الجزيرة:
2024-10-06@16:23:04 GMT

سجى خلة.. نور في العتمة يضيء طريق الأمل بغزة

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

وسلطت حلقة برنامج "ضحايا وأبطال" الذي يبث على منصة الجزيرة 360 الضوء على حياة سجى التي بدأت في خضم ظروف مأساوية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عامي 2008-2009، وهي الحرب التي سماها الاحتلال "الرصاص المصبوب".

كانت والدتها حاملا بها عندما تعرضت لاستنشاق الفسفور الأبيض، وهو سلاح محرم دوليا استخدمه الاحتلال الإسرائيلي في هجماته على القطاع، وتقول "كنت حامل ودار خالي مقصوف فعديت بالدار ولا أعرف أن الفسفور يؤثر بهذا الشكل على الحامل".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4واقع أطفال فلسطين بأولى حلقاته.. "الجزيرة 360" تطلق برنامج "ضحايا وأبطال"list 2 of 4يوميات غزة .. الضحايا يشهدونlist 3 of 4الغزيُّون.. أبطال خارقون أم بشر مثلنا؟list 4 of 4"ضحايا وأبطال" يستعرض مآسي الأطفال بلا "هويات" في العراقend of list

وتسرد والدة سجى كيف بدأت مأساتها بعد ولادة ابنتها، "حين ولدت سجى، كنا نظن أن هناك جرحا في عينيها، ولكن مع الوقت اكتشفنا أن الأمر كان أسوأ"، تقول الأم. وبعد الفحوصات الطبية، تأكدوا أن التشوه ناتج عن تعرضها للفسفور الأبيض الذي استنشقته أثناء حملها.

ويوضح إيهاب كحيل، المدير العام للهيئة الفلسطينية لملاحقة جرائم الاحتلال، أن ما جرى "في عامي 2008 و2009 كان فارقا في حياة الفلسطينيين. لأول مرة يستخدم سلاح الفسفور وهذا أثر على تشوه الأجنة".

والفسفور الأبيض، هو مادة صممت لتوفير ستار من الدخان في المعارك، لكنه يحتوي على مركبات سامة عند ملامسته لجسم الإنسان يخترق الجلد ويستمر في الاحتراق حتى ينقطع عنه الأكسجين، مخلفا حروقا قد تصل إلى العظام.

ويقول يوسف الرنتيسي، رئيس مركز جمع الأدلة الجنائية لجرائم الاحتلال، "وجدنا شواهد كبيرة للربط بين نهاية عام 2008 واستخدام غاز الفسفور وأسلحة ينتج عنها إشعاعات، وأجرينا فحوصات على مواقع الاستهداف، ووجدنا نسب إشعاع عالية ورابط بحدوث هذه التشوهات، وخصوصا مع النساء الحوامل".

وترصد الحلقة كيف تقوم سجى بمهامها اليومية بكل عفوية، حيث تعد القهوة، وتقوم بالأعمال المنزلية دون أي شعور بالعجز، فرغم حرمانها من البصر، لم تحرم من البصيرة القوية والإرادة الصلبة.

بصيرة وإرادة

ورغم الظلام الذي يحيط بعينيها، تمتلك سجى بصيرة نافذة وإرادة لا تلين، وتعرف بنفسها في ثقة "أنا سجى سعيد، في الصف التاسع الإعدادي وبحب كتير الكتابة وهي من هواياتي وبكتب قصص وخواطر ومبدعة فيهم. أحب أطلع في المستقبل داعية إسلامية باللغة الإنجليزية، وأحب أن أكون كاتبة".

وتتجلى موهبتها -بحسب ما عاينه فريق البرنامج- في كتابة القصص والخواطر التي تبدعها، والتي تعكس حسها المرهف وفهمها العميق للواقع المحيط بها، وخلال الحلقة، كتبت سجى إحدى قصصها، وهي قصة "معاناة فلسطيني".

ومن أبرز ما تميزت به سجى حفظها للقرآن الكريم، وقد توجت فائزة بإحدى المسابقات وهي في الخامسة من عمرها، حسبما ذكر والدها، كما أنها حفظت متن الشاطبية كاملا، وهي منظومة شعرية تضم 1171 بيتًا في علم القراءات القرآنية.

وتواجه سجى تحديات يومية، فتصف معاناتها قائلة "مرات أشعر بأنه في حصوة بعيني صغيرة". وتضيف "أميز الليل من النهار والأبيض من الأسود.. لكن أخاف من الليل وأحب النهار، لأن الجميع يكون متيقظا".

