مسلسل "إيميلي في باريس" الذي طُرح قبله بأيام.
ورغم أن هذا النجاح لم يكن مفاجئا فإنه كان مشكوكا في أمره بعد شعور العديد من النساء بالامتعاض تجاه الموسم السابق الذي وصفته مؤلفته بالنسوي، وهو أبعد ما يكون عن ذلك كون بطلته لا تشبه المطلقات المصريات المغلوبات على أمرهن، بل إن الطرق المغلقة تتسارع بالانفتاح أمامها بالتزامن مع محاولاتها الحثيثة البحث عن الحب والحياة في كنف رجل من جديد عوضا عن التركيز على قوتها الداخلية، فهل استطاع الموسم الجديد تجاوز هذا المأزق؟
البحث عن فرصة ثانيةفي الموسم الجديد تقرر "علا" (هند صبري) التركيز على مشروعها وتطويره، رافضة التخلي عن طابعه الخاص أو اللهاث خلف المادة على حساب جمهورها المستهدف، وهو ما يكاد يفقدها فرصتها للنمو والازدهار، خاصة بعد وفاة صاحب الأرض ومورّد المواد الخام التي تستخدمها ونية "كريم" (ظافر عابدين) وريثه الوحيد بيع الأرض والعودة إلى فرنسا حيث يعيش.
لكن ولاءها لمبادئها ومشروعها يحمّس كريم على التراجع عن قراره ومشاركتها بالعمل، وهو ما يترتب عليه سفرها معه إلى فرنسا وحدوث انجذاب عاطفي بينهما، وتتوالى الأحداث.
حلو اوووي هي مش جديده بس حلوه ” أنا عاوزه حد يعمل مجهود علشانى، عشان أنا أستاهل المجهود دا “ احنا دايماا نستاهل والله نستاهل نحس بالمجهود لينا وبقيمة وجودنا نستاهل نحس اننا فارقين، الـ منستاهلوش شعور اننا مش كفايه لأ إحنا كفايه. #البحث_عن_علا pic.twitter.com/S8wXpDHjbx
— ???????????????? (@itssgry) September 28, 2024
نقاط القوةهذه المرة لم يتمحور العمل حول علا والرجال في حياتها فقط، وإنما سلط الضوء كذلك على خيوط درامية جانبية لا تقل أهمية تناولت مشاكل المراهقة وعواقب التربية الإيجابية الحديثة، مما أتاح مساحة عريضة لمتابعة البطلة كأم، وهو الدور الذي بدت فيه أكثر نضجا وفطنة منه كأنثى لا تزال متلهفة للحب وسريعة التعلق بالذكور في محيطها حتى وإن رددت ما هو نقيض ذلك، الأمر الذي جاء مثيرا للتساؤلات بشأن سر ذبذبتها غير المنطقية بين النضج والسذاجة.
ساعد على ذلك جودة مستوى الكتابة بفارق كبير لصالح الموسم الحالي عن السابق، ربما باستثناء الحلقة الأولى التي بدت شديدة السطحية والهلهلة، وهو ما يمكن إيعازه إلى وجود فريق كتابة جماعي وإشراف هند صبري على الكتابة ككل.
ومن إيجابيات الموسم الحالي أيضا تلك الحالة التي خلقها العمل بفضل إخراج هادي الباجوري المبهج والمريح للعين واختيار أماكن التصوير ذات ألوان خلابة ومشاهد الطبيعة الجذابة والمفتوحة على مرمى البصر، سواء بالمزرعة في القاهرة أو الفرح المقام على الشاطئ أو كل ما جرى تصويره في الريف الفرنسي.
لكن عامل النجاح الأكبر يعود إلى النجم التونسي ظافر العابدين الذي انضم لفريق عمل هذا الموسم، كونه يحظى بكيمياء من نوع خاص تجمعه بابنة بلده هند صبري، والتي ظهرت بينهما بأعمال سابقة مثل مسلسلي "حلاوة الدنيا" في 2017 و"فيرتيجو" في 2012.
بتفرج علي البحث عن علا علشان قصته :
القصة ???? pic.twitter.com/7oodLLDJgC
— خالتو الكاريزماتك ???????? (@khaltooo1) October 2, 2024
ساعدت تلك الكيمياء على تعزيز القصة الرومانسية بين البطلين، وساهمت بالطبع وسامة ظافر وحواراته بالفرنسية على استقطاب جمهوره النسائي رغم أنه ظهر بشعر أبيض غير مرتب ووزن زائد، لكن المشاهدات اعتبرن ذلك جزءا من جاذبيته المعتمدة على البساطة والتلقائية المناسبة لتجاوزه الـ50 من العمر.
