الضوياني: "الوثائق والمحفوظات" تحرص على إبراز الجوانب الحضارية لعُمان على مر العصور

 

مسقط- الرؤية

أصدرت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان بسيؤول، كتاب "سلطنة عُمان.. التعاون والصداقة التاريخية مع جمهورية كوريا"، للكاتب الكوري الدكتور "هي سو لي"، وأقيم حفل تدشين الكتاب بمقر سفارة سلطنة عُمان في جمهورية كوريا، تحت رعاية سعادة كيم تشانغ مو الأمين العام للجمعية الكورية العربية.

ويحوي الكتاب في طبعته الأولى (بالنسختين العربية والكورية) 7 فصول. ويتضمن محتوى الكتاب تقديم وكلمة للمؤلف، وسبعة فصول؛ كما يتضمن الكتاب دراسة عامة للأهمية الاستراتيجية لسلطنة عُمان بشكل خاص؛ وذلك استشعارًا من الكاتب بأهمية التعاون بين كوريا وسلطنة عُمان وتفعيل الجوانب التاريخية والثقافية والتراثية وغيرها، وربطها مع الواقع السياسي والاقتصادي المعاصر. وتناول الفصل الأول من الكتاب تاريخ وثقافة سلطنة عُمان، وجاء الفصل الثاني بعنوان "ألف عام من التبادل والتعاون بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا"، فيما غطّى الفصل الثالث مرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية التي توطدت بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا 1974م-2024م، فيما تطرق الفصل الرابع إلى الثقافة والتقاليد العمانية، وتناول الفصل الخامس الجانب السياحي والتراثي لسلطنة عمان، ويحكي الفصل السادس عن آفاق التعاون الاقتصادي والاستراتيجي والوضع الاقتصادي لسلطنة عمان وسياسات التنوع الاقتصادي، أما الفصل السابع الأخير فركز على برنامج رؤية "عُمان 2040".

وسلطنة عُمان هي لؤلؤة بحر العرب البرّاقة؛ حيث كانت ملتقى الحضارات الإنسانية نظرًا لموقعها كنقطة تقاطع جغرافي سياسي بين الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي والبحر الأحمر. وبفضل الريادة الملاحية العُمانية التي صدَّرت أقدم تكنولوجيا في بناء السفن والملاحة البحرية في العالم، استطاعت أن تنقل تأثيرها الحضاري إلى أقصى الشرق من آسيا، وتحديدًا شبه الجزيرة الكورية البعيدة.

واليوم، تقود سلطنة عُمان الحضارة الإنسانية المستقبلية في طريق الإصلاح والابتكار، مستندةً إلى تقاليدها الراسخة، وتراثها الثقافي العريق، وهويتها العربية الإسلامية الأصيلة. والأهم من ذلك، أن "روح الوئام والسلام" التي تشتهر بها سلطنة عُمان، قد ساهمت في الحضارة البشرية عبر التاريخ، مما يقود السلام العالمي، ليس في البلدان المجاورة الإسلامية فحسب، بل وفي جميع أنحاء العالم أيضًا.

وفي العام 2024، تحتفل سلطنة عُمان وجمهورية كوريا بمرور خمسين عامًا من علاقات الصداقة والتعاون القائمة على التبادل الثقافي والتاريخ المشترك الذي تمتد جذوره إلى ما يزيد عن ألف وخمسمائة عام. وقد تم تأليف هذا الكتاب ليسرد لنا قصة خمسين عامًا مضت، ويكون نبراسًا لنا يرشدنا نحو خمسين عامًا أخرى في المستقبل.

وفي كلمة المؤلف، يقول الأستاذ الدكتور هي سو لي: "جاء دعم هذا المشروع من قبل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من أجل إبراز هذه العلاقة وإيصالها لتعريف شعوب العالم بالصلات العربية العُمانية مع جمهورية كوريا والمنطقة المحيطة بها، فمن المؤمل أن تقدم هذه الدراسة لكل من القارئ العربي والكوري معلومات قيمة ومفيدة حول هذه العلاقات وأهميتها بين البلدين".

