الجزيرة:
2025-03-18@05:14:53 GMT

سجى خلة.. نور في العتمة يضيء طريق الأمل بغزة

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

وسلطت حلقة برنامج "ضحايا وأبطال" الذي يبث على منصة الجزيرة 360 الضوء على حياة سجى التي بدأت في خضم ظروف مأساوية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عامي 2008-2009، وهي الحرب التي سماها الاحتلال "الرصاص المصبوب".

كانت والدتها حاملا بها عندما تعرضت لاستنشاق الفسفور الأبيض، وهو سلاح محرم دوليا استخدمه الاحتلال الإسرائيلي في هجماته على القطاع، وتقول "كنت حامل ودار خالي مقصوف فعديت بالدار ولا أعرف أن الفسفور يؤثر بهذا الشكل على الحامل".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4واقع أطفال فلسطين بأولى حلقاته.. "الجزيرة 360" تطلق برنامج "ضحايا وأبطال"list 2 of 4يوميات غزة .. الضحايا يشهدونlist 3 of 4الغزيُّون.. أبطال خارقون أم بشر مثلنا؟list 4 of 4"ضحايا وأبطال" يستعرض مآسي الأطفال بلا "هويات" في العراقend of list

وتسرد والدة سجى كيف بدأت مأساتها بعد ولادة ابنتها، "حين ولدت سجى، كنا نظن أن هناك جرحا في عينيها، ولكن مع الوقت اكتشفنا أن الأمر كان أسوأ"، تقول الأم. وبعد الفحوصات الطبية، تأكدوا أن التشوه ناتج عن تعرضها للفسفور الأبيض الذي استنشقته أثناء حملها.

ويوضح إيهاب كحيل، المدير العام للهيئة الفلسطينية لملاحقة جرائم الاحتلال، أن ما جرى "في عامي 2008 و2009 كان فارقا في حياة الفلسطينيين. لأول مرة يستخدم سلاح الفسفور وهذا أثر على تشوه الأجنة".

والفسفور الأبيض، هو مادة صممت لتوفير ستار من الدخان في المعارك، لكنه يحتوي على مركبات سامة عند ملامسته لجسم الإنسان يخترق الجلد ويستمر في الاحتراق حتى ينقطع عنه الأكسجين، مخلفا حروقا قد تصل إلى العظام.

ويقول يوسف الرنتيسي، رئيس مركز جمع الأدلة الجنائية لجرائم الاحتلال، "وجدنا شواهد كبيرة للربط بين نهاية عام 2008 واستخدام غاز الفسفور وأسلحة ينتج عنها إشعاعات، وأجرينا فحوصات على مواقع الاستهداف، ووجدنا نسب إشعاع عالية ورابط بحدوث هذه التشوهات، وخصوصا مع النساء الحوامل".

وترصد الحلقة كيف تقوم سجى بمهامها اليومية بكل عفوية، حيث تعد القهوة، وتقوم بالأعمال المنزلية دون أي شعور بالعجز، فرغم حرمانها من البصر، لم تحرم من البصيرة القوية والإرادة الصلبة.

بصيرة وإرادة

ورغم الظلام الذي يحيط بعينيها، تمتلك سجى بصيرة نافذة وإرادة لا تلين، وتعرف بنفسها في ثقة "أنا سجى سعيد، في الصف التاسع الإعدادي وبحب كتير الكتابة وهي من هواياتي وبكتب قصص وخواطر ومبدعة فيهم. أحب أطلع في المستقبل داعية إسلامية باللغة الإنجليزية، وأحب أن أكون كاتبة".

وتتجلى موهبتها -بحسب ما عاينه فريق البرنامج- في كتابة القصص والخواطر التي تبدعها، والتي تعكس حسها المرهف وفهمها العميق للواقع المحيط بها، وخلال الحلقة، كتبت سجى إحدى قصصها، وهي قصة "معاناة فلسطيني".

ومن أبرز ما تميزت به سجى حفظها للقرآن الكريم، وقد توجت فائزة بإحدى المسابقات وهي في الخامسة من عمرها، حسبما ذكر والدها، كما أنها حفظت متن الشاطبية كاملا، وهي منظومة شعرية تضم 1171 بيتًا في علم القراءات القرآنية.

وتواجه سجى تحديات يومية، فتصف معاناتها قائلة "مرات أشعر بأنه في حصوة بعيني صغيرة". وتضيف "أميز الليل من النهار والأبيض من الأسود.. لكن أخاف من الليل وأحب النهار، لأن الجميع يكون متيقظا".

والدها، الذي جعل من تعليمها وتطويرها مشروع حياته، يقول "اتخذت من سجى مشروع حياة لي وأوقفت كل حياتي من أجل النهوض بابنتي .. كنت أدرس الدكتوراه وكان المفترض أن أنهيها في 2014، لكن أنهيتها في 2018".

يروي الأب، كيف ساعدته زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب في تحسين وضع ابنته التعليمي، ويذكر أنه ومنذ ذلك الحين، فهناك من يتابع تعليم سجى، حيث أصبحت الآن في القراءة الثالثة من القراءات السبع.