والدها، الذي جعل من تعليمها وتطويرها مشروع حياته، يقول "اتخذت من سجى مشروع حياة لي وأوقفت كل حياتي من أجل النهوض بابنتي .. كنت أدرس الدكتوراه وكان المفترض أن أنهيها في 2014، لكن أنهيتها في 2018".

يروي الأب، كيف ساعدته زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب في تحسين وضع ابنته التعليمي، ويذكر أنه ومنذ ذلك الحين، فهناك من يتابع تعليم سجى، حيث أصبحت الآن في القراءة الثالثة من القراءات السبع.

معاناة لم تنته

وفي ظل الحصار المفروض على غزة، تزداد معاناة سجى وأمثالها، وتحكي والدتها رحلة علاج لم تنته بما هو مأمول بسبب التكاليف العالية والعقبات الكثيرة الناتجة من الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم كل هذه الصعوبات، تبقى سجى متمسكة بحبها لوطنها وأرضها. وتقول بحزم "الاحتلال يخاف من الكثير من الأمور.. يخاف أن يدخل إلينا الماء حتى لا نعيش حياة طبيعية.. يريدون تشريدنا.. هم يريدون الأرض وأنا أريد وطني وفقط".

وتتطرق الحلقة أيضا إلى حجم الدمار الذي يتركه الاحتلال الإسرائيلي على الأرض والإنسان في غزة، فبالإضافة إلى القتل المباشر، تترك الأسلحة الإسرائيلية المحرمة آثارا تمتد لعقود، حيث تظهر تشوهات خلقية في الأجنة نتيجة التلوث الذي تخلفه تلك الأسلحة، بحسب ما أكد الباحثون.

وبحسب الحلقة التي كان قد تم الانتهاء من تصويرها قبل يومين من اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن قصة سجى ليست فقط قصة فتاة واحدة، بل هي صرخة تمثل معاناة آلاف الأطفال في غزة الذين يعانون من آثار الحروب المتكررة والأسلحة المحرمة دوليا.

وتبقى سجى مثالا حيا على قوة الإرادة الإنسانية في مواجهة أقسى الظروف، فهي كما وصفتها مذيعة البرنامج بأنها "ضوء في العتمة" يضيء طريق الأمل لكل من يحيط بها، ويذكر أن الإنسان قادر على التغلب على أصعب التحديات بالعزيمة والإصرار.

6/10/2024المزيد من نفس البرنامج"ضحايا وأبطال" يستعرض مآسي الأطفال بلا "هويات" في العراقplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 30 seconds 01:30من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

الإبادة تستهدف الصحفيين بغزة.. عام من محاولات قتل الشهود على جرائم الاحتلال

لم يتوانَ جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة خلال عدوانه المتواصل منذ عام كامل، وذلك على الرغم من الحماية التي يتمتعون بها، ما أسفر عن مجازر مروعة بحقهم أمام أنظار العالم.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، استشهد 174 صحفيا فلسطينيا في القطاع وأصيب أكثر من 190 آخرون بجروح مختلفة.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي دمر 87 مؤسسة إعلامية في قطاع غزة.

ولليوم الـ365 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 41 ألف شهيد، وأكثر من 96 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.


وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن "الاحتلال الإسرائيلي يضع الصحفيين والإعلاميين في دائرة الاستهداف منذ بدء حرب الإبادة الجماعية بغزة، حيث يتعمد قتلهم وتصفيتهم".

وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول، أنه بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة "نتحدث اليوم عن ارتقاء 174 شهيدا من الصحفيين والإعلاميين، وإصابة 396 آخرين، على مدار عام الإبادة"، مشيرا إلى أنه وثقوا "اعتقال إسرائيل 36 صحفيا خلال الحرب نفسها، أُفرج عن 4 منهم، بينما لا يزال 32 في السجون".

وعن أسباب استهداف الصحفيين، أوضح أن "الاحتلال يهدف إلى ترهيبهم، وطمس الحقيقة، ومنعهم من التغطية الإعلامية لجرائمه ضد الأطفال والنساء والمدنيين، في إطار حرب الإبادة الجماعية على جميع أطياف شعبنا".

ورغم تلك الاستهدافات، أكد ثوابتة أن "الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، تمكنوا من اختراق حاجز الخوف والإرهاب، الذي حاول الاحتلال فرضه عليهم".

وأشار إلى أنهم "تمكنوا من إيصال رسالة مظلومية شعبنا الفلسطيني إلى العالم، وفضح الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية، التي كان أكثرها قسوة قتل الأطفال والنساء وقصف المنازل".

وطالب الثوابتة الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية "بإدانة هذه الجرائم والضغط على الاحتلال لوقف هذه الحرب الإجرامية ضد الصحفيين والمدنيين".