وبدأ الكاتب اهتمامه بسلطنة عُمان في عام 1983، عندما كان بصدد إعداد رسالته البحثية في مرحلة الماجستير، والتي حملت عنوان: "التبادلات التاريخية والثقافية بين كوريا الجنوبية والعالم الإسلامي". واستطاع المؤلف قراءة سجلات تاريخية مكتوبةً باللغة العربية عن الملاحين العرب القادمين من عُمان، الذين تقدموا على متن السفن إلى شبه الجزيرة الكورية عبورا إلى سواحل جنوب شرق آسيا وجنوب شرق الصين منذ فترة مبكرة من الزمن. وبعد ذلك، أُتيحت الفرصة له لزيارة سلطنة عُمان في عام 1990م لأول مرة.

من جهته، قال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تقديم الكتاب: "دأبت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على القيام باستغلال الوثائق والمخطوطات والمصادر والمراجع العُمانية وغيرها من أجل إبراز الجوانب الحضارية والتاريخية لسلطنة عُمان على مدار العصور والحقب التاريخية المختلفة، فضلًا عن العلاقات التاريخية التي ربطتها بالعديد من دول العالم، ويظهر ذلك الجهد من خلال الإصدارات التي أصدرتها الهيئة واستمرارها في هذا النهج لخدمة البحث العلمي والإبداع الفكري".

وقالت الدكتورة أحلام بنت حمود الجهورية، المديرة المختصة للدراسات الوثائقية وأحد المساهمين في التحضير للكتاب إن هذا الكتاب يسلط الضوء على التاريخ العريق للعلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا، ملقيًا الضوء على تاريخ عُمان وثقافتها وتراثها العريق؛ حيث استطاعت عُمان تسخير خبرتها الملاحية في بناء جسور التواصل بين الحضارات والشعوب في أصقاع الأرض مما هيأ لها دورًا مهمًا ومؤثرًا في صنع الحضارة الإنسانية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كتاب وجوائز|الاحتفاء بـ صابر عرب و ممدوح الدماطي بمعرض الكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية ندوة ضمن محور "كتاب وجوائز"، احتفاءً بالفائزين بجوائز الدولة التي تنظمها وزارة الثقافة ممثلةً في المجلس الأعلى للثقافة.
شارك في الندوة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق والحاصل على جائزة النيل في العلوم الاجتماعية، والدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق والحاصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، وأدارها الكاتب الصحفي محمد بغدادي.

استهل الدكتور ممدوح الدماطي حديثه بالتأكيد على أن المنتج الثقافي المصري ثريٌّ للغاية، لكنه بحاجة إلى ترويج أكثر فاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه يحتوي على مادة علمية متميزة تستحق الانتشار عالميًا.
وشدد على أهمية وجود رؤية موحدة وتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة، لا سيما وزارات التربية والتعليم والثقافة والإعلام، لضمان الترويج الأمثل لهذا المنتج الثقافي وتعزيز الوعي به.
وحول كيفية حماية الآثار وترسيخ الوعي الأثري لدى الطلاب، أوضح الدماطي أن المدرسة تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الوعي التاريخي، مشيرًا إلى اتفاقية سبق أن عُقدت بين وزارتي التربية والتعليم والآثار، حين كان الدكتور محمود أبو النصر وزيرًا للتعليم، بهدف إدخال كتابين مهمين إلى المناهج الدراسية هما: "أطلس مصر"، الذي يُسلَّم للطلاب من الصف الرابع الابتدائي حتى نهاية المرحلة الابتدائية، وكتاب "آثار الحضارة المصرية"، الذي يُمنح لطلاب المرحلة الإعدادية لتعريفهم بتاريخ الأقاليم التي ينتمون إليها، مثل الدلتا والقناة وغيرها.
وأضاف أن وزارة الآثار تمتلك إدارة التربية المتحفية، التي ينبغي تفعيلها بشكل أكبر لتوعية المواطنين بدءًا من المراحل الدراسية المبكرة.
كما تطرق الدماطي إلى مكانة المرأة في مصر القديمة، موضحًا أنها كانت تشغل أدوارًا بارزة في مختلف المجالات، حيث وُجدت قاضية في الأسرة الثالثة، بالإضافة إلى طبيبات ومعلمات، كما وصلت بعض النساء إلى سدة الحكم، وإن كان ذلك مشروطًا بأن يمثل الملك الإله "حورس"، مما يتطلب أن يكون الحاكم رجلًا.
وأشار إلى أن الملكة حتشبسوت، على سبيل المثال، كانت وصية على العرش ثم أعلنت نفسها ملكة، وبسبب القاعدة التي تشترط أن يكون الحاكم ذكرًا، لجأت إلى ابتكار "أسطورة الولادة المقدسة"، حيث زعمت أنها البذرة المقدسة للإله آمون، كما صنعت لنفسها تماثيل ذات مظهر رجولي لتعزيز شرعيتها في الحكم.