معاناة لم تنته

وفي ظل الحصار المفروض على غزة، تزداد معاناة سجى وأمثالها، وتحكي والدتها رحلة علاج لم تنته بما هو مأمول بسبب التكاليف العالية والعقبات الكثيرة الناتجة من الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم كل هذه الصعوبات، تبقى سجى متمسكة بحبها لوطنها وأرضها. وتقول بحزم "الاحتلال يخاف من الكثير من الأمور.. يخاف أن يدخل إلينا الماء حتى لا نعيش حياة طبيعية.. يريدون تشريدنا.. هم يريدون الأرض وأنا أريد وطني وفقط".

وتتطرق الحلقة أيضا إلى حجم الدمار الذي يتركه الاحتلال الإسرائيلي على الأرض والإنسان في غزة، فبالإضافة إلى القتل المباشر، تترك الأسلحة الإسرائيلية المحرمة آثارا تمتد لعقود، حيث تظهر تشوهات خلقية في الأجنة نتيجة التلوث الذي تخلفه تلك الأسلحة، بحسب ما أكد الباحثون.

وبحسب الحلقة التي كان قد تم الانتهاء من تصويرها قبل يومين من اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن قصة سجى ليست فقط قصة فتاة واحدة، بل هي صرخة تمثل معاناة آلاف الأطفال في غزة الذين يعانون من آثار الحروب المتكررة والأسلحة المحرمة دوليا.

وتبقى سجى مثالا حيا على قوة الإرادة الإنسانية في مواجهة أقسى الظروف، فهي كما وصفتها مذيعة البرنامج بأنها "ضوء في العتمة" يضيء طريق الأمل لكل من يحيط بها، ويذكر أن الإنسان قادر على التغلب على أصعب التحديات بالعزيمة والإصرار.

6/10/2024المزيد من نفس البرنامج"ضحايا وأبطال" يستعرض مآسي الأطفال بلا "هويات" في العراقplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 30 seconds 01:30من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

الطب الشرعي بغزة: الاحتلال يطمس أدلة تثبت ارتكابه جرائم حرب

#سواليف

اتهم مدير عام #الطب_الشرعي في قطاع #غزة، الدكتور خليل حمادة، الاحتلال الإسرائيلي بالسعي نحو #طمس_الأدلة والوثائق التي تُثبت ارتكابه لجرائم حرب بحق #الفلسطينيين في قطاع #غزة، عبر استهداف مباشر لمؤسسات الطب الشرعي والمرافق الصحية، ومنع إدخال المستلزمات والأدوات الحيوية اللازمة للتعرف على هويات #الشهداء.

وقال حمادة، اليوم الأحد، في تصريح صحفي ، إن جيش الاحتلال يتعمد #طمس كل ما يمكن أن يُدين جرائمه، مشيراً إلى قيام الجنود بنثر ملفات معاينة الشهداء في ساحات المستشفيات، وتدمير معدات العمل الخاصة بتشريح الجثث، ما زاد من تعقيد عمل الطواقم المختصة وأعاق جهود التوثيق والتحقيق.

وأضاف حمادة، أن هناك ضعفًا في الإمكانات المخصصة للعمل الشرعي، نتيجة تدمير المعدات الأساسية مثل المناشير الكهربائية وأجهزة الأشعة، ومنع إدخال أجهزة فحص السموم، إلى جانب حظر دخول المواد اللازمة لفحص الحمض النووي (DNA)، الذي يُعد أداةً رئيسية في التعرف على جثث الشهداء مجهولي الهوية.

مقالات ذات صلة حريق كبير قرب مطار حلب السوري تزامنا مع إعلان إعادة تشغيله (شاهد) 2025/03/16

وأوضح حمادة، أن الطواقم الطبية تواجه نقص كبير في الكادر البشري، حيث لا يوجد سوى ثلاثة أطباء شرعيين فقط يخدمون كافة محافظات قطاع غزة.

وأشار حمادة، إلى أن عشرات الجثث التي لا تزال مجهولة الهوية، موضحاً أن الأسباب تعود في كثير من الحالات إلى استشهاد جميع أفراد العائلة دفعة واحدة، أو انقطاع الاتصالات بين الأهالي خلال ذروة العدوان، مما حال دون معرفة مصير المفقودين أو أماكن تواجدهم.

ولفت حمادة، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بدفن عددا من الشهداء بعد قتلهم، ما أدى إلى تحلل أجسادهم قبل العثور عليهم.

وخلّفت حرب الإبادة الجماعية التي إرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير الماضي، بمساندة الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • حماس تدعو الوسطاء للتدخل فورا لكبح جرائم الاحتلال بغزة
  • مخلفات الاحتلال غير المنفجرة موت كامن يهدد بحصد مزيد من الأرواح بغزة
  • مليشيات الانتقالي تعاود إغلاق طريق “الحلحل”
  • بايرن ميونخ يودع فريتز شيرير.. الرئيس الأسبق الذي رسم طريق المجد
  • الإعلامي الحكومي بغزة يُعقّب على بيان الاحتلال لتبرير مجزرة بيت لاهيا
  • أمير الشرقية يدشن حملة “جسر الأمل” التي أطلقتها لجنة “تراحم”
  • الطب الشرعي بغزة: الاحتلال يطمس أدلة تثبت ارتكابه جرائم حرب
  • طريق البخور في العُلا .. شريان التجارة والتاريخ في الجزيرة العربية
  • الاتحاد الآسيوي يضع خارطة طريق توضح المعايير التي ينبغي الالتزام بها
  • اللهم امنحني نورك الذي يضيء لي الطريق.. دعاء اليوم 15 رمضان 2025