أرشيف موسيقي مصري نادر معروض للبيع ودعوات شعبية لإنقاذه
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
لم يتخيل استشاري الجراحة المصري الدكتور عصمت النمر، أنه قد يضطر في يوم من الأيام إلى بيع أي من مكتبته الشخصية، أو أرشيفه الموسيقي الضخم تحت أي سبب، لكن جاءت الرياح بما لم يشته الباحث في التراث الشرقي القديم، واضطر عبر منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إلى الإعلان عن عرض ما لديه من أرشيف موسيقي تراثي سمعي للبيع.
مئات من شرائط الكاسيت، آلاف من الملفات الموسيقية لتسجيلات التراث القديم في نهايات القرن الـ19 وبدايات القرن الـ20، مئات الأسطوانات المدمجة، و"الهاردات" (أقراص الحاسوب الصلبة) التي تحوي أدوارا، وطقاطيق، وتواشيح، وتلاوات قرآنية نادرة، وابتهالات وسهرات، للبيع.
موسيقى تعود إلى نهايات القرن الـ19قضى رئيس قسم الجراحة في مستشفى الزقازيق العام سابقا، أكثر من 50 عاما من حياته في جمع ما لديه من أرشيف ضخم، يحكي القصة للجزيرة نت: "بدأت اهتمامي في سبعينيات القرن الماضي، ورثت عن والدي جهاز فونوغراف، ومجموعة كبيرة من الأسطوانات، ثم واصلت جمع المزيد منها عبر زياراتي إلى سوق الثلاثاء في مدينة الزقازيق حيث أقيم، ولاحقا توسع اهتمامي، فبدأت التواصل مع المهتمين ممن لديهم أسطوانات وبدأنا في تبادل ما لدينا، وتسجيل المزيد من القطع الموسيقية النادرة، حتى صار لدي مخزون ضخم".
لم يكتف الطبيب البالغ من العمر 74 عاما باقتناء التراث السمعي الذي يحب، ولكنه أراد نشره أيضا، يقول: "أنا مهموم بالتراث بشكل عام، والتراث السمعي بشكل خاص، التراث القديم محفوظ في الكتب بشكل جيد، لكن التراث السمعي في مهب الريح، تحديدا ذلك الذي يعود إلى الفترة من نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20، لم يصلنا منه إلا ما تزامن مع ظهور الآلة السحرية العجيبة الفونوغراف، وصولا إلى انطلاق الإذاعة المصرية عام 1934".
تتبع النمر مسار الفونوغراف في مصر، يقول: "في البداية قابله الناس برفض شديد باعتباره بدعة، ثم بدأ في الانتشار وتنوعت الأسطوانات أو ما يقال عنه الكوبايات، فمن الشمعية وصولا إلى البلاستيكية، وهي فترة تكاد تسقط من الذاكرة المصرية، رغم أهمية تلك الأسطوانات وموسيقى تلك في الفترة في التعبير عن شكل الحياة والمجتمع في مصر بتلك الفترة".
25 ألف ملف موسيقي يبحث عن مشترألف النمر كتابين في مجال الموسيقى التراثية، وحاول نشر الوعي بالموسيقى التراثية على طريقته، يقول صاحب كتاب "طرب زمان": "لم أتوقف عند حدود أسطوانات الفونوغراف، فقد كانت ضعيفة ومصيرها الاختفاء، لذا حاولت مواكبة التطور، فقمت بنقلها إلى شرائط كاسيت، ثم أخيرا قمت بتحويلها إلى صيغة إم بي 3 لتكون صالحة لأجهزة الكمبيوتر، وأردنا إتاحتها للجمهور، فقمت بصحبة المخرج السينمائي محمد حسان، وصديق من اليمن، إطلاق موقع سماعي للموسيقى التراثية، والذي أتاح لمن يملك مقاطع موسيقية نادرة إضافتها وهو ما كان بالفعل".
يقدر النمر إجمالي ما لديه بـ25 ألف ملف موسيقي تراثي، أراد لها أن تصل بصورة أكبر، فقام أيضا بإطلاق راديو إلكتروني باسم راديو مصر فون، يقول للجزيرة نت: "سميته باسم شركة الراحل محمد فوزي، أقوم كل يوم باختيار موسيقي مصري مختلف كبطل للسهرة، مرة يوسف المنيلاوي، مرة الشيخ درويش الحريري وهكذا".