من جانبه، أكد الدكتور محمد صابر عرب أن مصر تمتلك إرثًا ثقافيًا ممتدًا عبر التاريخ الإنساني، لافتًا إلى أنها الدولة الأولى التي نشأت على ضفاف النيل، مما جعلها في الصدارة في مختلف المجالات، سواء على المستويات الإقليمية أو الدولية، وهو ما كان نتيجة طبيعية لجودة التعليم والاهتمام بتنشئة جيل مثقف.
وشدد عرب على أن التعليم هو الأساس في بناء الحضارات، مؤكدًا أن نجاحه لا يقتصر على المناهج الدراسية فقط، بل يتطلب توفير عناصر متكاملة مثل المسرح والموسيقى والرياضة، التي تعزز التفكير الإبداعي وتساهم في تكوين شخصية متوازنة.
وفيما يتعلق بنظرية المؤامرة، أشار عرب إلى أن هناك مبالغة شديدة في استخدامها لتفسير الأوضاع الحالية، رغم أن حرية الصحافة والتعبير عن الرأي متاحة، مؤكدًا أن الثقافة هي الحصن الحقيقي ضد خطاب التكفير والتطرف، مستشهدًا بالفكر الإسلامي الذي يرفض مبدأ تكفير الآخرين.
وأكد عرب أن إجراء حوار مع جميع الفئات الفكرية أمرٌ ضروري لنشر التنوير في المجتمع، موضحًا أن مواجهة الأفكار المتطرفة لا تقتصر على الحلول الأمنية، بل تتطلب جهودًا فكرية وثقافية وإنسانية.
وأوصى بأهمية تجديد الخطاب الديني، بحيث يكون أكثر انفتاحًا على المجتمع، ويشجع على القراءة والاستماع إلى الموسيقى الراقية، فضلًا عن تنمية المهارات الفنية مثل الرسم والخط، حتى يكون الخطاب الديني قادرًا على مخاطبة الناس بلغة قريبة منهم، بعيدًا عن الأساليب الفكرية الصارمة التي قد تكون معقدة.
واختتم عرب حديثه بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على التراث المخطوط والمطبوع، مشيرًا إلى أهمية تفعيل القانون الذي ينص على أن دار الكتب والوثائق القومية هي المركز المعتمد لحفظ المخطوطات، حيث يتم ترميمها وتوثيقها. وأكد أن الثروة الثقافية الحقيقية تكمن في المحتوى التراثي، لكنه يحتاج إلى دعم فني واهتمام أكبر بعمليات الترميم والتوثيق لضمان استمراره للأجيال القادمة.
 

مقالات مشابهة

  • تجليات ندوة "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان" بمعرض الكتاب
  • كتاب وجوائز|الاحتفاء بـ صابر عرب و ممدوح الدماطي بمعرض الكتاب
  • معرض الكتاب يناقش فهارس المقامات والألحان ضمن برنامج ضيف الشرف
  • صدور الطبعة الأولى من كتاب الطريق إلى عقل ديني مستنير - قراءة في مشروع الخشت لتجديد الخطاب الديني
  • وزير التعليم العالي يعلن صدور عدة قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة
  • وزير التعليم العالي يعلن صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة
  • حفل توقيع ومناقشة كتاب "خد وهات في علم المفاوضات" بمعرض الكتاب.. صور
  • عُمان وقطر.. رؤية مشتركة للمستقبل
  • «المنفي» يلتقي رئيس جمهورية مدغشقر
  • شهادة البابا تواضروس.. مرآة للأحداث التاريخية يناقشها محمد الباز بمعرض الكتاب