وكانت العديد من المؤسسات الدولية والفلسطينية حذرت مرارا وتكرارا من استهداف الاحتلال الإسرائيلي المباشر للصحفيين والطواقم الإعلامية في قطاع غزة، على الرغم من ارتدائهم سترات الصحافة والخوذ.

وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، دعا الصحفيين ومؤسسات الإعلام الدولية لدعم زملائهم في غزة، مشددا على ضرورة "الضغط على إسرائيل، للسماح بدخول طواقم الصحافة إلى قطاع غزة، لتنقل المعاناة فيه بحُرية".

وأعرب المفوض العامّ لوكالة غوث، في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، عن إعجابه بالصحفيين الفلسطينيين، وتقديره لهم، مشيرا إلى أنهم "يواصلون حمل الشعلة، رغم مقتل العديد منهم".

ويواجه صحفيو غزة، الموت البطيء كغيرهم من الفلسطينيين بالقطاع، حيث تعرضوا للنزوح، والجوع، ونقص الدواء والماء والطعام والمأوى، إضافة إلى انقطاع الإنترنت الذي يؤثر على قدرتهم على نقل صورهم وتقاريرهم، حسب وكالة الأناضول.

ألم ومعاناة
في كل مرة يحاول المصور الصحفي الفلسطيني محمد الزعانين (43 عام)، التقاط صورة لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، يخشى أنه قد يكون مكان الضحية في المرة القادمة.

وقال الزعانين للأناضول: "نحن في جنوب القطاع بعد نزوحنا من مدينة غزة (شمال)، أعاني كأي مواطن من معاناة النزوح القسري، لكن عملنا رسالة وطنية يجب أن نوصلها للعالم".

وأضاف: "تعرضت للإصابة في يوليو (تموز) الماضي، وتعافيت، وما زلت لا أستطيع ممارسة عملي كمصور لنقل صورة الأوضاع وآلام شعبنا في قطاع غزة".


وأشار إلى أن "الحياة في غزة صعبة، فنحن نعيش حرب إبادة، وقد واجهنا معاناة لم يرها أي صحفي في العالم"، موضحا: "يوميا، نسمع عن إصابة أو مقتل صحفي، ما يسبب شعورا سيئا".

وأكد أن "الاحتلال لا يفرّق بين صحفي وطبيب ورجل دفاع مدني، فالكل مستهدف في غزة"، معربا عن أمله أن "تنتهي حرب الإبادة، ويعود مع أسرته إلى مدينة غزة، وينتهي من معاناة النزوح وآلام الحرب".

حماية مفقودة
ولا يختلف عن أوضاع زملائه، حال الصحفي غازي العالول، الذي يصر على مواصلة عمله رغم معاناته النزوح، وفقد العديد من أفراد عائلته، خلال الحرب المستمرة منذ عام على قطاع غزة.

وخلال حديث العالول للأناضول، استنكر أن يكون "الصحفي في كل العالم محمي، لكن في قطاع غزة يتعرض لاستهدافات مباشرة من الاحتلال الإسرائيلي".


وقال: "مسؤوليتنا هي تغطية الأحداث ونقل صورة قضيتنا ومناصرة الإنسان الفلسطيني الذي يعاني"، مستدركا: "لم نأخذ يوما واحدا من الراحة على مدار عام، بسبب استمرار العمليات العسكرية".

وعن موازنته بين واجبه الصحفي ودوره كرب أسرة، أجاب العالول: "تقع مسؤولية كبيرة عليّ، لا يمكنني أن صف مدى صعوبة عملي كوني زوجا وأبا لطفلين".

وأوضح أنه يقضي جزءا من وقته مع عائلته في المخيمات ليطمئنهم، ثم يتركهم ولا يعرف هل سيعود إليهم مجددا، متوجها لأماكن الاستهداف لتغطية الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على القطاع.

مقالات مشابهة

  • رئيس «صحة الشيوخ»: نصر أكتوبر نبراس يضيء طريق العزة للمصريين
  • نقابة المعلمين اليمنيين: معاناة المعلمين تجاوزت إلى مئات الآلاف من الأسر التي يعولونها
  • من هو هاشم صفي الدين الذي يحاول الاحتلال اغتياله؟ (إنفوغراف)
  • «التهمة فلسطيني».. حكاية معاناة الفنان كامل الباشا في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • الإبادة تستهدف الصحفيين بغزة.. عام من محاولات قتل الشهود على جرائم الاحتلال
  • من هو هاشم صفي الدين الذي زعم الاحتلال استهدافه؟
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • عنصر بأمن السلطة الفلسطينية يعتدي على مراسل الجزيرة بطولكرم
  • عاجل | مراسل الجزيرة: غارة جوية لجيش الاحتلال على مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية