الجزيرة:
2024-12-22@19:16:09 GMT

سجى خلة.. نور في العتمة يضيء طريق الأمل بغزة

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

وسلطت حلقة برنامج "ضحايا وأبطال" الذي يبث على منصة الجزيرة 360 الضوء على حياة سجى التي بدأت في خضم ظروف مأساوية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عامي 2008-2009، وهي الحرب التي سماها الاحتلال "الرصاص المصبوب".

كانت والدتها حاملا بها عندما تعرضت لاستنشاق الفسفور الأبيض، وهو سلاح محرم دوليا استخدمه الاحتلال الإسرائيلي في هجماته على القطاع، وتقول "كنت حامل ودار خالي مقصوف فعديت بالدار ولا أعرف أن الفسفور يؤثر بهذا الشكل على الحامل".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4واقع أطفال فلسطين بأولى حلقاته.. "الجزيرة 360" تطلق برنامج "ضحايا وأبطال"list 2 of 4يوميات غزة .. الضحايا يشهدونlist 3 of 4الغزيُّون.. أبطال خارقون أم بشر مثلنا؟list 4 of 4"ضحايا وأبطال" يستعرض مآسي الأطفال بلا "هويات" في العراقend of list

وتسرد والدة سجى كيف بدأت مأساتها بعد ولادة ابنتها، "حين ولدت سجى، كنا نظن أن هناك جرحا في عينيها، ولكن مع الوقت اكتشفنا أن الأمر كان أسوأ"، تقول الأم. وبعد الفحوصات الطبية، تأكدوا أن التشوه ناتج عن تعرضها للفسفور الأبيض الذي استنشقته أثناء حملها.

ويوضح إيهاب كحيل، المدير العام للهيئة الفلسطينية لملاحقة جرائم الاحتلال، أن ما جرى "في عامي 2008 و2009 كان فارقا في حياة الفلسطينيين. لأول مرة يستخدم سلاح الفسفور وهذا أثر على تشوه الأجنة".

والفسفور الأبيض، هو مادة صممت لتوفير ستار من الدخان في المعارك، لكنه يحتوي على مركبات سامة عند ملامسته لجسم الإنسان يخترق الجلد ويستمر في الاحتراق حتى ينقطع عنه الأكسجين، مخلفا حروقا قد تصل إلى العظام.

ويقول يوسف الرنتيسي، رئيس مركز جمع الأدلة الجنائية لجرائم الاحتلال، "وجدنا شواهد كبيرة للربط بين نهاية عام 2008 واستخدام غاز الفسفور وأسلحة ينتج عنها إشعاعات، وأجرينا فحوصات على مواقع الاستهداف، ووجدنا نسب إشعاع عالية ورابط بحدوث هذه التشوهات، وخصوصا مع النساء الحوامل".

وترصد الحلقة كيف تقوم سجى بمهامها اليومية بكل عفوية، حيث تعد القهوة، وتقوم بالأعمال المنزلية دون أي شعور بالعجز، فرغم حرمانها من البصر، لم تحرم من البصيرة القوية والإرادة الصلبة.

بصيرة وإرادة

ورغم الظلام الذي يحيط بعينيها، تمتلك سجى بصيرة نافذة وإرادة لا تلين، وتعرف بنفسها في ثقة "أنا سجى سعيد، في الصف التاسع الإعدادي وبحب كتير الكتابة وهي من هواياتي وبكتب قصص وخواطر ومبدعة فيهم. أحب أطلع في المستقبل داعية إسلامية باللغة الإنجليزية، وأحب أن أكون كاتبة".

وتتجلى موهبتها -بحسب ما عاينه فريق البرنامج- في كتابة القصص والخواطر التي تبدعها، والتي تعكس حسها المرهف وفهمها العميق للواقع المحيط بها، وخلال الحلقة، كتبت سجى إحدى قصصها، وهي قصة "معاناة فلسطيني".

ومن أبرز ما تميزت به سجى حفظها للقرآن الكريم، وقد توجت فائزة بإحدى المسابقات وهي في الخامسة من عمرها، حسبما ذكر والدها، كما أنها حفظت متن الشاطبية كاملا، وهي منظومة شعرية تضم 1171 بيتًا في علم القراءات القرآنية.

وتواجه سجى تحديات يومية، فتصف معاناتها قائلة "مرات أشعر بأنه في حصوة بعيني صغيرة". وتضيف "أميز الليل من النهار والأبيض من الأسود.. لكن أخاف من الليل وأحب النهار، لأن الجميع يكون متيقظا".

والدها، الذي جعل من تعليمها وتطويرها مشروع حياته، يقول "اتخذت من سجى مشروع حياة لي وأوقفت كل حياتي من أجل النهوض بابنتي .. كنت أدرس الدكتوراه وكان المفترض أن أنهيها في 2014، لكن أنهيتها في 2018".

يروي الأب، كيف ساعدته زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب في تحسين وضع ابنته التعليمي، ويذكر أنه ومنذ ذلك الحين، فهناك من يتابع تعليم سجى، حيث أصبحت الآن في القراءة الثالثة من القراءات السبع.