وعن اختيار ظافر الدور، أكدت هند صبري أنه كان بمخيلة الجميع منذ مرحلة الكتابة الأولى، فمن جهة يتطلب الدور رجلا ذا جاذبية طاغية، ومن جهة أخرى يجب أن يجيد الفرنسية وإن كان أكثر ما شجعها على ترشيحه للدور بصفتها المنتجة التنفيذية ما يجمع بينهما من انسجام خاص وجلي كُلّل بالنضج والخبرة.
البحث عن آخرينبعيدا عن الأبطال الرئيسيين، تعلق الجمهور بكل من سوسن بدر (سهير) ومحمود الليثي (منتصر/مونتي) اللذين حملا على عاتقهما الشق الكوميدي، على عكس كوميديا هند صبري التي مهما حاولت الاجتهاد بها بدت مصطنعة.
حتى أن البعض طالبوا بمواسم مشتقة تحت عنوان "البحث عن سهير" و"البحث عن مونتي" للمعرفة أكثر عن عالم الشخصيتين، وقد أبدت غادة عبد العال إعجابها بالفكرة وفقا لما نشرته عبر حسابها الشخصي على فيسبوك.
فاز بأهضم مشهد
طنط سهير فصلتني ضحك ????????????????#البحث_عن_علا pic.twitter.com/A6ZHe0JXRO
— Ghofran (@Ghofran_Nanah) September 26, 2024
من جهتهم، أجاد الطفل عمر شريف (سليم) والمراهقتان ياسمينا العبد (زينة) وأيسل محمد رمزي (نادية) أدوارهم وتجسيد مشاعر مراحلهم السنية، في حين جاءت عودة "حازم" (طارق الإبياري) -وهو شقيق البطلة- موفقة ومفيدة دراميا، وأحسن صانعو العمل بالبعد عن ظاهرة ضيوف الشرف الكثيرين في كل حلقة والتركيز على حبكة متماسكة تصب بأكملها في بوتقة واحدة تتعلق بحياة البطلة واختياراتها.
عيوب فنيةرغم ذلك فإن في العمل بعض السلبيات التي لا يمكن التغاضي عنها، أولاها هو الإصرار على تقديم شخصية علا عبد الصبور بطريقة كوميدية صاخبة، وهو ما لا تجيده هند صبري، ويتناقض مع جديتها في أدوارها كأم أو صاحبة مشروع، لكن هذا الجانب الكوميدي يظهر بمجرد ظهور رجل في حياتها وكأنها تعود إلى تصرفات مراهقة.
وإضافة إلى ذلك، يستمر المسلسل في تقديم بطلته وكأنها في حالة بحث مستمر عن شريك حياة، حيث تعتبر كل علاقة جديدة بمثابة مشروع زواج حتى لو لم تكن تشعر بالانجذاب العاطفي لهذا الشخص، فهي فقط تحاول تلبية توقعات والدتها والمجتمع.
هذا الأمر يدفع العمل إلى أن يكون مناسبا لحمل عنوان "البحث عن زوج لعلا"، ومع ذلك فإن ما يميز هذا الموسم هو قدرة البطلة على قول "لا" ورفض الأوضاع التي لا ترضيها دون تقديم تنازلات.
وأخيرا مع النماذج الذكورية التي اختار العمل استعراضها وبدت بعيدة عن الواقع، مما أثار استفزاز النساء هذه المرة، إذ ليس من السهل أن تحظى المرأة بطليق متحضر ومتعاون بمرتبة صديق، ثم من أين لامرأة واحدة بكل تلك الحفنة من الرجال الجذابين حولها والصالحين لأن يكونوا أزواجا محتملين؟
مسلسل خيالي .. لا يمت للواقع بصلة … مصيبة لو اعتقدت الفتاة المطلقة أنها قد تحظى بحياة كحياة علا، فيلا فاخرة لا نعرف من يدفع ثمنها، وبيزنس مضحك يزدهر خلال شهور لينفق على الأسرة ورجال في منتهى الوسامة … وزوج سابق رائع ومتفهم … وأفراح على البحر تشبه الأفراح الغربية … ماهذا ؟ من… pic.twitter.com/voTNCiLeEB
— Amal Alharithiأمل الحارثي (@amal_alharithi) September 29, 2024
العيوب السابقة لفتت الانتباه وتسببت باستياء قطاع من المشاهدين على المستوى الفني، أما على مستوى الدراما الاجتماعية فقد أعرب البعض عن رفضهم مشاهد الأحضان المتكررة بين البطلة وكل رجل تلتقي به، مؤكدين أن ذلك لا يمثل العادات والأفكار العربية المحافظة والتقاليد المصرية ولا يلائم خلفية البطلة المجتمعية وحقيقة انتمائها بالأساس إلى الطبقة المتوسطة.
"البحث عن علا" مسلسل درامي اجتماعي قصير من 6 حلقات عن العلاقات ومسؤولية الأهل تجاه الأبناء، والأهم اختلاف درجات الوعي وسبل التربية بين الأجيال وما يحمله ذلك من إيجابيات وسلبيات، وهو ترشيح مثالي لمحبي الأعمال الرومانسية الخفيفة والمبهجة بصريا.
العمل إخراج هادي الباجوري، وبطولة هند صبري وظافر العابدين وسوسن بدر وهاني عادل وندى موسى ومحمود الليثي وطارق الإبياري، تأليف غادة عبد العال، وشارك معها كل من هناء محمود وسيف عمر وزيزيت سعيد وهشام حمزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البحث عن علا هند صبری pic twitter com وهو ما
إقرأ أيضاً:
الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة “الأسبوع العربي في اليونسكو”
أكّدت المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، نجاح مبادرة المملكة العربية السعودية ممثلة في اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، “الأسبوع العربي في اليونسكو”، الذي انعقد في مقر المنظمة في باريس خلال الفترة 4 – 5 نوفمبر الحالي، بتنظيم من المجموعة العربية لدى اليونسكو.
وقدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو في البيان الختامي لـ”الأسبوع العربي في اليونسكو”، شكرها للمملكة العربية السعودية على إطلاق المبادرة، مثمنة الجهود التي تبذلها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – وحرصهما على تعزيز الجهود في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
وعبّرت المجموعة العربية لدى اليونسكو عن شكرها لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، على ما حظي به الأسبوع العربي في اليونسكو من دعم لامحدود من قبل اللجنة، التي تكفلت بتمويل المبادرة وبذلت جهودًا مشكورة في تنفيذها على أتم وجه، مما عكس قصة نجاح أول تجمع عربي تقوده المملكة العربية السعودية في اليونسكو.
كما قدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو شكرها وتقديرها للدول العربية على مشاركاتها الفاعلة، وما بذلته من جهود رفيعة المستوى في تعزيز التنسيق خلال رحلة العمل لإنجاح الأسبوع العربي في اليونسكو، الذي سيشكل على المدى البعيد بوابة مثالية للازدهار الثقافي بين العرب والعالم، عبر بناء جسور حضارية أكثر متانة.
وأوضحت المجموعة العربية لدى اليونسكو أن صدور هذا البيان يأتي إيمانًا بأهمية هذه المبادرة، وأن تكون قاعدة أساسية ورائدة تهدف إلى استمرار تحقيق التكامل، وتعظيم الأثر الإيجابي الذي تحقق من خلال عقد هذه المبادرة.
اقرأ أيضاًالمملكةبرئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يناقش عددا من الموضوعات المحلية والدولية
وذكر البيان الختامي أن مبادرة الأسبوع العربي لدى اليونسكو تأسست لتصبح منصة مستدامة تقام سنويًا في مقر “اليونسكو”، للاحتفاء بالثقافة العربية وتسليط الضوء على تراثها وثراء حضارتها، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية الثقافية المستدامة للدول العربية، وبناء جسور التواصل مع العالم.
وأشار البيان الختامي إلى الأسبوع العربي في اليونسكو يعد الأول في تاريخ عمل الدول العربية في منظمة “اليونسكو”، منذ أكثر من 70 عاماً، ويعكس حجم الثقة والاحترام المتبادل بين الدول العربية، والرغبة الحقيقية لديها في أن تنمو وتزدهر مثل هذه المبادرات الحضارية الكبرى.
وأفاد البيان الختامي أن 22 دولة عربية استعرضت خلال فعاليات “الأسبوع العربي في اليونسكو”، جوانب متعددة من ثقافتها وتراثها المادي وغير المادي، فيما شهد الحدث انعقاد ندوات أثرت الحضور، وتحدث فيها مسؤولون وخبراء من دول عدة حول موضوعات حيوية تتصل بالثقافة، فضلًا عن إقامة 4 معارض عن الثقافة والخط العربي والمواقع التراثية العربية والمنتجات العربية.