حلم "النمر" أن تتاح له نصف ساعة بإحدى محطات الراديو على التردد إف إم، أراد أن يقدم برنامجا يحمل للمشاهدين موسيقى تراثية نادرة من طقاطيق وموشحات ومارشات، لكن الأمر بدا مستحيلا وسط ما وصفه بـ"الصخب والانهيار".
يصف النمر المجهود الذي بذله في جمع ما لديه من تراث سمعي بـ"الشاق"، يقول: "استغرق الأمر وقتا ومجهودا ضخما لنقل الموسيقى من الأسطوانات إلى صيغ حديثة من دون الإضرار بالصوت الأصلي، أدوار، ومقامات، وتواشيح، وموشحات، وسلامات، ومارشات نادرة توثق لمراحل هامة في التاريخ المصري".
من بين القطع النادرة التي يضمها أرشيف النمر، مقاطع للشيخ درويش الحريري الملقب بـ "أبو الموسيقى في مصر"، يقول النمر: "في الربع الخاص بالشيخ الحريري تتلمذ سيد درويش وزكريا أحمد وغيرهم من عمالقة الموسيقى في مصر، حيث منحهم الشيح الحريري أصول الإيقاع والمقامات، وغنى بصوته عددا من الموشحات النادرة التي تعود إلى عصور سابقة، ويوجد لدي أيضا تسجيلات مؤتمر الموسيقى العربية الأولى الذي أقيم عام 1932 وبه توثيق لأصوات عمالقة الموسيقى وقتها فضلا عن مشاركات لمطربين من مصر والجزائر وسوريا والعراق، ويوجد لدي أيضا مارش بعنوان (فتوح مكة) تم تأليفه بواسطة ملحن مجهول لاستقبال الخديوي عباس لدى عودته من الحجاز وغير ذلك الكثير جدا".
ظروف قاهرة تضطره إلى البيعلم يكن في حسبان استشاري الجراحة العامة أن الظروف الصحية المفاجئة والصعبة التي تعرض لها مؤخرا ستجبره على التخلي عن أعز ما يملك. بدأت تلك المحنة باضطراره لبيع مكتبته، حيث يقول: "مررت بفترة صحية قاسية جدا كلفتني الكثير من الناحية المادية، مما اضطرني إلى بيع مكتبتي التي تحتوي على 4 آلاف كتاب، وهي أعز ما أملك، ميراث عمري كله، وبعتها بثمن بخس. بعد ذلك، بقيت في المستشفى لمدة شهر، وما زلت أعاني من مشكلة في الكلى. واليوم، أجد نفسي مضطرا لبيع أرشيفي الخاص بالتراث السمعي المصري، كي أتمكن من العيش بكرامة فيما تبقى لي من العمر، دون الحاجة إلى استجداء العلاج أو التسول لتغطية تكاليف المستشفى أو تلبية احتياجاتي الأخرى. هذا القرار صعب جدا بالنسبة لي، كأنني أبيع جزءا من نفسي أو أحد أبنائي، لكنني مجبر على ذلك".
ويأمل النمر أن تشتري جهة مصرية رسمية أرشيفه، قائلا: "أتمنى أن ينتهي هذا التراث بين أيدي من يقدره حقا، ويهتم بما يمثله من قيمة للتاريخ المصري".
أثار إعلان الطبيب المصري عن نيته بيع أرشيفه الموسيقي حالة من الحزن بين المثقفين والمهتمين بالتراث، ومن بينهم الكاتبة المصرية إكرام يوسف، التي دعت إلى بذل جهود أخيرة لإنقاذ الأرشيف من خلال اكتتاب شعبي أو البحث عن حلول بديلة. في حديثها لـ"الجزيرة نت"، قالت: "أعرف الدكتور عصمت منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث كان من أبرز رموز الحركة الطلابية في الجامعة، واشتهر بحبه العميق لكنوز الغناء والموسيقى المصرية القديمة".
وتابعت "ربما يكون الاكتتاب الشعبي باسم المصريين أو تدخل جهة رسمية لشراء الأرشيف، مع وضع قوانين تمنع بيعه مستقبلا، هو الحل لإنقاذ هذا التراث القومي. لقد عرضت الفكرة على الشاعر زين العابدين فؤاد، ونعمل حاليا على إيجاد مخرج للحفاظ على هذه الثروة التي جمعها الرجل بجهده على مدى نصف قرن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التراث السمعی ما لدیه فی مصر
إقرأ أيضاً:
نسرين النمر لـ(الكرامة): هذا ردي على التساؤلات حول مصدر تمويل القناة
بمنتهى الصراحة
سلسلة حوارات يجريها:
محمد جمال قندول- الكرامة
المدير العام لقناة (العنــــــوان 24) الإخبارية الإعلامية نسرين النمر لـ(الكرامة):
(…..) هذا ردي على التساؤلات حول مصـــــــدر تمويل القنــــــــاة..
لن نلتفت للأمور الصغيرة….
القـــــاهرة مكان صناعة الإعـــــــلام.. ووجودنا مـــــؤقت..
إعلاميـــــــون كبـــــار أشادوا بتفـــــرد الاسم.. والوطن مخنوقٌ الصوت..
استمرارية (العنـــــــوان 24) تظل تحديًا مصحوبًا بكثيرٍ من المخاطر..
مكان قناة إخبارية عالمية معنية بالشأن السوداني يظل شاغرا..
“استراتيجياتٌ ذكية” اختبرنا عبرها عوامل الوصول للجمهور ..
بصدد إنشاء مكاتبنا الخارجية.. وسيكون بالسودان أكثر من مكتب..
في خضم تسارع الأحداث فى المشهد السوداني بكل دروبه، آثرنا تخصيص هذه السلسلة لنجومٍ يُقدمون (اعترافاتٍ) تتسم بالصراحة في مِلفاتٍ ساخنة.
وضيفة المساحة اليوم هي الإعلامية نسرين النمر، التي قدمت إفاداتٍ مهمة حول تجربتها الجديدة فى تأسيس محطة تلفزيونية باسم (العنوان 24). مرحبًا بكِ نسرين في “الكرامة”، ونبارك لكِ قناة (العنوان 24) التي ستنطلق في الأيام المقبلة..
بدايةً، حدثينا عن هذه التجربة الجديدة، كيف وُلدت فكرة القناة؟ وما الذي دفعكِ لاتخاذ هذه الخطوة الجريئة في هذا التوقيت الحساس؟
مرحبًا بك قندول وبـ(الكرامة). ونسعد أن نتحدث عن العنوان 24 كمشروعٍ إعلاميٍ كبير، وهو الأول من نوعه في السودان لقناةٍ عربيةٍ مُحترفة تُعنى بالشأن السوداني. وهو بالنسبة يشبه الحلم في زمن الحرب. وهو مجموعة تحديات ابتداءً من الفكرة وحداثتها على المجال الإعلامي السوداني، ثم توقيتها، وتحدي صمودها وهو التحدي الأكبر. كنت وفريق العمل ندرك خطورة الأمر والتحديات والمغامرة، ولكن كانت المسؤولية تجاه وطن مخنوقٌ صوته في وقتٍ حساس يحتاج فيه إلى آلةٍ إعلاميةٍ ضخمة يتصدى بها لحربٍ وجوديةٍ تهدد بقاءه.
ثم كل ما فتحت مكانًا للاستنارة ومنبرًا إعلاميًا للحوار أسكت أصواتًا للبنادق وخلقت سلامًا حقيقيًا. المشروع حالة كما السودان الآن سينتصر ويزهو ويصمد.
اختيار اسم (العنوان 24) لمحطة فضائية إخبارية جديدة أثار انتقادات، فالبعض يرى أنه غير مناسب ولا يحمل هويةً واضحة، لماذا وقع الاختيار عليه؟
الكثيرون من كبار الإعلاميين أشادوا باختيار الاسم وتفرده وكونه لافتًا. وهو في تقديري في حد ذاته يحمل معناه وهويته الخاصة كونه وجهة وعنوان رئيس لما نحمله إياه من محتوى، وهو متسع الرؤية ويحتمل البناء عليه ما يتبقى هو content وهو اختيارك بالضرورة، وفي اعتقادي يكملان بعضهما البعض.