معاناة لم تنته

وفي ظل الحصار المفروض على غزة، تزداد معاناة سجى وأمثالها، وتحكي والدتها رحلة علاج لم تنته بما هو مأمول بسبب التكاليف العالية والعقبات الكثيرة الناتجة من الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم كل هذه الصعوبات، تبقى سجى متمسكة بحبها لوطنها وأرضها. وتقول بحزم "الاحتلال يخاف من الكثير من الأمور.. يخاف أن يدخل إلينا الماء حتى لا نعيش حياة طبيعية.. يريدون تشريدنا.. هم يريدون الأرض وأنا أريد وطني وفقط".

وتتطرق الحلقة أيضا إلى حجم الدمار الذي يتركه الاحتلال الإسرائيلي على الأرض والإنسان في غزة، فبالإضافة إلى القتل المباشر، تترك الأسلحة الإسرائيلية المحرمة آثارا تمتد لعقود، حيث تظهر تشوهات خلقية في الأجنة نتيجة التلوث الذي تخلفه تلك الأسلحة، بحسب ما أكد الباحثون.

وبحسب الحلقة التي كان قد تم الانتهاء من تصويرها قبل يومين من اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن قصة سجى ليست فقط قصة فتاة واحدة، بل هي صرخة تمثل معاناة آلاف الأطفال في غزة الذين يعانون من آثار الحروب المتكررة والأسلحة المحرمة دوليا.

وتبقى سجى مثالا حيا على قوة الإرادة الإنسانية في مواجهة أقسى الظروف، فهي كما وصفتها مذيعة البرنامج بأنها "ضوء في العتمة" يضيء طريق الأمل لكل من يحيط بها، ويذكر أن الإنسان قادر على التغلب على أصعب التحديات بالعزيمة والإصرار.

6/10/2024المزيد من نفس البرنامج"ضحايا وأبطال" يستعرض مآسي الأطفال بلا "هويات" في العراقplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 30 seconds 01:30من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

السنوار 2.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟

تبدي أوساط في حكومة الاحتلال تخوفها من إطلاق سراح أحد الأسرى الفلسطينيين، في إطار صفقة مرتقبة لتبادل الأسرى، خشية ان يتحول إلى "سنوار جديد".

وفي الوقت الذي تتصدر فيه صفقة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، النقاش العام في "إسرائيل"، طرح مسؤول إسرائيلي؛ إسما من بين الأسرى الأمنيين الذين يقضون أحكامًا طويلة السجن، وحذر من أنه يمكن أن يتحول إلى قائد جديد، كبديل لرئيس حركة حماس في غزة، يحيي السنوار.

ونقلت صحيفة "معاريف" عن اللواء دوفيدو هراري، رئيس قسم جمع المعلومات في وحدة الاستخبارات بمصلحة السجون، قوله، إن "بين الشخصيات البارزة من حركة حماس، الأسير إبراهيم حامد، رئيس الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية في الانتفاضة الثانية، والمُدان بعشرات أحكام السجن المؤبد".


كما يشير هراري إلى الأسير عباس السيد من طولكرم، الذي قاد الهجوم على فندق بارك في نتانيا، والأسير حسن سلامة من غزة، المسؤول عن الهجمات الكبرى في القدس في التسعينيات، إضافة إلى محمد عرمان، الذي كان وراء الهجوم في مقهى مومنت في القدس.

ومن جانب حركة فتح، يبقى مروان البرغوثي الشخصية الرمزية الأكثر أهمية في الشارع الفلسطيني،  وإلى جانبه يُذكر ناصر عوف من نابلس، الذي كان شخصية قيادية في فترة الانتفاضة الثانية. وفق المسؤول الإسرائيلي.

ووفقًا لبيانات مصلحة السجون، يوجد حاليًا نحو 10 آلاف أسير "أمني" فلسطيني، 40% منهم ينتمون إلى فتح، و40% آخرين إلى حماس، وحوالي 10% إلى الجهاد الإسلامي، والبقية ينتمون للجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية.

ولفت هراري إلى التغيير داخل السجون والتشديد الكبير ضد الأسرى قائلا: "منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر حدث تغيير دراماتيكي، فلقد فصلنا بين الأسرى، وقطعنا كل قدرتهم على إدارة أي نوع من بناء القوة في السجون، وكل قدرة نقل الرسائل، الهواتف، الزيارات، كل قدرة لتوجيه أسرى آخرين، وإدارة عمليات القيادة والانتخابات داخل السجن".

مقالات مشابهة

  • “السنوار 2”.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
  • السنوار 2.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
  • تفاصيل وأبطال فيلم «لأول مرة» بعد مشاركته في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية
  • وسط أجواء من الفرح والإيمان.. حفل ترانيم الميلاد يضيء كنيسة الشهيدة دميانة| صور
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟
  • معاناة مضاعفة لعائلات الأسرى الأشقاء في سجون الاحتلال
  • شمال غزة.. جرائم ومقاومة ومفاوضات
  • الاحتلال يُهرب جندي قبل استدعاءه للتحقيق معه في جرائم حرب بغزة
  • الإحتلال الصهيوني يرتكب قرابة 10 آلاف مجزرة بغزة