قتلى وتقطع السبل بالآلاف جراء فيضانات في بنغلادش
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
قالت السلطات في بنغلادش، اليوم الأحد، إن خمسة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وظل أكثر من 100 ألف عالقين بسبب الفيضانات المدمرة الناجمة عن الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت شمال البلاد.
تخشى السلطات المحلية من تضرر قطاع الزراعة بشكل واسع النطاق خاصة حقول الأرز.
كما غمرت المياه الكثير من المنازل والطرق مما أدى إلى عزل قرى واحتياج السكان بشكل عاجل إلى جهود الإنقاذ.
يشارك أفراد من الجيش، مزودون بقوارب وطائرات هليكوبتر، في جهود الإنقاذ بما في ذلك تسليم إمدادات الطوارئ وإجلاء المحاصرين بسبب الفيضانات.
وانهارت جسور وغمرت المياه الطرق مما جعل من الصعب على السلطات المحلية الوصول إلى المناطق المتضررة.
شهدت بنغلادش، التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة، عدة فيضانات هذا العام مما يؤكد تعرضها بشدة لخطر تغير المناخ.
وأطلقت الأمم المتحدة وشركاء لها نداء إنسانيا لجمع 134 مليون دولار أميركي من أجل توفير الإغاثة العاجلة والدعم للمجتمعات المتضررة من الفيضانات والأعاصير في بنغلادش. أخبار ذات صلة تايلاند تصدر تحذيراً من الفيضانات فيضانات قوية تجتاح بنجلاديش المصدر: رويترز
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بنغلادش فيضانات أمطار غزيرة سيول
إقرأ أيضاً:
هل انعدمت السبل وسُدت الطرق في وجه أهل غزة ليُتركوا وحدهم؟
ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة يتجاوز حد التصوّر، نتيجة اقتراف الاحتلال مجازر على مدار الساعة وحرب إبادة وتجويع في الشمال، حيث يفرض الاحتلال حصارا خانقا وتجويعا، تحت قصف دموي مستمر ونسف بيوت فوق رؤوس ساكنيها.
تواجه غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، بلغت ذروتها مع تحذيرات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن مئات الآلاف من الفلسطينيين مهددون بالموت جوعا وعطشا في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالي غزة، جراء قرار الاحتلال المُعلن والمطبّق بمنع وصول أي مساعدات أو بضائع إليهم منذ أسابيع.
أوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له أن نحو 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال غزة غير قادرين منذ أكثر من 45 يوما كاملة على الحصول على أي مواد غذائية أو ماء للشرب، نتيجة حصارهم داخل منازلهم أو مراكز الإيواء التي يلجؤون إليها، في وقت يواصل فيه الاحتلال اجتياحه للمنطقة وارتكاب جرائم مروعة، استشهد فيها المئات، إضافة إلى التدمير الواسع في المنازل والمباني السكنية.
وقال الأورومتوسطي إن من ينجو من القصف المكثف يتهدده الاحتلال بقتله بالتجويع والتعطيش، بما يعكس النية الواضحة باستخدام التجويع كسلاح قتل وفرض أحوال معيشية يقصد بها التدمير الفعلي للفلسطينيين في قطاع غزة، ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من عام.
يعيش سكان قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، تحت حصار الاحتلال الخانق منذ أكثر من 16 عاما، تفاقم مع العدوان الأخير المتواصلة منذ أكثر من 14 شهرا. وتزامنا مع بدء العدوان أغلق الاحتلال كافة المعابر التجارية والإنسانية تقريبا، مما منع إدخال المواد الغذائية والإمدادات الطبية والوقود، ما أدى إلى نفاد المخزون الغذائي في المتاجر والمستودعات، وارتفاع كبير في معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال.
يعاني أكثر من 80 في المئة من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، بينما أصبح الوصول إلى الحد الأدنى من احتياجات الحياة اليومية حلما بعيد المنال، فمن لا يملك الطعام لا يستطيع البحث عنه بسهولة، وذلك بسبب السيطرة الجوية المطلقة للاحتلال عبر الطائرات المسيرة والكواد كابتر التي تقصف أو تطلق النار على كل من يتحرك في الشارع أو حتى يخرج رأسه من نافذة منزله. ومعظم الناس يغمسون الخبز بالشاي ليسدوا رمقهم، حيث شح المواد الغذائية أدى إلى انتشار المجاعة بين الأطفال وكبار السن.
وتوفي العشرات بسبب سوء التغذية الحاد، وفي ظل تدمير القطاع الزراعي بفعل القصف الهمجي ومنع وصول الإمدادات، باتت العائلات تعتمد على الحد الأدنى مما يمكن الحصول عليه من مساعدات إنسانية، التي لا تصل إلا بشكل محدود وبطيء.
حرب التجويع في غزة هي نتيجة مباشرة لسياسات الاحتلال، التي تتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقيات جنيف التي تحظر تجويع المدنيين كوسيلة حرب، وهذا ما يُحتم على المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، التحرك الفوري لإنهاء الحصار، ووقف العدوان الوحشي
وفي هذا السياق أدى القصف إلى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي، مما جعل أكثر من 90 في المئة من سكان القطاع يعتمدون على مياه غير صالحة للشرب، ما زاد من انتشار الأمراض وسوء التغذية.
من المؤسف أن كل الأخبار ومشاهد التدمير وحرب الإبادة وتكرار نداءات الاستغاثة، لم تحرك الشعور والضمير الإنساني، وبقي موقف المجتمع الدولي متسما بالتردد والعجز، دون وضع إطار لحل الأزمة، فقد أظهر عجزه مرة أخرى بسبب استخدام بعض الدول الكبرى لحق النقض "الفيتو" لدعم الاحتلال، ما حال دون إصدار قرارات ملزمة لوقف إطلاق النار.
إن حرب التجويع في غزة هي نتيجة مباشرة لسياسات الاحتلال، التي تتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقيات جنيف التي تحظر تجويع المدنيين كوسيلة حرب، وهذا ما يُحتم على المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، التحرك الفوري لإنهاء الحصار، ووقف العدوان الوحشي وفتح تحقيق دولي في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.
ولا بد من حراك عربي وإسلامي نوعي وغير مسبوق يستخدم أدوات جديدة، للضغط على كيان الاحتلال وحلفائه لوقف حرب الإبادة وحرب التجويع لأهلنا في قطاع غزة الذين يجوعون حدّ الموت. فالتاريخ لن يغفر للعالم، ولا لأبناء أمتنا هذا التجاهل والتقصير والخذلان، وكأنها انعدمت السبل وسُدت الطرق في وجه أهل غزة ليُتَركوا وحدهم ويُبادوا أمام العالم.