هل تعتقدين أن الاسم قادر على جذب الجمهور ومنافسة القنوات الكبرى؟
عوامل الوصول للجمهور تم اختبارها مطولًا، وذلك وفق استراتيجيات ذكية مبنية على ذكاء المتلقي وتعدد خياراته، والمتلقي هذا أذكى بكثير مما تتصور، ولديه حرية الاختيار فيما يشاهد ويتابع، ونحن ندرك ذلك، بل ما نقوم به من مشروع يعتمد على دراساتٍ مُعمقة لطبيعة الجمهور المستهدف، وطبيعة المنافسين، ودراسات جدوى اقتصادية لضمان استمرارية المشروع، وسوق إعلامي عالمي يضج بالمعلومة والمعرفة. فالأمور هنا تسير باحترافية ولا شيء يترك للصدف، والإعلام الآن صناعة متكاملة تشكل الرأي وتغير المواقف وتبني القناعات وتؤثر بشكلٍ مباشر في اتخاذ القرار، وهذا على مستوى الأفراد، والجماعات، والمؤسسات، والحكومات.
لماذا لم يتم الكشف عن مصدر تمويل القناة بشكلٍ واضح؟
لست ميالةً لمجاراة العامة والنظر لصغائر الأمور فمن المهم النظر للمهم والأهم، فدائمًا هناك من ينتظر فشلك لتجلس بجواره ليبتل جوفه المحترق من رؤية نجاحات الآخرين، نحن نقوم على مشروع عالمي كبير وطموح لا نلتفت للأمور الصغيرة ولا نرد لمن يريد إجاباتٍ مفصلة على مقاسات تناسب احتياجاته النفسية، كنت حضورًا أنت عندنا، ذكرنا في التنوير الصحفي للزملاء بأنّ القناة قامت بغرضٍ حسُن وهذا أمرٌ طبيعي وفعل يحدث بشكلٍ يوميٍ واستحقاق مشروع لكل فردٍ، ومواطن، ومواطنة، ولكنّ البعض يظل يسألُ مثل سؤالك هذا يريد أن نأتيه بإجاباتٍ أُخرى. لا أعلم ربما تكون أهواء إنسانٍ وأشواق.
لماذا اخترتم القاهرة تحديدًا كمنصة لانطلاق القناة الإخبارية؟
القاهرة هي مكان صناعة الإعلام، وما مدينة الإنتاج الإعلامي ببعيدة، هذا الصرح الحضاري العملاق يقف شاهدًا على تفكيرٍ استراتيجيٍ مُحترف وعميق، ولكنّ وجودنا في القاهرة تصادف مع وجودنا بها قبل وأثناء الحرب، وهو وجودٌ مؤقت. نحن بطبيعة الحال نوجد كشركة إنتاج إعلامي بالقاهرة، ولكن بث القناة ليس من مصر، لكن لا بد من الحديث عن توفر مناخ عملي محترف، وكوادر ذات قيمة عالية في السوق المصري، وبيئة عمل مربحة لا تتوفر في كثيرٍ من الدول، ولكن (العنوان) ستكون قريبًا بالسودان حيث مكانها الطبيعي.
ألا تعتقدين أن بث قناة سودانية من خارج البلاد قد يضعف مصداقيتها أمام المشاهد السوداني؟
ما علاقة البث بالمصداقية، البث هذا تقنية هندسية لديها ترتيبات فنية لا علاقة لها بالمكان، أما المصداقية فأجبتك عليها، هي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بسياساتك التحريرية ورؤيتك الكلية، وبالضرورة بالهدف من إنشاء قناة إخبارية.
وصراحةً كنت أتوقع من صحفي ذكي أسئلة حول أهداف القناة، ونوعية المحتوى البرامجي، وطبيعة الجمهور المستهدف. ومصداقية القناة تأتي مما تقدمه من محتوى والتزامها الصارم بالمهنية والموضوعية أينما كانت، ونحن كل الظروف ليس للوجود الجغرافي أثرٌ فعلي في ذلك بقدر ما هي سياسات تحريرية والتزامات مهنية.
ما هي الاستراتيجية التي تعتمدونها لجذب الجمهور السوداني في ظل تعدد الخيارات الإعلامية؟
عوامل الوصول للجمهور تم اختبارها مطولًا وذلك وفق استراتيجياتٍ ذكية مبنية على ذكاء المتلقي وتعدد خياراته والمتلقي هذا أذكى بكثير مما تتصور، ولديه حرية الاختيار فيما يشاهد ويتابع، ونحن ندرك ذلك بل ما نقوم به من مشروع يقوم على دراسات معمقة لطبيعة الجمهور المستهدف وطبيعة المنافسين ودراسات جدوى اقتصادية لضمان استمرارية المشروع وسوق إعلامي عالمي يضج بالمعلومة والمعرفة.
القناة هل تمتلك خطةً واضحةً لتحقيق الاستمرارية، أم أنها قد تواجه مصير قنوات سودانية سابقة لم تستطع الصمود؟
سوق الإعلام صناعة كما قلت، والاستمرارية تظل تحديًا مصحوبًا بكثيرٍ من المخاطر، وهي من الأسواق التي تهرب منها رؤوس الأموال في إقليمنا، ولكن استمرار المشروعات على دراساتٍ واضحة تستوعب المتغيرات المتسارعة، مع أسباب أخرى يظل من مرتكزات مثل هذه المشروعات.
يرى البعض أنّ إطلاق قناةٍ جديدة في هذا التوقيت مغامرة غير محسوبة، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المضطربة، كيف تردين على ذلك؟
الخيارات في كل شيء باتت متوفرة بفعل التكنولوجيا، ولكن يظل مكان قناة إخبارية عالمية معنية بالشأن السوداني فارغًا، وفارغًا تمامًا، ونعتقد بأن الجمهور يعتبرها ضرورة وحيثيات ذلك متوفرة.
هل تخشين فشل القناة؟ وما هي خطتك إذا لم تحقق النجاح المتوقع؟
مثل هذه المشروعات لا تقوم أبدًا على الحماس أو التمنيات، مؤكد هناك دراسات معمقة مصحوبة بدراسات جدوى اقتصادية، ودراسات سوق، والعمل وفق خطط طوارئ كذلك، وفقًا لما تمر به بلادنا.
هل تمتلك القناة شبكة مراسلين؟ أم أنها تعتمد على وكالات الأنباء والمصادر الخارجية؟
وجود مراسلين على الأرض من اشتراطات عمل القناة الإخبارية، فهذا مؤكد، ونحن بصدد إنشاء مكاتبنا الخارجية واختيار مراسلين في عددٍ من المناطق وسيكون بالسودان أكثر من مكتب.
لماذا تم الاستعانة بعددٍ محدودٍ من الإعلاميين السودانيين؟ هل هو نقص في الكفاءات أم توجه استراتيجي؟
عمل المحطات الإخبارية يعتمد الخبرة والاحترافية في اختيار الكوادر العاملة ومن تتوفر فيه شروط الوظيفة، وهي تتطلب قدراتٍ نوعية وخبراتٍ مسبقة، وذلك أكثر من اعتماد شروط الجنسية ربما في اختيار المذيعين باعتبارهم يمثلون هوية الشاشة، يكون الاختيار مرهون بالأنسب للهوية العامة للمحطة وما يمكنه تحقيق ذلك، السودانيون موجودون منذ اليوم الأول، بل شارك شبابٌ مبدعٌ في صناعة هذا العمل منذ اليوم الأول، ويكفي أنّ هوية القناة نفسها بُنيت على أيدٍ سودانية، ونحي المبدع خالد قنديل ومؤسسته بالرياض السعودية على المجهودات الجبارة لخروج هذا العمل بهذا الشكل وكل من عمل معه من شبابٍ مبدعٍ.
هل ستقدمين برامج عبر العنوان 24، أم أنك ستكتفين بالإدارة وترك المجال للمتخصصين في الأخبار؟
بالنسبة لي أنظر للمشروع ككل، ولم يكن المشروع الأول الذي أقف على تأسيسه، فكنت من قبل أُدير شركةً تعتبر من أكبر شركات الإنتاج الإعلامي في السودان وأكثرها إنتاجًا. أما مهمتي كمقدمة برامج فهذا عملي الأساسي كصحفية ومقدمة برنامج سياسي لسنواتٍ طويلة. أما الأخبار فلها من يقدمها من الجنسين، وهنا في (العنوان) كلٌ يعمل في تخصصه بشكلٍ محترف.